كانت هناك فتاة سعودية تعيش في إحدى مدن المملكة العربية السعودية. كانت دائماً تحلم بحب يملأ حياتها؛ وبيومٍ من الأيام دق جرس هاتفها، فأجابت عليه، وإذا به صوت شاب يطلب منها أن تعطيه الفرصة للتقرب إليها. غلقت هاتفها، لكنه أصر على التحدث إليها وظل يتصل مرارًا وتكرارًا حتى أعطته الفرصة. ومن هنا بدأت قصتنا.
جذبها الشاب بكلامه الجميل وأسلوبه الراقي في الحوار ومناقشته لها في مواضيع متعددة، فبدأت الفتاة بالإعجاب به. أيقنت بداخلها أن الله استجاب لدعواتها أخيرًا وأنعم عليها بالحب الذي لطالما انتظرته. وبيوم من الأيام، اتصل الشاب بالفتاة ولكنها قد نسيت هاتفها في المنزل قبل نزولها، فأجابت عليه والدتها وعرفت حقيقة أمر ابنتها.
بمجرد وصول الفتاة، واجهتها الأم بحقيقة الأمر، وأخبرتها أنها وضعت فيها ثقة عمياء، وأنى لها تخون ثقتها الغالية. اعتذرت الفتاة عن فعلتها وصارحت والدتها بمدى حبها الشديد للشاب، وأنها لن تستطيع التخلي عن حبها. عندما يئست الأم من ابنتها، أخبرت والدها بالمشكلة. في ذلك الوقت، كان هناك شاب ذو خلق رفيع وتعليم عالي قد تقدم لطلب الفتاة من والدها، ولكن الوالد رأى ضرورة إتمام ابنته لدراستها حاليًا فلم يذكره لها من الأساس.
وافق الأب على طلب الشاب المتقدم وأعلم ابنته بموعد زفافها دون أن يأخذ برأيها. سقطت الفتاة مغشياً عليها، وهنا تزحزح قلب والدها من محله، لكنه كان يرى في ذلك مصلحتها في إبعادها عن شخص استباح حرمة منزله وآخر احترمها. فتمالك أعصابه وظل ثابتًا على قراره الصارم. لم تجد الفتاة سبيلاً لإقناع والدها إلا وسلكته، لكن دون جدوى. فاتصلت على الشاب تستنجد به، حيث أنه لو تقدم لخطبتها، قد يقتنع والدها بطلبه. لكنه طلب منها ترك المنزل والفرار معه، ولأنها شديدة الحب لوالدها، لم ترد أن تلحق العار به فرفضت طلبه على الفور. حينها اتضحت نوايا الشاب الخبيثة، فهددها بأن يفضح أمرها.
أيقنت الفتاة بأن الشاب الذي أحبته "حب حياتها الأول" قد انخدعت فيه. فقررت أن تسير على خطى والدها، وأن اختياره هو الاختيار الأمثل لها. فتزوجت من الشاب في الموعد المحدد مسبقًا، وأعرضت عن الشاب الذي أحبته. بالرغم من كافة اتصالاته المتعددة، لم تجب عليه. عوضها الله بحب حقيقي ملأ حياتها، فتناست كل ما حدث معها. بعد عام من زواجها، رزقها الله بطفلة فائقة الجمال. وجدت نفسها تدريجيًا تحب زوجها الذي أعطاها اسمه وراعى فيها الله وأعطاها الحب والأمان.