الجزء 4


وكأن للذكريات قلب لا ينبض الا ليلا...

****

مع اشراقة شمس نهار جديد استيقظت مريم من نومها فزعة ،فقد اشرقت الشمس ولم تسمع المنبه ولم تلحق صلاة الفجر،

مريم: سامحني يا رب ،انا مش عارفه ازاي ماسمعتش المن،

لم تكمل فقد تذكرت بأنها لم تضبط المنبه بالأمس قبل نومها،

استغفرت على نسوتها تلك ، ثم نهضت وارتدت اسدلها ،وخرجت فلم تجد مالك ولا ريان ،فقد خرجا الى المسجد لصلاة الفجر ولم يعودا.

انتهزت مريم الفرصة ودلفت الى المرحاض وتوضأت وصلت فرضها وتناولت فطورها سريعا ،ثم دلفت الى غرفتها ،وبدلت ثيابها ،

ثم فتحت خزانتها واخذت تنقل نظرها بين خماراتها التي شعرت بأنها تشتاق اليها،

اخرجت احدهما وارتدته ،استغرقت وقتا في ذلك ، فكانت قد نسيت كيف كانت ترتديه ،وبعد دقائق تمكنت من لفه، بدت كالقمر في خمارها ،ابتسمت لمرأتها ابتسامة رضا ثم خرجت من غرفتها،

علقت ملك بإعجاب عندما رأتها: ما شاء الله ايه القمر ده.

خجلت مريم منها: وحشني الخمار فلبسته تاني.

ملك: طلعه زي القمر فيه ربنا يحميكي يا مريومه.

مريم: هههه، تسلمي لي يا ملوكه، يلا باي بقا علشان يا دوب الحق المحاضرات.

ملك: باي ايه بقا ،في امان الله احلي.

ابتسمت مريم وقالت: في امان الله

ملك: في امان الله يا قلبي ،ربنا يحفظك بحفظه.

مريم: امين.

خرجت مريم ووقفت امام المنزل تنتظر تاكسي وكعادتها فتحت حقيبتها واخذت تطمئن على وجود هاتفها ومالها وبطاقة دخولها للجامعة، ولم تنتبه الى مالك وريان اللذان كانا على الجهة الاخر من الشارع.

نظر لها مالك باعجاب : فقد كانت فتاة جميلة ،سرعان ما غض بصره وقال بصوت مسموع: ماشاء الله.

عقب ريان قائلا: على ايه؟

مالك: في بنت جميلة وقفه على الناحيه التانيه، قمر جميل في حجابه.

نظر ريان ،وعندما رأى مريم ابتسم لرؤيتها بخمارها مرة اخري ،وخطر على باله فكرة جنونية بعض الشيء.

ريان: طيب تعالى نتعرف عليها.

مالك بصدمه: نعم؟،ريان ما ينفعش نكلم بنت كدا هتفكرنا بنعاكسها، و دا حرام..

جذبه ريان من ساعده : مش هي عجباك؟

مالك : اه، لا، حرام يا بني .

ريان: طيب تعالى بس ماتبقاش جبان.

اتجه به اليها وقال ممازحا: ايه ده هو القمر بيطلع الصبح ولا ايه؟

عرفته مريم من نبرة صوته واستدارت مبتسمة : ههههه ،لا وكمان بتعاكس، طيب هقول لحور.

ريان: لا كله الا حور ،ملك ممكن اثبتها بكلمتين ،لكن حور تدخلني في سين وجيم، ههههههه، وانا مش قدها.

مريم: هههههه، طيب ممكن توصلني لاني اتاخرت على الكليه.

ريان: اه طبعا، مالك ما تيجي معانا.

اتسعت عيني مالك وقال بتوتر : انا ؟

ريان: ايوا، يلا خد المفاتيح اهه ،سوق انت.

التقط مالك المفاتيح منه وركبوا جميعهم السيارة وقادها مالك، ظلت مريم تنظر الى الطريق ولم تنتبه الى حديث ريان مع مالك ،فقد كانت تفكر في حياتها الجديده ،التي بداتها لتوها،

مال ريان قليلا على مالك وقال: اللي انت معجب بيها تكون مريم اختي.

ابتسم له مالك فقد تغزل فيها امامه دون ان يعلم ،انها شقيقته ،فصورة وجهها لم تطبع في ذاكرته،. فقد كان بعض شعرها منسدلا على وجهها يخفيه ،امس عندما راها صدفة،

واثناء سيرهم عقد مالك النية ان يترك بيت ريان اليوم وينتقل الى شقته ،ويستلم عمله،.

اوصلاها ،ثم عادا الى المنزل ،اخبر مالك اخته بقراره في ترك المنزل والذهاب الى شقته، فاخبرته بان ينتظر حتى تذهب وتنظفها ،فاقسم عليها الا تفعل ،وانه هو من سيقوم بكل شئ،

تناول فطوره ثم ذهب الى مقر الشركة التابع

للشركة التي كان يعمل بها في الخارج،

كانت هيئته محببه للجميع ،كل من يراه يطيل النظر اليه فقد كانت الفتيات يفتن به وبجماله.

