الجزء 2
الفصل الثانى
هلّ صباح جديد عليهم، قلوب المحبين سكنت وهدأت بينما الحاقدين لا سلام لقلوبهم ولا أمان
فى المنزل
أمام المرآة وقف (سعيد) يهندم ملابسه ويستعد للخروج
تململت (نعيمة) فى فراشها وتطلعت له، سحبت وسادة من جوارها تستند عليها ، اعتدلت فى جلستها ببطئ وقالت :
رايح فين كدا ياأبو كريم؟
سحب فرشاة شعر ومشط شعره وأجاب ناظرًا لها بالمرآة قائلا:
هعدى على نبيل أخويا أجيبه هو ومراته.
شهقت بصدمة، رفعت حاجبها باعتراض وقالت مستنكرة :
لا إنت تروح تجيب أمى وهما يتصرفوا يركبوا تاكس ولا أي حاجة
إلتفت لها بغضب ضيق عيناه، نظر لها شزرًا وقال معنفًا :
إنتى اتهبلتى ياولية تاكس إيه اللي تيجي فيه واحدة فتحه بطنها والعربية عندنا عاوزة الناس تاكل وشنا
تطلعت له بحزن مصطنع وردت بنحيب مزيف:
مش كفاية اتلخمت بيها إمبارح ومجبتليش أمى يعنى هتجيبها إمتى؟ لما أربعن!
رفعت صوتها بالبكاء وتطلعت له بخبث منتظرة تأثير تمثيلها عليه.
زفر بضيق، رفع وأسه لأعلى وبعد تفكير قليل قال :
خلاص بطلى زن هروح أجيب الحاجة والدتك وأعدى عالمستشفى أجيب نبيل ومراته
وافقت على مضض وعلامات الغضب تملأ وجهها
غيرتها تقتل بداخلها الإنسانية، لم ترحم يتمها وقلة حيلتها، وحدتها وضعفها وعمدت على تنغيص حياتها بكل الطرق الممكنة وكل ذنبها أنها تمتلك من الجمال قدرًا كبيرًا
يساعدها زوجها المريض بالتسلط والتحكم بمن يصغره دون وعى منه ودون أن يرى كرهها الغير مسبب لها،
وصل (سعيد) للمشفى وبرفقته أم زوجته
سعدت (عفاف) برؤيتها بشدة وشعرت بأن الله إستجاب لطلبها وعوضها بأم تساندها بمحنتها لم تكن تعرف انها مصادفة،
ترقرقت دمعة خفيفة بمقلتيها وقالت بوهن :
معقول ياخالتى جايه تزوريني فى المستشفى، دا مجيتك دي فرقت معايا أوي
تنحنحت (خيرية) وقالت بلجلجة خجلة :
طبعا طبعا يابنتي لازم آجى أزورك ولولا إنى تعبانة كنت قعدت بيكِ
إبتسم نبيل بود وقال :
متقلقيش ياحاجة أنا هقعد معاها لحد متقوم بالسلامة
وصلت الممرضة بصحبة الطفلة وسلمتها لهم تلقفها نبيل من يدها برفق ومدها لأخيه والسعادة إرتسمت على وجهه تزينه وتتوجه بالرضا والقناعة
تطلع له سعيد بضيق وحملها قائلا :
اللي جبلك يخليلك ولو إنى كنت أتمنى إنه يكون ولد مش بنت.
