الجزء 7
ما الحبُ الا مشاعرُ اسيرةٌ في القلبِ،
في انتظارِ زوجٍ عفيفٍ ليحررُها،(إيمان أحمد).
*****
استدارت مريم لتري من ذلك الذي يناديها، انتفضت عندما رأته واخذت تتراجع الى الخلف. وانفاسها تتسارع وجلا ...
مريم بخوف: انت بتعمل ايه هنا؟
طارق: انتي خايفه منى ليه يا مريم، انا طارق حبيبك.
صرخت مريم فيه: لا ابعد عني.
في تلك اللحظة كان مالك عائدا الى شقته لأنه كان قد نسي تصميم المشروع فيها ،وراهما ،فاتجه نحوهما ليرى ماذا يحدث. ترجل من سيارته..
مالك بتوجس : مريم انتي كويسه ؟
رأت مريم فيه طوق نجاتها فاختبأت خلفه من طارق،
نظر مالك الى طارق: حضرتك بتضايقها ليه؟
طارق بوقاحة : وانت بأي صفه بتسأل ؟
فرد مالك قامته مضيقا عينيه قائلا : بصفة اني خطيبها.
نظر لها طارق بأعين مكتظة اخافتها ، فزادت من تشبثها بمالك.
الذي استدار لها ... ولم يتمكن من رؤيتها خائفة ترتعش هكذا ،ودون وعي احتضنها وسار بها الى بيت شقيقها .. :لو شفتك بتقرب من ملك مش هسكت لك
وما ان وصل حتى فتحت ملك لهم الباب وجدت مريم ترتعش في حضنه،
فزعت عند رؤيتها تنتفض هكذا، اخذتها ملك وادخلتها الى غرفتها ،اما مالك فدلف الى المطبخ اعد كوبا من عصير الليمون ومعه بعض النعناع الاخضر لتشربه وتهدأ،
وقف مالك امام باب غرفتها خافضا بصره مناديا : ملك، يا ملك.
خرجت ملك له.. ليقل لها : شربيها العصير ده هيهديها.
اخذته ملك وجعلت مريم تشربه، وما ان شربته حتى هدأت وتنهدت بأريحية وارتخت اعصابها و استسلمت للنعاس ، فنامت.
تركتها ملك وخرجت الى مالك، جلست بجواره رأت القلق واضحا على قسمات وجهه.
مالك بلهفة واضحه: بقت كويسه ،هديت؟
ملك: اه الحمد لله ،مالك ايه رأيك نكتب الكتاب والفرح نخليه بعد ما مريم تخلص امتحاناتها.
مالك باندهاش من طلبها: انتي ليه بتطلبي الطلب ده؟
ملك: لانك ماشفتش نفسك وانت حاضن مريم دلوقتي وجايبها على البيت.
مالك: انا كنت حاضنها؟
ملك: انت مش كنت حاسس على نفسك؟
مالك: لا،
ملك: طيب قولت ايه؟
نهض مالك قائلا: انا لازم امشي علشان في اجتماع مهم في الشركه ولازم اكون هناك في المعاد.
ملك: بتهرب ليه يا مالك؟
نظر لها مالك بوجه جامد خال من التعبيرات : انا مش بهرب يا ملك، انا فعلا اتأخرت ،و بالنسبه لطلبك، فالقرار يرجع لمريم اللي هي عوزاه انا هعمله ،سلام عليكم
هزت ملك رأسه يمين ويسار بقلة حيلة وقالت : وعليكم السلام يا اخويا.
مر اليوم ولم تخرج مريم من غرفتها ،وعندما عاد ريان من عمله اخبرته ملك بطلب مالك، وقالت له بأنه افضل لهما ان يعقد قرانهما الأن، حتى يتمكن مالك من رؤيتها والحديث معها..
ريان: انا هدخل اشوفها واطمن عليها وهفاتحها في الموضوع.
ملك: اجي معاك؟
ريان: لا انا عاوز اتكلم معاها لوحدنا.
ملك: ماشي يا حبيبي،ربنا يكتب لهم الخير.
ريان: اللهم امين.
دلف ريان اليها، فوجدها ممسكة المصحف تقرا سورة يوسف،
اقترب ريان وجلس بجوارها يمسح علي شعرها برفق : ازيك يا مريومه؟
مريم: الحمد لله.
ريان: انت كنتي بتقرأى سورة ايه؟
مريم: سورة يوسف، لقيت مالك باعت لي رساله بيقول لي انها بتذهب الحزن والهم، بس والله مش عارفه جاب رقمي منين؟
ابتسم ريان: منى انا ..
انت مرتاحه في ارتباطك بمالك يا مريم؟
مريم برضا : الحمد لله.
ريان: طيب مالك طلب اننا نكتب الكتاب اخر الاسبوع والفرح يكون بعد اسبوع من نهاية امتحاناتك ايه رأيك؟
مريم بتوتر وشتات: مش عارفه.
