الجزء 3
لعين انت ايها الشيطان توقع قلبيهما في شراكك، بكل سهولة
تحت مسمي الحب،
وتتركهما في عذاب روحي مع الذنب الذي ارتكباه.
فلترحل عن قلبيهما، وتتركها عذراء كما خلقا بها.
’’’’’’’’’’’’’’’’’’’
في المطار ،اخذ ريان يدقق النظر في جميع الواصلين حتى رأيه بابتسامته الساحرة وهيئته الوقورة وجماله الفاتن ،اقترب منه واحتضنه بشوق بالغ.
ربت ريان علي كتفه : حمد لله على سلامتك يا كوكي.
ضحك مالك: ههههههه ،الله يهديك ،يا ابني قلت لك مية مرة انا مش قطه.
ضيق ريان حاجبيه وقال بمزاح ليغيظه : لا عيب عليك يا راجل ،قطه ايه؟ ،انت ولد تبقي قط. ههههههه
مالك : ههههههه، لا ذكي يا لمض.
عدل ريان ياقته مصطنعا الغرور : هههههه عارف، ابتسم مالك: وحشتني يا صاحبي.
احتضنه ريان :وانت كمان وحشتني يا مالك جدا. طولت علينا اوووي يا مالك ،خمس سنين كتير اوي.
مالك: و اخر خمس سنين ان شاء الله.
ريان باندهاش : تقصد ايه؟
مالك : هههههه، اقصد اني تعبان وعاوز اروح ارتاح لاني خلاص مش قادر هفصل شحن.
ريان: ههههه ..طيب تعالى ملك مستنيانا في العربية.
مالك باندهاش : بجد هي جت معاك برده.
ريان : ايوه يا سيدي دماغها نشفه زي اخوها.
قرصه مالك في اذنه بخفة : طب خاف لتسمعك بقي.
دفع ريان عجلة حقائبه قائلا: اااااي ..لا بلاش انا ماقلتش
حاجه اصلا، دا انا حتى كيوت و لسه في عز شبابي.
مالك:هههههه، طيب يلا بينا يا كيوت قبل ما تفور فينا.
انطلق مالك وريان متجهين الى السيارة، وما ان رأت ملك شقيقها حتى ترجلت بسرعة من السيارة واندفعت نحوه وارتمت في حضنه ،فقد اشتاقت اليه.
احتضنها مالك بحنان الأب الذي اشتاق لصغيرته بعد غيبة طويلة : وحشتيني يا ملوكه، وحشتيني.
ملك باعين دامعه: وانت كمان وحشتني اوي يا مالك كد تغيب المده دي كلها.
مالك: مش هغيب عنك تاني ابدا خلاص اخر مره.
ملك بفرحه: يعني مش هتسافر تاني.؟
مالك: ايوه خلاص توبنا الى الله، هههههه.
جذب ريان ملك من حضن اخيها :خلاص بقا كفايا احضان دي مرأتي برده ألله،
قرصه مالك في وجنته ساخرا منه : هههههه، انتي بتغيري يا بيضه.؟
نظر ريان الى رمادية عيني ملاكه مما اخجلها قائلا: ايوه بغير عليها ، بغير عليها حتى من الهوا اللي حواليها.
مالك بإطراء : سيدي يا سيدي على الكلام الرومانتك ،طيب يلا بينا على البيت احسن، بدل ما الاقيكوا شردتوني في المطار وطلعتوا على الكورنيش.
ريان: ههههههه، لا وعلى ايه الطيب احسن
ركبوا جميعا السيارة عائدين الى البيت.
إيمان أحمد يوسف..،،
بعد ساعة تقريبا ،
كان قد وصل ريان وملك ومعهم مالك ،الذي هم بحمل الحقائب فاوقفه ريان طالبا منه الذهاب فقط الى البيت، في الوقت نفسه التي يأست فيه منى من مجيئه وقررت الرحيل.