قاطعته خيرية قائلة بصدمة :
يوه ياأبو كريم مهو اللي تجيب البت تجيب الواد
تنحح نبيل بضيق وجحظت عيناه تطلع ل(عفاف) ولاحظ تحول معالم وجهها وإنغماسها بالحزن
زفر بضيق وقال :
مين قال إنى عاوز تانى
قاطعه سعيد متوجهها بحديثة ل(خيرية) :
مهو ياحاجة الست مرات أخويا وهى بتولد شالولها الرحم
لطمت على صدرها بحزن وقالت بصدمة :
ياعيني يابنتي متزعليش نفسك دا فى ناس مبتطولش ضافر الحمد لله إنك شفتى خلفة
تنهدت عفاف، تسلل الرضا لقلبها رسمت على شفتيها إبتسامة خفيفة وردت :
الحمد لله على كل حال
تطلع لهم سعيد بعبوس وقال بصوت غاضب :
يلا خلونا نروح عشان اللي والدة ولوحدها بالعيلين فى البيت دى
تطلع لساعة يده وأردف :
زمان كريم رجع من الحضانة
حمل (نبيل) قمره بيد وأسند عفاف بيده الأخرى وساعدته (خيرية) فى ذلك
وتحركوا ببطئ حتى وصلوا للسيارة
فتح سعيد الباب لوالدة زوجته واستدار للجهة الأخرى جلس أمام المقود دون مبالاة بأخيه وزوجته
تطلع له نبيل بحزن سحب يده عن ظهر زوجته ببطئ، فتح الباب أحنا جزعه ووضع الصغيرة بداخل السيارة وأبعدها قدر الإمكان
ونهض مرة أخرى يساعد عفاف التى ظهر الألم على وجهها.
زفر سعيد بضيق وقال :
متخلصوا تركبوا هتفضلوا ساعة ولا إيه؟
حاولت عفاف الإسراع من حركتها فتألمت من جرحها وهى تجلس على عجالة لترضى كبير العائلة المزعوم.
ربت نبيل على يدها وتأثر لرؤيته أثر الألم على وجهها.
وصلت السيارة للمنزل وأعاد سعيد فعلته ودلف للداخل دون مبالاة لهم
تطوعت (خيرية) وحملت الطفلة وأسند نبيل زوجته برفق
وصلا أمام شقة أخيه وهمت بصعود الدرج واستوقفها صوت (نعيمة)
تلقى سمومها وتتشفى قائلة :
إستنى متطلعيش أطلع عليكي الأول ولا عايزه تكبسيني، ابتسمت بسخرية وأكملت :
كدا كدا إنتي مش هتخلفى تانى متوقفيش خلفى بقا
تطلعت لها (عفاف) بحزن ازدردت ماء حلقها وصاحبه مرارة علقم ، زاغت عينيها بأسى فرد عنها نبيل قائلا :
ملوش لزوم الكلام دا ياأم كريم وبعدين اللي بتقوليه دا ملوش صحة ولا أي عقل يقبل بيه.
نظرت له شزرا وقالت :
والله اهالينا اللي علمونا كدا ومش ذنبي إن ملهاش أهل يعلموها
سهام تلقيها ولا تعلم أين تسقط، تصيب قلب عفاف فتدميه حزنًا وقهرًا
لا تقوى على الرد فالعرف هنا أنها زوجة الكبير ولها قيمة وقامة
تطلعت حولها ترجوا مددًا من أحدهم ومقلتيها إستحالتا جمرًا إشتد توهجه وإشتعل بشدة
زفرت (خيرية) بغضب وقالت بضيق :
يظهر إنى علمتك التخاريف ونسيت أعلمك الأدب
تطلعت لها نعيمة بصدمة وقالت بصوت منخفض اهتز من الخجل :
ليه كدا يااما هو انا قلت حاجة.
أشاحت (خيرية وجهها عنها وتطلعت لعفاف بنظرة توسل وقالت :
حقك عليا أنا يابنتى هاتيها فيا وأطلعى مع جوزك على مهلك ربنا يتم نفاسك على خير
ابتسمت عفاف وشكرتها قائلة :
ربنا يخليكي ياخالتى
وفى داخلها شكرتها ألف مرة
مر نبيل من أمام زوجة أخيه هز رأسه بإستنكار وتحرك جوار زوجته حاملا طفلته
صدح صوت سعيد من داخل الشقة قائلا :
انتو واقفين كل دا بره ليه متدخلي ياأم كريم لتاخدي برد
تحركت ببطئ ودلفت برفقة أمها وبركان الغضب يحرق دواخلها..
