الجزء 6

احببتكِ دوناً عن نساءِ العالمِ،
فقد توسمت فيكِ عشق خديجةً و طفولة عائش . (إيمان أحمد يوسف)

********* *********
ملحوظة قبل القراءة... تفاعلوا مع الفصل والرراية ، عشان مايتمش حظركم من إدارة الفيس...فيروس الحظر منتشر ببيخطف اي حد...

قراءة ممتعة.
********

كانت مريم في غرفتها تجلس يقتلها الفضول لمعرفة ذلك العريس ،متمنية ان يكون هو حبيبها.
طرقت ملك الباب ثم دلفت اليها، وجدتها ترتدي فستانا زهريا تتخلله بعض الفراشات البيضاء الصغيره، والخمار الذي اهداه لها مالك ،تبسمت معجبة بجمالها قائلة: ما شاء الله ،ملاك يا مريم.

تلونت وجنتيها بالون القرمزي خجلا:
انتي اللي ملاك يا ملوكه.

ملك:هههه، من بعض ما عندكم يا مريومه ،يلا بينا اصل العريس مستني بره على نار.

خرجت و معها مريم خافضة رأسها تسير على استحياء ،وما ان رأيها مالك حتى خفق قلبه لأول مرة لها، وعلم انه هي من اختارها عقله والان اختارها قلبه،
كانت جميلة حقا في ثوبها وحجابها ،ايقظه من تأمله صوت ريان: تعالي يا مريم اعدي جنبي.

جلست مريم بجوار ريان وهي حتى تلك اللحظه لم تره بل فقط اشتمت رائحة عطره الرجولي الذي انتشر عبقه في المكان كله،
قطع ريان الهدوء بدون اي مقدمات قائلا : مالك يا مريم جاي النهار ده علشان يتقدم لك.

صعقت مريم فور سماعها اسم مالك ،ونظرت الى ريان في صدمة ثم نظرت الى مالك الذي انزل نظره بسرعة حتى لا تقع عينها على عينه،
اما ريان فاراد ان يتركمها قليلا بمفردهما : ملك بقولك ايه تعالى نشوف حور ونسيبهم مع بعض شويه.

ذهبت ملك معه فقد فطنت ما وراء طلبه ذلك،
ذهبا وبقي مالك مع مريم ،كانت تجلس امامه تحاول امتصاص الصدمة والتماسك و عدم الانهيار وسقوط دموعها امامه حتى لا يفهم شيء،
انتظر مالك ان تتحدث ولكنها لم تنطق بحرف واحد، فبدأ هو الحديث،
مالك: ازيك يا انسه مريم؟

مريم بصوت خافت: الحمد لله.

مالك: اسمحي لي اعرفك بنفسي.

لم تجبه مريم ولم ترفع نظرها نحوه ابدا. .فقد كانت الصدمة كفيلة ان تلجم لسانها ،كانت الدموع متحجرة على شفا جفنيها،
مالك بتوجس: حضرتك سمعاني؟

لم تجبه بل اكتفت بهز راسها بالايجاب ،كان مالك قد نظر اليها فرأى اجابتها ،اعجب بحيائها ،وتبسم معجبا به،
مالك: انا مالك عبد السلام، مهندس مدني اشتغلت خمس سنين بره، الحمد لله كنت من اكفىء
المهندسين ،و.

رفعت مريم راسها فجأة تنظر له فالتقط عيناها الدامعتين بعينيه الرماديتين ،وقالت: حبيت قبل كدا يا باشمهندس؟

رأى مالك الدموع متلألأة في مقلتيها فشعر بألم يجتاح قلبه لا يعلم ما سببه، لم يجبها بل اخذ يبحث عن سبب لدموعها تلك.

فاستطردت مريم قائلة : من فضلك جاوبني؟
مالك: اه،اه، ايام الجامعه كنت مالك تاني غير مالك اللي انتي شيفاه دلوقتي.

سقطت الدموع من عينيها مرهفة وقالت بهمس وخجل من نفسها: انا حبيت واحد قبلك ،و.

لم تستطع ان تكمل واخفضت عينيها، وجرت منهارة الى غرفتها باكية.
اما مالك فظلت عيناه معلقة بها، حاول استعاب ما حدث منذ لحظات ولكن، لم يستطع،

كل مافعله انه نهض وفتح الباب ورحل دون ان ينطق
بحرف واحد.

