"بدأت قصة حُبنا في الثامن من شهر فبراير عام 2011. كنت جالسة أمام حاسوبي كالمعتاد، قبل أن أفاجأ بشخص لا أعرفه يقبل طلب صداقة لا أدري متى أرسلته إليه، ولحد الساعة لا أعرف كيف ومتى"، هكذا تروي سارة غلاب، الصحفية الشابة، كيف بدأت رحلتها مع الحب. لم تكن تعرف في تلك اللحظة أن هذا الطلب العابر سيغير حياتها للأبد.
بعد قبول سارة للطلب، بدأت الدردشة. كان الحديث في البداية عاديًا، لكن سرعان ما تحولت المحادثة إلى أشياء أعمق. "تحدثنا في بادئ الأمر بشكل عادي، وتعرفنا على بعضنا البعض، ثم بدأنا في تجاذب أطراف الحديث"، تقول سارة. لم تدرِ أنها ستبقى مُتسمرة أمام شاشة الحاسوب لأكثر من أربع ساعات متواصلة، مستمتعة بكل لحظة من الحديث.
كان الشغف يتزايد بينهما بشكل غير مسبوق. في كل مرة يتحدثان فيها، كانت تشعر بأن هناك شيئًا خاصًا يجمعهما. كان عبده يتحدث عن طموحاته وأحلامه، بينما كانت سارة تشاركه أحلامها المهنية كصحفية. يقول عبده: “لم أشعر بهذا الارتباط العميق مع أي شخص آخر من قبل. كان من السهل التحدث معها وكأننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل.”
اتفقا على اللقاء الأول مباشرة بعد تلك المحادثة الأولى، وذلك بعد ظهر اليوم التالي. كان كل منهما متحمسًا، لكنهما شعرا أيضًا بالتوتر. "أذكر أننا التقينا مع الرابعة بعد الزوال، ومن وقتها إلى الآن، لم يمر يوم دون أن أراه ويراني"، تقول سارة بابتسامة.
عندما التقيا، كان الانجذاب الفوري واضحًا. نظراتهما كانت تحمل الكثير من المشاعر، وكأنهما قد التقيا في حياة سابقة. "كانت تلك اللحظة ساحرة. شعرت كما لو أنني أعرفه منذ الأبد"، تتذكر سارة. لقد قضيا وقتًا ممتعًا معًا، وأدركا أن هناك شيئًا خاصًا ينمو بينهما.
سرعان ما أصبحت حياة سارة وعبدو متشابكة. لم يكن هناك يوم يمر دون أن يتحدثا أو يلتقيا. "تطورت علاقتنا بشكل سريع، فقد كنا متشابهين حتى النخاع ومتكاملين بطريقة مذهلة"، تضيف سارة. كانوا يقضون الوقت في استكشاف المدينة معًا، وزيارة المقاهي، ومشاهدة الأفلام، وتبادل الأفكار حول الحياة والأهداف.
بعد حوالي سنة من التعارف، قرر عبده تقديم سارة لعائلته. كان هذا الأمر مهمًا بالنسبة له، حيث أراد أن يشعرها بأنها جزء من عائلته. "قدمني إلى عائلته الذين أشعروني دائمًا أنني واحدة منهم"، تقول سارة. كانت والدته تحتضنها وكأنها ابنتها، وكان الأمر يثلج صدر سارة.
في كل خطوة كانا يخطوانها، كان كل منهما يدعم الآخر. عبده كان يشجع سارة على تحقيق أحلامها المهنية، بينما كانت هي تدعمه في طموحاته. "كانت تلك المرحلة هي الأجمل. كنا نساعد بعضنا في مواجهة التحديات"، يقول عبده. كانت سارة تشعر بالفخر عندما ترى عبده يتقدم في مجاله.
مرت خمس سنوات من الحب المتواصل، وبدأ عبده يفكر في الخطوة التالية. قرر أن يطلب يد سارة للزواج بطريقة مميزة. قام بتحضير مفاجأة لها في أحد المطاعم التي تعودا على زيارتها. "عندما جاءني بالورود وأخبرني بما يشعر به، لم أستطع كبح دموعي. كان لحظة لا تُنسى"، تتذكر سارة.
