الجزء 10
لفصل_10
الألم هو أستاذنا الفذ،
فهو يقربنا دائما من معرفة حقيقة مشاعرنا..(إيمان احمد يوسف)
............ّّ.ّّ.....ّّ
دلفت مريم الى الكافيه ووجدت طارق أمامها ،الذي ما ان رأيها حتى انطلق نحوها ..
.طارق: مريم انتي كويسه؟
مريم باشمئزاز منه : عملت الحيلة دي علشان تقابلني؟ ،ما كنتش اتوقع انك حقير للدرجه دي.
طارق: حيلة ايه انا ماعملتش حاجه ،انا اللي منى صحبتك كلمتني وقالت لي انك تعبانه وعاوزه تقابليني.
اندهشت مريم: منى!!.
طارق: ايوه.
نظرت مريم حولها فلمحت مالك وهو يقف بعيدا ينظر اليهما ،نظرت له في خوف من سوء فهم ما يحدث وجرت مسرعة تلحق به،
ولكنه كان قد ركب سيارته ورحل...
اخذت تاكسي وعادت سريعا الى البيت علها تجده ولكنها لم تجده،
اتصلت بأخيها ريان..
مريم ببكاء هستيري: ريان، الحقني، تعالى بسرعة.
ريان: مالك يا مريم في ايه؟
مريم: تعالى انا في البيت.
اغلق ريان معها وانطلق ركب سيارته متجها اليها، وعندما وصل وجدها منهارة، اخذ يهدأها، حتى يعرف منها ما حدث.
وبعد فترة هدأت واخبرته بما حدث كله،
ريان: ومالك فين؟
مريم: ماعرفش، انا عاوزه يا ريان انا ما اقدرش اعيش من غير مالك.
ريان : اهدي بس ،اكيد هيرجع..
دقائق وكان مالك يفتح الباب كان وجهه شاحبا وشعره اشعثا..
اندفعت نحوه باكية: مالك انت فاهم غلط والله.
نظر مالك الى ريان: قائلا، انا ومريم عاوزين نطلق.
مريم بصراخ : لاااااا،يا مالك انا مش عاوزه ابعد عنك، حرام عليك.
انهار مالك امامها وانهمرت الدموع كالشلال من عينيه، فامسك بذراعيها يهزها بعنف .: حرام عليكي انتي، انا سامحتك اكتر من مره ،خلاص قلبي ماعدش مستحمل كدب، حرام، كفايا بقا، كفايا..
صرخ فيها ، ثم تركها لتقع ارضا بضعف وانطلق مغادرا..
اقبل ريان نحوها يساعدها ولنها قالت. من بين شهقاتها :
الحقه يا ريان ارجوك.
بالفعل انطلق ريان خلفه خائفا عليه ،نادي عليه كثيرا ولكنه لم يرد عليه ،فركب بجواره في السيارة، ولكن الغضب قد احرق ما دخله من طيبة، اخذ يفكر في لحظاتهما سويا، كم اغدقها بحبه ، لم ينظر لغيرها، لم يهينها يوما، جعل منها ملكة متوجهة، اهذا جزاءه،، الخيانة، كم احرقت تلك الكلمة القاسية روحه.. قاد بسرعة جنونية،
ريان: مالك اهدى ،هدي السرعه شويه،
ماااااالك.
كان قد فات الاوان واصطدم مالك بسيارة كانت قد قطعت الطريق فجأة، وانقلبت سيارته ،وانتهي بهما الحال الى ما هو عليه الان،
،،،،،
انتفض ريان فزعا فقد كان حلما طويلا اشبه بكابوس..
مريم بفرح : ريان فوق، اصحى مالك فتح عنيه.
ريان بفرح: ايه فتح عنيه بجد؟
مريم ببكاء: ايوا،مالك رجع لنا.
ريان : الف حمد وشكر لك يارب.
دلف سريعا يراه ويطمئن على صديق عمره... وجده ممدد علي نفس الفراش الطبي موصل به اجهزة اقل.. عيناه مفتوحتان.. عاد اليه صديقه اخيرا..
ريان: كدا يا كوكي تقلقني عليك؟
مالك: هو ايه اللي حصل؟
ريان: قول ايه اللي محصلش ، الحمد لله ان الناس خرجونا من العربية قبل متنفجر بينا.
