⇦ _*ثمّ إلتفت إلى زوجتهِ وقال : تركتُ بيت طفولتي من أجلكِ .. هل تستطيعين أن تفعلي مثلي أم أرحل بمفردي إلى جهه غير معلومه*_ . ⇨
قالت ( فاطمه ) : -دون تفكير- بلى أستطيع .
صاحت أمها قائله : وهل جُننتي ؟ .
ردت ( فاطمه ) : لا لم أُجن ومثلما أخبركِ زوجي أن ما حدث لنا بسببكنّ وهو ضحّى من أجلي فلما لا أُضحّي أنا من أجله .
قالت ( الأم ) : وستتركيني .. هذهِ آخرة تربيتي فيكِ .
إقتربت منها ( فاطمه ) وقالت : لا يا أمّي لن أترككِ ولكن أيضاً لا أستطيع أن أترك زوجي في مثل هذهِ الظروف .
هنا تدخّلَ ( عمر ) قائلاً : تستطيعي أن تأتي معنا يا ( خاله ) إن شئتِ .
ردّت عليه لما لا تبقيان أنتم عندي فالبيت واسع .
قال ( عمر ) : هذا من دواعي سروري ولكن اعذريني يا ( خاله ) ، ماذا ستقول الناس عنّي ؟ .
ترك أمّهُ وأخته ومسكنه ... والباقي تعرفينه .
قالت : يعني ليس هناك حلٌّ آخر .
أجاب ( عمر ) ليس هناك حل سوى أن نترك الحاره بأكملها .
أم ( فاطمه ) : إذاً أبقيا إلى الصباح .
( عمر ) : لا نستطيع أيضاً .
ردّت عليه -بغضب- لا أستطيع .. لا أستطيع .. وإلى أين ستأخذ إبنتي وأنت في هذا الوضع .
( عمر ) : أرض الله واسعه .. ولا تنسي أنّها زوجتي أيضاً .
صمتت ( الأم ) قليلاً ثم قالت : -بصوت حزين- ما دام أن هذا قراركما أخرجا وأغلقا الباب خلفكما ، ثم دخلت غرفتها وأغلقت الباب ورائها.
نظر ( عمر ) إلى زوجته ثم قال : إذهبي أجبري خاطر والدتكِ وأنا سأنتظركِ بالخارج .
وما هي إلا دقائق معدوده ونزلت ( فاطمه ) وانهمرت دموعها على خدّها حين رأت زوجها ينظرُ بعينان دامعتان إلى نوافذ بيته وكأنه ينتظر أحدٌ يطلُ منها .
إلتفت ( عمر ) خلفه وحين رأى زوجته مد لها يدهُ وهي بدورها شبكة يدها بيده وسارا الأثنين بخطى ثقيله ، ولكن ( عمر ) بين لحظه وأخرى يلتفت خلفه ويناظر لمنزله لعلّه يرى أحد يطل من شبابيكه كي يودّعه ، وبعد عدّت محاولات إنفتح أحد الشبابيك توقف ( عمر ) وزوجته فإذا هي ( أروى ) تلوّح بيدها مودّعتهما وبدورهما ردّا عليها وظلّت ( أروى ) تلوّح بيدهه حتى غابا عن بصرها .
* بعد مرور سنه وبضعة شهور *
في هذهِ الفتره إستأجر ( عمر ) بيت متواضع مكون من غرفتين وعاش مع زوجته في سعاده مع أن هذهِ السعاده ينغصّها فراق الأحبه إلا أنها تحلو بالصبر .
وفي هذه الفتر أيضاً توفيت أم ( فاطمه ) مما سبب لها إنهيار عصبي ولكن الرضاء بالقضاء والقدر مرهم لكل مصيبه .
وتمضي الأيام و ( عمر ) على عادته لم ينفك عن زيارة أمّه رغم أنّهُ في كل مره يعود خالي الوفاض بعد أن يبكي ويترجّى أمهُ أن تفتح لهُ ولو مره واحده ولكن دون فائده فالجواب واحد ( إبني مات من يوم أن غادر هذا المنزل ) ولا سبيل لديه سوى العوده والبكاء في حضن زوجته .
وفي أحد الأيام عاد ( عمر ) إلى بيته بعد إنتهى دوام عمله وحين دخل على زوجته وجدها في حاله لم تعجبه .
( عمر ) : ما بكِ .. وكأنكِ مرهقه .
( فاطمه ) : لا شئ .. مجرّد غثيان وأحس أيضاً ببعض الدوران .
( عمر ) : إذاً غيّري ملابسكِ سأذهب بكِ إلى المشفى .
( فاطمه ) : لا تشغل بالك سأكون بخير .. غيّر ملابسكَ أنت ، سأحضّر لك الغداء .
رد عليها ( عمر ) : وهل جننتي .. كيف سيطيب لي الأكل وأنا أراكِ بهذهِ الحاله .
( فاطمه ) : حسناً .. ما دمت مُصر .