قابل مدير عمله واتفق معه على بدا العمل من الغد حتى ينتهي من ترتيب اموره هنا ،فوافق دون اعتراض،

عاد الى منزل اخته ،وحزم حقائبه بعد ان اعطي كلا منهم هديته التي احضرها له،

واتجه الى شقته التي كانت توجد في نهاية الشارع ،ليس بالبعيده عن بيت اخته،

دلف اليها، وبدا سيل من الذكريات يهاجمه على الفور، ذكريات حبه الاول وقتما كان شابا طائشا،

وذكرياته مع امه الغالية واخته المدللة ،وتذكر ريان صديقه عندم كان يتشاجر معه دائما على البلايستيشن،

كانت ذكرياته رائعة حقا،

بدا يزيل كل الاغطية عن اثاث شقته ،وشمر عن

ساعديه،

قائلا: استعنا على الحياة بالله،

وبدأ عمله في تنظيفها ...

وبعد مرور خمس ساعات تقريبا كان قد انتهي منها، ووجد احد يطرق باب شقته طرقات مزعجة، فادرك انه صديقه المشاكس.

مالك: ايه ده مش معقول ،لحقت اوحشك بالسرعة دي؟

ريان: هههههه،ايوه طبعا، وجايب لك الغدا معايا كمان.

مالك: ايه ده وملك سمحت لك تاكل برا البيت عادي كدا.؟

ريان: قلت لها رايح اتغدي مع مالك ،فوفقت فورا اول ما عرفت اني هتغدي معاك،

عارف لو كنت قلت لها اني هتغدا في الشركة ،كان زمنها طرداني عندك.

مالك: هههههه، ربنا يديم الحب بينكم.

ريان: يا رب يا مالك،يلا بينا بقا ناكل ، اصل انا

جعان اوي.

مالك: طيب استني هجيب اطباق و ملاعق.

انبهر ريان بنظاقة وترتيب الشقة قائلا : لالا ،بس انت طلعت شاطر اهوه ،وبتعرف تنضف يا باشمهندس،

ضحك مالك: ههههه كنت عايش لوحدي بقا خمس سنين فاتعودت.

رفع ريان حاجبيه بانبهار ثم قال: انت عارف لو اختك عرفت باللي انت عملته في الشقه هنا، هتذلني بيك وهتخليني اعد من الشغل واساعدها.

ضحك مالك : ههههههه، وايه يعني ؟..يا بني ما تساعدها شويه ،انت عارف لو بس قلت لها حبيبتي محتاجه مساعده، هتحسسها بأهميتها عندك ،وبخوفك عليها ،وهي هترفض انك تساعدها، بس وقتها هتكون حسستها بقيمتها عندك، وانك بتخاف على تعبها.

حك ريان ذقنه ثم قال باقتناع : ماشي، ممكن نشوف الموضوع ده بعد الاكل.

مالك: ههههه، ممكن.

اما مريم فعادت مع منى بعد انتهاء يومها الجامعي ،واثناء الطريق ومنى تسألها عن مالك ،وعن كل شيء يخصه.

مريم بضيق: منى خلاص انتي زهقتيني بمالك ده.

زمت منى شفتيها بطريقة طفولية : يخص عليكي يا مريم الف خصايه.

مريم: هههههه،الف خصايه بحالهم،

منى: ههههههه،اه.

مريم: طيب يلا اجهزي علشان الشارع بتاعك جه اهوه.

منى: اوك،باي يا مريومه.

مريم متذكرة كلمة ملك لها ردت قائلة:في امان الله يا منمون.

تركتها منى ونزلت واكملت مريم في التاكسي ،ووصلت الى المنزل، دلفت فوجدت ملك جالسة تقرا وردها،

مريم: سلام عليكم ،ازيك يا ملوكه.

اغلقت ملك المصحف: وعليكم السلام ،الحمد لله واخيرا..

مريم: ايه؟

ملك: جعت وانا مستنياك تيجي.

مريم: هو ريان لسه مارجعش من الشغل؟

ملك: لا رجع بس راح لمالك يتغدي معاه، اه صحيح ،في هديه لك من مالك في اوضتك.

مريم باندهاش: ليا انا؟

ملك: ايوه.

دلفت مريم الى غرفتها ،فوجدت علبة موضوعة على سريرها مغلقة بورق زهري لامع ،فتحتها ،فوجدته خمارا رائعا ،لونه زهريا،

اعجبت به كثيرا ،واخذت تجربه ،ولكنها اشتمت فيه رائحة ذكورية تعلمها،

ذكرتها تلك الرائحة بطارق فهي نفسها رائحة عطره الذي كان يستخدمه ،القت به بعيدا عنها ،وبكت على حالها ،فلماذا كلما حاولت نسيانها تعاود الذكريات تطاردها وتذكرها به ثانية.

مريم بضعف: يا رب انا تعبت ،يا رب ساعدني .اعمل ايه؟

استجمعت قواها وابدلت ثيابها و ادت فرضها وتناولت الطعام مع ملك ثم ذهبت لتذاكر ،وبحلول الليل بدأت تذكره ،وتذكر كلماته ،شعرت بوخز قاتل في قلبها ،الم الفراق والذكريات صعب حقا ،اتجهت الى سريرها لتنم كي تهرب من التفكير فيه، ولكن لم تتركها بل سرعان ما نهضت تنظر لذلك الليل تذكر حبها الاليم.

،،.

اما في شقة مالك،

فكان ريان يشاهد التلفاز بعد ان قام بتوصيله وتشغيله لمالك ،وجلس على الأريكة يستمتع بكوب شايه،

وفجأة سمع مالك يقل له بدون اي مقدمات: ريان هي مريم

في اخر سنه صح؟

ريان: ايوه ،بتسأل ليه؟

التفت له مالك وقال: اصل انا عاوز اتجوزها.


إعدادات القراءة


لون الخلفية