ربت ريان علي يدها بحنان : اهدي يا حبيبتي، انتي صليتي استخاره زي ما قلت لك؟
مريم: ايوه صليت.
ريان: طيب وحسه بايه؟
مريم: مش عارفه احدد ،بس انا حلمت حلم غريب شويه.
ريان: خير ان شاء الله ،شوفتي ايه؟
قصت مريم على ريان ما رأته ،فابتسم ريان قائلا: هي دي جرعة الحب الحلال، يا بختك يا ستي.
اندهشت مريم مما قاله وسألته مستفهمة : جرعة ايه؟ انا مش فاهمه حاجه؟
ابتسم ريان قائلا : ابقي اسألى جوزك وهو هيقولك يعني ايه؟
اتسعت عيناها ورددت في صدمة : جوزي؟
ريان : ايوه ،انا هرد على مالك باننا وافقنا وهنكتب الكتاب اخر الاسبوع ان شاء الله.
مريم بحزن : بالسرعة دي.
ريان: ايوه.
مريم: بس..
قاطعها ريان: مفيش بس خلاص انا اخدت القرار.
اندهشت مريم من اسلوب ريان معها، ولكنها قبعت لسانها ولم تنطق بحرف، فهي تستحق كل ما يحدث معها، فبالرغم من ان ذنبها لا يغفر، سامحها ريان ولم يعاقبها ،بل تفهم وساعدها على الخروج من ازمتها..
فقالت بخضوع: حاضر.
خرج ريان من غرفتها واوصد الباب خلفه وقال بصوت خافت لا يكاد يسمعه احد غيره: صدقيني يا مريم قراري ده علشان سعادتك انتي ،ومع الوقت هتعرفي.
اخبر ملك بقبولها فسعدت، واتصلت هي بمالك واخبرته..
فرح قلب مالك وقال : بجد وافقت؟
ملك: ايوه جهز كل حاجه بقا.
مالك بفرح: اكيد.
اغلق مالك معه وقلبه يرقص فرحا فقد اضحي قلبه انانيا شغله الشاغل ان تكون هي حوريته، وسيدته..
مر الاسبوع سريعا..
واجتمع الجميع في المسجد لعقد القران كانت مريم تسير بلا هوادة لا تعلم الى اين تسوقها الاقدار تخشي ان تظلم مالك معها، فبسبب انانيتها خسرت صديقتها منى ايضا ،فقد كانت تعلم بحبها لمالك.
طلب منها ان توقع على قسيمة زواجهما اخذت تنظر لصورته وصورتها، وتنهدت ثم قالت: بسم الله، وكتبت اسمها..
وبعد دقائق سمعت الشيخ يقول لريان: بالرفاه والبنين.
تهافتت التهاني والمباركات من الجميع لها، وعندما همت بالخروج من المسجد لم تجد حذائها،
مريم مضيقة حاجبيها: ملك مش لقيه جزمتي، شفتيها؟.
ملك: لا، طيب اعدي في المسجد لحد لما اروح البيت اجيب لك جزمه و اجي.
مريم: بس المصلي فاضي الستات كلهم مشيوا.
ملك: اعدي خمس دقايق وهرجع لك.
مريم: حاضر،
نزلت ملك ورأت ريان ومالك ينتظرانهما.
ريان: فين مريم؟
ملك: مريم جزمتها مش لقياها، فهروح البيت، اجيب لها غيرها،
مالك: لا استني.
تركهم مالك واتجه الى محل احذية بجوار المسجد اشتري منه حذاء لمريم بعد ان عرف مقاسها، ثم عاد اليهم سريعا.
مالك: اتفضلي وديها لمريم.
ملك باصطناع الالم : طيب ما توديها انت اصل انا رجلي مش شايلني وريان هياخدني على البيت، وابقي هات مريم وتعالى.
لم تنتظر ملك رده بل تركته في حيرته وذهبت تجري ريان معها ليبتسم الاخير ويفهم حيلتها..
اما مالك فدلف الى المسجد بعد ان خلع حذائه فوجدها تكلم ربها فصمت حتى لا يقطع خلوتها ودون قصد سمعها.
مريم: انا رجعت لك يارب، انا قلب رجع مرتاح، كل اللي عاوزاه اني اصحي اصلي الفجر، هي ملك قالت على دعاء بس انا نسيته، يارب صحيني.
ابتسم مالك على طفولتها،وقرر ان يتكفل هو بتلك المهمة الشاقه علي طفلته .
فزعت مريم عندما رأته ولكنه هدأها : انا جبت لك الشوز ده بدل اللي ضاع البسيه وتعالى علشان نلحقهم.
مريم : حاضر.
بعد دقائق تقريبا كانوا قد عادوا الى البيت ،دلفت
مريم فورا الى غرفتها،
لم يعلق مالك بل انشغل مع ريان في بعض الترتيبات..
