الجزء 16

الفصل(15) الجزء الثاني"الخاتمة"

" احببت عاشقا كلما ذبلت ملامحي , استطاع ان يعيدها لي بكلمة واحدة منه"
*****

عاد ريان بهم الي المنزل و هو يفكر في كلام طارق ، احقا مالك في امن الدولة ؟؟ ، لماذا انكر القسم اذا عدم استدعائه؟؟ ، او ارسالهم لقوات لاحضاره ؟؟ .. كاد رأسه ينفجر من كثرة التفكير.. ف حسم امره و استعد للرحيل ولن يعود بدون صديقه الغالي ابدا..

كان يحيط ملك بذراعيه ، تتوسد راسها صدره ،مطمئنا اياها : صدقيني ان شاء الله هرجع و هو معايا..

ابعدها قليلا ليمسح تلك الدموع التي بللت وجهها بيده قائلا : عاوزك تعهديني تخلي بالك من نفسك ومن حور ومريم كويس، انا مليش غيركم في الدنيا.

علت شهقاتها وارتمت في احضانه ليستطرد قائلا: انا عاوزك تكون ملك القوية ..انا هروح وان شاء الله هرجع النهارده و هو معايا ..قوي قلبك كدا.
اومأت برأسها فتركها مالك علي مضض من رحيل لابد منه لتركهم بلا رجل يحميهما ، فخطر علي باله اكثر الاشخاص حبا لمالك ويتمني له الخير دائما..
بعد سويعات كان ريان يخرج من مكتب رئيس الشركة التي يعمل بها مالك برفقة المدير المدعو سيد سليم..

سيد سليم الذي وجه كلامه لسكرتيرته : الغي لي كل الاجتماعات النهار ده و ابعتي طاقم الحراسه الخاص بيا علي العنوان ده.. بسرعة.

نفذت سكرتيرته الاوامر.. اما هو فسار بخطي سريعة الي الخارج يلحق به ريان الذي اتصل بملك: ايوه يا ملك ركزي معايا.. في طاقم حراسات خاصة هيجي يحرسكم محدش فيكم يخرج بره البيت، و لو حصل حاجه كلميني..
كانت ستبدا ملك في الاستفسار ولكن داهمها ريان باغلاق الهاتف، زاد قلقها ولكنه لن تنقض بعهدها مع ريان ابدا..
اتجه سيد سليم برفقة ريان الي مقر امن الدولة, ف بعلاقته الخاصة تمكن من معرفة ما يحدث..

لقد وصلهم حقا ببلاغ عن انضمام مالك الي جماعة ارهابية ولكن عند مراقبة تحركاته اثبت عكس ذلك ، فعلموا بان البلاغ كاذب و لم يرسلوا اي احد..
سيد سليم: دا يعني ان...

أومأ مدير الامن مؤكدا: بالظبط سيد سليم ، اثناء مراقبتنا لمالك و تصريحه في المؤتمر ، شكين انهم مش هيسبوه في حاله ، ف زرعنا جهاز تعقب في ساعته بدون ما يحس..

راقبنا تحركاته لحد ما لقطنا اشارة خروجه بره مصر و...

لم يستطع ان يكمل فصاح ريان قائلا: وايه حضرتك؟

اكمل الاخير قائلا: و اشارة من قلب المساد الاسرائيلي.

جحظت عيني الاثنين في ذهول مما سمعوا..
سيد سليم: اسرائيل .. ليه.. عرفوا مالك منين وعاوزين ايه؟

مدير الامن: اهدا سيد سليم ، الدمج كان هيحصل بين شركة اسرائلية متخفية في شركة اروبية..
ريان: انا اللي يهمني مالك دلوقتي ، هتسبوه هناك.
مدير الامن: لا طبعا.. حاليا بعتنا واحد من عملائنا هناك يخرجه.. وربنا معاهم.
...

