سيارة الاسعاف رقم '249' تتجه مسرعة إلي هناك.. أسفل الكوبري الدولي يوجد شخص ملقي فوق الأسفلت.. تقترب السيارة ببطء فتظهر بركة من الدماء أسفل جسد المصاب! المسعف والسائق يهبطان من السيارة.. يكتشفان انها جثة لشخص مجهول مطعون عدة طعنات في جسده!
مشرحة النيابة تستقبل الجثة.. والبلاغ يستقبله مدير أمن البحيرة.. والتفاصيل جاءت مثيرة!.. المجني عليه سائق والمتهم شاب وصديقه.. قتلاه عندما اكتشف الابن علاقة محرمة تجمع بين أمه والسائق!
سيناريو القتل دارت أحداثه فجرا.. فماذا دار علي الطريق السريع الدولي؟!
تفرغت الأم لشهواتها ونزواتها بعد وفاة الزوج وزواج الأبناء وخلو المنزل عليها وعلي ابنها الصغير.. أعماها عشقها للحرام عن الأصول والتقاليد ومراعاة أبنائها وسمعتهم وسط الجيران بالقرية الصغيرة. أغمضت عينيها عن نظرات العتاب في أعين ابنها الشاب الذي يقيم في نفس المنزل بعد طلاق أمه وعن نظرات الجيران في الذهاب والإياب.
أصمت أذنيها عن همس الجيران حول علاقاتها المشبوهة وعن الرجال الذين تقتادهم إلي منزلها نهارا وليلا!
تفرغت لحياتها الخاصة فقط وكيفية قضائها مع رغباتها احتفظت بورقة زواج عرفي في غرفة نومها وبها اسم الرجل الذي تستضيفه تحسبا لأي طارئ أو مداهمة مباحث الآداب التي تحفظها جيدا وتعرف نشاطها ولها ملف كامل هناك.. لم يقتنع الابن الشاب بهذه الورقة التي قدمتها له الأم عندما سألها عن أحد السائقين الذي يتردد عليها منذ فترة طويلة خاصة بعد منتصف الليل وأخبرته بأنه زوجها.
لم يجد الابن أمامه سوي التظاهر بالموافقة والتصديق علي كلام الأم وتساءل بين نفسه إن كان زوجها كما تدعي فلماذا لا يقيم معها خاصة أنه غير متزوج من أخري؟! أو لماذا لا يزورها ويتردد عليها في النهار بدلا من التسلل ليلا؟!
أسئلة كثيرة ظلت تؤرق الابن أياما وشهورا طويلة ذهب النوم من جفونه وغالبه الشك والغيرة علي أمه وتواري خجلا من الجيران وشكا همه لأحد أصدقائه الذي شاركه التفكير والرأي في الخروج من تلك المشكلة التي أصبحت تسيطر علي كل كيانه خاصة أنها تتعلق ب'أمه' وما يدريك ما الأم.. خاصة إذا سقطت في بئر الخطيئة والخيانة وطريق اللارجعة.. فكيف يقاوم نظرات الجيران في القرية وإلي متي يهرب من مواجهة نفسه والموافقة علي تجاوزات الأم التي فاقت كل الأعراف والقوانين.. جلس الابن مع صديقه الذي استضافه في شقته بنفس منزل الأم وقررا وضع خطة لردع الأم والحد من تردد هذا السائق عليها ليلا.. قرر الابن مواجهة الأم في وجود الزوج المزعوم وليكن ما يكون!
استعد الابن وصديقه للمواجهة..مواجهة الأم وصديقها كي يضعاها أمام الأمر الواقع فإن كان زوجها بالفعل كما تقول يثبتا ذلك بالأوراق الرسمية وإن لم يكن فيكون مصيره أن يوسعاه ضربا حتي لا يعود مرة أخري إلي المنزل بل القرية بأكملها!
