الجزء 15

الفصل(15) "الجزء الأول":-

"زوجي الغالي، انا علي أتم الاستعداد لخسارة عمري فداء لتلك النطفة التى هي جزء منك،لا تقلق فاني اصون جوهرة عشقنا داخل احشائى "
********
"مريم"
صاح بها ريان وهو يندفع نحوها بسرعة هلعا من ان تكون رأسها قد ارتطمت بالأرض المتصلبة ..
استدار مالك مزيفا تلك الانتفاضة التي انخلع فيها قلبه من مضجعه ليصرخ بين اضلعه بان حبيبتها قد اصابها مكروه..
جحظت عيناه عندما راها ممدة علي الارض والدماء تخضب وجهها و تحيط برأسها.. ساقته قدماه الي الهلع اليها ولكن كان في لحظة مقيد الاذرع من قبل عسكريين يقودانه كرها للخارج.. كان يسير بصعوبة معهم وعيناه ملتفة الي حيث تستكن قرتهما ...

لم يشعر حتي بتلك القيود الحديدية التي كبلت به يداه.. ظل ينظر للخلف يشاهد حركة ريان المضطربة وبكاء حور ونحيب ملك علي مريم التي كانت غارقة في دمائها حرفيا..
صعد معهم في السيارة يسير مغيبا ، عيناه مغمضة عن كل الصور الا صورتها وهي ملقاة علي الأرض بلا روح.. ضاقت به الدنيا وبما رحبت.. ألقت بجبال همومها عليه ليهرم فجأة..
ايمان احمد يوسف.
بعد ساعة تقريبا كانت سيارة الإسعاف تفتح بابها الخلفي بسرعة و يجذب المسعفون الناقلة الطبية التي تتمدد عليها مريم بكل هدوء حتي لا تتأذي رأسها أكثر..
وعندما هموا بحملها منعهم ريان وقام هو بحملها لمنع تعرضها لضرر اكبر في راسها ولصعوبة تمديدها علي بطنها حتي لا يتأذى الجنين..
و خلال دقائق معدودة كانت تفحص رأسها آملين أن لا يكون سبب ذلك الجرح الغائر في رأسها انغراز اي اداة حادة..

لم يكن الأمر هين علي ريان ابدا فهو علي حافة خسران عائلته، نعم ف مريم تمثل له عائلته و كيانه لا يقوي علي تحمل فقدها..
كانت ملك تجلس جواره محتضنة ابنتها بذراع وتربت بذراعها الاخر علي ظهر ريان لتطمئنه.. ولكنه لم يستجب لها.. انتفض فقط علي صراخ مريم الآتي من داخل الغرفة.. والذي جعله يندفع ليدلف الي الغرفة ف يجد احد الممرضات تمنعه وتخرجه قائلة:مينفعش يا استاذ.. اتفضل بره.

صاح ريان بغضب: انا عاوز افهم ايه اللي بيحصل هنا ؟

الممرضة محاولة امتصاص غضب ريان بهدوءها: اتفضل حضرتك بره و هشرح لحضرتك الوضع.. لكن هنا حضرتك كدا بتشوشر علي الدكتور و اخت حضرتك اللي هتتاذي.

هدأت نوبة غضبه قليلا وسايرها للخارج ليفهم ماذا يحدث..

اغلقت الممرضة الباب خلفها وقالت: اخت حضرتك اتعرضت لضربة قويه علي الراس من الخلف كانت ممكن تأثر علي مراكز البصر بس الحمد لله متاثرتش لطف من ربنا بيها، بس في جرح كبير في راسها لازم ياخد غرز و لانها حامل مش هنقدر نديها بنج ونجازف بحياة الجنين فخيرناها بين نديها بنج و لا تستحمل الألم و شرحنا لها الوضع فاختارت تتحمل الالم..
ادمعت عيني ريان علي صغيرته قائلا: هتتخيط كام غرزة.
الممرضة : ست غرز.. بصراحة مدام مريم قوية ، و ربنا واقف جنبها وحماها من الضرر اللي كان ممكن ياثر عليها.. ربنا يقومها لكم بالسلامة.
عقبت ملك قائلة برجاء: يارب.. شكرا انك طمنتينا.
الممرضه: العفو هي حاليا خلاص هتتعرض علي قسم الاشعة عشان نطمن عليها وبعدين هتفضل تحت الملاحظة..
اومأ كلاهما بامتنان و انتظرا خروجها..
ايمان احمد يوسف
اما مالك فكان يجلس في غرفة خافتة الاضاءة امامه طاولة و كرسيان يجلس علي احدهما والاخر امامه فارغا.. لا يعلم كيف اتي الي هنا حقا ولا متي اتي..
عقله شارد في حبيبة روحه.. قلبه يزرف دما لبعده عنها..
اخذت عيناه تجوب في ارجاء الغرفة ليبدأ في الخروج من شرنقة صمته ويصرخ بصوت عال: انا عاوز اعرف انا هنا ليه؟ وايه هي تهمتي؟

