⇦ _*( عمر ) : إهدائي يا أمّي لعل في المانع خير*_ .
_*إنصرفت الأم ولم تُجب*_ . ⇨
وهاهي الايام تمضي والحيرةُ تنهشُ في راحة بال هذا الابن الذي لايدري ماذا يفعل لكي يرضي أمه ، فنظراتها إليه لا تزيدهُ إلّا ألماً وكذلك ( فاطمه ) تشعر بالعذاب وهي ترى زوجها في هذه الحاله ولكن ما باليد حيله ، اما من ناحية أم زوجها فقد أحست أنها لا تطيقها وكأن هي العائق بينها وبين ما تريد ( ولكن هذا حال المجتمع لا يرحم الانثى في مثل هذه الحالات ) .
وفي أحد الليالي كان ( عمر ) وزوجته منسجمان في غرفتهما يتبادلان النكت واعذب الكلام فيتغزل فيها وهي ترد عليه وضحكاتهما تهز اركان الغرفه وبعد الضحك والمزاح قالت ( فاطمه ) بخفة دم وهي مبتسمه اتدري ماذا يصادفُ يوم غد قال : وماذا يصادف ؟
قالت : -مازحه- الهذا وصل بك الاهمال ؟
قال : مثلما تعلمين عندما تكونين بجانبي فعقلي لا يُفكّرُ في سواكِ .
قالت : سأخبرك ولكن أوعدني ستنفذُ ما أطلبُ منك .
قال : ومن قال أن الاميره تطلب ، الاميره تأمر
قالت : ومنذُ متى والاميرةُ تأمر الملك .
قال : حسناً أخبريني أيتها الاميره .
قالت : غداً يصادفُ يوم زواجنا .
قال : يا الله لقد نسيت .. والآن أطلبي ما شئتِ وطلبكِ مجاب .
صمتت قليلاً واطرق براسها إلى الارض ثم قالت : أريد .. أُريد منك ..
قال : ماذا تريدين ولما هذا التردد ؟ .
قالت : أريد منك أن تتزوج .
صمت ( عمر ) ونظر إليها وهو مذهولاً ثم قال : ماذا قلتي .
أجابت قلتُ ماسمعت .
قال : وهل إشتكيتُ إليكِ .
قالت : ليتُك فعلت لما بقيتُ صامته الى اليوم
قال : ولكن لما هذا الطلب الغريب .
أجابت : لانني أحبك ، وكل أملي أن تحقق لامك ماتتمنى .
رد ( عمر ) ولكن لدي طلبٌ أنا أيضاً .
قالت : وما هو ؟ .
قال : أن لا تُعيدي ما قلتِ مرّةً أُخرى .
أجابت ( فاطمه ) ولكن ....
قاطعها قائلاً : إنتهى النقاش .. تصبحين على خير .
وفي الصباح الباكر أعدّت الزوجه الفطور لزوجها وكأنَّ شئٍ لم يحدث .
ذهب ( عمر ) إلى عمله وبالهُ مشغول بما قالت زوجته وحاول جاهداً أن ينسى ماسمع ولكن لم يستطع ، ولما عاد الى البيت إستقبلتهُ زوجته على عادتها ، ومرت الأيام وعاد كل شئ على طبيعته .
وفي ذات يومٍ دخل ( عمر ) على أمّهِ كعادته وبعد أن قبّلَ راسها وبدأ يتحادثُ معها قالت الأم : إلى متى ستستمر على هذا الحال .
قال : ماذا تقصدين يا أمّي ؟ .
قالت : طلّقها وتزوج غيرها .
صمت ( عمر ) وطاطأ براسهِ إلى الأرض .
قالت الأم : أراك لم تجاوبني .
قال : وماذا اقولُ يا أمّي .
قالت : لا تقل شيئاً ولكن إفعل ما قلتُ لك .
صمتَ قليلاً ثم قال : حسناً يا أمّي مثلما تريدين ولكن لن أطلقها بل سأتزوجُ عليها .
قالت الأم : ولما لا تطلقها .
قال ( عمر ) : وما ذنبها يا أمّي .
قالت : لا تختلق الأعذار .
( عمر ) أنا لا أختلق الاعذار ولكن ( فاطمه ) ليس لها ذنب وإن شئتِ اتزوج عليها أما أن أُطلقها فلا .
إنتفضت الأم من مكانها غاضبه تاركه إبنها .
قال ( عمر ) -في نفسه- يارب سامحني لقد أغضبت أمي .