الجزء 2

الفصل 2

...................................................

أحيانا يكون امتلاك قلب معذب بنار الفراق ،
افضل بكثير من امتلاك قلب مذنب ،،،

****
قال ريان كلمته تلك ، وذهب ليطمئن على صديقه،
طرق الباب ودخل ليجد مريم جالسة بجواره ،ممسكة يده بقوه، وتبكي،
فاقترب منها مربت على كتفها ،هامسا لها،
ريان: ما تخافيش مالك هيقوم.
مريم: انا خايفه يروح منى ،و انا ما صدقت لقيته.
ريان: خلي املك في ربنا كبير ،ان شاء الله هيفوق
،وهيقوم لنا بالسلامه ،علشانك وعلشان بنته او ابنه الى جاي في الطريق،خلي املك في ربنا كبير.
مريم:يا رب
سكنت قليلا ثم استدرت قائلة :تفتكر لما يصحي،هيقبل يسمعني،
ريان: مالك طول عمره قلبه كبير،وبيسامح،وهو اكيد لما يفهم الى حصل،هيسامحك،
مريم(ببكاء): يارب يا ريان،انا مش عاوزاه يطلقني ،انا مش هقدر اعيش بعيده عنه،هو بقى كل حياتي، هو اللي انا عيشه علشانه هو الهوا اللي بتنفسه.
ريان: مالك بيحبك ومستحيل يتخلي عنك،دا كلام قاله في لحظة غضب،
قاطعه صوت رنين هاتفه فقد كانت ملك زوجته تتصل لتطمئن منه عليهم فقد نزل من البيت مسرعا دون ان يطمئنها ،
فتح الباب وخرج ليكلمها بالخارج،
ريان: سلام عليكم،
ملك: وعليكم السلام ،ايوه يا حبيبي،مالك حصل له حاجه؟
تذكر ريان كلام ذلك الدكتور المدعو طارق وشرد مفكرا في حال حبيبته ،عندما تعلم ان نسبة شفاء اخيها في انهيار مستمر.
ملك بقلق: حبيبي رحت فين؟
ريان: معاكي يا ملاكي،ماتقلقيش يا حبيبتي ،مالك كويس ومريم ،وانا بس هفضل مع مريم لانها تعبت شويه ووقعت،
ملك: يا ساتر يا رب ،طيب هي كويسه دلوقتي،البس واجي المستشفي،
ريان: لا هي كويسه وبخير الحمد لله ،والوقت اتأخر عليكي،انا هفضل معاها،وانتي خليكي جنب حور ،وقولي لها ،خالو مالك هيجيب لك بيبي صغير يلعب معاكي.
ملك(بفرحه):بجد يا ريان؟
ريان: ايوه بجد ،مريم حامل.
ملك(بصوت مخنوق):مالك لو كان معانا كان فرح اووي،
ريان: لو بتفتح عمل الشيطان يا ملك ،استغفري ربنا،و ادعي انه يقومه بالسلامه لمرأته وابنه الى جاي
ملك: استغفر الله العظيم،يارب اشفيه،وعافيه،
ريان : اللهم امين ،خلي بالك من نفسك ونامي ارتاحي علشان حور،
ملك: حاضر ،وانت كمان يا حبيبي حاول تخلي حد يشوف دراعك ،ان كنت هتفك الجبس دلوقتي ولا لا،
ريان:حاضر،
ملك:لا اله الا الله
ريان:سيدنا محمد رسول الله،في امان الله يا ملاكي.
ملك:في امان الله يا حبيبي.
تذكر ريان حالة مريم عندما علمت بأنها قد تخسر حبيبها في لحظة ، فهاجت مشاعره خوفا من ان تاخذ الحياة ملاكه منه يوما فقال لها قبل لن تغلق الهاتف،
ريان: ملك
ملك: عيون ملك.
ريان : انا بحبك اوي، انت عايشه في قلبي، ربنا يديمك في حياتي يا حبيبتي يا عشقي يا جنتي.
رقص قلب ملك فرحا من كلمات ساكنه التي تحيه: وانا بموت فيك يا قلب ملك.

