من الحب الأول إلى الحب الحقيقي: رحلة أمينة وأحمد

أمينة هي فتاة في السابعة عشرة من عمرها، كانت تجلس في منزلها المتواضع في أحد الأحياء العادية في القاهرة، وهي ممسكة بهاتفها ومنشغلة في محادثتها الهاتفية مع حبها الإلكتروني، أحمد، الشاب الغني الذي تعرفت عليه عبر الفيسبوك. تبادلا أرقام الهواتف وبدأت المحادثات الهاتفية بينهما.

أحمد: كيف حالكِ؟

أمينة: بخير الحمد لله، وأنت؟

أحمد: بخير حبيبتي ما دمتِ معي وما دمتِ بخير.

كانت كلمات أحمد تخجلها، فهي ما زالت مع مشاعر غضة وبكر مع عمرها الصغير وخبرتها القليلة بالحياة. لاحظ أحمد من سكوتها أنها خجلة فسألها: هل ما زلتِ تخجلين مني حبيبتي؟

بدأ أحمد في اللعب على أوتار قلبها وأنوثتها مع كلماته العذبة التي تتخلل إلى قلبها قبل عقلها، وأعلن عن حبه الكبير لها. أما أمينة، فردت بخجل: وأنا أيضًا، مما زاد من ضغطه عليها فسألها: وأنتِ أيضًا ماذا، أمينة؟ ساد الصمت قليلاً ثم قالت: وأنا أيضًا أحبك، أحمد.

استمرت أمينة في الحديث عن كيف تم التعارف بينهما، لكنها رغم ذلك تعلقت به كثيرًا وخافت أن يتركها. سارع أحمد بطمأنتها وأكد لها أنه يحبها ولا يمكن أن يبتعد عنها أبدًا.

استمر الحال بين أحمد وأمينة بهذا الشكل لبضعة أيام لا تتعدى الأسبوع، بعدها انقطع أحمد عن مهاتفة أمينة لمدة شهر كامل. في الأسابيع الأخيرة، كلما حاولت الاتصال به، وجدت الهاتف مغلقًا. حتى كان أحد الأيام، رن الهاتف أخيرًا ورد أحمد. كانت أمينة حزينة جدًا وتعاتبه على غيابه، فما كان منه إلا أن أخبرها بأنه ملَّ من هذه العلاقة التي تقتصر على الهاتف. أخبرها بأنه ملَّ منها ومن كلامها عن أن لقاءهما حرام وأنها لا تناسب حالته الاجتماعية بسبب حالتها الاقتصادية، وقرر تركها. حزنت أمينة كثيرًا.

على الجانب الآخر، كانت هناك إسراء بنفس عمر أمينة، ولقاؤها بآدم كان بنفس الطريقة عبر الفيسبوك، لكن الوضع كان معكوسًا. آدم كان يتمتع بالرجولة والأمانة، وضيق ذات اليد. حاول قدر إمكانه المحافظة على علاقته بإسراء، لكن إسراء ملت من هذا الوضع وطالبته باللقاء والخروج. رفض آدم فتركته.

مرت السنين وجاء يوم جديد حيث بلغ عمر أمينة اثنين وعشرين عامًا. كان اليوم يوجد بالمنزل عريس آتٍ لخطبتها، لكنها كانت قد اتخذت قرارها بالرفض. تغير الحال عندما رأته فقبلت وتعارف الاثنان. سألها عن علاقتها السابقة، فاندفعت في الحديث وأخبرته بقصتها. بادر هو بطمأنتها وقص عليها ما مر به مع إسراء. كان هو آدم منصور، رجل الأعمال، الذي رفضته إسراء بسبب بحثها عن المال والمظاهر. شعر كلاهما بالطمأنينة وزادت الثقة بينهما، وتم زواجهما وعاشا حياة سعيدة وهادئة.

أما أحمد، فتزوج امرأة كانت تخونه، مما جعله يشعر بالندم على الجوهرة التي أضاعها. تمنى أن يجدها ليقدم لها الاعتذار، لكن فات الأوان.

إسراء تزوجت من رجل يملك المال، لكنه كان سيء المعاملة، مما جعلها تشعر بالحسرة على ما أضاعته من يدها، وهو آدم الذي كان يسعى لإرضائها وإسعادها بكل الطرق.



إعدادات القراءة


لون الخلفية