الجزء 34
الفصل الخامس والعشـــرون ( الجزء الثاني ) :
في قصر عائلة الجندي ،،،
في غرفة نوم مهاب ،،،
صــــــاح مهاب بصوت غـــاضب ومخيف حينما فتح خزينته الخاصة وتفاجيء بخلوها بالكامل من محتوياتها ...
صفق بابها بعنف وهتف قائلاً وهو يكز على أسنانه بشراسة :
-عملتيها يا ليان وسرقتيني
ضغط على رأســـه بكفه ، وأضاف بنبرة مغلولة :
-مش بعيد أمك تهاني اللي وزتك تعملي فيا كده !
ثم كـــــور قبضة يده في غضب ، وضاقت عينيه بشدة ، ثم أضاف بنبرة عدائية :
-مش هتلحقوا تتهنوا بالورق اللي معاكو ، وأنا هاتعامل مع اللي عملتوه بطريقتي !
.............................................
في الحــــارة الشعبية ،،،،
لم يعـــرف أوس كيف نـــزل على الدرج بعد تلك العبارات القاتلة التي إستمع إليها من ذلك الرجل المجهول، ولكن تراءت له صورة تقى وهي واقعة تحت رحمـــة ذئب شرس ..
لقد شعر بأن روحـــه هي الموضوعة على المحك ، وليست زوجته .. فقفز قلبه في صدره ، وتلاحقت أنفاسة بهلع .. ركض نحو مدخل البناية ، وتلفت حوله بنظرات زائغة ...
لم يفهم عدي ما الذي أصـــاب رفيقه ليتحول وجهه للقتامة ، وتشتعل عينيه كالجمرات .. فركض خلفه سائلاً إياه بتوجس :
-حصل إيه يا أوس ، رد عليا!
وقعت عيني أوس على أحد الحارسين ، فأسرع نحوه ، وأمسك به من تلابيبه ، وكـــاد يفتك به وهو يسدد له اللكمات المتتالية صارخاً بإهتياج :
-كنت فين ومراتي بتتاخد من هنا
لم يستوعب الحارس في البداية حديث رب عمله ، وحــاول صد لكماته وهو يتوسله :
-يا باشا ، أنا .. أنا كنت واقف هنا ومحدش خرج ، صدقني أنا آآ...
قاطعه أوس بصوت هــــادر منفعل للغاية :
-كـــداب ، مراتي اتاخدت قدام عينيكم ، هادفعكم التمن
تدخــل عدي ، وحـــاول إبعاده وهو يصيح قائلاً :
-سيبه يا أوس ، فهمني في ايه ؟
وبالفعل نجح بمساعدة حـــارس أخـــر في تخليص الحارس من قبضتيه ، وأرجعاه الاثنين للخلف ، فتشنج أوس بعصبية زائدة ، وصرخ بإختناق :
-تقــى بتروح مين ، هايموتوا ابني !
جحظ عدي بعينيه مصدوماً ، وتسائل بهلع :
-مين بالظبط ؟!!
رد عليه أوس بصوت صـــارخ ومحتد وهو يضغط على رأســـه بكفيه :
-مش عـــارف ، مش عـــارف !
...................................
في نفس التوقيت ، تأبط الشيخ أحمد ذراع عم عوض وهو يخرجان من المسجد وســار ببطء في الحارة ، وحدثه الأخير بصوت حزين :
-والله غرضي كان أصلح بينهم !
رد عليه الشيخ أحمد بهدوء :
-كويس انها جت على أد كده ، واحد غيره كان اتعامل بإسلوب أسوأ ، وخصوصاً إني عارف إنه مش متسامح ، ولا من النوع اللي بيسيب حقه !
ســأله عوض مستغرباً :
-وانت عرفت ازاي ده عنه ؟ وأنا .. وأنا مجبتش سيرته قبل كده ، ده غير إني مش عارفه كويس !
رد عليه الشيخ أحمد بإبتسامة ودودة :
-يا راجل يا طيب ، ده شخصية معروفة ، وحكايته هو وبنتك اتقال عنها كتير في النت وعلى التلفزيون ، فأنا لما شوفته عرفته على طول ، وحبيت أرشده لطريق غايب عن فكره ، وسبحان الله زي ما يكون كان مستني اللي ياخد بإيده ، فعلاً (وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيم) ..!!
