الجزء 9

الفصل التاسع

لم اكن اعلمُ ان قلبي اضحي عرشاً لمُلككِ.. (إيمان أحمد يوسف)

مر يومين، ومريم سعيدة بحياتها مع مالك. .مسرورة بتلك العمرة،
وفي احد الليالي بعد عودتهم الى الفندق ،سألته عن حبيبته التي كان قد اخبرها بها،
مالك: ههههههه، لا ده مش كان حب ده كان طيش، كنت شاب طايش قبل ما اكون ملتزم كده.
مريم باندهاش: يعني ايه كنت بتشرب حشيش.
مالك: هههههههه، هو الطيش عندك ان اشرب حشيش؟
مريم: اه
مالك: ههههههههه الله يهديكي، لا كنت مش متحمل المسؤولية، شفت بنت في الجامعة عجبتني وكلمتها على طول طبعا، بس والله عمري ما فكرت اذيها ،كان حبي من طرف واحد،
مريم: ازاي؟
مالك: كانت بتعتبرني اخ ليها..
اتسعت عيني مريم : يا خبر ،وعملت ايه؟
مالك: جبت لها عريس، ههههههه.
مريم:ههههههه بجد؟.
مالك: اه.
مريم:هههههه، يا حرام ،طيب ايه جرعة الحب اللي ريان قالي عليها ولما سألته قالى ابقي اسألى جوزك.
مالك: هههههه ريان قالك كدا.
مريم: اه.
مالك: الله يهديه،
مريم: امين، قولي بقا يعني ايه؟.
مالك: بصي يا ستي ،احنا في بداية التزامنا كنا بنروح دروس في مسجد انا و ريان،
وفي مره المحاضر ماجاش و اتأسف، وانا كنت على تواصل دائم به ، فولاني مكانه اني اشرح الدرس ،وكان بعنوان جرعة حب حلال.
مريم: كانت بتتكلم عن ايه؟
مالك: كانت بتتكلم عن القلوب اللي حبت من غير مسمي للعلاقة ،حبت حب حرام بدون قصد ،وقلوبها فقدت عذريتها ،القلوب دي ربنا بيرزقها بجرعة حب حلال بيبعت لها حب حقيقي يعلمها ازاي الحب بيكون جميل في طاعة ربنا،
سرحت مريم في كلامه وتذكرت طارق ..فبكت.
فزع مالك عندما رأى دموعها وسالها : مالك يا مريم؟ ،انا ضايقتك بكلامي؟
مريم: انا عاوزه اعترف لك بحاجه.
مالك: ايه؟
مريم: انا من فتره كنت.. كنت بحب واحد.

مالك: عارف انتي قلت لي.

علت شهقاتها وقالت بقهر: لا مش عارف ،انا كنت بقابله وبنقعد مع بعض وكان بيمسك ايدي يعني انت مش اول واحد يمسكها.

صدم مالك من حديثها ،ولكنه احتضنها حتى تهدا ،وما ان هدأت حتى حملها ووضعها على الفراش وقف امام الشرفه يفكر في كلامها،
فقد اخبرته ايضا بأنها تزوجته لكي تنقذ زواج شقيقها..

كم كانت الحقيقة مؤلمة عليه، ولأول مره تدمع عينيه تنهد بألم قائلا : اللهم اني قد مسني الضر وانت ارحم الرحمين.

قضي العمرة، ومر الوقت بينهما وعادا الى مصر، عاشا كأنهما لا يعرفا بعضهما، كان مالك يحاول ان يتجنبها حتى لا يضايقها..
كان يصلي بها جماعة ،ويقرا لها القران حينما تطلب منه ،ويتحدث القليل معها ، كل منهم بغرفته ،يفكر في حبيبه، يقتله الشوق اليه.
مر شهر وهم على هذا الحال،
حتى عاد مالك مرة من عمله فوجد البيت هادئ،
دلف الى غرفته فوجد بالونا معلق في طرفه ورقه مكتوب بها،
لم اذق الحب يوما الا معك ،انا بعشقك ،مريم .

اتت من خلفه وقالت :والله بعشقك.
نظر لها مالك فوجدها ترتدي له ذلك الفستان الذي اعجب بها حينما رأها في غرفتها يوم عقد قرانهما ، قاوم مشاعره وخرج من الغرفة وجلس على الأريكة.

تبعته مريم وجلست بجواره وعندما اوشكت على الحديث فاجأها.
مالك بجمود: انا رأيي اننا لازم نبدأ في اجراءات الطلاق.

صعقت مريم من ما سمعته ،واجهشت بالبكاء : ارجوك يا مالك انا بحبك والله بحبك وطارق ده انا عرفت اني اللي كان بينا ما كنش حب انا بحبك انت.
مالك: مريم مافيش داعي للكدب،خلاص..
مريم ببكاء وضعف : والله العظيم بحبك يا مالك.
احتضنها مالك: انا بموت فيكي، انتي الهوا اللي بتنفسه يا مريم.. بس اللي قولتيه صعب يتحمله اي رجل..
زاد بكاءها و قالت بصوت متقطع يملأه الخجل و الخذي : ص..صدقني.. م... ملمسنيش .
اخذت تردد كلمتها تلك بشكل هستيري... مما اثار فزع مالك فجذبها الي قلبه يهدئها، يقرا عليه بعض آيات القرآن.. حتي هدأت وارتخت يداها المتشنجة ....

حملها مالك ودلف الى غرفتهما... وضعها ع الفراش ، ثم مسح علي شعرها الذي فتن قلبه به...
ثم طبع قبلة علي وجتها ، و نهض ليعود لغرفته علي مضض من تركها.....
ليجد يدها الصغيرة تمسك بيده بقوة،،،
استدار اليها ليجدها تنظر له بحب قائلة برقتها التي تحرقه شوقا لجعلها زوجته الان: متسبنيش... انا بخاف انا. في مكان غير اوضتي.
اقترب مالك. وتمدد بجوارها ، لتقبل هي عليه و تتوسد صدره باكية:اسفه.. انا م.. انا بحبك انت والله العظيم، قلبي بينبضلك لوحدك..ا...
لم تكمل فقد فاضت مشاعر الاخر. الاسيرة ليهمس في اذنها بعشق و شوق: انا بعشقك يا زوجتي المصون..
عاشا اجمل ليلة في حياتهما، عبر فيها كلا منهم عن حبه الشديد للآخر. بطريقته الخاصة.
*****
كانت الايام تمر سعيدة عليهم، حتى اتي يوم انقلبت فيه حياتهم،
وصل مريم اتصالا من مجهول،
مريم: سلام عليكم
الفتاه: وعليكم السلام، مدام مريم؟
مريم: ايوا حضرتك مين؟
الفتاه: انا اللي جوزك بيخونك معاها،ولو مش
مصدقاني تعالى على كافيه،(،) هتلاقيه
مستنيني هناك.
لم تنتظر رد مريم واغلقت الهاتف ،اخذت مريم تحترق بين تصديق ما قالته وبين ثقتها في زوجها،
حسمت امرها وارتدت ثيابها واتجهت الى ذلك الكافيه وهناك رأت ما لا كانت تود ان تره ابدا.. جحظت عيناها كانما رات شبحا... بدي جبينها متعرقا.. صفعات باردة لفحت وجهها وجسده لتهز كيانها من الداخل....


إعدادات القراءة


لون الخلفية