الجزء 11
الفصل 11 :-
اشد عواصف الحياة، عاصفة الخذلان ،تلك التي تأتيك من نصفك الاخر.." ايمان احمد يوسف"
.......
بعد مرور عدة ليال... خرج مالك من المشفى عائدا الي جنته الصغيرة التي زينتها مريم برقتها وجمالها..
لم يتوان لحظة في خلق لحظات سعيدة بينهما..يغرقها بفيض عشقه لها ، فمن يستحق عشقها ودلاله غير زوجته، حلاله ؟
بينما مريم كانت تشعر باضطراب بسبب تجاهل مالك لما حدث وعدم مناقشته لها في الامر.. فلم تفاتحه في الموضوع كي لا تحزنه ، وتعكر صفو سعادتهم تلك ابدا..
حتي استيقظت يوما مفزوعة من ذلك الكابوس المخيف الذي جعل الرعب يدب في ثنايا قلبها الرقيق..
انتصبت من نومتها تجلس علي الفراش تبحث عنه حتي اتاها صوت المياه من المرحاض.. فنهضت تنادي عليها لتجده يقف امام المرآة يشذب لحيته الطويله سألته باستفهام: حبيبي انت خارج؟
ابتسم لها: هنزل الشغل بكره..
قالت بعبوث: و تسيب مريومه وحدها.
جذبها اليه لتقف امامه : مقدرش.
عقدت ما بين حاجبيها لتتسع ابتسامته ويلتقط بعض من سائل حلاقته ويضعه علي انفها هامسا: مريومه من النهارده هتشتغل معايا.
اتسعت عيناها من هول المفاجأة وقالت ببلاهة: مريومه مين؟
ضحك عليها قائلا: مفيش مريومه في حياتي غيرك.
قفزت لتقف علي قدمه باطراف اصابعها لتصل لطولة ثم لفت ذراعها حول عنقه بسعادة بالغة و همست: بحبك اووي يا حبيب روح مريومه.
احاطها مالك بذراعيه هامسا لها: انتي قلتي الشهر التالت هيخلص امتي؟
ضحكت مريم برقة فقد فهمت ما يرنوا اليه فقالت بمكر: انا مقلتش.
نظر لعيناها بعمق واقترب منها ببطء ليدغدغ وجهها الرقيق بلحيته هامسا: خلاص اعتبره انا خلص.
سرقها من كابوسها التي نسيت ان تقصه عليه و عالمها الي عالم عشقه اللا متناهي لها وحدها...
وفي الصباح استيقظت علي وجه حبيبها بل ابن قلبها كما تشعر، زفرت انفاسها بهدوء ثم رفعت اناملها لتتلمس لحية حبيبها السوداء وتداعبها باصابعها الرقيقة داعية سرا بان يحفظ لها تلك السعادة وان يديمها..
طبعت قبلة رقيقة علي وجنته وعندما همت بالنهوض جذبها برفق اليه ليحيطها بذراعيه لتكون حبيسة اضلعه..
ليهمس في اذنها:
ابغض النوم لانه يغفي عينايا عنكِ .. ولكن اعشقه عندما تكوني سيدة الأحلام.
ابتسمت بسعادة قائلة بمزاح: شكرا يا رب انك رزقتني بزوج عسلية لا وطلع شاعر كمان.
ضحك مالك ضحكة رجولية ثم قال مازحا : وبشاحن و سماعة بلوتوث كمان، ينفع؟.
ضحكة مريم عليه وقالة بسرعة: لا ده حلو قوي.
مالك: حلو والله.. طيب انتي اللي جبتيه لنفسك يا باشمهندسه.
انهي كلمته واخذ يدغدغها حتي ادعت الالم ودفعته ثم وضعت يدها علي بطنها ليبتعد مالك بقلق بالغ ويجلس علي الفراش سائلا اياه بخوف: مالك يا حبيبتي.
حزنت مريم علي اقلاقه فنهضت تربت علي ذراعه قائلة بحنان يشوبه خجل : حبيبي انا كويسه.. والبيبي كويس و الله..
اومأ برأسه نافيا : لا لا.. انا كنت هأذيكي انتي وابننا.. انا مش هقرب منك تان...
وضعت يدها علي فمه توقفه قائلة: مالك انا كويسة ، انا كدبت عليك ، عملت نفسي بتوجع عشان تبعد عني.. انا ..
عقد مالك ما بين حاجبيه ثم قال: يعني انتي مش تعبانه؟
اومأت برأسها بنعم لينهض مالك من جوارها قبل ان يسمع لتلك الوساوس التي تخبره بان يصرخ فيها لكذبها عليه..
دلف الي المرحاض وخرج ليجدها تجلس مكانها تبكي..
كان يود لو يحتويها بين ذراعيه يخبئها داخل قلبه ، يحميها من اي حزن يجبر عيناها علي انزال حبات الندي تلك منها لتغرق وجنتاها..
ولكنه رفض نداءات قلبه و تركها لتعلم بمدي خطأها..
ارتدي بذلته واخذ اوراقه وحقيبته وخرج الي الشركة..
انتظرها كثيرا تأتي خلفه للشركة كما اخبرها بالامس ولكنها لم تاتي ، ظل يقاوم قلبه المتوجس عليها..
حتي استاذن فجآة من الشركة وخرج عائدا لشقته التي دلف اليها واخذ ينادي اليها لينتفض قلبه اكثر عندما لم يصله ردها...
ايمان احمد يوسف
بينما في بيت ريان..
كان يجلس ممسكا بهاتفه مستنكرا وجود ملك وحور بجواره تماما..
لم تكن تلك بالمرة الاول التي ينشغل فيها ريان بهاتفه عنهما..
نظرت له باعين فاض بها الكيل تماما لتترك حور قليلا وتقترب منه قائلة بحدة خفيفة: بتعمل ايه يا ريان ايه اللي في الموبايل مهم وشادد تركيزك اووي كده.
لم يرد عليها بل لم ينتبه لها من الاساس كأنه يعيش بعالم اخر وترك جسده بعالمنا..
زفرت ملك مستعيذة بالله من الشيطان الرجيم ثم هزته برفق من ذراعه ، لينتصب غاضبا يزفر بضيق: ايه يا ملك الغباء ده، خلتيني اقع..
صدمت ملك من كلماته التي اصابته بفزع و ما ازاد صدمتها غضبه العارم وصراخه التي تكاد تجزم انه كاد يصيب قلبها الصغير بنوبة.. تحجرت الدموع في عيناها التي زاغت علي صغيرتها لتجدها علي وشك البكاء.. قامت بارجل مرتعشة تحتضن صغيرتها ثم حملتها الي غرفتها لتجلس فيها بحزن علي حبيبها الضائع منها.. تتحسر علي سعادة فارقتهم فجاة دون انذار سابق .. لا تدري ماذا تفعل ،، اجابها قلبها العاشق علي الفور بانه حبيبها لن يتركها مؤكد سياتي ليعتذر منها.. ظلت تنتظر طويلا دون فائدة..
دلفت الي غرفتها لتجده نائم بكل هدوء وكأن شيئا لم يحدث..
شعرت بشرنقة تلتف حول عنقها لتخنقها ، قلبها يرتجف بقوة لا يصدق ان ساكنه قادرا علي جرحه بكل برود ..
وحينما خطر ببالها شك بالخيانة تركت روحها مستسلمة لتلك الظلمة التي داهمتها لتسقط مغشيا عليها و يرتطم جسدها بالارض الصلبة بقوة، ليتململ ريان علي اثر تلك الجلبة التي حدثت..و..
......
بعتذر عن قصر الفصل جدا..