⇦ _*إنتفضت الأم من مكانها غاضبه تاركه إبنها*- .
_*قال ( عمر ) -في نفسه- يارب سامحني لقد أغضبت أمي*_ . ⇨
ومع مرور الايام إتخذت الأم إسلوب المقاطعه كي يرضخ إبنها لمطلبها وهي لا تعلم أنّها بفعلها هذا أدخلتهُ في دوامه لا يدري كيف الخلاص منها وتفكير يكادُ أن يُجنَّ منه .
وفي ذاتَ يومٍ دخل ( عمر ) على أمّه وظل واقفاً بضع ثواني لا يدري ماذا يقول ثم جثى على ركبتيه بمحاذاة أمّه منحني الرأس وقال : لِمَا كل هذا يا أمي لِمَا تتعمدين أذيتي .
قالت : أنا لا أتعمد أذيتك ولكن أنت لم تعد تسمع كلامي او تلقي لهُ بالاً .
( عمر ) لماذا تقولين هذا الكلام يا أمّي وانتِ تعلمين علماً يقيناً أنّي أفديكِ بروحي .
الأم فعلك يخالفُ قولك .
( عمر ) أرجوكِ يا أمّي أي فتاه أو إمرأه تختارين أنا موافق ولكن دعي ( فاطمه ) وشانها .
الام الفتاه التي أريدها لن ترضى أن تكون لها ضرّه .
صمت ( عمر ) ولم يُجب لانهُ يعلم أن أمّهُ عنيده ولا يمكن أن تتنازل .
ثم أردفت الام فكّر في كلامي ، وأنصرفت تاركة إبنها في حاله يُرثى لها .
دار هذا الحديث بين الأم وإبنها ولا أحداً منهم يعلم أن خلف الابواب زوجه تستمع لهما وقد بُلَّ ثوبها من دموع عينها .
وتمضي الايام والحزن يُحيط بأرجاء هذا المنزل والصمت يُخيّم على الجميع و( عمر ) لم ينفك في التفكير لعلهُ يجد حل لهذا المأزق الذي هو فيه ولم يخبر أحداً أنه يعاني من الصداع بسبب إدمانه على التفكير في هذا الشأن .
( فاطمه ) تحس وتشعر بالحاله التي فيها زوجها ولكن مثلما يقولون ( ما باليد حيله ) .
وتمضي الأيام و( عمر ) حاضرٌ غائب .. يقضي أكثر وقتهِ بالخارج ، وصار بيتهُ بالنسبةِ له المكان الذي يخيفه بعد أن كان المكان الوحيد بالدنيا الذي يرتاح وتستكين روحهُ فيه .
وذات يومٍ كان مستلقٍ في غرفته ينظرُ الى سقفها -بالعينينِ فقط اما العقل كان في وادٍ آخر- دخلت زوجته وجلست بجانبه ثم قالت : إلى متى ستظلُ على هذا الحال ؟.
نظرَ إليها -بإبتسامه مكبوته- ثم قال : وماذا أفعل .
( فاطمه ) -وهي تبكي- ولكنني لا أستطيع أن أراك بهذهِ الحاله وأبقى صامته .
قال ( عمر ) : وماذا بيدكِ لتفعليه .
قالت : إسمعني جيداً سأذهب إلى بيت أمّي ، ولكن قبل أن أذهب أريد منك طلباً وأرجو أن لا ترده .
( عمر ) وما هو طلبك ؟ .
( فاطمه ) قبل أن أخبرك لا بد أن تعلم أنني لا أطلبهُ إلّا لانني أحبك محبه لن يحبها أحدٌ مثلي .
( عمر ) أرجوكِ خبّريني فأعصابي لا تحتمل هذهِ الايام .
( فاطمه ) -محاوله أن تستجمع شجاعتها رغم أن دمعها سكّابُ من مقلتيها- أرجوك طط..طلقني .
نظر إليها ( عمر ) وهو مذهولاً مما سمع وقال : ماذا تقولين .. وهل تعينَ ما تقولين أم أنّكِ جُننتي .
( فاطمه ) نعم أعي ما أقول ولستُ مجنونه .
وضع ( عمر ) يديهِ على رأسه وقال : ياربي ما الذي يحدثُ لي .
( فاطمه ) : إهدء حبيبي .
رد عليها .. أهدء .. باللهِ عليكِ كيف أهدء وأنتي وأمّي إجتمعتُنَّ عَليّ .
صمتت ( فاطمه ) ولم تُجب .
-لم يستطع ( عمر ) أن يتمالك دموعه- قال وهو يبكي لم أتوقع أن يصل بنا الحال إلى هذهِ الدرجه .
جلست ( فاطمه ) بجانبه وأمسكت بيدهِ ثمّ قالت : يعلم الله بحبي لك ، لذا لا أحب أن أكون السبب في غضب أمّك عليك .
( عمر ) : وهل ترين أنّ هذا هو الحل .
( فاطمه ) : لا أدري .
( عمر ) حسناً .. إذهبِ إلى بيت أهلكِ ريثما تهدئ الامور .
وإنتهى حديثهما .