بعد مرور 7 سنوات ............
..... خالد ، خالد ، تعالى هنا ، إحنا مبقاش ورانا غير اللعب ، مش فى home wark المفروض هتخلصه ، لو مخلصش، مش هتيجى معايا عند تيته ....
... بكرة وبعده كمان إجازة يامامى ، وهنروح فرح خالتو هدير بكرة ، هبقى أكتبه أما يخلص الفرح ...
...أنا قلت كلمة واحدة ياخالد ، لو مخلصتوش دلوقتى ، مش هتيجى معايا ، خليك مع بابى بقى ...
...لا لا لا ، هكتبه ، انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي ...
...هو راجل محترم وكبير زييك كدة ، فى kg2 , يخاف من القاعدة لوحده. ..
...مليش دعوة ، مش عايز اقعد مع بابى ، عايزة اروح معاكى عند تيته ،، والنبى يامامى ، عشان خاطرى ...
... طيب يلا يالمض ، هات شنطتك ، عشان نشوف اخدت ايه انهارضة ...
...حاضر. ..
وقفت هدى بعدما ظهرت علامات الغضب على وجهها ، فقد أصبحت الحياة مع هذا الرجل لا تطاق ، فاقد للمسؤولية تجاه ابنه ، والحب والاحترام مع زوجته ، رجل لم ينسى له ابنه حبسه له لمدة أربع ساعات كاملة ، وحده فى غرفته ، لمجرد أنه أراد أن يذهب لموعد مفاجئ ، ولم ينساها الطفل ، رغم مرور أكثر من عام عليها ،
...مامى ، مامى ، عمال بنادى عليكى ومش بتردى ...
...معلش ياحبيبى، كنت سرحانة ، ..
...أنتى بتبقى سرحانة كتير اصلا ...
...بس ياد انت ، وهات الشنطة اللى فى ايدك دى ...
...اتفضلى ياستى ...
********************
أصبحت هدى سيدة من سيدات المجتمع الراقى ، بعدما تزوجت من المهندس عمر عبد الفتاح ، صاحب أكبر مكتب هندسى فى القاهرة ، أو على الأقل هو الآن هكذا ، ولم يكن كذلك عندما تزوج من هدى ، لكنه استطاع فى فترة وجيزة تنمية اسمه واسم مكتبه لهذه الدرجة ، وليس بفضل مهاراته كمهندس أو إدارى ناجح ، إنما بطرق أخرى لا تمت للأخلاق بصلة ، فهو انسان انتهازى وصولى ومنافق ، ليس لديه أى مانع لأى شئ ليصل لما يريد ، حتى وإن كان التقرب من نساء ستكون مفتاحه لما يريد ، زوجة فلان ، أخت فلان ، ابنة فلان ، حتى وإن كانت أم فلان ،
أما فضل النجاح الهندسى فهو لشريكه حسام رفعت ، وهو زوج منى صاحبة هدى ، وكان هذا هو سبب التعارف ، فقد رأاها فى حفل زواج منى من حسام ، ولم يبتعد عنها وقتها حتى تزوجها .
حسام مهندس معمارى ناجح جدا ، شريك لعمر بنسبة 30 % فقط ، مهمته هى إدارة المكتب الهندسية والفنية ، هو وجروب المهندسين العاملين معه ، أما طريقة الحصول على العمل نفسه فهى مهمة عمر .
وأخلاق عمر هى نقطة الخلاف الأساسية مع هدى ، فهى لم ولن تقبله عل حاله هذا ، لكنها لم تكتشف ذلك الا بعد سنين من اتمام الزواج .، ولم تعد تتحمل ذلك ، إهمال كامل لها ولابنه ، ليس فى حياته إلا العمل وكيفية الحصول على عقد جديد لمكتبه ، وكل نقاش أو بمعنى أصح شجار بينهم ، ليس لديه غير اسطوانة واحدة تتكرر كل مرة ،
...أنتى عايزة ايه دلوقتى ، احسن لبس وأحسن أكل ، واللى بتطلبيه بيجيلك ومصاريف زى ما انتى عايزة ، وابنك فى احسن مدارس ، حتى رافضة انك تخلفى مرة تانية ومش عارف ليه ،، خلاص ، سيبينى بقى اشوف مستقبلى وحياتى ، ولا اقعد جمبك ....
...واخلف تانى ليه ، بطريقتك دى ، أشك أن احنا هنكمل مع بعض اصلا ..