عاد الابن وبرفقته صديقه بائع الفاكهة في نهاية اليوم بعد انقضاء يوم عمل شاق إلي القرية وتوجها إلي منزل الأم حيث شقة الابن في الدور الأول.. تناولا طعام العشاء وأخذا يتبادلان الحديث في أمور الدنيا حتي انتصف الليل فكل منهما يعرف ما يريده الآخر بدقة. مرت الساعات متثاقلة وبين الحين والآخر يطل أحدهما من النافذة لاستطلاع وصول الزوج المزعوم سائق التاكسي للقرية حيث يقوم بركن التاكسي الذي يمتلكه بعيدا عن المنزل ويتسلل علي قدميه حتي يدخل المنزل دون أن يراه أحد من الجيران!!
هذا السيناريو المتكرر كل يوم يجب أن يوضع له حد هكذا حدٌث الابن نفسه!
اقتربت الساعة من الثانية صباحا وسمع الابن وصديقه وقع أقدام تصعد إلي شقة الأم مسرعة.. تأكد الابن من أنه هو الهدف الذي ينتظره منذ ساعات الليل الأولي.. تماسك وقاوم اندفاعه عدة دقائق وطلب منه صديقه الانتظار أكبر فترة ممكنة حتي يفاجئا الأم والسائق متلبسين وعندها لن ينكرا تورطهما معا ولن يكون أمامهما بديل آخر.
صعد السائق واستقبلته الأم التي كانت في أبهي زينتها تنتظره ودعته إلي حجرة نومها كما يحدث كل ليلة مستغلة نوم الابن الصغير في حجرته. لحظات تبادلا فيها القبلات والمشاعر الملتهبة وأوت معه إلي الفراش ولكن طرقات عنيفة علي باب الشقة قطعت عليها تلك اللحظات خرجت الأم مسرعة تستطلع من علي الباب وإذا بها أمام ابنها الشاب بملابس نومها.. أزاحها الابن ومن ورائه صديقه من طريقهما واتجها إلي غرفة نوم الأم 'الهدف' الذي يريدانه.. ووقع بصرهما علي السائق عاريا من ملابسه نائما علي سرير الأم!
قام السائق مسرعا محاولا ارتداء ملابسه لكنه فوجئ بسؤال من الابن عن سبب تواجده في هذا الوقت المتأخر من الليل. أخبره السائق بأن أمه هي زوجته ومن حقه التواجد في أي وقت.. طلب منه الابن إثبات تلك الزيجة تراجع السائق وأخبره بأن العقد العرفي عند أحد المحامين وسوف يحضره منه في الصباح حتي يتأكد.. لم يقتنع الابن برد السائق!
لم يعطه فرصة للكلام انهال عليها طعنا بالسكين بمشاركة صديقه.. ترنح السائق وسقط علي الأرض غارقا في دمائه عاجله صديقه بأنبوبة غاز أحضرها من المطبخ وانهال بها علي رأس السائق أمام الزوجة (الأم) التي وقفت تراقب ما يحدث.. لم تستطع التدخل للدفاع عن السائق أو الزوج المزعوم.. فوجئ الابن والصديق بالسائق وقد أصيب إصابات بالغة والدم يسيل من جميع أنحاء جسده.. وقف الاثنان وألقيا بالسكين علي الأرض وحملاه علي أيديهما وخرجا من المنزل وقررا نقله للمستشفي للعلاج.. وأثناء خروجهما من المنزل وأمام مدخل القرية فوجئا به يلفظ أنفاسه متأثرا بإصاباته وقد فارق الحياة. ألقيا بالجثة علي الطريق المار أمام القرية فجرا وتوجها للمنزل بالقرية واتصلا بالاسعاف وخلال دقائق حضرت سيارة الاسعاف لمكان البلاغ حيث فوجئ المسعف والسائق بوجود الجثة وعدم وجود أحد بجوارها فقاما بإبلاغ النجدة التي أبلغت بدورها اللواء سمير سلام مدير أمن البحيرة بوجود جثة لشخص