اما مريم ،شعرت حينها بحزن قاتل ،شعرت بألم يقيدها يعتصرها. ،فقد علمت بأنها اصبحت لا تصلح لاحد غير ذلك الاناني،
علمت بأن ما فعلته وما تفعله خطأ لا يغفر، رأت عواقب عشقها الطائش، وقلبها الساذج منذ قليل،

جحظت عيناها عندما تذكرت شقيقها ريان وملك التي قد تنزعج مما حدث
خافت من ان يحدث بينهما مشاكل بسبب ما حدث ،خافت من ما هو أت، مسحت دموعها سريعا،

وفتحت باب غرفتها وخرجت متلهفة لتراه ولكنها لم تجده، فخرجت من البيت تلحق به،

رأته في نهاية الشارع يدلف الى العمارة التي يسكن بها ،جرت مسرعة تنادي عليه ،توقف فور سماع صوتها فقد اضحي يميزه الان. استدار فوجدها تجري باندفاع في اتجاهه ،تعثرت وكادت ان تقع ولكنه سندها بيده قبل ان تقع،
مالك بقلق عليها : مريم انتي ايه اللي خرجك من البيت دلوقتي؟

اخذت تلتقط انفاسها وقالت بصوت متقطع: موافق ،..تتجوزني؟

صدم مالك من طلبها: بس انتي بتحبي واحد ت...

قاطعته مريم: انا موافقه اتجوزك، انا مش بحب حد ،موافق تتجوزني.؟

مالك: مريم انتي لازم ترجعي البيت ماينفعش نقف مع بعض كدا اصلا.

مريم: جاوبني لو سمحت ،لسه عاوز تتجوزني؟

مالك: مريم.

مريم ببكاء: ارجوك .

مالك: في ايه؟ .انت خايفه من ايه؟

ازدردت مريم ريقها بعد ان جف حلقها ثم قالت باندفاع : مالك انا بحبك.

صدم مالك من كلمتها ،فمن اين تحبه؟ ،ومن اين تحب غيره؟

سمع صوت ريان وهو ينادي عليه،

ريان بتوجس من اختفاءهما : مالك؟ ،مشيتم ليه وخرجت مع مريم من غير ما تقول ليه؟

نظر مالك اليها ثم اجابه: روحت اصلي العشاء جماعه ،وقلت لمريم تيجي تصليها جماعة في مصلي النساء وهي هترتاح لما تسمع صوت الشيخ محمد .

نظرت له مريم ،وعلمت بانه وافق على طلبها،

ريان: طيب تعالم يلا ملك في البيت قلقانه عليكم.

سار مالك بجوار ريان وخلفهم مريم ،اخذ مالك يتحدث مع ريان، ويضحك معه اثناء سيرهما وبين الحين والاخر كان يختلس النظر اليها مندهشا حالها وردت فعلها ،اخذ يسأل نفسه اكانت صادقة فيما قالته منذ قليل،
دلف الى البيت وجلس اربعتهم يتحدثون عن تفاصيل تلك الزيجة،
اتفق ريان معه ان يكون عقد القران بعد انتهاء امتحانات مريم. .فلم يعترض مالك ،على ذلك. .انتهي اليوم سريعا وانطلق مالك عائدا الى شقته،
قضي ليله يفكر فيما حدث ،اقام ليله ولم ينم ،صلي استخارة مرة اخري ،وشعر بارتياح لتلك الزيجة ،ولكنه اخذ يفكر في كلمات مريم له ،انتفض قلبه ضيقا عندما تذكر صورة عينيها الدامعتين ، رأى الالم يجتاحهما من ينظر لهما يشعر بالضياع ،يري فيهما صورة غابة يملأها الضباب،
هو الان لا يستطيع التراجع فقد حسم الامر، ومهما كانت غايتها وراء تلك الزيجه هو متوكل على ربه، سمع صوت اذان الفجر فقال،
مالك: اللهم ارزقني خيرها يا الله.
اما مريم فلم تكن افضل حالا منه فقد قضت ليلها باكية على سجادتها، فهي لا تعلم ماذا تفعل،
صلت استخارة وذهبت الى النوم، رأت في منامها، انها تقف على نهاية جسر محطم مقيدة بالحبال وطارق يقف خلفها يحاول القاءها في ذلك
النهر الجاري اسفل الجسر ،اخذت تصرخ تنادي على احد ينقذها ،فوجدت نفسها تنادي على مالك ،وما ان ذكرت اسمه حتى شعرت بتلك القيود تنفك عنها،
وشعرت باحدهم يهمس باسمها ،فظنت انه مالك، فاخذت تردد اسمه ، مالك ، مالك .
ابتسمت ملك عندما سمعتها تردد اسم مالك،
هزتها ملك برفق لتوقظها : مريومه اصحي.
فتحت عينيها فوجدتها ملك تبتسم لها قائلة: انا ملك يا مريومه مش مالك، الله يسامحه الواد اخوي يا عيني بدأ يفطلك في الحلم.
ابتسمت مريم خجلا من كلامها،
ثم نهضت هاربة من امامها حتى لا تبدا في سؤالها وتبدا مريم في تأليف القصص لها.
انجزت كل ما تعودت ان تفعله قبل ذهابها الى الجامعه، ثم انطلقت الى الجامعة سريعا،
واثناء انتظارها للتاكسي ،سمعت احدهم يقف خلفها مناديا عليها: مريم.
استدارت مريم لتري من ذلك الذي يناديها، انتفضت عند رأته واخذت تتراجع الى الخلف. وانفاسها تتسارع ...


إعدادات القراءة


لون الخلفية