تنهد عوض بإنهاك وهو يهز رأســه بخفة :
-اه والله !!
ثم لمح الاثنين وجــــود صراخ حـــاد ومشادة كلامية من على بعد ، فتسائل الشيخ أحمد بإهتمام :
-في ايه هناك كده ؟
تهدل كتفي عوض وهو يشرأب بعنقه محاولة رؤية المشادة بوضوح ، وأجابه بصوت خافت :
-مش عارف
أشـــار الشيخ أحمد بعينيه ، وهو يردد بجدية :
-بينا نشوف
..........................................
وضـــع عدي قبضتيه على كتفي أوس محاولاً تثبيته وهو يقول بهدوء حذر :
-اهدى بس وفكر هاتكون راحت فين !
أزاح أوس قبضتيه بعنف ، وصــاح بعصبية زائدة وقد برزت مقلتيه من محجريهما بشراســـة :
-بتقولي أهدى ازاي وهما هايموتوا ابني ومراتي !!!
ســـأله عدي بتوجس :
-مين بالظبط ؟
رد عليه بإنفعال أشد :
-ده اللي عاوز أعــرفه !
ثم لوح بذراعه بغضب وهو يهتف بإهتياج :
-والبهايم اللي واقفين هنا زي قلتهم ! مراتي اتخدت منهم وهما ولا دريانين !!!
إرتسم على ثغر الشيخ أحمد ابتسامة مهذبة وهو يلقي التحية قائلاً وملوحاً بكفه :
-السلامو عليكم
-في ايه يا بني ؟
تسائل عوض بريبة وهو يطالعه بنظرات متفحصة لتصرفاته المنفعلة ....
نفخ أوس من الضيق ، ولم يعقب عليهما .. بينما ضغط عدي على شفتيه ، وأجاب بإنزعاج :
-تقى مش لاقينها ، وآآ....
قاطعه عوض قائلاً بإستغراب :
-هي كل ده مارجعتش من المستوصف ؟!
إلتفت أوس برأســه في إتجاهه ، وهتف بإندهاش غريب وقد إرتفع حاجبيه للأعلى :
-مستوصف !!!!
حرك رأســه إيجاباً وهو يتابع بهدوء :
-ايوه .. أمها خدتها تزور باين حد وأنا شوفتهم وهما رايحين ناحيته وآآ...
قاطعه أوس متسائلاً بصراخ منفعل :
-فينه المستوصف ده ؟
نظر له عوض بتعجب من إهتياجه الغير مفهوم بالنسبة له ، وإستدار برأســـه للجانب ، ورفع ذراعه ليشير قائلاً :
-هو هناك من ناحية آآ...
قاطعه الشيخ أحمد قائلا بهدوء حـــذر :
-اعذرني على مقاطعتك يا عم عوض ، أنا عارف مكانه ، تعالى معايا وأنا هادلك عليه !
وبالفعل أســـرع الجميع ناحية أحد الأزقـــة الجانبية ...
.......................................
في المستوصف الشعبي ،،،،
في غرفة العمليات ،،،،
أسند مدبولي تقى على الفراش الطبي الموضوع في منتصف الغرفة .. ووضع ذراعيها إلى جانبيها ، وإلتفت ناحية الطبيب شامل ، وســأله بفضول :
-هو الضاكتور بدران مش هايعمل العملية معاك آضــاكتور ؟
رد عليه شامل بهدوء مصطنع وهو يرمقه بنظرات محتقنة :
-لأ .. دي عملية تخصني ! عندك إعتراض ؟!
تابع مدبولي بعدم إكتراث وهو يشير بكفه :
-لأ يا ضاكتور ، خد راحتك ، و أني أعد برا ، نادي عليا لما تعوزني !