في نفس تلك اللحظة كان مالك يسند جبهته علي ذراعه علي المنضدة امامه محاولا النوم عله يلتقي بحبيبته في احلامه ..
ولكن قاطع محاولاته يد احدهم توقظه، رفع نظره ليجد شخص ما ملثما.. يتحدث معها بالانجليزيه قائلا: ارتدي تلك الثياب بسرعة .
نظر مالك للثياب فوجده رداء ضابط اسرائيلي فقال: لا مستحيل.
رد الاخر بتوتر: اذا فلتبقي هنا حتي تتعفن.
وعندما هم بالرحيل اوقفه مالك قائلا: حسنا.
ارتداه مالك بسرعة وخرج برفقة الاخر متخفيا في ظلام الرواق من انوار الكشافات الضخمة التي تمسح المبني باستمرار ويتدلى بضوءها من النوافذ..خرج به علي مكان مهجور ومنه علي غابة .. ثم توقف فجأة والتفت حوله ثم..
نزلوا من احدي الفتحات علي ممر واسع يشبه انبوب ضخم تملأه الرمال ولكنه ليس كافيا ليسيروا فيه بقامتهم بل اجبرهم علي الانحناء والسير فيه منحنين .قال مالك مستفهما: من انت ؟ و لماذا تساعدني؟
وقف الاخر ينظر اليه بطرف عينه : سوف تفهم عندما نخرج من هنا لذا توقف عن الثرثرة وتقدم..
ظلا يسيران حوالي ساعة تقريبا حتي وصلا الي نهاية الممر ليصعدا سلم حديدي متهاك , صعده ذلك الاجنبي كما اعتقده مالك ثم طرق علي الغطاء المسقف ليفتح وتنبعث منه اضواء زادت من دوار مالك فقد عان من دوار لنقص الاكسجين في الممر الارضي ذاك..
حاول الصعود ولكن قدماه لم تحملانه فقام بعض الرجال بالنزول اليه وانتشال جسمانه الذي هوي علي الارض باستسلام للاغماء..
بعد مرور عدة ساعات..
استفاق مالك ليظهر امامه وجوه مشوشة تحيط به.. وما ان اتضحت الرؤية لديه حتي تبين هويتهم جميعا فقد كان ريان وسيد سليم و رجل يرتدي معطفا طبيا و رجل اخر لم يتبين هويته فقال بضعف: انا فين؟
رد ريان قائلا: انت في المستشفى.
ازدرد مالك ريقه بارهاق وقال: ووصلت هنا ازاي؟
سيد سليم: ارتاح دلوقت بس ولما تشد حيلك هنقولك علي كل حاجه.
تذكر مالك ذلك الشخص الذي ساعده فقال: انا كان في معايا واحد..
في تلك الاثناء تحدث الرجل مجهول الهوية لدي مالك قائلا: دا العميل المصري الرائد أمان... لحظه.
ناداه مدير الامن ليتفاجأ مالك حين رأه فقد كان نفس الشخص الذي دار بينهما حديثا انتهي بلكمة ذلك الرائد لمالك , ابتسم أمان قائلا: عارف انك متفاجئ.. انا بعتذر منك عن البوكس اللي الواضح انه هيعلم لفترة ههههه.. بس حضرتك كنت هتكشفني بدري جدا..
ابتسم مالك بضعف قائلا: يعني احساسي كان صح وطلعت بلادياتي..
امان: هههههه ايوه يا سيدي.. حمدلله علي سلامتك..
مالك: الله يسلمك .. بس اخر حاجه انا فاكرها ان مقدرتش اطلع السلم و.. و.. مش فاكر ..
أمان: اكملك انا , احنا الممر اللي مشينا فيه دا كان بيوصلنا لبعد حدود سينا.. يعني دخلنا فيه لمصر ..و بدخولك طبعا انا انتهت مهمتي في اسرائيلي ونقلناك للمستشفي هنا.. بس يا سيدي.. واغمي عليك لانك عندك ضيق تنفس من الاماكن المغلقة والتهاب في الجيوب الانفيه..
ابتسم الطبيب قائلا: تستحق تكون دكتور يا حضرت الرائد.
ضحك امان ضحكته الرجوليه قائلا : خلاص يا دكتور هسيب الدخليه واجي اشتغل معاكم هنا..
