حسناء، الفتاة التي كانت تعيش في مدينة الإسكندرية، كان لديها شغف كبير بالتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي. في إحدى الأيام، بينما كانت تتصفح مجموعة على فيسبوك تتعلق بإدارة المنازل، وجدت عمرو، شابًا من الأقصر، يشترك في النقاشات. كان عمرو يتمتع بشخصية مميزة، وكان دائمًا يقدم نصائح قيمة حول كيفية تحسين الحياة اليومية في المنزل.
مع مرور الوقت، أصبحت حسناء وعمرو يتبادلان التعليقات بشكل مستمر، وبدأت تنشأ بينهما صداقة قوية. لكن تلك الصداقة كانت تحتاج إلى دفعة جديدة، وقد جاءت هذه الدفعة في وقت لم يكن في حسبان أي منهما.
كان عمرو قد أصيب بمرض السرطان، وهو ما أثر بشكل كبير على حياته وحياة من حوله. لاحظت حسناء غيابه عن المجموعة، وبدأ القلق يسيطر عليها. لم تستطع أن تتجاهل مشاعر القلق التي كانت تساورها، فقررت أن تبحث عن رقم هاتفه لتطمئن عليه.
استغرقت البحث عن رقم عمرو بعض الوقت، لكنها في النهاية عثرت عليه بفضل أصدقائه في الجروب. اتصلت به، وبدأت تتحدث إليه عن حالته. كان عمرو سعيدًا بتلقي مكالمتها، ووجد في حديثها دعمًا معنويًا كبيرًا. تعمق الحديث بينهما، واستمرت المكالمات والأحاديث عبر الإنترنت.
بمرور الوقت، بدأت مشاعر حب حقيقية تتشكل بينهما. كان عمرو يشعر بالامتنان لدعم حسناء له، بينما كانت هي ترى فيه القوة والشجاعة في مواجهة مرضه. رغم الصعوبات، استمروا في التواصل، وتبادلوا الأفكار والآمال والمخاوف.
بعد أكثر من عامين من الحديث عبر الإنترنت، قرروا أن يلتقوا وجهًا لوجه. كان هذا اللقاء الأول بعد كل تلك المحادثات العميقة التي جمعتهما. عندما التقيا، كانت الكيمياء بينهما واضحة، وكأنهما يعرفان بعضهما منذ سنوات طويلة. خلال اللقاء، اعترف عمرو بمشاعره، وكان يتمنى أن يتحول حبهما إلى شيء أكبر.
حسناء، بدورها، كانت تشعر بنفس الشيء، ووافقت على البدء في مرحلة جديدة من علاقتهما. بعد فترة من التفاهم والترابط، قررا أن يخطبا. لم يكن الأمر سهلاً، خاصة مع بعض أفراد عائلة عمرو الذين كانوا يعترضون على الزواج بسبب المسافة بين الإسكندرية والأقصر.
استمر عمرو في التواصل مع عائلته، مؤكدًا لهم أن حبهم لا يعرف الحدود. بعد الكثير من المفاوضات والإصرار، تمكن في النهاية من إقناعهم بالموافقة على الزواج. وبالفعل، تمت مراسم الزواج في أجواء من الفرح والسعادة.
حياتهما بعد الزواج كانت مليئة بالتحديات واللحظات الجميلة. استقروا في الأقصر بالقرب من عائلة عمرو، وبدأوا في بناء حياتهم المشتركة. حسناء استمرت في دعم زوجها، بينما كان عمرو يعمل بجد لتوفير حياة كريمة لهما.
كانت حياتهما عبارة عن مزيج من الحب والتفاهم، حيث شاركا الأعباء اليومية وعملا معًا على تحقيق أحلامهما. حسناء تعلقت بمكانها الجديد، وتعلمت الكثير عن تقاليد الحياة في الأقصر، بينما كان عمرو يدعمها في كل خطوة.
وبمرور الوقت، بدأت حسناء تشعر بأن هذا هو المكان الذي تنتمي إليه. ومع كل تحدٍ واجهتهما، كانت ذكرياتهما معًا تتزايد، مما جعلهما يشعران بقوة الرباط الذي يجمعهما.
تجربة حسناء مع الزواج من شخص تعرفت عليه عبر الإنترنت كانت ناجحة، ولكنها كانت أيضًا تحذيرًا لكل الفتيات بأن عليهن أخذ الحذر وعدم الوقوع فريسة لمستغلين. كانت دائمًا تنصح صديقاتها بأن تكون لهن آلية للتأكد من صدق المشاعر، وأن لا يقعن ضحية لهواة اللعب بقلوب الناس.
تجربتها مع عمرو كانت درسًا في الإيمان بالحب، والقدرة على التغلب على الصعوبات، وهي الآن تروي قصتها كرمز للأمل لكل من يسعى لتحقيق أحلامه.