منى: مريم انا همشي انا بقي، لاني اتاخرت.
مريم: طيب ما تعدي نتعشي مع بعض؟
منى: لا مش هينفع هتأخر على ماما.
مريم: ماشي يا منمون سلميلي على ماما كتير.
منى: حاضر ان شاء الله.
اوصلت مريم منى الى الباب وكانت تضع وشاحاً على رأسها بإهمال لتخفي شعرها فقط، حاملة حور على ذراعيها،
فتحت الباب وكانت هناك نسمة هواء تجوب في حديقة المنزل اتتها فأوقعت الوشاح عن رأسها فظهرت خصلات شعرها الحريري ،في الوقت الذي كان يقف فيه مالك وملك امام الباب
اخفض مالك نظره فور ما حدث ليغض بصره عنهما ،ولكن الشيطان كان قد طبع صورة مريم بشعرها الحريري في عقله،
لم تنتبه مريم عليهم لذلك تركت حجاب رأسها واقعا ظنا منها انه لن يرها احد، ولعدم قدرتها على رفعه لأنها تحمل حور بكلتا يديها،
لاحظت مريم شرود منى في شيء بالخارج فاستدارت لتري ماذا هناك فوجدت ملك تقف مع شاب بجوارها علمت على الفور انه مالك ، فزعت عندما رأته، على عكس حور التي اخذت تتمايل :خلو خلو ،جيه.
انزلتها مريم لتذهب له وهرولت هي عائدة الى غرفتها،
انطلقت حور مندفعة نحو مالك الذي حملها ورفعها لأعلى ثم انهال عليها بسيل من القبلات فقد اشتاق لتلك الشقية التي تركها وهي صغيرة وحال سفره دون رؤيتها تكبر امام عينيه ،احتضنها بشوق جارف ، فقد كان يتقطع شوقا للهو معها عندما يري صورتها خلف شاشة حاسوبه ولا يستطيع ان يكون معها.
اما منى فكانت لا ترى احد سواه ،واخيرا رأته مرة اخر طال غيابه ، رغم انها لم تحدثه من قبل ولكن احبته من صورته وحديث مريم المتقطع عنه فقلما تقابل شابا متدينا مثله في هذا المجتمع المحاكي للموضة الزائفة، والعادات الكاذبة.
نظرت لها ملك وقالت :احم احم ،ماشيه ليه يا منى
ما تعدي تتعشي معانا،؟
انتبهت منى لها وقالت في خجل: لا،لا، اصل اتاخرت مره تانيه ان شاء الله. استاذن انا.
ملك: ماشي يا حبيبتي في امان الله.
منى: في امان الله.
رحلت منى وهي تود ان تبقي معه ، تتحدث معه ،تمنت ان تكون مكان حور لتتمكن من الاقتراب منه، صدقت مريم عندما اخبرتها بانه شاب نادر الوجود..
اما ملك فاقتربت من مالك لتداعب صغيرتها، فوجدت رائحة الحليب تنبعث من ثيابها.
ملك بانزعاج :ايه ده يا حور انتي وقعتي اللبن عليكي؟
حور بخوف :كنت باكل و بلحب مع ميومه ، فوقع حلي.
ملك بلوم: ينفع نلعب باللبن ونوسخ نفسنا كدا.؟
حور بندم: لا، اثفه.
مالك: يا جماله القمر يا ناس ماشاء الله حور، وانتي اجمل
حور شفتها عينيه.
ملك: هههههههههه، لا والله ،لا في حوريات كتيره اختار منهم واحدة بس تشاركك جنتك ،والا هختار لك انا.
مالك: ااااها،لا انا بقول ارجع تاني الحق اول طياره.
احاطه ريان بذراعه من الخلف : طيارة مين؟ ،العربية شطبت بنزين خلاص وشنطك اتصدرت جوا البيت ،يعني خلاص ادبست يا كبير،
مالك: هههههه، وليقضي الله امرا كان مفعولا ، انا عارف بس ايه اللي خلاني اوافق عليك تتجوز اختي.