انهي ريان حديثه مع ملك ،ودخل ليطمئن على مريم ،فوجدها نائمة بجوار مالك ،فتركها وخرج بهدوء كي لا تشعر به، وجلس على كرسي بجوار الغرفة ليمنع اي احد من الدخول ،ويكون بجوارها اذا احتاجته،
اما مريم فكانت صغيرة الحجم لدرجة ان مكان صغير بجوار مالك يكفيها لتغفو به،
أمسكت ذراعه وابعدته قليلا ونامت بجواره وامسكت يده و وضعتها على بطنها و مدت يدها الاخرى لتلمس لحيته التي كانت دائما تدغدغ بشرتها الطفوليهةعندما كان يهمس لها بكلمات الحب مداعبا اوصالها.
،همست له في اذنه،
مريم: وحشتني اوي ،جيبه لك خبر حلو،(نظرت الى يده التي وضعتها على بطنها و ضغطت بيدها عليها قليلا ،ثم عاودت النظر اليه. بعشق)،حبيبي انا حامل ،ابنك جوايا،قوم علشان نربيه مع بعض ،قوم علشان نعيش في الجنه الى بنيناها سوا،(اكملت ببكاء) قوم وانا هقول لك على كل الى في قلبي ليك، و لساني مانطقش بيه،
(دفنت راسها بالقرب من رقبته تشتم رائحته وتضمه اكثر ،لعله يشعر بها، وبعد ان هدأت قليلا)،فاكر يا حبيبي يوم ما اتقدمت لي ويوم فرحنا،
توقف الزمن عند تلك اللحظه وعادت مريم بذاكرتها قبل ستة اشهر تقريبا،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان ريان عائدا من عمله مرهقا ،دلف الى البيت بعد ان فتحت له ملك،
ريان: سلام عليكم.
ملك بابتسامه : وعليكم السلام، ازيك يا حبيبي.
قبل ريان رأسها بحنان :الحمد لله ،الاجتماع خلص بدري.
ملك: الحمد لله ،احنا كلنا مستنينك،
ريان: هي ملك رجعت من الكلية؟
ملك: ايوا رجعت الحمد لله من شويه.
ريان : طيب انا هدخل اخد شور علشان افوق كدا ،وبعدين هدخل اشوفها.
ملك: واكون انا جهزت السفره،
تقدمت ملك ناحية المطبخ ،و اوقفها تذكرها لامر هام فنادت عليه،
ملك: حبيبي ماتنساش طيارة مالك هتوصل النهارده الساعه7
ريان: هو انا اقدر انسي دا الغالى،
ملك: ربنا يعدي الايام الجايا على خير.
ريان: هههههههه،هتعدي بس قولي لتوأمك ما يكسبش عليا في البلايستيشن.
ملك بغضب : يعني هو توأمي بس ،ما هو صاحبك كمان يا باشمهندس .
ريان: هههههه،هي وصلت لباشمهندس ،طيب اروح اشوف ورأىا ايه. قبل ما البركان ينفجر.
ملك: يبقي احسن.
تركها ريان ودلف الى الحمام ،اخذ حماما منعشا ،ثم هندم شعره ،واتجه الى غرفة شقيقته مريم التي تقيم معه في شقته بعد وفاة والديهما،
كاد ان يطرق باب غرفتها ،ولكنه سمع صوت
الاغاني تنبعث من غرفتها،
اغمض عينيه قائلا بصوت منخفض: يا رب اهديها ،واحميها من وساوس الشيطان.
انهي دعوته ثم طرق الباب ودلف اليها،
ريان بابتسامه: ممكن ادخل.
بادلته مريم الابتسامة قائلة :ايوا طبعا ممكن.
جلس ريان بالقرب منها: اخبار اميرتي الجميلة ايه؟
مريم: الحمد لله كويسه،امتحاناتي هتبدا اخر الشهر.
ريان: على خير ان شاء الله،مريم
مريم بانتباه: نعم
ريان: انت لسه بتكلمي طارق؟
توترت مريم من سؤاله وانسحب الدم من وجهها: انا،اه،لا ،انا ،اصل ،انا،.
نهض ريان وأمسك ساعديها بكلتا يديه قائلا بحنان: انا عارف ان صعب حبك له ينتهي بسهوله كدا ،بس عاوزك تبدأي تفكري بعقلك ،وتسيبي مشاعرك على جنب شويا ،طارق مش هيقدر يعصي كلام والده علشان حبه.
مريم: ببكاء: بس انا بحبه اووي، هو حياتي. .انا ممكن اموت من غيره.
احتضنها ريان بحنان: مافيش حد بيموت من الحب طارق كان الشخص الغلط،ماكانش ينفع تحبيه من غير ما يحصل بينكم حاجه رسميه.
