الجزء 18

عادت هدى لغرفتها وهى تكاد لا تصدق خروجها مما كانت فيه ، لم تعلم كيف تتصرف ، فإن ضاعت ، ضاع معها والدتها واخواتها ، كان يجب أن توافق ، بكل الأحوال ، الطفل سيكون ابنهم ، من دمهم ، سيحافظون عليه بكل قوتهم ومالهم وسلطتهم ، 
وبعد ذلك ستجد حلا ما ليربطها بابنها مع الوقت .

أما خالد ، فقد طلب منه والده أن يذهب لغرفته ، وأن يصلح علاقته بليان بسبب غضبها من سفره فجأة هكذا ،. وطلب منه أيضا أن لا يخبرها بما تم مع هدى ، وأن سألت فيخبرها انه وافق ولكنهم لم يجدوا الحاضنة بعد ، 

رغم مفاجأة خالد بعلم ليان عن الأمر ، لكنه وافق ، فيكفيه أنها لا تعلم ما حدث مع هدى ، 

ليان تشبه والده كثيرا ، تتحول إلى إنسان بقلب متحجر يفعل تى شئ مهما كان سيئ من أجل مصلحته .

خرج من غرفة والده ، لكنه لم يصعد لغرفته ، بل أراد رؤية هدى ، أراد أن يخبرها انه ليس له يد فيما حدث ، بل لم يكن يعلم من الأساس ، 

كانت تتحدث مع والدتها فى التيليفون ، فلم تتحدث معها منذ 5 ايام ، وقد كانت قتلت قلقا عليها وهى أيضا ، أرادت الاطمئنان عليهم جميعا،
 


... والله انا كويسة ،، انتى ليه مصممة بس أن فيا حاجة ،، الحمد لله ،، خبر حلو ،، قوللى والنبى حاسة أنى بقالى كتير اوى مفرحتش ،، هيام ،، والله ،، مين ،،، بتهرجى ،، عصام ،، الحمد لله ،، انا شكل هبدأ أطمن عليها ،، عصام كويس وابن حلال ياماما ، وعايش هو و أبوه لوحدهم ، يعنى الظروف كويسة ،، طيب ياماما ،، يوم كدة ولا حاجة وهبقى اكلمه انا ،، انا معايا حسابه على الفيس ،، والله ،، حاول يكلمنى ،، انا بقالى كام يوم قافلة الفيس ياماما ،، هبقى افتح واشوف، ، ماشى ياماما ، سلميلى على البنات لحد ما اكلمهم ،، سلام ،، محمد رسول الله ..... 

...أخبارهم ايه ...

... مالك ومالهم ، خليك فى اللى انت فيه ، كنت عايز حاجة ، مش خلاص خلصنا اتفاقنا. ..

... انا والله ما كنت أعرف أى حاجة عن الموضوع ده ياهدى ...

...عارفة ...

...عارفة ! عارفة أذاى ؟ 

...بعقلى ، عرفت بعقلى ياخالد ، بس ده ميعفكش من المسؤولية فى كل ده ...

...مش فاهم ...

...أنت الشخص الوحيد اللى كان ممكن يمنع كل ده ...

...كنت خايف عليكى ، كان لازم أوافق عشان يخرجك. ..

...موافقتى انا هى اللى خرجتنى ، رفضك انت هو اللى كان هيحل الموضوع ده ...

...مكانش هيسيبنى أو هسيبك. ..

...خلاص ، انتهينا ، هنفذ اللى انتوا عايزينه منى واغور من هنا ، بس عندى طلب وحيد منك .. 

قالتها هدى وقد لمعت عينيها من الدموع 

...اللى انتى عايزاه هنفذه ...

...حافظ عليه ، واحميه ، وربيه كويس ، ليان عمرها ما هتكون أم ليه ، يمكن على الورق بس ، يعنى مش هيفضله غيرك انت وبس ... 

الغريب أن عينه هو الأخر امتلئت بالدموع 

...عارف ، اوعدك أنى هحافظ عليه ..

