الفقد مؤلمـًا يا مرام…
ولكن الأشد ألماً فقد أولئك الذين يستحيل نسيانهم!
لقد أحببتكِ وكأنني مدركـًا زوال نعمتي… نعم فأنتِ النعيم لدي!…لقد أحببتكِ عقلاً وقلباً، أحببتكِ كونكِ دائي ودوائي، مائي وهوائي، لقد كنتِ الغصن المثمر في عمري والأمل الوحيد للحياة.
كنت أنظر إليكِ بقلبي لا بعيناي التي ترى الجميع لقد نظرت إليكِ بقلبي الذي هو ملكً لكِ.
مرام … لم يمر يوماً دون تفكيري فيك، ولم أنم ليلةً دون حلمي بكِ، ولم أخطوا خطوةٍ دون طيف خيالكِ.
مرام … أنا لم أعد ذلك الشخص الجريء، ذلك الشخص القوي، ذلك الشخص العنيد، ذلك الشخص الذي لا يعبأ لشيء لا بما يفعل، أو لما يقول.
لم أعد ذلك الشخص الذي لا تغريه الورود، ولا يؤلمه غياب أحد، ولا يسأل الراحل علام رحلت ولا العائد علام رجعت، كنت لا أكترث لشيءً حصل ولماذا حصل؟!
مرام … غيابكِ أيقظني من غفلتي و من تحجّرُ قلبي، وها أنا أبحث عن شتاتي فيكِ!
أبحث عن ذلك الشخص القوي ذلك الشخص العنيد ذلك الشخص الذي لم يلقِ بالاً لأي شيئاً كان، ذلك الشخص الذي يتحدثون عنه بمسمى غريب الأطوار، ذلك الشخص الذي تم فقدهِ في رحلةٍ معكِ، نعم، لقد فقد منذ أن رآكِ.
مرام هل تذكرين حفلة خطوبة أيهم ومنال هناك كانت بداية رحلتي في عالم العشق والغرام هناك كان محطة لقائنا الأول ومنذ رأيتكِ سلبتِ قلبي وخلّفتيني أخوض صراعاً حول ظنوني هل لي أن أراكِ مرةً أخرى ياترُى؟…
و يجاوب صوتاً داخلي مابك يارجل هل الصوت النابع منك أنت؟ هل أنت على مايرام؟ ليس من عادتك أن تفكر بشيءٍ كهذا! أم أنك قد وقعت في شباك الحب؟.
أجبت ذلك الصوت النابع من اعماقي…
نعم وقعت! نعم، وبشدة قصوى و آمل أن أراها وسأنتظرها بفارغ الصبر دون أن أسأم الإنتظار.
مرام، هل تعلمين بأِن الإنسان مُعرّضاً للاحتلال بمجرّد أن يرى إنساناً على الهيئة التي يحب، فيصبح أسيرًا لدى ذلك الإنسان؟!
و ها أنا ذا محتلاً بكِ!.
كان حتماً لم يكن لي أن أراكِ إلا في مراسم الزفاف، ليس مراسم زواجنا بل زواج أيهم ومنال، لقد أطللتِ بطلتكِ الجميلة كطلّة البدر حين يبدو كاملاً في منتصف السماء، كنتِ أنيقةٍ جداً، وكُنت ذلك الشارد في حسنكِ…
ذلك الذي سُلب قلبه من أول لقاء، وما أن أوشحت بنظري إليكِ قليلاً فإذا وإنني أرى سمير و عُلاء يقصدان السير نحوي فإذا بوصولهم القيا علي السلام ثم سألوني عن الحال، والحال كما هو الحال.
سألُني سمير: ما بالي لا أراك في الآونة الأخيرة وكأنك قطعت الوصل علينا تماماً، هل فضلّت الوحدة علينا يارجل؟
ــ آه لو تعلم مابي وما قد قاسيتهُ ومررت بهِ في هذه الاونة، لقد فارق النوم جفني وسئمت من عيش الحياة وكأنني أعيش بدون قلب
ــ ماذا تقول يا مجد أفصح قليلاً إنني لم أفهم عليك هل قلت من دون قلب؟ هل تم سلب قلبُك؟ ومن هي سعيدة الحظ هذه؟
ــ اُصمت يا سمير، أنني أعاني من هذا وأنت همُك الوحيد أن تعرف من هي!
ــ هذا يعني إنها لا تحبُك؟
ــ لا أعلم!
ــ وكيف لا تعلم، ألم تصارحُها بمشاعرك؟
ــ لم أفعل ذلك، لم أستطع فمنذ حول شهر من معرفتي بها وأنا أُفكر كيف أقول ذلك، كيف سأشرح أنني غُرمت بها دون تعرفنا عن قرب، دونما لم يلقِ منا للأخر خطابًا، كيف سأشرح إنني أحببتها منذ أن رأيتُها!
ــ لحظه لحظه، تمهّل قليلاً! أقلت أنك رأيتها مرةً واحدة و منذ شهر وعن بُعد، هل جُننت أم ماذا؟
ــ لا، لم أُجن، لم أزلّ بكامل عقليتي وارادتي!
وإن كان الجنون بها فأهلاً بالجنون!
ــ بل جُننت يا صديقي أيعقل حبـًا كهذا، لم تتعرف عليها ولم تصُارحها بمشاعرك المكبوتة نحوِها، وربما لم تعرف أسمُها بعد! عجباً لحالك يا صديقي؟!
ــ بل عرفت إسمها سمعت إحدى صديقاتها نادتها (مـرام) أسمها جميل كجمالها مستخرج من العشق و الغرام و الحب و الوئام.
ــ آآه يا صديقي أنك غريق في بحر الغرام بلا شك فيجب عليك المبادرة نحوها والتعّرُف عليها عن قرب يجب أن تتخلص من هذا العبء الذي أنت فيه!