بشقة نبيل
وضع الطفلة بمهدها وساعد عفاف لترقد بالفراش، دثرها جيدا إقترب من رأسها وقبله بحنان وقال :
متزعليش من كلامها حقك عليا أنا
لمعة العشق بعيونه تشفى جراح سنين مضت تنسيها ألمها ولا ترى سوى سعادتها
قالت ببسمة خفيفة صاحبها تنهيدة عاشقة :
متعتذرش ياحبيبي كفاية حبك عليا مش عايزه غيرك يحبني
ربت على كف يدها وإحتضنه قائلا :
وانا هفضل لحد ماأموت أحبك
تنهدت بحزن وقالت :
بعد الشر عليك يارب يومي قبل يومك
بتر حديثهم بكاء (قمر) تبدى إعتراضها بشدة على حديثهما وتعلن لهما عن حاجتها لقربهم بالحياة
حملها نبيل برفق ووضعها بيدي عفاف وقال بحنان :
القمر جعان وزعلان مننا
أرضعتها حتى الشبع وتجشأت فتناولها من يدها
وقبل أن يضعها بمهدها سمع دقات على باب شقته :
وضعها من يده وتوجه للباب ليفتحه
أحنا رأسه وتطلع للواقف أمامه يبتسم بسعادة طفولية وقال :
أهلا يا كوكو جيت من الحضانه؛
مر كريم من بين قدميه بمرح وقال بسعادة طفولية :
عاوز أشوف النونو
أمسكه نبيل من يده وقال هامسًا :
طب تعالا من غير صوت عشان نامت
وقف امام مهدها يتطلع لها بإنبهار وقال بتلقائية :
الله ياعمي دي حلوه أوي أحلي من ملك أختى
ردت عفاف قائلة :
عيب ياكريم تقول كدا على اختك
أكمل كريم حديثة بصدمة الانبهار والسعادة علي وجهه وقال :
لا ياطنط دي شبه اللي فى الأفلام اللى بتيجى عالقناة التانية وحلوه أوي
تطلع لعمه وقال بصرامة :
عمى أنا هتجوزها وبعرفك أهو
ضحك نبيل مقهقها بقوة حتى دمعت عيناه وقال موجها الحديث لعفاف التي تحاول بصعوبة منع ضحكها :
شوفى اللى مدخلش المدرسة حتى بيفكر فى ايه
هربت ضحكتها تلاها شهقة ألم فصمتت وراقبت حديثهم
إقترب كريم من قمر مرة أخرى ونظر لوجهها الساحر وقال لما أخلص المدرسة هتجوزها ياعمى
إنخفض نبيل بمستواه إليه وأمسكه من كتفه قائلا :
إسمع هقولك على حاجة لو نجحت فى دراستك وبطلت تعذب المدرسين وكبرت وطلعت دكتور هجوزهالك،
خبط علي كتفه وأردف :
إتفقنا! ياكوكو
تطلع له كريم بتحدى وضيق عيناه بعند طفولى وقال بثقة :
إتفقنا ومن دلوقتى انا الدكتور كريم
صدح ضحك نبيل مرة أخرى وقال من بين كلماته ماشى يادكتور نبيل إنزل بقا إكتب واجبك وورينى شطارتك.
سنوات تمضى بما تحتويه من أفراح وأحزان معاناة وشقاء لنبيل وعفاف
ورغد وهناء لسعيد ونعيمة التي لاتخبو نيران غيرتها ويشتد سعيرها بتمسك نبيل بزوجته مهما ضغط أخاه عليه.
وجدت فرصتها للتشفى بعد أن إكتشفت تأخر حيضها
إبتسمت بسعادة ممتزجة بالخبث وعمدت على الاحتفال بمبالغة
وصل سعيد المنزل قابلته بفرحة عارمة وقالت :
مبروك ياابو كريم إن شاء الله المرة دى هنجيب أخ لكريم.
تهللت أساريره فرحًا بسماع حديثها تطلع لها ببلاهة وفاهه انفرج علي مصرعيه لثوانى حتى أدرك الأمر وأعدل من ملامحه
وأصابته نوبة ضحك هستيريه إقترب منها وقبل رأسها، إستدار لأطفاله حمل ملك ولف بها بسعادة ومرح قائلا :
هيجيلك أخ كمان ياملك
تذمرت ملك بطفولية وقالت :
لا أنا عاوزه بنوته
نهرتها نعيمة بعنف قائلة :
أسكتي يابت انتي متفوليش فال الله ولا فالك.