...والله ، عايزة تطلقى ، وهتقولى بوالدتك ايه أن شاء الله ...
هذه نقطة ضعف هدى ،،والدتها ،، ودائما ما يستخدم ذلك لاسكاتها ،
فقد أصبحت امرأة ستينية مريضة ، لم تعد تتحمل الصدمات ويكفيها حال هايدى ، المطلقة منذ سنة ، لن تتحمل صدمة طلاق هدى هى الأخرى ، خاصة أن لها سابقة طلاق أولى ، وبالطبع لا يعلم أحد عن زواجها وطلاقها الثانى ، غير صديقتها منى ،
***************************
توقفت السيارة أمام منزل والدتها ، وارتجلت منها هى وابنها ، اتجه خالد لأولاد خالته الذين وجدهم يلعبون فى الحديقة ،
اتجهت هدى لداخل المنزل ، قابلتها هدير مسرعة
...ايه التأخير ده كله ياهدى ، انا مستنياكى من بدرى ...
..،ايه يابنتى ، اتهدى شوية ...
...الفستان ، تعالى شوفى آخر بروفة للفستان. ..
...احنا موارناش غير الفستان ياهدير ... كان هذا صوت والدتها من اتجاه المطبخ.
..إيه ياماما ، مش انا العروسة ...
...عرسة تقرض ودانك ، أمشى يابت على فوق ، ناميلك شوية عشان تبقى فايقة بليل ...
..يووووه ، هو انا مفيش ورايا غير النوم ...
قالت هدى ...هدير ، انا مش هشوف الفستان ، بس لو طلع فيه أى حاجة عريانة ، والله ما هخليكى تلبسيه ، أصل انا عارفاكى ، فاهمة ...
...فاهمة ياستى ، هو ده اللى انا باخده منكم. ..
ثم اتجهت صاعدة السلم ، استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ
...تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها. .
...حاجات ايه ...
..الأكل يابنتى ، آمال هنأكل الناس ايه ؟
...ناس مين اللى هنأكلهم ياماما ، الحنة مفيهاش أكل ، والفرح هيبقى فى قاعة كبيرة ...
...يعنى إيه ، مش هنطبخ. ..
... هنطبخ لمين ، اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين ، هتطبخى وترميه بعد كدة ...
...أنا قلتلها كدة ، مصدقتنيش، قلت انتى هتعرفى تقنعيها. ..
كانت هذه هايدى ،
...والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى ...
...اركنيها أو خزنيها ياماما، مش قضية ...
...والله انتوا عيال تسد النفس ، جتكوا القرف ..
واتجهت الحاجة هدية للمطبخ ، أما هدى وهدير وقفوا يتسامروا
..أمال جوزك فين ، مش هييجى ولا ايه ؟
...وهو من امتى جه ، قال يااختى ، فى صفقة جديدة بيشتغل عليها ، بيقول أنها هتنقله نقلة تانية...
...ههههههههه ، كل مرة بيقول كدة ..
...فعلا ، بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية ، طول الوقت برة ، وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب ...
..ربنا معاه ...
...ههههههههه ، تفتكرى ، باللى هو بيعمله ده ..
..على رأيك ، المهم أمه بعيد عنك ، انتى قلتى طول ماهو مشغول ، انتى مرتاحة ...
..،على رأيك ، سيبينا من الموضوع ده ، تعالى نرخم على البت هدير ...
...يلا ...
*********************
مرت ليلة الحنة بسلام ، والفرحة تغمر الجميع ،
تانى يوم ، يوم الزفاف، اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور ،
...صعب ياهدى ، مش هقدر اسيب الحفلة هنا ...
...يعنى إيه مش هتقدر ده فرح اختى ياعمر ..
...ماشى ياستى مش معترض ،احضرى براحتك ، وأنا هبقى اعتزر لحماتى ، وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة ، المهم ، فى طلب مهم جدا ...
...ملكش طلبات عندى ، انت مبتعملش اللى انا عايزاه ، يبقى مش هعملك اللى انت عايزه ...
...لا ياماما ، الموضوع ده مفيهوش مناقشة ، ولا عشان بكلمك بأدب ، اسمعى ، كلام نهائى ، هفوت عليكى الساعة 12 كدة ، وانتى بفستانك زى ما انتى ، هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم ...
...حفلة ايه ، انت بتستهبل ، اسيب اختى فى فرحها واروح معاك حفلة ...