تنهدت هدى بعد وعده هذا ، استدارت واعطته ظهرها وهى تقول 

... شكرا ، بعد اذنك بقى ، محتاجة أخد حمام وانام ، كفاية اللى شفته فى السجن ...

انسحب بهدوء وأغلق الباب خلفه ، فهو يعطيها كامل العزر فى رد فعلها مهما كان ، يكفيه الأن أنها تعلم أنه لم يكن يعلم بما حدث لها ، ولم يكن على اتفاق مع والده على ذلك . 

*



من جانب آخر جلس الأمير فى غرفته وحده وأمامها فنجان قهوته، ويفكر كيف سيقوم بكل هذا ، لينفذ الجميع ما يريد ، كيف سيرتب للأمر ، 

هل يزوج هدى لخالد أولا ليتم المعاشرة بينهما ، بعدها يوهم ليان بإجراء العملية ، وزرع البويضة فى رحم هدى ، فقد كانت نيته أن لا يخبر ليان بأمر زواج خالد من هدى ، فلن توافق وستقف للموضوع، أما أن اتمه وعلمت هى بعد ذلك ستغضب وستخبر الجميع ، وسوف تغصب عائلتها وهو لا يريد ذلك ، على الأقل الآن ، 

إذن هذا هو الحل ، عقد ملكة خالد وهدى أولا ، وبعد أن يحدث الحمل ، يوهم ليان بأنه سيتم عمل العملية ، وستذهب للمستشفى بالفعل ، ويتم سحب البويضة منها لتصدق الموضوع ، بعدها تخبر الجميع بأنها حامل ، ثم تسافر للخارج حتى الولادة ، أما هدى تنتقل لمنزل آخر حتى موعد الوضع ، فعندما يظهر حملها ، سيسأل الجميع من أين هذا ،

ابتسم وارتشف من قهوته ، بعدما تجمعت كل خيوط خطته فى عقله ، 
أخيرا سيكون لديه حفيد بإسمه، يرثه ويرث أبنائه ، ولن تصل ثروته لأى من أبناء العائلة، 

 


تغيرت هدى تماما وتغيرت اهتماماتها ، حتى أنها لم تعد تهتم بمتابعة أدوية الأمير ، فلم تعد قادرة حتى على رؤية وجهه ، ترفض الطعام معظم الأوقات ، تعيش على المنبهات ، و لا تخرج من غرفتها نهائيا ، لولو توصية خالد لذينب بالعناية بها ، لحدثت لها أشياء لا تحمد عقباها من رفضها الاهتمام بنفسها. 

.... ما دخلتى غرفتى من أيام ، قلت اجيلك انا ..

انتفضت على هذه الجملة الصادرة من الأمير ، التفتت ، وجدته يقف أمامها بكامل عنفوانه ، وكأن عمره قد نقص عشر سنوات ، 

... فى حاجة تانية ، انا وافقت خلاص ...

...وأجيت أبلغك بموعد ملكتك ياعروس. ..

...يعنى إيه ملكتى. ..

...كتب كتابك ياهدى ...

...على طول كدة ...

... بعد يومين ، يكون خالد أنهى كل اشغاله ، منشان يفضل هنا وقت لحين يحدث حمل ...

ارخت هدى عينيها للأرض من تلميحه ، ثم قالت 

...أنا جاهزة فى اى وقت ...

...انشالله على خير ، وما تزعلى منى ياهدى ، انتى غالية عندى ، لكن حفيدى أغلى من الدنيا. ..

 


تم كل شئ كما أراد الأمير تماما ، وبدأت خطته فى التنفيذ لكن مع فارق بسيط ، هو قرار خالد بانتقال هدى لشقته الخاصة فى الرياض ، وليس بعد حدوث الحمل ، ووافق الأمير على ذلك ،فهو على يقين أنها تحتاج لبعض الراحة النفسية بعد ما فعله بها ،
تحتاج هذه الراحة لتأكل وتهتم بنفسها حتى يتم الحمل ويتم الحفاظ عليه ، بدون اى مشاكل متعلقة به

يتبع 



إعدادات القراءة


لون الخلفية