كانت هناك فتاة يتيمة، توفيا والديها في حادث سير فأهتم لأمرها عمها الذي كان يحبها كثيرا حيث أنه تزوج من أجلها ليعوضها حنان الأم وأصبح لها أكثر من أب؛ كانت تعيش مع عمها وزوجته وابنتهما وهي أقل جمالاً بمراحل كثيرة من الفتاة اليتيمة، لقد كانت الفتاة آية في الجمال والأدب؛ وبيومٍ من الأيام كان عمها يشتري مجوهرات لابنة أخيه وابنته استعدادا ليوم زفافهما، وعلى عادة الهنود أهل الفتاة من يتقدمون بدفع المهر للشاب؛ وأثناء وجود سائغ الذهب (صديق مقرب للعم) أعجب بالفتاة كثيراً ، جذبه جمالها الفائق مما جعله يعرض عليهم عرض زواج لا يمكن رفضه مطلقاً.
كان السائغ على صلة وطيدة بأحد الأغنياء الذي تكلم معه مسبقا عن إيجاد عروس جميلة لابنه الذي أتمم دراسته مؤخرا، فعندما رأى الفتاة الجميلة لم يتردد ثانية واحدة وطلب من عمها صورة لها ليريها للشاب الذي تزحزح قلبه من محله لمجرد رؤية صورتها من شدة السعادة؛ فقام السائغ بتحديد موعد للقاء العروسين ومناقشة أحدهما للآخر وإن تفاهما يحدد أهليهما موعد الزفاف المناسب على الفور.
كانت عائلة الشاب تتمتع بمنزلة مرموقة في المجتمع، فأراد عم الفتاة أن يبذل كل ما في وسعه حتى يشرف ابنة أخيه المتوفى أمام عائلة زوجها ولكن ما كان يفعله لم يعجب زوجته، حيث أنها كانت دوما ما تحقد على الفتاة لكونها جميلة وطيبة القلب، دائما ما تحاول إبعادها عن عمها الذي تراه يفرط دائما في محبتها.
وبيوم زفاف الفتاة اليوم الذي لطالما انتظرته بفارغ الصبر، امتنعت زوجة عمها عن أداء كل مراسم زفافها بدون تقديم أي أعذار منها مما جعل الفتاة تحزن حزناً عميقاً وتتذكر لو أن والدتها معها لفرحت لفرحتها كثيراً ، فغلقت باب حجرتها وأخذت تبكي بكاء حارا؛ وأثناء إطلاق الألعاب النارية حدث شيء غير متوقع قلب كل الموازين حيث دخل أحد الصواريخ النارية المشتعلة داخل المنزل وسبب حريقا مندلعا، لم يستطع العم إلا إنقاذ ثوب زفاف ابنة أخيه اليتيمة.
كل من بالمنزل خرج مسرعاً متفاديا الحريق المندلع، ولكن العروس تأخرت كثيراً بسبب بكائها لم تشعر إلا وعمها ممسك بيدها محاولاً إخراجها قبل وصول النيران إليها ، وعندما اقتربا للوصول إلى باب المنزل الخارجي ليصبحا بالشارع، وقع لوح خشبي ثقيل على عمها فأغشي عليه؛ ولكن الفتاة استطاعت إنقاذه والخروج به، وفور وصولها سمعت صرخات زوجة عمها على ابنتها، فرجعت مسرعة محاولة إنقاذها، وبالفعل وجدتها مغشى عليها بسبب اختناقها من دخان الحريق، فأيقظتها وساعدتها على الخروج وأثناء ركضهما لاحظت الفتاة العروس سقوط سقف المنزل الحديدي وهو مشتعل بالنيران، فلم يكن منها إلا أنها دفعت ابنة عمها في محاولة منها لإنقاذها وهي سقطت أسفله وفقدت الوعي.
نقلت الفتاة إلى المستشفى بيوم زفافها وهي بين الحياة والموت، بكاها كل من عرفها وبخاصة زوجة عمها التي ندمت على معاملتها بتلك القسوة، فقد ضحت الفتاة بحياتها من أجل إنقاذ ابنتها؛ وبدعاء الجميع لها استجاب الله وفاقت الفتاة ولكن بجروح بليغة من الدرجة الثالثة؛ وصل موكب العريس فذهب كل من فيه للاطمئنان على العروس، وبنفس موعد الزفاف أصر العريس على وضع الزنجفر الأحمر “عادة للهنود” على جبينها لتصبح زوجته كما وعدها، وحاول جاهدا إخراجها من حالتها، سعد عم الفتاة كثيراً بزواجها من شاب خلقه عظيم وحسن؛ ظل الشاب مع الفتاة حتى استردت صحتها كاملة وبعدها عقد قرانها بزفاف ما أروعه بعدما قام والد الشاب بإصلاح المنزل من جديد، اصطحب الشاب زوجته بعد زواجهما إلى البلاد الأوروبية لإجراء عمليات تجميلية وإعادة جمالها إليها مرة أخرى.