اما ملك فلحقت بها واحتضنتها قائلة: الف مبروك يا مرييومه،.ربنا يبارك لكما ويجمع بينكم بالخير ويرزقكم الذرية الصالحه.
ابتسمت مريم:الله جميل دعاءك يا ملوكه .. اللهم امين.
ملك: انتي اللي جميله يا مريومه بصي جبت لك ايه..( اخرجت من خلفها حقيبة ورقية وقالت) اتفضلي يا مريومه.
نظرت مريم الى تلك الحقيبه الورقيه التي تعطيها لها ملك. و سالتها: ايه ده؟
ملك: ده فستان البسيه وقبلي بيه مالك دلوقتي هو خلاص بقي جوزك.
اخرجت مريم الفستان فوجدته فستانا قرموزيا قصيرا بعض الشيء بنصف اكمام من الشيفون تظهر ما تحتها،
نظرت لها مريم رافضة: لا، مستحيل اقابله كدا ازاي لا.لا.
ملك: هههههه،انت هتلبسيه لحد غريب ده جوزك ،استني بس ،البسيه ،وانا شويه وهرجع لك .
لم تعرف مريم ماذا تفعل اترفض وتحرج ملك اما تقبل وتقابله به وتحرج هي منه كانت في حيرة فقالت باستسلام : يا رب.
نهضت احكمت اغلاق الباب ثم ارتدت الفستان، ونظرت الى نفسها في المرآة..
لتضع يدها على فمها بسرعة تكتم شهقتها، فقد كان الفستان يظهر نصف ساقيها وعاريا من كتفيها وتلك الطبقه الشيفون لم تخفي شيئا ابدا..
طرقت ملك الباب ثم دلفت وقالت باعجاب : واو، ايه القمر ده ،ما شاء الله.
مريم بخجل: انا مستحيل اقابله كدا يا ملك، مستحيل.
رفعت يدها مشيرة اليه لتهدأ قائلة: طيب خلاص، خلينا بس نفك شعرك ده ،ونحط لك شوية ميك اب.
مريم بعند: لا مش هحط حاجه.
ملك: طيب طيب على رحتك، استني اروح اشوف
حور وارجع لك.
خرجت ملك، ونادت على مالك،
مالك: نعم يا ملك؟
ملك مصطنعة الخوف: مريم وقعت في اوضتها تعال معايا نشوفها.
مالك بفزع : ايه وقعت..
اندفع مالك الى غرفتها ودلف دون استاذان فوجد مريم تدور امام مرأتها كسندريلا ،وفستانها يدور حولها،
لم تنتبه له، انتبهت عندما سمعت صوت الباب يوصد بالمفتاح من الخارج،
مريم: انت؟
مالك بتوتر : ملك.. اصل ... ملك قالت لي انك وقعتي.
اخفضت مريم رأسها خجلة منه..
مالك بحزن : انا اسف، واضح ان انا مش من حقي اني...
قاطعته مريم: لا من حقك ،انت بقيت جوزي
دلوقتي.
ابتسم مالك وخلع جاكت بذلته واعطاه لها مشيحا بنظره عنها: طيب اتفضلي البسي ده.
اخذته مريم منه وارتدته،
مالك بحنان : انا مش من حقي اشوفك كدا الا لما تكوني معايا في بيتي ، ممكن بقي تحطي ايدك في جيب الجاكت اليمين؟ هتلاقي علبه طلعيها وافتحيها..
فتحتها مريم فوجدتها خاتم فقالت باعجاب ظهر في صوتها : ده خاتم.
مالك: دا علشان حورية قلبي.
مريم بغيظ: مين دي اللي حورية قلبك؟
ضحك مالك علي غيرتها وقال : اكيد انتي ، البسيه.
ابتسمت مريم وقالت : مش المفروض ان انت الى تحطه في ايدي.
استدار مالك واتجه نحوها وبايد مرتعشة البسها الخاتم ثم ابتعد سريعا واخرج هاتفه واتصل على ريان طلب منه ان يأتي يفتح له الباب.
وقبل ان يخرج قال له: على فكره شكلك زي
الاميرات في الفستان ده.
فتح له ريان وخرج سريعا يجلس مع ضيوفه،
جلست مريم تفكر فيه، كيف ذلك فبرغم انها اصبحت زوجته الا انه لم يقترب منها لم يمسك حتى يدها ،على عكس طارق الذي ربطها به رابط ضعيف، كان يغضب منها عندما كانت ترفض ان يمسك يدها ،
كان انانيا حقا، لم يحافظ عليها ،كما يفعل مالك، حزنت لانها لم تخبره بالحقيقه، ولانها كذبت عليه لتنقذ زواج اخيها، هي ايضا انانيه لانها لم تصارحه بالحقيقة...
----،،،،،،،،،،،،،----------