الجزء 8

الفصل الثامن

توجت بحلال حبك ..
ورأيت العشق حقيقة فيك.. (إيمان أحمد يوسف)
************

مر الوقت سريعا كان مالك يتصل بها كل فجرا ليوقظها ولكنه لا يتحدث معها فقط يوقظها ويغلق
وكل مرة كانت مريم تقارن فيها بين افعال مالك معها، وافعال طارق..

كانت تعلم ان ما كانت تعيشه مع طارق لم يكن حبا ابدا، بل ما تراه الان من زوجها هو اسمي معاني الحب، فقد رأت فيه الحب الصادق.

بمرور الوقت بدا تفكيرها ينصب على مالك، على طريقة حياته، وعلى التفكير في اخلاقه التي لم تري مثلها،
وكلما اقترب موعد زواجهما كلما زاد شعورها بالذنب اتجاهه،
انشغلت في امتحاناتها، وعندما انتهت منها، انشغلت في ترتيبات وتجهيزات الزفاف ،لم تجد فرصة تحادثه وتخبره،
حتى اتي موعد الزفاف ،كان الزفاف كما اتفقا اسلاميا..
كان مالك يقف امام سيارته ببذلته الانيقة ،منتظرا حوريته ان تخرج له ويراها ،فوجد هاتفه يرن فنظر ليجدها ملك.
مالك: سلام عليكم.
ملك : وعليكم السلام يا عريس، تعالى عرستك مستنياك تدخل تاخدها.
مالك: ادخل مره واحده ؟
ملك: ههههههه، لا ادخل علي مرتين هههههه.
دلف مالك اليهم ،وما ان رأوه العاملين في بيت التجميل حتى فتن به وبجماله اما هو فزاد خفقان قلبه عندما رأها، ايعقل ان يعيش ملاك مثلها على الارض؟،اهذا الملاك الجميل اصبح ملكا له الان.؟
اقترب منها وقبل جبينها ونظر الى بندقية عيناها قائلا: بحبك.
تسارعت دقات قلبها من كلمته تلك، كادت تبكي من فرط سعادتها،
احمرت وجنتيها خجلة منه ونظرت الي الارض ..
فهمس مالك لها : واخيرا هتنوري جنتي.
ابتسمت له ولم تستطع ان تتكلم فقد كانت تخجل ان تعبر عما بدا ينبت داخلها اتجاهه،
شعرت بأن قلبها كان كصحراء جرداء، وجدت نبتة خضراء طريقها اليه وشقت قساوته واذابته وحولته الى بستان، هو بستانيه الوحيد.
ملك: احم احم ،مش يلا يا مالك؟
انتبه مالك الى موقفهما ،وفتح ذراعه لها فتمسكت به والسعادة تغمر قلبها ، فقد حظيت برجل جميع النساء تحسدها عليه.
خرجوا جميعهم واتجهوا الى زفافهما،
كانت مريم تسيطر عليها فكرة خاطئه عن الفرح الاسلامي فقد كانت تعتقد انها لن تفرح كجميع الفتيات ولن ترقص مع زوجها ،ولن ترتدي الابيض ..

دلف مالك ومريم تتأبط ذراعه بقوة وحب علي ثغرة باتسامة صافية .. سرعان ما احتفت وحل مكانه التجهم عندما رات مني تقبل عليهم باعين تتقد بشرر غريب لم تريه مريم في عينها من قبل.. وخيبت ظن قلبها بشر قادم نحوها بسبب تلك الفرحة الزائفة التي اتقنت مني رسمها علي محياها..

نظرت لمريم قائلة بفرح ينافي الغل الذي يملا قلبها: الف مبروك يا مريم.

ازدردت الاخيرة ريقها ثم قالت: الله يبارك فيكي.

ثم نظرت لمالك قائلة بنبرة خافتة: مبروك يا باشمهندس.

اومأ لها مالك ثم اكمل حديثة الطفولي مع حور التي كانت تجلس علي قدمه..رات مني في ذلك اهانة لها .. فتوعدت لهما معا ومالت علي مريم قائلة: اتهني لك يومين قبل ما يسيبك ويشوف غيرك.

ربتت علي كتفها بغل ثم رحلت من الحفل تاركة الاخري متصنمة مكانها من الصدمة.. وجهها مصفرا عابس.. مما دفع مالك الي الامساك بيدها التي شعر عند لمسها بانه يمسك بقطعة ثلج متجمدة ..: مريم مالك؟

نظرت له بضياع .. ليعود قائلا بحنان: حبيبتي اهدي انا جنبك.

احاط كتفها بذراعه لتشعر بدفئ يسري خفية لداخلها يعيدها للحياة.. فكر مالك كثيرا ثم اشار لريان باشارة لم تفهم معناها..