اخذ يضرب الباب الحديدي بقبضته حتي ادمت، فابتعد ممسكا بيده يصرخ : عاوزيني مني ايه..؟

ثم انهار علي ركبتيها بضعف وعيناه مدمعة قائلا بضعف: حبيبتي بتموت سبوني اروح لها، سبوني..

فتح الباب فجأة ليلتف فيجد رجل ضخم البنيان يرتدي قميصا كحلي وعليه حزام يغمد فيه مسدسه وبنطال اسود حالك..قال بصوت جهوري: اتفضل عشان نبدا .

عاد مالك لمقعده وجلس الاخر امامه واضعا ساق فوق اخري قائلا بعنجهة: ها يا باشمهندس مالك المحمدي، قولنا اللي عندك.
عقد مالك حاجبيه قائلا: ايه هو اللي اقولك عليه، انا عاوز افهم انا فين؟ و هنا ليه؟
رد الاخر ببرود قائلا: انت في المساد الاسرائيلي، هنا ليه، لاننا خطفناك من ظباط امن الدولة اللي فكروا انك ضمن جماعة ارهابي.. و قرروا يعتقلوك.. شفت بلدك اللي حمتهم من دمار عقلي كانوا هيعملوا فيك ايه بعقلهم الصغير.
وضع مالك قدم فوق اخري قائلا; والمطلوب مني ايه؟

لوي الاخر ثغرة بابتسامة خبيثة قائلا: المطلوب تكمل اتفاقك مع الشركة الاجنبية ..

قاطعة مالك قائلا: الشركة اللي انتم بتتخفوا وراها.. بس تصدق يا رجل شكلك مصري مش منهم.

ثار الاخر لطريقة مالك المستفزة وقام بلكمة قائلا : لولا انهم عاوزينك حي كنت دفنتك مكانك.

أنهي كلمته وخرج موصدا الباب خلفه تاركا مالك في حيرته ، لقد تفاقم الامر الان هل هو حقا علي الاراضي الفلسطينيه ..

كيف اتي لم يعلم انه تم تخديره ونقلها الي خرج مصر منذ يومين..
..
كانت مريم في تلك الاثناء تسير مستندة علي ريان معصبة الرأس بضمادة بيضاء تظهر من اسفل حجابها فقد كان وجهها مرئيا للجميع بسبب تحذير الطبيب بعدم ارتدائها لنقابها لفترة حتي ينتظم تنفسها..

اثناء سيرهما في رواق المشفى وقبل دلوفهم الي المصعد اوقفهم طارق قائلا: ريان استني..
نظر له ثلاثتهم ليستئنف قائلا: انا فعلا اسف انا مش عارف انا عملت كدا ازاي ارجوك سامحيني يا مريم.
عقدت الاخيرة حاجبيها و وزعت نظرها بين ريان و طارق بتوجس: عملت ايه؟
أجاب طارق متأطأ،الراس: انا اللي بلغت عن مالك في امن الدولة، واتهمته بانه بيشتغل مع جماعات ارهابية..

وقعت كلماته كالصاعقة عليها و تشنج جسدها بالكامل بين يدي ريان الذي صاح باسمها خوفا: مريم.. مريم انت كويسه.

ثم صرخ في طارق قائلا: ابعد عننا بقي يا اخي..كفايا لحد كدا.. ربنا يكفينا شرك..
ثم قاد مريم لاقرب مقعد واجلسها عليه ، ليقترب طارق منه قائلا احضنها يا ريان لان اللي عندها نوبة زعر..

بالفعل خبئها ريان داخل ذراعيه ليشعر بها تستكين رويدا رويدا، فنظر لطارق بعينه كامتنان لمساعدته فقال طارق: انا مسافر اخر الاسبوع بره مصر ياريت لما مالك يرجع بالسلامة تطلب منه يسامحني.. هو احق بمريم مني فعلا..
قال كلمته ثم انصرف الي عمله ليترك ريان ينظر بشرود في اثره..
.......
يتبع
انتظروا الجزء الثاني. من الفصل الأخير غدا باذن الله... حبه اشوف ارائكم في الرواية..


إعدادات القراءة


لون الخلفية