ريان بتكبر مصطنع : حلاوتي طبعا، هاهاها، ولا توم كروز في زمانه.
دلف ثلاثتهم الى البيت ومعهم حور ،اخذتها ملك وذهبت لتحممها اما ريان فدلف الى مريم يطلب منها ان تخرج تساعده في تجهيز العشاء. .لانشغال ملك
مع حور.
ارتدت اسدالها ،وخرجت فوجدته ممسكا بهاتفه منشغلا به. .فرأت انه من الذوق ان تسلم عليه
فقالت باستحياء : حمدلله على السلامه يا باشمهندس.
سمع مالك صوتها الانثوي الناعم فعلم انها هي ،فلم يرفع نظره اليها بل خطر على باله صورتها عندما رأها منذ قليل، اغمض عينيه محاولا نسيان ما راه،: وقال: الله يسلمك من كل شر.
استنكرت مريم فعلته فهو لم يلقي لها بالا ولم يترك حتى هاتفه من يده ولم يرفع نظره لها قالت بصوت خافت : قليل الذوق..
تركته ودلفت الى المطبخ ، اعدت العشاء واتت ملك اليها وساعدتها ،مر الوقت سريعا واضطر مالك الى البقاء معهم بعد الحاح شديد من ملك،
فاضطر ان يوافق،..
جلست مريم في غرفتها حبيسة بين جدرانها فهي لا تستطيع الخروج بسبب تواجده
معهم،
جلست على سريرها وفتحت حسابها الالكتروني على الفيس بوك ،واخذت تعيد قراءة رسائل طارق القديمه لها،
وقعت عيناها على رسالة احست بشعور غريب حينما قرأتها،
كان قد كتب،(انتي مش هتقدري تكوني لحد تاني ،حتى اذا ارتبطي بغير، واتجوزتي واحد تاني، هتشوفيني فيه ،)
اخذت تقرأها مرارا وتكرارا، احست بانه يثق من تمسكها به ، شعرت بسذاجتها ، ووضحت امامها انانيته..
كيف لم تكن تعي المغزى من كلماته حينها ،ولكن الان اضحت الغمامة تنقشع عن مقلتيها وقلبها
كيف تركته يتلاعب بها هكذا ؟،اذابتها كلماته المعسولة وجعلتها تائهة في عالم عشقه الزائف ،الذي نسجه لها ،وحبسها داخله ،تحت
مسمي العشق.
علمت انها كانت معمية على عقلها،
فاض الدمع من عينيها بغزارة بكت على سذاجتها وعلى كرامتها التي اضاعتها مع ذلك الاناني ،وقالت(يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا،)
قررت لحظة استفاقتها من غيبوبة عشقها ان تنساه وان تنزع مشاعر الحب تلك من قلبها وتحل مكانها مشاعر الكره.
قررت بأن تلك نهايته في حياتها ،انها ستبدأ حياتها الجديدة مع الله وكأنها ولدت من جديد، تذكرت كلمات ريان لها: لو كان خيرا لبقي،
اغمضت عيناها واخذت تردد: لو كان خيرا لبقي ،لو كان خيرا لبقي،
اخذت تردد تلك الجملة حتى غفت وهي ترددها.
بينما مالك فكانت ليلته مؤرقة لم ينم بسبب صورتها التي حفرت في عقله ، تقفز الي أحلامه لتجعلها مضطربة... نهض عن الفراش مرددا استفر الله العظيم، هي ثانية شفتها فيها من غير قصد هتسهرني الليل بطوله..
ظل يستغفر ويردد دعاء الأرق قائلا:
"اللهم غارت النجوم و هدأت العيون و أنت حى قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم يا حى يا قيوم أهدى ليلى"
قاله ثم اضجع ع جانبه مغمضا عينيه.. وما هى الا دقائق وهدأت نفسه، و استكانت روحه....
.............................