⇦ _*أخذها ( عمر ) بينِ يديه وضمّها إلى صدره وأنفجر باكياً وأبكى أمّهُ وأختهُ معه ، وأمضى ( عمر ) قربة الشهر بين ذكرى جميلةٌ تبكيه ودموعٍ على فقدان عزيزٌ وغالي .*_ ⇨
وبعد إنقضاء تلك الفتره لم يكن لديهِ خيار إلّا التأقلم على الوضع الراهن رغم أنّهُ يرى صورة زوجته في جميع زوايا البيت ولكنّهُ سبيل الدنيا .
ودخل ذات يومٍ على أمّه وأخته وكانت الطفله البريئه بين يدي الأم وبعد أن قبّل راس أمّه وسلّم على أخته جلس ، ثم أشار إلى أمّه بكلتا يديه طالباً منها حمل إبنته .
حمل الأب إبنتهُ بين ذراعيه وبعد أن طبع قبله على جبينها ظمّها إلى صدره وكأنّه يستنشقُ من أنفاسها عبير أمّها .
قالت والدته : لقد مرّ من عمرها أكثرُ من شهر ولا زالت بدون إسم ، ماذا تنوي أن تسمّيها .
رد ( عمر ) : لن أجد لها إسمٌ أفضلُ من إسمِ والدتها .
ردّت والدته : زين ما إخترت .
وبعد صمت دام عدّة دقائق و ( عمر ) مشغول بمداعبة إبنته .
قالت ( الأم ) : أليسَ من الأفضل أن تترك هذا البيت وتعودُ معنا .
هنا توقف ( عمر ) عن مداعبة إبنته ونظرَ إلى أمّهِ ثم قال : ليس الآن يا أمّي أمهليني بعض الوقت .
( الأم ) : ولِمَا يابُني .. وكيف ستعتني بالطفله الصغيره .
( عمر ) : لا تقلقي يا أمّي ! الله هو الذي يبتلي عباده وهو الذي يعينهم .
( أروى ) : ولكن يا أخي ...
قاطعها ( عمر ) .. إعذريني يا أختي على مقاطعتكِ ولكن أرجوكن لا تضغطنَ عليّا .
قالت ( الأم ) : -بنبرة حزن- حسناً يا بُني مثلما تريد والآن سنغادر إلى بيتنا ولكن لا تُطيل المدّه فنحنُ بإنتظارك .
( عمر ) : إن شاء الله .
غادرت الام وإبنتها بعد أن فشلت في إقناع إبنها بالمجي معهما أمّا ( عمر ) فقد أخذ إجازه مفتوحه من عمله وتفرّغ لتربية ( فاطمه الصغيره ) .
وتمضي الأيام و ( فاطمه ) تكبر ويشتدُّ عودها وبعد فتره ليست ببعيده ذهب الأب مصطحباً إبنته لزيارة أمّهُ وأخته وبعد أن طرق الباب
فتحت ( أروى ) وحين رأتهُ أخذت منه ( فاطمه ) وظمّتها إلى صدرها بشوق ومحبه بعد أن رسمت قبله على خدّها ثم قالت : تفضّل يا أخي .
وكانت هذهِ المرّه الاولى منذُ إنقطاع دام بضعِ سنين دخل ( عمر ) وهو يجوبُ ببصره نواحي البيت وعلى ما يبدو أن الذكريات أشعلت بداخلهِ الحنين فنزلت دمعه من إحدى مقلتيه لا إيرادياً مسحها قبل أن ينتبه أحد .
وبعد لحظات أتت الأم -ووجهها تكسوهُ البشاشه- سلّم عليها وقبّل راسها .
قالت ( الأم ) : نوّرت بيتك ومطرحك .
( عمر ) : البيت منوّر بأهله .
( الأم ) : وكأنك لست من أهله .
( عمر ) : ليس القصد .
( الأم ) : وأين الأموّره .
( عمر ) : مع عمّتها .
أحضرت ( أروى ) الطفله وأعطتها والدتها ، وأخذت الجدّه تداعب حفيدتها وأخرجت سلسله ذهبيه من عنقها وقالت : هذهِ هديت حدّتكِ يا أميره .
وبعد حوار دام أكثر من ساعه بين الأم وأبناءها وقبل أن يستأذن ( عمر ) سألتهُ والدته متى ستعود يا بُني ؟ .