لكن لم تكن الأمور دائمًا سهلة. كانت هناك تحديات تواجههما، سواء كانت تتعلق بالعمل أو الحياة اليومية. لكن سارة وعبدو تعلموا كيفية التغلب عليها معًا. "كان لدينا أهداف مشتركة، وهذا ما ساعدنا على تجاوز كل الصعوبات"، يقول عبده.
عندما عرفت عائلة سارة بخطوبتهما، كانت ردود أفعالهم مختلطة. بينما كان والدها يشعر بالقلق بشأن مستقبلها، كانت والدتها متحمسة للفكرة. تقول سارة: "كانت تلك فترة مليئة بالتوتر، لكن عبده كان دائمًا إلى جانبي، يساعدني على مواجهة عائلتي."
بدأت التحضيرات للزفاف، وكانت سارة متحمسة لكنها مرهقة في نفس الوقت. "كان هناك الكثير من الأشياء التي يجب التخطيط لها. لكنني كنت أشعر بسعادة كبيرة لأنني سأرتبط بالشخص الذي أحبه"، تقول سارة. ساعد عبده في كل خطوة، مما جعل الأمور أسهل بكثير.
خلال فترة التحضيرات، قرر الزوجان أخذ عطلة قصيرة للاسترخاء. ذهبوا إلى أحد المنتجعات البحرية حيث قضوا أيامًا رائعة في الاستمتاع بالشمس والمياه. "كانت تلك الرحلة بمثابة استراحة رائعة. عدنا refreshed"، تقول سارة.
في يوم الزفاف، كان كل شيء رائعًا. تجمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بحبهما. تقول سارة: “عندما رأيت عبده وهو ينتظرني في الممر، شعرت كما لو أن كل شيء كان في مكانه. كانت تلك اللحظة مثالية.
”بعد الزواج، بدأت الحياة الزوجية تتشكل ببطء. كانت هناك لحظات من التكيف، لكن سارة وعبدو واجها كل شيء معًا. "لقد تعلمنا كيفية التكيف مع التغييرات الجديدة. كانت هناك تحديات، لكننا كنا دائمًا نعمل على تجاوزها"، تقول سارة.
بدأ الزوجان في بناء ذكريات جديدة، حيث انتقلوا للعيش في شقة صغيرة معًا. كانت الحياة مليئة بالحب والضحك. "كل لحظة كانت تعني الكثير. كنا نستمتع بكل شيء، حتى اللحظات العادية"، يقول عبده.
مع مرور الوقت، بدأ الزوجان في التفكير في المستقبل. كانت هناك أحلام مشتركة مثل السفر وبناء عائلة. تقول سارة: “كنا نريد أن نكتشف العالم معًا. كلما تحدثنا عن مستقبلنا، كانت أحلامنا تتداخل.”
استمرت سارة وعبدو في دعم بعضهما في مسيرتهما المهنية. كان عبده يدعم سارة في عملها كصحفية، بينما كانت سارة تدعمه في تحقيق طموحاته. "لقد كنا نعمل كفريق، وهذا ما جعلنا أقوى"، يقول عبده.
استمرت علاقة الزوجين مع الأصدقاء والعائلة في النمو. كانا يخرجان مع الأصدقاء ويستقبلان العائلة في المنزل. كانت كل زيارة تعني الكثير لهما. تقول سارة: “كانت العلاقات العائلية دائماً مهمة بالنسبة لنا.”
بعد سنوات من الحب والدعم، تنظر سارة إلى عبده وتبتسم. تقول: "لقد كانت رحلة رائعة، مليئة بالتحديات والنجاحات. وأعرف أن كل شيء كان يستحق العناء، لأنني حصلت على حب حياتي." يتعانق الزوجان ويشعران بأنهما على أعتاب فصل جديد من حياتهما، مليء بالإمكانيات والآمال.
وهكذا، تستمر قصة سارة وعبدو، من تعارف افتراضي إلى حب واقعي، لتكون مثالًا حيًا على كيف يمكن أن تتحول لحظة بسيطة إلى قصة حب مذهلة تستمر مدى الحياة.