الطبيب: تنورنا يا امان .. ايام خدمتك هنا في سينا كانت امان عن كدا.. صدق اللي سماك نسر سينا..
اخذ الجميع يتحدثون حوله و باله مشغولا بها ف مال علي ريان قائلا: مريم؟
اغمض عينيه الاخير مطمئنا: متقلقش بخير , كانت عاوزه تيجي بس انا رفضت .. احنا هنرجع ان شاء الله القاهرة بالليل.
دعا مالك ان ينقضي اليوم سريعا... وبالفعل في الليل كانت تتحرك بهم السيارة عائدة الي القاهرة.. و عند اقتراب تجلي الليل كانت تتوقف السيارات امام منزل ريان .. الذي ساعد مالك في النزول و الدخول..
كان بانتظاره ملك التي ارتمت في حضنه غير مصدقة ما حكاه ريان لها من مخاطر مر بها مالك..
لم يرتوي قلبه بعد .. اين هي ؟ ؟ يبحث بعينيه عنها .. لتشعر به ملك فتقول: ادخل اوضتها مستنياك من بدري.
دلف مالك متلهفا لرؤيتها , فوجدها تجلس علي الفراش منكسة الرأس معصبة بضمادة بيضاء.. تشبه تلك الضمادة التي تلف يده التي ادمت من طرقه العنيف علي الباب الحديد الخاص بالغرفة التي احتجز فيها..
اقترب علي مهل حتي توقف امامها وثني جزعه مقبلا راسها قبلة طويلة ودموعه تهطل بلا هوادة كدموعها التي لا تقوي علي اقافها , تنفست بعمق عندما اشتمت رائحته عندما شعرت بانفاسه تحيط بها .. شعرت بان روحها قد ردت اليها..
اخذت تقبل يده المعصبة برقة ثم رفعت راسها لتندفع علي الفور تعانقه فيقع جالسا علي الارض وهي متشبثة به تود التحدث ولكن كلماتها تأبي الخروج اخذت تلثمه لثمة رقيقة بينما هو اراد ان يملأ رئتيه من عبقها الاسر.. في تلك اللخظة تيقنا بانهما قد خلقا لبعضيهما منذ زمن وبان الله ربط وتين قلبه بقلبها قبل ان يولدا...
بعد مرور خمس سنوات..
كانا يجلس مالك علي الاريكة محيطا مريم بذراعه.. وهو يحادث ريان اقتربت مريم هامسة في اذنه: مالك ابعد ايدك ريان قاعد..
نظر له قائلا بهمس: وايه يعني هو عشان اخوك موجود انساكي.. حبي لك ميهمش اي حد..
التمعت عيني مريم قائلة: بحبك يا مالك قلبي.
هم مالك بمغازلتها ولكن قاطعهما صوت اياد ابنهما..: بابا يا بابا.
رد مالك علي مضض قائلا: يا روح بابا في ايه؟
اياد بعبوس: سلمي مش راضيه توافق اني اتجوزها.
صدم مالك من حديث ابنه الذي لم يتخطي الخمس سنوات بينما قهقهت ملك ومريم و ريان الذي حمل سلمي واجلسها علي احدي قدميه و حور علي الاخري حتي لا يفرق بينهما..
جذبت مريم ابنها في حضنها قائلة بلوم: ليه يا سلمي ان شاء الله , انتي تطولي .. دا ابني شاب حليوه طالع لباباه..
صدع صوت مالك قائلا بمزاح: الله اكبر .. شهادة اعتز بيها يا زوجتي وربنا..
ضحكت: وربنا مجوزه مجنون.
مالك: مجنون بيعشقك.. عرف الحب ومعانيه معاكي.
مريم: ربنا يخليك لقلبي وتفضل طول العمر جنبي.
جميل هو ذالك الحب الذي تكون نهايته رباط قوي ومثاق غليظ.. عاشا مريم ومالك في سعادة كل منهما يعمل علي تجديد جرعات الحب بينهما و جعل العلاقة اقوي..
صدق حقا من قال ان الحب رزق .. يتمثل في زوج عفيف .. يكون هو سر ابتسامتك..
النهاية...


إعدادات القراءة


لون الخلفية