ثم سمع الإثنين صــوت صياح بالخـــارج ، فأدار كلاهما رأسيهما نحو الباب ، ومن ثم استطرد شامل حديثه قائلاً بإنزعاج :
-روح شوف الدوشة اللي برا ، وخليهم يتلموا ، احنا هنا في مستوصف ، يعني في عيانين، وعمليات محتاجة تركيز !
هز رأسه بخفة وهو يردد بإمتثال :
-ماشي يا ضاكتور
تابعه شامل وهو ينصرف من غرفة العمليات بعينين تلمعام ببريق لئيم ، ثم خطى سريعاً نحو باب الغرفة ، وأوصــده من الداخل ، وأدار جسده في إتجاه تقى الممددة على الفراش ، و فرك كفيه بإشتهاء شــاذ ، وغمغم مع نفسه قائلاً بنبرة شهوانية :
-أول مرة تقع تحت إيدي حاجة نضيفة ! وجيالي بمزاج أهلها ، لأ وهاعمل اللي عاوزه معاها من غير ما حد يفتش ورايا !
أخــــذ هو نفساً عميقاً ، وزفـــره على مهل ، ثم اقترب من فراشها وهو مسلط أنظاره الجارحة عليها ..
بدت تقى في حالة لا وعـــي وهي تتمايل برأسها للجانبين ..
فقد تمكن المخــدر منها .. وأصبحت في وضعية تحسد عليها ..
أمســـك شامل برسغها .. وتحسس ملمس بشرتها .. ثم احنى رأســه عليها ، وهمس في أذنها بنبرة أقرب لفحيح الأفعى :
-مش هاتحسي بحاجة ، هانتبسط شوية قبل ما أريحك وأرتـــاح أنا كمان !
إرتد طرفي عينيها بحركة عصبية مذعورة وهي تحاول إبعاد وجهها عنه .. لكنه ثبته بكفه ، وتابع بنبرة ماجنة :
-متخافيش ، دي زي شكة الدبوس !
تقوس فمــه بإبتسامة شيطانية عريضة ، وإعتدل في وقفته ، ومـــرر عينيه ببطء على جسدها ليتفحص ..
شعر بإثارة رهيبة تجتاحه وهو يتخيل ما سيفعله معها ، وإزدرد لعابه بهوس مقزز ..
..............................
في الإستقبال ،،،
تفاجيء مدبولي بالشجــــار العنيف الدائر بالخـــارج ، وصــاح مصدوماً وهو يتوارى عن الأنظار :
-نهار اسوح ! دي عاركة بالسيوف والشوم !
زاد تشابك الأيدي بين النســـاء وأخريات ، وكذلك الممرضين مع رجـــال المرأة الغاضبة ، وتحطم كل شيء بالخــارج ...
شهق مدبولي مذعوراً حينما شعر بيد توضـــع على كتفه ، وقفز في مكانه قائلاً بهلع :
-معملتش حاجة
-اسكت يا منيل ، دي أنا !
قالتها الممرضة السمراء بخفوت وهي تكز على أسنانها بغيظ
رمقها مدبولي بنظرات إحتقارية ، وهمس بسخط :
-هو انتي ! قطعتي خلفي بوشك العكر !
حدجته بنظرات مشتعلة وهي تهمس مغتاظة :
-لم نفسك !
أشـــار برأسه متسائلاً بفضول :
-هو ايه اللي حاصل هنا ؟
ردت عليها بحذر :
-مش عارفة بالظبط ، بس الحكاية فيها الضاكتور شامل
سألها بإهتمام وهو عاقد ما بين حاجبيه :
-عمل ايه ؟
ردت عليه بنبرة حائرة :
-بأقولك معرفش ، بس الليلة مش هتعدي على خير
.................................
لمحت فردوس من مكانها الممرضــة السمراء وهي تتحدث مع أحد الأشخــاص ، فتلهفت للركض نحوها ، والسؤال عن ابنتها .. ثم الفرار بها من هنا ..
ولكن تعذر عليها فعل هذا بسبب التراشق بالمقاعد والأدوات الموضوعة في الإستقبال ..
