الحب يحرك الجبال: قصة داشرت والزوجة المحبوبة

كان هناك رجل يدعى داشرت، كان يحب زوجته كثيراً وكانا يعيشان معاً حياة هادئة في قريتهم الصغيرة. كانت الزوجة تسير ذات يوم على الطريق، وفجأة سقطت أثناء عبورها التلة. كانت إصابتها شديدة، وكانت بحاجة إلى نقلها من القرية إلى المدينة المجاورة للحصول على العلاج المناسب. إلا أن داشرت لم يستطع العبور بسرعة بسبب طول الطريق الذي يضطره إلى الالتفاف حول التل الذي يفصل المدينة عن القرية. للأسف، ماتت الزوجة متأثرة بجراحها إثر السقطة.

قرر داشرت بعد هذا اليوم المأساوي أن يحفر طريقًا للمدينة عبر التل الذي يفصل القرية عن المدينة، حتى لا يتعرض أحد آخر مثله لفقد عزيز عليه. وبالفعل، بدأ في العمل على نحت الطريق عبر التل.


تعرض داشرت للكثير من السخرية والاستهانة بما يقوم به، ولكن لم يقلل هذا من عزمه. كان الناس ينظرون إليه وكأنه مجنون، ويسخرون من جهده وعزيمته. لكن داشرت لم يلتفت إليهم، واستمر في عمله بكل حب وتفانٍ.

استمر داشرت في العمل لمدة اثنين وعشرين عامًا، يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة. لم يتوقف عن العمل رغم التعب والمشقة، وكان يعبر عن حبه العميق لزوجته كلما نحت صخرة أو حفر جزءًا من الطريق.

بعد مرور اثنين وعشرين عامًا من العمل الشاق، حقق داشرت ما كان يسعى إليه. أصبح هناك طريق مباشر عبر التل يربط القرية بالمدينة، وقلل المسافة إلى خمسة عشر كيلو مترًا بدلًا من خمس وخمسين كيلو متر.


لقد حولت قصة داشرت التعبير المعنوي إلى مادي، فحرك الحب الجبل حقيقة. فلولا حب داشرت العميق لزوجته ولوعته على فقدها، ما أقدم على نحت الصخر وتحقيق هذا الإنجاز العظيم. إن حب داشرت لزوجته لم يكن مجرد كلمات، بل أفعال حقيقية غيرت حياة الكثيرين في قريتهم.

 

تظل قصة داشرت رمزًا للحب والتضحية والعزيمة، وتعلمنا أن الحب الحقيقي يمكنه أن يحرك الجبال ويحقق المستحيلات. ربما لم يستطع داشرت إنقاذ زوجته، لكنه بذلك أوجد طريقًا ينقذ الكثيرين، وأصبح بطلاً في قريته بفضل حبه وتفانيه.



إعدادات القراءة


لون الخلفية