تطلع لهم كريم باستنكار وقال بضيق :
يعني هو فارق بنت من ولد.
قام من جلسته فى هدوء وتطلع لوالده واردف :
بابا بعد إذنك هطلع أساعد قمر بنت عمى فى واجب الحضانة بتاعها.
تطلعت له نعيمة بحنق قائلة في نفسها :
ماشى ياكريم بتلوى دراعى وتستأذن من أبوك ماشى والله لأوريك لما تبقى لوحدك.
أخرجها من تيهتها صوت إصطدام الباب خلفه كريم وهو يغلقه
انتفضت بخفة وإستدارت لسعيد قائلة :
بقولك إيه يابو كريم
إنتبه لها ورد:
قولي اللي عاوزاه ياست الستات
إبتسمت بدلال وقالت :
عاوزاك تعمل ليلة لله نعمل حضرة وندبح عجل واهو يشيل عننا العين، انت عارف دا انا من القر بفضل بالخمس سنين على معرف أخلف
اصغى لحديثها بإهتمام مط شفتيه بتفكير وقال :
والله حلو وماله فعلا إحنا ربنا موسعها علينا نفرجها عالناس بقا
تذكر نبيل وحرمانه له من نقود ميراثه حتى يوافق على الزواج وألمه قلبه إبتلع غصه حارق تكوى روحه
تنهد بضيق وقال :
بقولك ايه انا شايف أخويا حقه يختار
انا هسيبله ورثه وهو حر
شهقت بفزع ولطمت على صدرها وقالت :
انت كدا هتضيع كل اللي عملته، أصبر بس شوية وهو مسيره يوافق.
تطلع لها بتفكير، ضيق عينيه وفرك ذقنه وقال :
إنتي شايفة كدا يعنى!
أومأت برأسها وإرتسم على محياها ضحكة خبيثة : وقالت أيوه اومال هي هتضغط عليه مهى اتجوزته من البداية عشان فلوسه.
في الطابق الثانى
رحبت (عفاف) بكريم وإستقبلته بود شديد بادلها الود وأقبل إليها قبل وجنتها و قال :
إزيك ياماما عفاف
إبتسمت قائلة :
طالعة منك جميلة ياقلب ماما عفاف
إقتربت قمر منهم وأبعدته عنها بغضب وقالت بتذمر طفولى :
لا دي مامتى لوحدى
ربت كريم على رأسها وقال بعفوية :
هى مامتك لوحدك بس انا بحبها زى مامتى وبحب عمى زى أبويا، لو زعلانة مش هقولها تانى
إبتسمت بخجل وقالت :
خلاص خلاص قول اللي تقوله مش مهم.
ضحكت (عفاف) على تلقائية حديثهم وتوجهت للمطبخ تنهى أعمالها.
راقبها كريم تبتعد بعينيه وبعدما تأكد أنها بالمطبخ، أخرج من جيبة قطعة شوكلاته ومد يده بها لها
عضت على شفتيها وتلفتت حولها تراقب والدتها ومدت يدها اليها خطفتها من يده بلهفة
جحظت عيناها رعبًا وإرتجف جسدها وألقتها بالأرض بعد أن إستمعت لصوت والدتها تعنفها بحزم قائلة:
كدا ياقمر مش قلت متاخديش حاجة جاية بفلوس عمك تانى
التفتت قمر وعيناها مثبته بالأرض وترقرقت الدموع داخلها وقالت بأسف :
خلاص ياماما آخر مره بس كريم هو اللي بيجيبهالي هدية.
تطلعت له بإستجداء ليتحدث ويخرجها من مأزقها، تطلع لها بخجل، سحب نفسا يشجعه وإلتفت ل(عفاف) قائلا :
دى من فلوسى انا مش من فلوس أبويا وبعدين انا بجيبها لقمر عشان بحبها ولما تكبر هخطبها.