ثم وجدت مالك يطلب منها ان ترقص معه،
نهضت رقصت معه على نغمات موسيقي هادئة وجميع النساء يراقبنهم منهم من يتمنى ان تكون مكانها، ومنهم من سعدت لهم ،ومنهم من حسدها ..
اقترب مالك منها اكثر حتى لامست لحيته وجهها النعومي وهمس في اذنها : الاغنية دي علشانك يا حوريتي.
ابتعد مالك عنها ولكنه لم يحرر يدها الصغيرة من يده، بل ظلت يده متشابكة بيدها طول الوقت، وبدا يغني لها،
اللي جمعنا حب ليه معني
منه مش ممكن حد يمنعنا
اللي باقي بينا حلم هيعينا
أوله الدنيا واخرته الجنة
واهي كلها ايام وتضمنا الأيام
يجمعنا بعد الحب بيت مبني ع الإسلام
يلا استعدي خلاص و زودي الإخلاص
ايام يا اغلي الناس و تتحقق الأحلام
اللي جمعنا حب له معني
منه مش ممكن حد يمنعنا
اللي باقي بينا حلم هيعينا
اوله الدنيا واخرته الجنه
احلي لحظه عشتها في الدنيا دي كلها
اني اخترتك منها وانتي وافقتي عليا
وبقيتي ليا انا يا هاديه يا حنينه
لو عيشنا مليون سنه انا ليكي وانتي ليا
واهي كلها ايام وتضمنا الأيام
يجمعنا بعد الحب بيت مبني ع الإسلام
اللي جمعنا حب ليه معني
منه مش ممكن حد يمنعنا
اللي باقي بينا حلم هيعينا
اوله الدنيا و اخرته الجنة .

غمرت السعاده قلبها عندما رأته يغني لها وانهي اغنيته باحتضانها وحملها و دار بها،
انقضت الليلة على خير و ذهب العروسان الى بيتهما، والفرحة تزفهما.
،،
دلف مالك ومعه حوريته، وقال لها: نورتي جنتك يا حوريتي.
مريم بخجل: شكرا.
مالك: الشكر لله انه رزقني بيكي، ممكن تدخلي تتوضي علشان نصلي مع بعض.
لمعت عيني مريم فرحا: انت هتصلي بيا؟
ابتسم مالك: ايوه هنبدا حياتنا بركعتين لله نصليهم مع بعض، ولا انتي مش عاوزه؟
مريم: لا طبعا عاوزه.
مالك: طيب يلا بسرعه.
مريم: هوا، خمس دقايق وهتلقيني وقفه على المصليه قبلك.
مالك: هههههههه، طيب يلا لما شوف.
مريم باعجاب: تعرف ان ضحكتك حلوه اوي.
غمز مالك لها ليري خجلها : ده غرام ده ولا ايه؟.
مريم بخجل : لااااا ،انا اروح اتوضي احسن،
ابتسم مالك: ايوه احسن،
بعد نصف ساعة تقريبا خرجت مريم من الغرفة وهي مرتدية اسدالها، ثم وقفت بجواره على المصلاة.
وصلي بها جماعة ،وعندما انتهي من الصلاة وضع يده على رأسها، ودعي قائلا: (اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه(.
شعر مالك بتوترها وخوفها ،فقال لها: انا جعان ايه رأيك نروح ناكل؟
مريم: اه، موافقه.
دلفا معا الى المطبخ اخرج الطعام وسخنته مريم، وتناولا معا في هدوء تام، وبعد ان انتهيا ،
عرض عليها مالك ان يقرا لها قران،
مريم بفرحة كالاطفال: موافقه.
كان صوته عذب ،كانت مستمتعة بقرأته لدرجة ان بكت عيناها من كثرة خشوعه،
اغلق مالك مصحفه ،وانتفض يري ما بها.
هلع مالك اليها : مريم مالك؟ ،انا زعلتك بحاجه؟
حركت راسها بالنفي قائلة: مالك انا بحبك.
رقص قلبه فرحا وقال: ااااااالله، دي اجمل كلمه سمعتها منك.
ارتمت مريم في حضنه قائلة: بحبك يا مالك ،بحبك اوووي
احاطها مالك بكلتا ذراعيه : وانا بحبك اد
الجنه ونعيمها، يا حوريتي.
تشبثت به مريم اكثر فهي خائفة ان يكون كل ما يحدث حلما،
مالك: مريم
ابتعدت عنه قليلا: نعم يا حبيبي.
مالك: عندي ليكي مفاجأة جميلة،
مريم: ايه هي؟
نهض مالك وفتح احد الادراج واخرج منه تذكرتين واعطاهم لها،
المكان اللي هنقضي فيه شهر العسل،
فتحت مريم التذكرتين فوجدتهما رحلة عمرة،
ادمعت عيناها من فرط سعادتها: انا بحلم صح؟
ابتسم مالك: ههههه، لا مش حلم ،ويلا نجهز الشنط علشان طيارتنا الفجر.
قفزت مريم تعانقه بقوة، وقالت بسعادة عارمة.: ده كان حلم عمري اني اعمل عمرة في شهر عسلي،
مالك انا بعشقك.
مالك: وانا كمان بعشقك يا قلب مالك.
مرت عدت ساعات، كانا قد اعدا كل ما يحتاجونه في سفرهما، و ودعا ملك وريان، وانطلقا، الى بدا حياتهما الجديدة.. في اجمل مكان يشهد قصة حبها المثيرة للاعجاب..


إعدادات القراءة


لون الخلفية