ميىسون ومحمد: قصة تنتهي بالطلاق

تبدأ قصة ميّسون، المرأة التي بلغت 29 عامًا، بمزيج من الخوف من العنوسة والرغبة في الاستقرار. تعرفت على محمد، الذي كان في الثلاثين من عمره، عبر فيسبوك. كان التعارف سريعًا، ولم يمضِ وقت طويل حتى قررا الزواج. بحلول الأسبوع الرابع من معرفتهما، كانت ميّسون قد تزوجت. كان محمد يعيش في جدة، بينما كانت ميّسون في الإسكندرية لإتمام إجراءات تجديد إقامتها.

عندما تقدم محمد لطلب يدها، لم يكن لديها الكثير من الشكوك، حتى أنها لم تتردد في إخبار أهلها عن كيفية تعرفهما، لوجود معارف مشتركة بين الأسرتين. لكن الأمور لم تكن كما بدت. قبل الزواج بفترة قصيرة، اكتشفت ميّسون أنه كان متزوجًا سابقًا وانفصل بعد أسبوع فقط. ورغم ذلك، أقنعها بأن تلك الفترة لم تكن مهمة في حياته.


بعد الزواج، عاشت ميّسون أول شهرين بهدوء نسبي، لكن سرعان ما تغيرت الأمور. فُصل محمد من عمله كموظف تسويق ومبيعات بسبب أزمة مالية في الشركة، مما أثر على حياتهما بشكل كبير. عندما طلب منها بيع الشبكة التي أهداها إياها، شعرت بالقلق، لكنها وافقت، آملةً أن يستعيد محمد عمله قريبًا.


مع مرور الوقت، بدأت تلاحظ كسل محمد في البحث عن عمل، مما أدى إلى تفاقم المشكلات بينهما. بينما كان والده عرض عليه العمل، رفض محمد بحجة عدم حبه للمجال، الأمر الذي زاد من صعوبة موقفهما المادي. كانت ميّسون تحاول بكل جهد مساعدته، لكنها وجدت نفسها تتحمل العبء وحدها.


الأمور ساءت أكثر عندما طلبت ميّسون منه مصاريف السفر إلى القاهرة لتجديد إقامتها، لكنه لم يستطع مساعدتها. وصلت الأمور إلى حد مشاجرة كبيرة، مما اضطرها للاتصال بوالدها. عندما جاء والدها للتدخل، أخذها معه إلى منزله، ووقعت ميّسون في حادث أدى إلى كسر في قدمها. لم يزرها محمد خلال فترة الشفاء، مما جعلها تشعر بالعزلة والخذلان.


استمرت المكالمات بينهما، لكن كل محادثة كانت تنتهي بعراك جديد. بدأت ميّسون تشعر بأن الحياة معه أصبحت لا تطاق، حيث لم يتحمل مسؤولية منزله وزوجته. ومع تزايد الضغوط، قررت أن تطلب الطلاق.


لم يكن الطلاق سهلاً، ولم يعطها محمد حقوقها، مثل نفقة المتعة أو المؤخر. بحلول شهر رمضان، تم الطلاق رسميًا، مما جعل ميّسون تشعر بالتخلي عن حلم الحياة السعيدة التي كانت تتوقعها. كانت تلك النهاية المؤلمة، ولكنها بدأت تدرك أنها كانت بداية جديدة لها.


قررت ميّسون أن تعيد بناء حياتها، وبدأت رحلة التعافي. كان عليها أن تواجه مشاعر الخسارة والألم، لكنها كانت مصممة على المضي قدمًا. على الرغم من الألم الذي عانته، كانت لديها القوة لإعادة تقييم حياتها وبناء مستقبل أفضل.



إعدادات القراءة


لون الخلفية