لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
ـ المتنبي.
إهـــداء…
إلى القابعون على أرصفة الإنتظار و المتشردون خارج الديار…
إلى الذين تربطني بهم صلة الحزن والكآبة…
إلى أشباهي التُعساء الذين اغتال القدر حبهم…
… أهدي هذه الرواية إليكم …
( مـصـطـفـى بـحـر )
ألا لـيـت الـوصـال يـعـود يـومـاً
فـأخـبـرهُ بـمـا فـعـل الـفـراقُ.
طل الصباح معلنـًا يومـًا جديد فأشرقت شمس الأمل لتداعب الورد الفريد، لتبعث في أنفسنا شوقاً لأحضان الفقيد! قد استيقظت في أحد أيام كانون الثاني، استيقظت ولكن شيئًا ما يجول في عقلي هناك مزيجًا من التساؤلات نحو شيئًا من الماضي تأبى الذاكرة نسيانهِ…
هل حقـًا جاء ما خشينا حدوثهِ ؟
هل حقـًا سل الفراق سيفهِ ليبتر حبنا ؟
ربما هناك ألف طريقةٍ للبقاء معـًا، لكن لاجدوى لقد رحلتِ وتركتِ قلبـًا تعصف بهِ رياح الشوق ويدميه ألم الفقد والحنين.
لم أكن فقط من يفتقدكِ كل الأماكن تفتقدكِ كل من مررتِ بهِ أو تم لمسهُ بأناملكِ يفتقدكِ!
هنا زهور ذابله، هنا شموع مطفأه، هنا شبابيك مغلقة لم تفتح بعد، هنا قطتكِ الصغيرة "زوري" وكأنها عند فتحي للباب تسألني عنكِ.
لم أكن الوحيد من يفتقدكِ كل أشيائكِ تفتقدكِ كل من مررتِ بهم تعلقوا بكِ هكذا كنتِ تسلبي قلب من رآكِ.
فـإذا أتـانـي طـيـفـهِ و ضـمـمـتـهُ
أيـقـنـت إن الـفـقـدِ شـيـئًـا مـؤلما.