في عصر التكنولوجيا الحديثة، حيث أصبحت الشاشات تقترب منا أكثر من أي وقت مضى، نجد قصصًا مؤثرة تتولد من بين سطور المحادثات. هذه قصة سالي، الفتاة الشغوفة بعالم الإنترنت، التي وجدت نفسها في قلب علاقة غامضة وغير متوقعة. من خلال تجاربها، نكتشف كيف يمكن أن يغير الحب مسار حياتنا ويجمع بين القلوب رغم المسافات.
تدور أحداث القصة حول سالي، الفتاة ذات السابعة عشر ربيعًا، التي تعيش حياةً هادئة وسط عائلة متوسطة الحال. كانت سالي تعشق الإنترنت، حيث تلعب الألعاب الأونلاين وتتابع أحدث صيحات الموضة، وتغمر نفسها في عوالم الكتب والقصص. كانت تُفضل محادثات الإنترنت، حيث شعرت بالحرية في التعبير عن نفسها، بعيدًا عن أعين الأهل، مما أتاح لها فرصة التحدث بلا قيود.
في أحد الأيام، بينما كانت سالي تتصفح الإنترنت، تحدثت معها إحدى صديقاتها عن الحب والعلاقات. بدأ النقاش بينهم، وكل واحدة منهن تسرد تجاربها، بينما كانت سالي تضحك من قصصهن، حيث اعتبرت أن ما يجري هو مجرد خيانة للثقة. ومع مرور الوقت، قررت صديقتها أن تعرفها على فتاة أخرى تدعى "ليلى"، والتي سرعان ما أصبحت صديقة مقربة لسالي.
تطورت العلاقة بين سالي وليلى بشكل سريع، حيث كانت سالي تجد فيها رفيقة روحها. كانت تكتب لها يوميًا عن أحلامها وطموحاتها، وتشاركها أفكارها حول الحياة. كان لديهما اهتمامات مشتركة، من الأدب إلى الألعاب، وبدأت سالي تشعر بسعادة غامرة لم تعهدها من قبل. لكنها لم تكن تعلم أن هذه العلاقة ستأخذ منحى غير متوقع.
بعد شهرين من المحادثات المستمرة، جاء يوم الاعتراف. ليلى، التي اعتقدت سالي أنها صديقة وفية، اعترفت لها بشيء جعل قلبها يتوقف للحظة. لم تكن ليلى سوى شاب يدعى "يوسف". جاء صوت يوسف ليكسر صمت سالي، قائلًا: "لقد أحببتك من القلب، وأنتِ المحور في حياتي." شعر قلب سالي بالخداع، فكل تلك الأيام التي قضتها في الحديث مع شخص ظنت أنها تعرفه، انتهت بصدمة.
استغرق الأمر وقتًا حتى تستوعب سالي الموقف، وأحست بأن مشاعرها كانت حقيقية رغم الخداع. وقررت أن تضع حدًا لهذا الوضع، وصرحت ليوسف بأنها لا تستطيع الاستمرار في الحديث معه، لأنها تعتبر ذلك خيانة لأهلها.
مع مرور الأيام، بدأت سالي تشعر بالوحدة. فقدت شغفها بكل ما كانت تحبه، سواء القراءة أو الألعاب، وأصبحت عزلتها تضغط عليها. لم يكن بإمكانها نسيان يوسف، الذي بات يحتل كل أفكارها. كانت تتمنى أن ترجع الأيام عندما كانت تتحدث معه دون قلق. تراجعت أمام مشاعرها، فكيف يمكن أن تحب شخصًا في زمن الإنترنت؟
مرت سنتان، وتوالت محاولات الشباب للتقرب منها، لكنها كانت دائمًا ترفضهم. كان قلبها معلقًا بحب شخص لم تفصح له يومًا عن مشاعرها. بينما كان يوسف يتألم من الفراق، كان يحافظ على الأمل بأن تعود سالي إليه يومًا ما.
ثم جاء يوم غير متوقع، حينما رن هاتف المنزل. ردت سالي لتجد صوت رجل غريب، يطلب منها الاتصال بوالدها. وعندما نادت والدها، جاءها مبتسمًا، ليخبرها أنه هناك عريسًا قادمًا لرؤيتها. أثار هذا الأمر حيرة سالي، كيف يمكن أن يقبل والدها بشخص لم يعرفه من قبل؟
في اليوم الموعود، استعدت سالي بكل جمالها، وكانت في قمة التوتر. وعندما دخل الشاب، أدركت أنه يوسف، الشاب الذي أحبته في السر. بدأ الشاب الحديث، وأخبرها بأنه كان يتحدث إليها طوال هذه المدة كفتاة حتى يكسب ثقتها. وأكد لها أنه يحترم مشاعرها، ويرغب في الزواج منها، ليجمع بين القلوب التي لطالما كانت متباعدة.
في تلك اللحظة، تداخلت مشاعر الفرح والحيرة في قلب سالي. كيف يمكن لهذا الشاب أن يكون هو الحب الذي كانت تبحث عنه طوال هذه السنين؟ وعندما نظر إليها بابتسامة مفعمة بالمشاعر، أدركت أنها لم تفقد الأمل بعد.
قصة سالي ويوسف تبرز قوة الحب، وكيف يمكن أن يغير المسارات. في عالم مليء بالتحديات والمفاجآت، تبقى القصص الجميلة حاضرة لتذكرنا بأن الحب الحقيقي لا يعرف الحدود. برغم الخداع والآلام، يمكن للحب أن يجمع بين القلوب من جديد، ويمنحها فرصة جديدة لبداية سعيدة.
استمتعوا بمزيد من القصص الرائعة على تطبيق "نوفباد: مكتبة القصص العالمية".