وعد الإعدادية: قصة حب

في فترة الإعدادية، جمع فصل دراسي بين فتاة جميلة وشاب كان يحمل صفات الجمال والأناقة، وكان يُعتبر رمزًا ومثالًا يُحتذى به بين قرنائه. كان الشاب يكن للفتاة كل مشاعر الحب التي كانت تتجلى في نظراته، تلك النظرات التي كانت كالسهم تخترق القلب مباشرة. كل من في الفصل كان يعلم بالأمر إلا الفتاة، التي كانت تحاول الهرب من نظراته.

كان الشاب يظهر لها الاهتمام دونًا عن بقية الفصل، ويحضر لها كتبًا تساعدها دون مقابل. كان يُعتبر المسؤول عنها في كافة الأمور، وحتى عندما كانت تشعر بالحزن، كان الجميع يسأله لكي يخفف عنها. كانت الفتاة ودودة ومحبوبة من الجميع بفضل أخلاقها وتصرفاتها السامية.

وفي يوم من الأيام، قرر والد الشاب الالتحاق بوظيفة أسمى من وظيفته الحالية، ما سيترتب عليه تغيير مكان السكن. كان هذا القرار صادمًا للشاب، إذ سيبعده عن حبيبته. ذهب إلى المدرسة في آخر يوم له قبل نقل أوراقه، وكانت عيناه مليئة بالحزن الدفين. لأول مرة، اقتربت منه الفتاة وسألته عما يحزنه، فأخبرها بأنه سيرحل مع أسرته ولن يتمكن من رؤية ابتسامتها البريئة بعد الآن. اعترفت الفتاة بمشاعرها له، ووعدته بأنها ستنتظره طوال عمرها.

مرت سنوات عديدة، وما زالت الفتاة تتذكر الوعد الذي قطعته له في مرحلة الإعدادية. أنهت المرحلة الثانوية والتحقت بكلية الطب، وكرست حياتها لتعليمها فقط. كانت الوحيدة في دفعتها التي التحقت بهذه الكلية، مما أسعد عائلتها.

في أول يوم بجامعتها، التقت عيناها بعين شاب لم تستطع تجاهله، وظلت تبحث عنه بين الطلاب الجامعيين. بعد شهرين، رأت الشاب مرة أخرى، وبدأت تتساءل عن سبب انجذابها له. تقدم الشاب إليها وسألها: "أتعرفينني؟" فأجابت بالنفي، فقال: "فلماذا تنظرين إلي هكذا؟ أعلم أنكِ تبحثين عني كل يوم." خجلت الفتاة واحمر وجهها ورحلت.

في اليوم التالي، انتظرها الشاب ولكنها لم تأتي. في اليوم الذي يليه، اعتذر لها عن تصرفه، فأخبرته بأنها تبحث عنه لأنه يذكرها بشخص عزيز. فأخبرها بنفس الشيء. في أول امتحان، نادى الدكتور الجامعي على اسم الفتاة، فنهض الشاب وسألها إذا كانت من نفس البلدة، فأجابت بنعم. فقال فرحًا: "أنا هو من قطعتي له وعدًا بالزواج في الإعدادية. لقد بحثت عنكِ كثيرًا."

صفق الجميع لوفاء الحبيبين العاشقين، وتقدم الشاب للزواج منها، ووافقت عائلتها إذ أنه كان يحمل كل المواصفات التي تحلم بها أي فتاة.



إعدادات القراءة


لون الخلفية