في أحد أحياء دبي، حيث يلتقي الشاطئ بالصحراء، كانت "ج. أ. ج" تعيش حياة بسيطة كعاملة نظافة. على الرغم من العمل الشاق والضغط اليومي، لم تكن الحياة قاسية كما كانت بالنسبة لها في تلك الفترة. كانت تعيش حياة شبه عادية حتى دخلت حياة جديدة مليئة بالصراعات والاختبارات.
قبل عدة أشهر، التقت بـ"عشيقها" في مكان عملها، وبدأت بينهما علاقة غير شرعية، سرعان ما تطورت إلى علاقة عاطفية جسدية. لم تكن "ج. أ. ج" تدرك في البداية حجم التحديات التي ستواجهها نتيجة لهذه العلاقة. سرعان ما أصبحت حاملاً، وهو ما زاد من تعقيد حياتها.
مرت الأشهر بسرعة، وحملت "ج. أ. ج" طفلتها التي أنجبتها في ظروف صعبة. كانت الطفلة ولدت قبل أوانها، مما جعل حالتها الصحية هشة للغاية. وعلى الرغم من محاولات العناية بها، كان النقص في الرعاية الطبية وعدم القدرة على تغطية تكاليف العلاج سبباً رئيسياً في تدهور حالتها الصحية.
في خضم هذا الوضع المأساوي، كان "عشيقها" يضغط عليها بشكل مستمر، مدعياً أن دفن الطفلة في الرمال هو الحل الأمثل لتجنب الفضيحة. كان هذا الاقتراح يتناقض مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية التي كانت تعرفها "ج. أ. ج"، لكنها وجدت نفسها مضطرة للقبول خوفاً من أن يُكشف أمرها.
في إحدى الليالي الحارة، توجهت "ج. أ. ج" و"عشيقها" إلى شاطئ الجميرا. كانت الطفلة تعاني من نقص شديد في الوزن وكانت تعاني من صعوبة في التنفس. ومع عدم توفر المال اللازم لتقديم الرعاية الطبية اللازمة، تم اتخاذ قرار صادم ومؤلم: دفن الطفلة في الرمال.
قامت "ج. أ. ج" و"عشيقها" بحفر حفرة صغيرة في الرمال، ودفنا الطفلة فيها. كانت المسافة بين مكان الدفن وموارد المياه المفتوحة نحو 30 متراً، مما كان يعتقدانه كافياً لضمان عدم اكتشاف الجثة. لكن المياه جرفت الجثة، وعثر عليها المنقذون لاحقاً، مما أدى إلى كشف القصة المأساوية.
لم يمر وقت طويل قبل أن تُكشف الجريمة. أخبرت "ج. أ. ج" زميلتها في السكن بما حدث، وهو ما أدى إلى إبلاغ السلطات. بدأت التحقيقات، وتمكنت الشرطة من ربط القضية بجثة الطفلة التي عُثر عليها. في المحكمة، اعترفت "ج. أ. ج" بكل ما حدث، وأقرت بأنها كانت تحت ضغط هائل من عشيقها الذي هرب بعد وقوع الجريمة.
أمام المحكمة، اعترفت "ج. أ. ج" بكل ما فعلته. أكدت أنها لم تقصد قتل طفلتها، وأنه لم يكن لديها نية لإلحاق الأذى بها. قالت إن الظروف الاقتصادية والضغوط التي تعرضت لها جعلتها تتخذ قرارات صعبة وغير إنسانية. أكدت أيضاً أنها لم تستطع توفير الرعاية الطبية لطفلتها بسبب نقص المال، وكان هذا العائق هو السبب الرئيسي وراء الوفاة.
عبرت "ج. أ. ج" عن ندمها الشديد، وطلبت من المحكمة أن تأخذ في اعتبارها الظروف التي كانت تمر بها. كما طلبت الرأفة في الحكم عليها، وعبّرت عن شعورها بالندم العميق لما حدث. أكدت أنها كانت ضحية للضغط والتلاعب، وأنها لم تكن قادرة على مقاومة ضغط عشيقها.
في ختام الجلسة، طلبت "ج. أ. ج" من المحكمة أن تراعي حالتها النفسية وظروفها الاقتصادية الصعبة. قالت إنها كانت ضحية لعملية استغلال وتلاعب من عشيقها، وأنها لم تكن قادرة على اتخاذ قرارات صحيحة تحت الضغط. أكدت أنها تعلم أن ما فعلته كان خطأً فادحاً، لكنها كانت تحت ضغط هائل ولم تجد سوى هذه الطريقة لتجنب الفضيحة.
طلبت "ج. أ. ج" من المحكمة أن تأخذ في اعتبارها سلوكها العام وتاريخها الشخصي، وأملت في الحصول على حكم عادل يأخذ في اعتباره جميع الظروف التي مرّت بها.
تقدم قصة "ج. أ. ج" عبرة قاسية حول تأثير الظروف الاقتصادية والاجتماعية على الأفراد، وتأثير الضغوط النفسية على اتخاذ القرارات. تبرز القصة أهمية الدعم الاجتماعي والرعاية الطبية للأفراد الذين يواجهون ظروفاً صعبة، وكيف يمكن أن تؤدي الضغوط إلى اتخاذ قرارات كارثية. كما تذكّرنا بأن القوانين والعدالة يجب أن تأخذ في اعتبارها الظروف الفردية وتعمل على تحقيق الإنصاف والرحمة في مواجهة الأزمات الإنسانية.