نظر مالك لذراعه المجبر : انت ايه اللي كسرك كدا؟
ريان: سيدتك ،سواق اعمي.
مالك: ههههههه، ماتبقاش تركب معايا وانا متعصب.
ريان: طيب يلا قوم لنا بالسلامة بقا،علشان نفكر في اسم للنونو الجاي.
ضاقت عيني مالك باندهاش وقال متسائلا: نونو مين..؟!.. انا مش فاهم بتقول ايه..
ريان: مريم حامل في أبنك.
مالك بصدمة: مريم.؟ حامل؟!
أومأ ريان برأسه: ايوه.. وهتبقي أب يا كوكو.
مالك: مريم فين؟
التفت ريان ليجدها تختبئ خلف الباب ، فقال: ممكن بتجيب حاجه. من تحت..
تنفست الصعداء واستجمعت قوتها ودخلت لهما و لكنها لم تقترب..
نظر مالك الى تلك المنتقبة التي تقف بعيدا تتمنى ان تقترب ولكنها خشيت ان تتعبه رؤيتها.
سأل مالك: مريم لبست النقاب امتي؟
ريان باندهاش: عرفت ازاي انها مريم؟
مالك : هههه عمري ما انسي عيون حبيبتي ..
ريان : سيدي يا سيدي ..
مالك: هههه طيب روح اشرب شاي وتعالى.
ريان بطريقه مستفزة :مش عاوز اشرب.
مالك: خليك لطيف واختفي حالا بدل ما خلي ملك تفورك.
ريان: هههه ..ملك فكرتني لما اتصل افرحها.
ما ان خرج ريان حتى نظر مالك الى حبيبته: هتفضلي واقفه بعيد كدا حبيبك مش وحشك ولا ايه؟
اندفعت مريم نحوه تحتضنه تعتذر منه: انا اسفه يا حبيبي انا السبب..
مالك: هشششش، انا عرفت كل حاجة.
قطبت حجبية قائلة بتساؤل: عرفت ازاي؟!
مالك: كل حاجة قلتيها لي وانا في الغيبوبة كنت بسمعها كأنها حلم ..
مريم: طب سمعتني وانا...
وضع اصبعه على فمها ليسكتها قائلا:هشششش، انا بحبك وده المهم ، كانت لحظة شيطان .. ممكن تناوليني الدوا لاني حاسس اني تعبان اووي.
نظرت مريم الى ادويته..
فقال لها: انتي دوايا... جرعة حبك هي اللي بتحيني، وبترجع لي روحي تاني.
احمرت وجنتاها خجلا من كلماته: اتفضل ده مسكن لازم تاخده دلوقت.
مالك: حاضر .
التقط حبة الدواء منها وادخلها فمه ثم تحدث اليها وهو ينظر الي كأس الماء الذي تناوله له : اشربي منها شوية.
اندهشت قليلا ولكنها امتثلت لطلبه وارتشفت بعضا منه..
ابتسم قائلا بمزاح : كفايا كده هتشربيها كلها.
ابتسمت مريم علي مشاكسته لها ..
اما مالك فالتقط منها كأس الماء وارتشفه من نفس الموضع التي ارتشفته منه حبيبته..
احمرت وجنتاها خجلا وقالت
بحبك يا مالك , قلبي بيعشقك .. جرعات حبك الحلال ليا يا مالك بتعيشني في جنة علي الارض.
ابتسم مالك وقال بعشق : انتي الجنة نفسها يا قلب مالك....
أما ريان فاخبر ملك قائلا: والله صحي وكنت لسه بكلمه حالا.. لا خليك يا حبيبتي وانا هاجي اخدك.. في امان الله...
نظر ريان اتجه غرفة. مالك ليري طارق علي وشك الدخول ، فنادي عليه بصوت عال: د.طارق.
نظر له الاخير قائلا بود: اتفضل يا. ريان في حاجة؟
نظر له ريان بغل ثم قال: حالة مالك هيتولاه دكتور غيرك.. شكرا لخدماتك ، اتفضل كمل مرور علي عيانينك.
ازدرد طارق ريقه باحراج ، ثم تركه و هو يتوعد له و ل مالك بشر أسود..
..........