...أيوة هتيجى ، وبعدين يعنى ، هى من غيرك مش هتدخل ، ريحى دماغك ، وبعدين بقولك الساعة 12 ، يعنى الفرح هيكون قرب يخلص ، الحفلة هنا هتبدأ 11 ، يلا سلام ، الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة ، عشان مش عايز ادخل ، وعايز فستان حلو ورقيق كدة ...
مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه ، فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور ، وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته ، يعنى مجرد الظهور بصفتها زوجته ، إهانة علنية لنفسها ،
خرجت متأففة فى موعده كما طلب ، حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى ، كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى شيفون تكسوه ، كان يحدد جمال جسدها ولياقته بوضوح ، وطرحة بيج شيفون قصيرة بتلبيسة بلون الفستان .
وفى السيارة ، قال لها
...مش عايز انبهك ياهدى ، الحفلة دى مهمة جدا بالنسبالى ...
...ومن امتى بتاخدنى حفلات معاك اصلا ، مش كنت دايما بتقول أنى مش وش الحفلات دى ...
...من الحفلة اللى فاتت وهم بيسألوا عليكى ...
...وهم يعرفونى ....
...لا ، بس كفاية انك مراتى ، وكل واحد فى الحفلة مع مراته. ..
...أه ، سد خانة وخلاص يعنى ...
...بالظبط ، بس حاولى تتصرفى برقى شوية ...
...ده على أساس أنى فالجر يعنى ...
...مقولتش كدة ، بس أوقات بتبقى صراحتك بوقاحة شوية ، وأنا مش عايز كدة ...
...والله ، وحفلتك دى ليه ، أبسط الأمور اعرف سبب الحفلة ...
...دى ياستى ، المسمى العام بتاعها حفلة تعارف ، بس الحقيقة ، المطبخ الخاص لكل الصفقات اللى بتتم ، وكمان الحفلة دى هيكون فيها أكبر مؤسسى المعمار فى البلد ، وهيحضرها كل المشاركين العرب فى المشاريع دى ...
... وانت عايز يكون ليك نصيب من الصفقات دى ..
...وحياتك ما هيهدالى بال إلا لما أخد أهم وأكبر صفقة فيهم ، لازم تكون ليا ولمكتبى بأى شكل ...
...أه ، فهمت ...
وصلا للحفلة ، بدأ بالسلام على كل من يعرفهم وتقديم زوجته لهم ، كانت متحفظة تماما فى السلام والكلام مع الناس ، لكن لمجرد أنها وجه جديد فقد لفتت أنظار معظم رجال الحفلة لها والسيدات أيضا ، وأهم الأسباب أنها قليلة الكلام بل تكاد تكون لا تتحدث أكثر من السلام فقط ، فهذه ليست بيئتها ولا تريدها.
الملاحظ انه يوجد فئة معينة من الحاضرين ، عدد لا بأس به منهم ، لا يقترب منهم الكثير ، يحوطهم البودى جارد من كل مكان ، حتى زوجها ، كانت عينيه عليهم ، يريد الاقتراب بأى شكل ، لكن لابد من وجود سبب،
..هم مين دول ؟
... دول الهدف ، دول اللى الصفقة اللى انا هموت عليها بتتم بينهم دلوقتى ، الجروب ده كله يبقوا أكبر وأهم مؤسسى المعمار فى مصر والدول العربية ، عارفة ياهدى ، لو اسم مكتبى دخل فى صفقة واحدة معاهم ، هبقى ركبت الريح ، ورجلى مش هتتحط على الأرض تانى ..
...طب فوق بقى لتقع بجد ...
...أنتى على طول قافلة كدة ..
...ملكش دعوة بيا ، وشوف اللى بتشاورلك هناك دى ...
...أه ، دى رقية الصواف ، طبعا تسمعى عنها ، ثانية هسلم عليها وارجعلك ...
وتركها وذهب ، تمتمت هدر بقولها
...الهى ما يرجعك ، تموت انت وهى فى لحظة واحدة ...
انسحبت هدى بهدوء ، حاولت الابتعاد قدر الإمكان عن الجموع والزحمة ، اتجهت لركن خاص لا يوجد فيه الكثير ، كان يبدوا كشرفة على طول الحائط تطل على النيل ، وقفت أمامه ، تنهدت بحزن على الحال الذى وصلت له مع زوجها ،
...هدى ...
نداء باسمها من صوت مألوف صدر عن شخص يقف خلفها .
التفتت هدى ، واتسعت عينيها من المفاجأة .
.....معقول ....
يتبع