زفرت عفاف بضيق وقالت:
وهي فلوسك جات منين يعني مهى من أبوك، وبعدين قمر لازم تتعود على مستوى ابوها وتتعلم ترضى بالقليل مش لازم الشوكلاته الغالية دى
طأطأ كريم رأسه قليلا حتى رفعها قائلا :
خلاص انا هشتغل وأجيبهالها بس مترفضيهاش لما أجيبها من فلوسى
إبتسمت عفاف لمثابرته وقالت :
طب ياكريم بس بلاش تجيب سيرة الجواز دي انتو صغيرين ياحبيبي ولما تكبروا ربنا يسهل
قبل أن تكمل حديثها فُتح باب الشقة وولج إلى داخلها نبيل
إستقبله الجميع بحفاوة وتحدث من بينهم كريم قائلا :
مش انت ياعمى وعدتني تجوزنى قمر لو طلعت دكتور؟
ربت نبيل على رأسه وعلامات الإرهاق لم تترك وجهه وقال بصوت خفيض :
إن شاء الله ياكريم ربنا يكرمك وتبقا دكتور قد الدنيا.
إقتربت عفاف منه والحزن يعتصر قلبها على مظاهر تعبه وإرهاقه من إهلاك روحه بالعمل بمقابل بخث.
لعنت بداخلها تحكم أخيه فى نقودهم وحرمانهم منها حتى ينفذ ما أمره به
رسمت على وجهها بسمة وقالت بحنان :
إغسل وشك ياحبيبي وتعالا كل لقمة وأدخل نام.
هز رأسه موافقا وقال بتعب :
أنا فعلا واقع من الجوع وهموت وأناااام.
تحلقوا حول المائدة يتحدثون بسعادة غير مبالين برداءة أنواع الطعام على المائدة
وبعد الطعام جلس كريم يساعد قمر فى واجباتها وبعد ان انتهت تطلع إلى عمه وزوجته وقال بثقة :
بكرا هجيب شوكلاتة لقمر من فلوس شغلى وهتوافقوا تاخدها
تطلع نبيل له بإستفهام، لكزته عفاف بذراعه بوعد للشرح بعد قليل وتحدثت موجهه حديثها لكريم قائلة :
ماشى ياكريم لو جبت من فلوسك هوافق انها تاخدها منك.
مالت على أذن نبيل وهمست بها ماحدث فنظر إليه بإبتسامة إعجاب وقال لها بهمس :
سبحان الله الواد دا غير أبوه وأمه بس متحبكيهاش عالبت أوي وسيبيها تاخدها
رفعت حاجبها بإستنكار وقالت :
نسيت أم كريم قالت إيه قبل كدا دا فضحتنا وقالت بناخد مصروف الواد الصغير.
أومأ رأسه بتفهم وقال بحزن :
معاكِ حق.
ترقبت (نعيمة) نزول كريم من شقة عمه وبعد أن دخل غرفته
أشارت لملك بخبث وقالت :
بقولك إيه ياملوكه إطلعى فوق وإسمعى بيقولوا إيه وتيجى تعرفينى
هزت ملك رأسها وإبتسمت بخبث وقالت :
وهضرب قمر كمان ياماما
إنشرح قلب الأم بالطفلة التي تشبهها بالخبث إلى حد كبير.
جلست ملك برفقة قمر قليلا ولم تجد من جلوسها لديهم بد فعمها غط فى نوم عميق ولا يوجد حديث تصتنت إليه
تطلعت لقمر وتصنعت الإبتسامة وقالت:
متيجي نلعب برا ياقمر
تطلعت لها قمر وقالت بطفولية :
بس متضربيش زى كل مرة ياملك عشان هقول للميس عليكِ فى الحضانة
أومأت ملك برأسها وقالت :
ماشى يلا مش هضربك.
وبعد قليل من اللعب أمام شقتهم تلقت قمر من ملك ضربة قوية أفقدتها توازنها على السلم، انزلقت قدماها وصرخت مستغيثة؛ خرج على صوتها أبواها
شهقت عفاف بفزع على منظرها وهرع إليها نبيل بلهفة والرعب يعتصر قلبه من منظرها يفرك عينيه ويدعوا أن تكون إرهاصات من إرهاقه لا حقيقة..