مريم بأعين يملأها الألم : انا فضلت اقول له، بس هو اقنعني بأن انا ملكه،وهكون حلاله في الاخر ،وان كلامنا مع بعض حلال،لأننا في الاخر هنكون لبعض.
ريان: مريم انتي كبيره وعاقله،الفتره اللي فاتت كنتي لغيه عقلك ومشاعرك هي اللي كانت بتحركك، ارجعي لحياتك تاني،وانسي طارق،طارق مش هو الانسان اللي يستهلك ،ولو كان فعلا بيحبك ومتمسك بيكي ماكنش سابك ،تتعذبي كدا وكان اقنع والده بحبه
لكي ،ودخل البيت من بابه، دا ربنا قالنا في القران:
بسم الله الرحمن الرحيم، (ولا جناح عليكم فيما عرضتم من خطبة النساء ،او اكننتم في انفسكم علم الله انكم كنتم ستذكرونهن ولكن لا تواعدهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا،) صدق الله العظيم.
مريم ببكاء: صدق الله العظيم،بس انا مش بقدر اشوف رسالته وماردش،او اسمع رنته واطنشها،بحس ان روحي بترجع لي لما بسمع صوته.
ريان: حبيبتي دا لأنك لسه بتفكري بمشاعرك ،والحب اللي جمعكم كان حب ضعيف انهار مع اول مشكله لانه مافيش ميثاق يقويه ، العلاقه ماكانش لها مسمي، والدليل انه لما جاله فرصه يسافر ،سافر من غير حتى مايفكر فيكي.
مريم :ريان انا عاوزه انساه.
مسك ريان هاتفها قائلا: يبقي لازم تلغي اي حاجه تفكرك بيه ،واولهم الاغنيه دي، اللي هو كمان
بيحبها و انتي بتشغليها دايما لانها بتفكرك بيه.
نظرت له مريم ثم نظرت الى هاتفها وحسمت امرها بالتقاط الهاتف منه ومسح تلك الأغنية نهائيا.
ثم مسحت رقمه ومسحت جميع رسائله، ايضا
مريم: ريان انا اسفه اني حبيته وخبيت عليك، سامحني.
احتضنها ريان بحب: هسامحك لما تخرجيه من حياتك .وتبدأي حياه جديده مع ربنا ومع نفسك.
مريم: انت احن اخ في الدنيا كلها.
ريان: هههههه و انتي اميرتي الجميله،
بقول لك ايه يلا بينا اصل انا مش سامع صوت ملك ،واعتقد ان دا اللي بيسموه هدوء ما قبل العاصفه.
ضحكت مريم من وسط دموعها، وخرجت معه،
انتهي الغداء ،وجلسوا جميعا يتسامرون قليلا.
ثم تركوا حور مع مريم وصديقتها منى التي اتت
اليها ،ورحل ريان مع ملك ليستقبلوا مالك.
في غرفة مريم،
جلست مريم أمام النافذة شاردة ،تفكر في طارق الذي تخلي عنها رغم حبها الشديد له وتعلقها به ،فقد اضحت تدمنه، هل ستتمكن من اقتلاع جذور حبه من قلبها؟،ام هي اضعف من تحمل الم فراقه،ولكن الم الفراق اهون بكثير من الشعور بالذنب اتجاه شقيقها الذي يساندها ويقف بجوارها حتى تتخطي ازمتها تلك،
لاحظت صديقتها منى شرودها :مريم ،مريم.
انتبهت مريم لها: ها ،كنتي بتقولي ايه؟
منى: ايه يا مريم سرحانه في ايه؟
مريم: في طارق.
منى: يوووه .يادي سي طارق بتاعك دا، لسه بتفكري في طارق.
مريم: اعمل ايه بس يا منى.
منى: دا واحد رماكي وسافر وانا بقولها لك اهوه دا مش هيرجع من بره الا ومعاه بت شقره من بتوع بره،فانسي وقومي اعملي كورنفلكس ليا ولحور لاننا جوعنا ،صح يا حوريتي؟
حور: ثح،ميومه انا كعانه.
حملتها مريم ودارت بها واخذت تدغدغها:
ياروح مريومه،انتي،
يلا بينا نقتحم التلاجه.
منى وحور:يلا.
ذهب ثلاثتهم الى المطبخ وسألت منى عن ملك.
منى: اومال فين ملك يا مريم؟
مريم: راحت تستقبل الباشمهندس مالك مع ريان.
لمعت عيني منى وخفق قلبها عند سماع اسمه ،فقد عاد معذبها اخيرا من سفره، تمنت ان يعودوا قبل رحيلها لكي تراه.


إعدادات القراءة


لون الخلفية