صاحت المرأة بصوت جهوري غاضب وهي تلوح بذراعها :
-انت يا ضاكتور النجاسة ، اطلعلي بروح أمك ، مش هاسيبك النهاردة
ثم وقعت عينيها على الممرضة ، وأشــارت نحوها وهي تهتف بصراخ هــــادر :
-بنت الـ *** دي هاتدلني عليك ، جيبوهالي من شعرها
انتفضت الممرضة السمراء في مكانها مذعورة ، وصرخت مصدومة :
-يا نصيبتي ، أنا ماليش دعـــوة !
ثم ركضت هـــاربة نحو الممر الداخلي ..
قررت فردوس أن تتحرك فوراً ، وألا تظل قابعة في مكانها ..
وبالفعل ركضت وهي تحني جسدها للأمـــام نحو الباب المؤدي للممر ..
ولكن لســـوء حظها ضربت رأسها بعصا غليظة من أحد الأشخــاص ، فصرخت متأوهة من الآلم ، وسقطت على الأرض غـــارقة في دمائها ومتكورة على نفسها ...
......................
نجح أحد الرجـــال بالإمســـاك بالممرضة السمراء ، وتم جرهـــا للخــارج حيث توجد المرأة الغاضبة بالإستقبال ..
ألقاها الرجل عند قدميها ، فصاحت الممرضة بخوف جلي :
-والله ما عملت حاجة ، أنا عبد المأمور ، أخري ألم فلوس الكشوفات
هدرت بها المرأة بصوت هائج :
-فين اللي مشغلك ؟
رفعت رأسها نحوها ، وتلعثمت بهلع وهي تجيبها :
-بـ.. بيبقى في مكتبه ، يـ ... يا في العمليات !
سألتها المرأة بصوت غليظ ومحتد :
-فينها العمليات الـ *** دي ؟
أجابتها الممرضة دون تردد وقد إرتجف جسدها :
-هناك ، أخــر الممر على إيدك اليمين !
........................................
عند مدخل الحارة الشعبية ،،،،
وصلت سيــــارة الحراسة الأخـــرى التي تقل ليان ووالدتها إلى مدخــل الحـــارة ، فترجلت الاثنتين منها ، وأسرعت تهاني ناحية الحراسة المرابطة أمـــام مدخل البناية ، وسألته بهلع :
-هو .. هو حصل ايه ؟
تسائلت ليـــان هي الأخــرى بقلق بعد أن وقفت إلى جوارها :
-فين أخويا ؟؟؟
رد عليها الحارس بنبرة رسمية :
-معندناش خبر لسه يا هانم
-يا بني رد عليا ، هو في ايه بالظبط ؟
أجابها الحارس بهدوء جــاد وهو يشير بيده :
-كل اللي أعرفه إنهم راحوا ناحية مستوصف قريب من هنا !
لطمت تهاني على صدرها وهي تشهق برعب :
-مستوصف ، يا ساتر يا رب !
نظرت ليان في إتجاهها ، وسألتها بإهتمام جلي :
-في ايه يا مامي ، انا مش فاهمة حاجة !!
أمسكت تهاني بقبضته ابنتها ، وأجابتها بخوف وهي تسحبها خلفها :
-تعالي بسرعة نلحق نشوف في ايه !
-استني يا ليان هانم ، احنا جايين معاكو !
قالها أحد رجـــال الحراســة وهو يسرع في خطواته ليلحق بهما ، ومن ثم لوح لرفاقه ليلحقوا به ...
.....................................
على مقربة من المستوصف الشعبي ،،،،
تأمل أوس بنظرات متأففة ذلك المكان الكريه الذي يتواجد به ذلك المستوصف ، وإنقبض قلبه فزعـــاً حينما وقعت عينيه على مدخل المستوصف ورأى المشاجرة المحتدمة بين عشرات الأشخــاص ..
صـــرخ أوس في أحد رجـــال حراسته قائلاً بصرامة وهو يشير بكفه :
-سلاحك بسرعة !
أشهر الحارس سلاحه الخاص من جرابه ، وسلمه إلى رب عمله دون تردد .. فركض الأخير بصورة جنونية نحو المدخل وهو لا يرى ســـوى وجـــــه تقى أمــــامه ...
...............................
