كانت حنان، 22 عامًا، تبحث عن الحب في عالم يملؤه التواصل الافتراضي. بدأت قصتها مع ممدوح، 24 عامًا، عندما حاول إرسال طلب صداقة لها على فيسبوك. كانت حنان متحفظة، ترفض إضافة أي شاب، لكنها في النهاية رضخت لإصراره وقبلت صداقته. أصبح هو الشاب الوحيد في قائمتها، وسرعان ما بدأ الحديث يتدفق بينهما.
بعد ما يقرب من عام، أصبحا يتناولان مواضيع الحياة المختلفة. لكن بعد أسبوعين من قبول صداقته، بدأ ممدوح يلمح بحبّه، وحنان، على الرغم من تحفظاتها، وجدت نفسها تتأثر بكلماته المعسولة. استمر في مغازلتها لأشهر، يطلب صورها ورقم هاتفها، لكنها كانت ترفض.
مرت الأيام، ومع إعلانه عن حبه، شعرت حنان بسعادة لا توصف. لكنها قررت مقاطعته لفترة، مما زاد من إصراره على التواصل. أخيرًا، فاجأها بطلب الزواج، ووافقت عائلتها بعد أن حدد موعدًا للقاء رسمي.
تزوجا وانتقلا إلى قرية ريفية، حيث بدأت مشاعر السعادة تتلاشى. مع غيابه الطويل عن المنزل بسبب العمل، شعرت حنان بالوحدة والحنين لأهلها. حاولت إقناعه بتركيب الإنترنت لتتمكن من التواصل مع عائلتها، لكنه رفض بحجج غير مقنعة.
تدهورت الأمور عندما اتهمها ممدوح بعدم الوفاء. كان لهذا الأمر وقع مؤلم على قلبها، وأدى إلى مشاجرة كبيرة. في تلك اللحظة، أدركت حنان أنها في خطر. فقد بدأ ممدوح في تضييق الخناق عليها، مانعًا إياها من زيارة أهلها.
تدريجيًا، تحولت حياتها إلى جحيم. تعرضت للضرب والإهانة، مما جعلها تشعر وكأنها في سجن. في لحظة يأس، قررت الهروب إلى عائلتها، حيث تصدوا له لحمايتها.
تم الطلاق، لكن لم تحصل حنان على ممتلكاتها. نظرت إلى سنوات عمرها التي أهدرتها مع شخص لم يقدّرها، وأكدت على أهمية الحذر من الأشخاص الذين يتظاهرون بالحب وراء شاشات الكمبيوتر.
تجربتها كانت درسًا قاسيًا عن الحب والثقة، مما جعلها تعيد النظر في مفهوم العلاقات. نصحت الفتيات بعدم الانجراف وراء مشاعر سريعة، مؤكدة أن الحب الحقيقي لا يجب أن يأتي مع الشكوك والإيذاء.