الفصل الثاني

ــ ماذا قلت أن أفعل؟!  أقلت اُبادر نحوها أتتعمد إحراجي أمامها أم ماذا؟  أقول لك منذ شهر تكمن مشاعري  بداخلي ولم أستطع البوح بها و أنت تقول علي القيام بالمبادرة! 


ــ مجد أنا لم أقل صارحها بحبك فور وصولها، إنما أقول أن تبادر نحوها وتتعرّف عليها رويدًا رويدا حتى تُـتيح لك فرصة المصارحه. 
ــ هذا ما أريد فعله صدقني، ولكن لا أجرؤ حياله. 
ــ  أتمنى لك السعادة دائماً، و أن تـنل ما تحلم به، و أن يهبك الله قوة لمصارحتها … علي الذهاب يا صديقي، وداعاً. 


ــ وداعاً!  .
يا إلهي كيف لي أن أخطو هذه الخطوة إليكِ؟  كيف لي أن أقف شامخاً أمامكِ كي أتحدث؟ كيف وعيناكِ تربِكُني بالكامل. 
في محراب عينيكِ تتلاشى الأحرف وتذوب الكلمات! عيناكِ فقط من تربكُني وتجعلُني عاجزاً لا حراك.


ماذا لو أخبرتكِ أنني أدمنتكِ.
أدمنت النظر إلى عيناكِ الجميلتان.
أدمنت أن أهذي بكِ في يقضتي ومنامي. 
أدمنت تسللكِ بين أحرفي وتجسدكِ في خيالي. 
أدمنت أن أراكِ بكل جهاتي. 
أدمنت إشعاع شمسكِ على ظل قلبي.
أدمنت كل ما يؤدي إليكِ. 
ما هذا الخوف والتوتر الذي يعتريني؟ 
ما هذه الاسئلة التي أكلّت عقلي وكأنني لست مجد المتسرع حيال كل شيء!
خوف … قلق … توتر … عقلاً مضطرباً بالكامل، أظنّ أن لا راحة لي إلا بعد مصارحتكِ. 
حاولت أن أقنع نفسي بأي طريقة لأتجه نحوكِ فأوهمتها بأنكِ مجرد فتاة عادية فحسب كباقي الفتيات اللواتي تعرفت عليهنّْ مسبقاً لغرض الحديث، استجمعت كل قواي و اتجهت إليكِ …


ــ مرحباً؟ 
 ــ مرحبا! 
ــ أيمكنني الجلوس هنا ؟ 
ــ بالطبع تفضل.
ــ شكراً لكِ.
ــ العفو.
ــ جميلة جداً.
ــ عفواً ماذا؟ 
ــ أقول عن الحفلة، إنها جميلة جداً، كل شيئاً بها مميزاً ومنظّم أليس كذلك  يا …؟
ــ مرام ! 
ــ وأنا مـجـد، تشرفت بمعرفتكِ! 
ــ وأنا كذلك! 
ــ لم تجاوبيني كيف الحفلة في نظركِ؟


ــ  إنها جميلة كما قلت ولكن تفتقد الهدوء قليلاً. 
ــ ولماذا الهدوء، إنها حفلة زفاف يجب أن تعُج بالرقص والتصفيق و ضرب الطبول وعزف كل أنواع الموسيقى! 
ــ أعرف هذا ولكن يبدو لي أن كل شيء فوضوي جداً لكثرة الضجيج هنا. 
ــ هذا يعني إنكِ لستِ معتادةٍ على الحفلات أو  إنكِ لا تحبي الضجيج؟ 
ــ ليس لأني غير معتادةٍ على الحفلات ولكن الضجيج في كل شيء لا يُحب، والمبالغة بشيءٍ كهذا يفقد لذة الفقراء بساطتهم. 
ــ أرى إنكِ مهتمة جداً لقراءة الكُـتّاب والفلاسفة والسياسيون؟ 
ــ وما يعني هذا الآن؟ 
ــ ألا تعرفين الكاتب السياسي الهندي المهاتما غاندي القائل  
"يجب أن يعيشوا الأغنياء ببساطةٍ أكثر، حتى يستطيعوا الفقراء أن يعيشوا " ما قلتيه الآن ينطبق تماماً لما قال غاندي! 
 ــ نعم، مهتمّة لقراءة الكثير من الكُـتّاب لكن لا أعتقد أنني قرأت شيئاً لهذا الكاتب، ربما تصادُف الحديث لا أكثر، ولكن ما قالهُ جميل!


ــ بما أنهُ جميل، و أن الضجيج لا يُحب، هل أحظى بأصطحابكِ لمكانٍ هادئ وجميل للنشرب القهوة معاً ونتحدث قليلاً
ــ لِم لا، لنذهب لربما استنشق قليلاً من الهواء، وثانيةٍ أحب القهوة كثيراً  
 ــ إذاً تفضلي لنذهب. 


هل حقاً فعلتها، هل أنا حادثتكِ، وكيف استطعت، لا … لا ربما أحلُم، ربما يُخال لي أنني فعلت هذا، كيف وأنا ضعيفاً تجاهكِ، أحس أنني جبان لقدوماً كهذا، لكنني فعلت.


ــ مابك واقفاً هكذا أم أنك قد تراجعت عن الذهاب؟ 
ــ لا، لم اتراجع أبداً، ولكن لم أتوقع حدثان في آن واحد
ــ وماهما الحدثان هذي؟
ــ عند شربنـا للقهوة سأحدثُكِ عنهما.
ــ حسناً   .     
  ( كأس من القهوة و قليلاً من التفكير يبعث بنا نحو ماضٍ لا يقبل النسيان أو التغيير، إن للقهوة حديثاً خاص لايعرفهُ سوى عشاقها )
 



إعدادات القراءة


لون الخلفية