بداخل غرفة العمليات ،،،،،
في نفس التوقيت ، جذب شــــامل تقى من قدميها نحوه ، ثم أبعدهما عن بعضهما البعض بعد أن تأكد من غيابها تماماً عن الوعي ، وأنها لم تعد مدركة لما يدور من حولها ...
حدق هو فيها بنظرات ماجنة ، وهمس بجموح :
-ساعة الحظ مع اللي زيك ماتتعوضش !
كـــان على وشك إزاحة عباءتها للكشف عن ساقيها وجسدها ، ولكنه توقف عن فعل هذا حينما سمع الطرقات العنيفة على باب الغرفة ..
إنخلع قلبه فجـــأة ، واضطربت أنفاسه بشدة ، فقد ظن أن والدتها قد جـــاءت لرؤيتها ..
لذا أرخى قبضتيه عنها ، و أسرع بربط سحاب بنطاله ، وإرتدى معطفه الطبي ، ودار حــول الفراش ليقف أمـــام رأس تقى ، ثم مرر ذراعيه أسفل كتفيها ، وسحبها من إبطيها للأمـــام .. وعدل من وضعيتها على الفراش ، ووضع على وجهها قناع الأكسجين الصناعي .. وجاهد ليضبط أنفاسه اللاهثة .. ثم أســـرع بفرد الملاءة عليها ..
أغمض عينيه لوهلة ، ومن ثَمَ تحرك بثبات نحو باب الغرفة ، ووضع القناع الطبي الأبيض على أنفه ، وصــاح مدعياً الغضب وهو يفتح الباب :
-ده اسمه تهريج ، في عمليات هنا وآآ...
توقف عن إتمام عبارته الأخيرة حينما وجـــد تلك المرأة أمامه ، فقطب جبينه مندهشاً ، وسألها بحدة :
-انتي مين وعاوزة ايه ؟
سألته بصوت متجهم للغاية ونظراتها القاتلة مسلطة عليه :
-انت شامل ؟
رمقها بنظرات ساخطة ، ورد عليها بصوت محتقن من أسلوبها الفظ معه :
-اسمي الدكتور شامل ، وآآ.... !
لم تمهله الفرصـــة للإكمال ، بل نبشت بأظافرها في وجهه ، وخدشته بشراسة وهي تصرخ فيه بجنون مهينة إياه :
-آآآه يا بن الـ **** يا نجس ، بنات الناس مش لقية تعمل فيهم مابدالك يا قذر يا *****
تفاجيء شامل من حركتها المباغتة ، فتأوه متألماً ، ودفعها بقبضته للخلف وهو يصيح بحدة :
-انتي متخلفة يا ولية إنتي !
ثم تحسس وجهه بحذر ، ورأى آثــار الدماء عالقة بأطراف أنامله ..
لمحت المرأة بطرف عينيها تلك الفتاة الغائبة عن الوعــي ، فضاقت عينيها بإحتقان ، وأدركت على الفور ما كان على وشك فعله معها ، لذا هدرت بصوت غاضب وهي تدير رأسها للخلف :
-تعالوا يا رجـــالة هنا بسرعة ، أنا لاقيت النجس الخسيس ، هاتهولي ابن الـ **** متكتف ومربعن برا
اتسعت عينيه بخــــوف عقب جملتها المهددة .. وابتلع ريقه ، وحاول البحث بعينيه عن مخرج للنجاة بنفسه قبل أن يقع تحت رحمتها ، ولكنه كان محاصراً ..
ولم يستطع الهروب فقد تمكن بعض الرجـــال من الإمســاك به ، وإنهالوا على رأســه وجسده بالضرب المبرح ، ثم سحلوه إلى خـــارج الغرفة ....
وقفت المرأة على العتبة ترمقه بنظرات ساخطة ، ثم بصقت فوقه بإشمئزاز جلي ، ومن ثم عـــاودت النظر إلى تلك المغيبة ..
وســارت نحوها لتتفقدها .. ولكنها تسمرت في مكانها مذعـــورة حينما سمعت صوت طلقات نــــارية تأتي من الخـــارج ، فأدارت رأسها نحو الباب ، و ...............................