الأميرة ونجمة الجبين

في تطبيق وموقع "نوفباد: مكتبة القصص العالمية"، نقدم لكم قصة "الأميرة والصمت"، وهي قصة خيالية تأخذنا إلى عالم من الأساطير والتحديات. تسلط القصة الضوء على قوة الإرادة والتفاني العائلي، وتعلمنا أن الحب والوفاء يمكن أن يتغلبا على أصعب المحن.

قصة الأميرة ونجمة الجبين :

في زمن بعيد، في مملكة مزدهرة، كان هناك ملك وملكة يعيشان في سعادة ووفاق، وكان لديهما اثنا عشر ولدًا. كانوا أمراءً وسيمين وشجعانًا، يتدربون يوميًا على الفروسية والصيد، وكانوا مصدر فخر لوالديهم. ولكن في يوم من الأيام، تلقت المملكة نبأً غريبًا من أحد العرافين الذي تنبأ بأن الملكة ستنجب طفلًا ثالث عشر، وإذا كانت الطفلة القادمة أنثى، فإنها ستتسبب بموت إخوتها وستصبح المملكة ملكًا لها وحدها.

أصيب الملك بالحزن والخوف من تلك النبوءة، فبدأ بتجهيز اثني عشر تابوتًا من الخشب، ووضع في كل منها نشارة الخشب، وأمر بإخفائها في غرفة سرية داخل القصر. لم يخبر أحدًا عن خطته سوى الملكة، وطلب منها أن تظل صامتة حول هذا الأمر. لكن الملكة الحزينة لم تستطع كتمان سرها عن ابنها الأصغر، بينيامين، الذي كان دائمًا مقربًا منها.

لاحظ بينيامين حزن والدته فسألها عن سبب صمتها ودموعها المتكررة. وعندما أخبرته الأم بسر التوابيت والنبوءة، صُدم بينيامين وأدرك خطورة الموقف. قرر بينيامين التصرف بسرعة لحماية نفسه وإخوته، فقال لأمه: "لا تقلقي يا أماه، سنهرب إلى الغابة وننتظر هناك حتى نعرف ما سيحدث."

ذهبت الملكة مع بينيامين إلى الغابة وأخبرت أبناءها بأنهم يجب أن يختبئوا هناك. وأعطتهم إشارة: إذا وُلد طفل ذكر، سيرفع الملك علمًا أبيض فوق القلعة، مما يعني أنه يمكنهم العودة. أما إذا كان المولود أنثى، فسيُرفع علم أحمر وعندها عليهم الهروب بعيدًا وعدم العودة أبدًا.

استقر الإخوة في الغابة، بنوا لهم كوخًا صغيرًا وعاشوا معًا بسلام. كانوا يتناوبون كل يوم لمراقبة القلعة، حتى جاء دور بينيامين في اليوم الثاني عشر. عندها رأى العلم الأحمر يرفرف على برج القلعة، فأدرك أن أخته قد وُلدت، وعليهم الهروب.

غضب الإخوة غضبًا شديدًا وقرروا الانتقام من أي فتاة يرونها، معتقدين أنها السبب في مصيرهم القاسي. ابتعدوا عن القلعة وتعمقوا في الغابة حتى وجدوا منزلًا مهجورًا. قرروا العيش فيه، وكان بينيامين يبقى في المنزل لطهي الطعام بينما يذهب إخوته للصيد.

مرت عشر سنوات، والأمراء يعيشون معًا في الغابة، يصيدون الحيوانات ويعيشون في سلام. في تلك الأثناء، كبرت الطفلة الصغيرة التي وُلدت في القلعة وأصبحت أميرة جميلة ذات قلب طيب ووجه مضيء ونجمة ذهبية تزين جبينها. كانت الأميرة محبوبة من الجميع، لكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك شيئًا مفقودًا في حياتها.

ذات يوم، وبينما كانت تتجول في أروقة القصر، عثرت الأميرة على غرفة مغلقة لم ترها من قبل. فتحت الباب بفضول، ووجدت داخلها اثني عشر قميصًا صغيرًا. تعجبت الأميرة وسألت والدتها الملكة عنهم. اضطرت الملكة أخيرًا لكشف السر المؤلم وأخبرتها عن إخوتها الذين اختفوا قبل سنوات بسبب النبوءة.

تأثرت الأميرة بشدة وقررت أن تذهب للبحث عن إخوتها مهما كلفها الأمر. ارتدت الأميرة القمصان الاثني عشر وحزمت أمتعتها وذهبت إلى الغابة. سارت طويلًا حتى وصلت إلى كوخ جميل في قلب الغابة، وطرقت الباب.

فتح لها الباب صبي صغير، كان بينيامين. سألها عن هويتها وسبب وجودها في الغابة، فأجابت بحزن: "أنا الأميرة الصغيرة، جئت أبحث عن إخوتي الاثني عشر ولن أتوقف حتى أجدهم." عندما رأى بينيامين القمصان، أدرك أنها أخته الصغرى. احتضنها وقال: "أخيرًا وجدتكِ يا أختي! لكن عليك أن تختبئي لأن إخوتي غاضبون ويريدون الانتقام من أي فتاة يرونها."

اختبأت الأميرة تحت الحوض بينما ذهب بينيامين لإخبار إخوته عن قدوم أختهم. عندما عاد الإخوة مساءً، أخبرهم بينيامين عن الأميرة وطلب منهم وعدًا بعدم إيذائها. وافق الإخوة، وعندما ظهرت الأميرة أمامهم، فرحوا برؤيتها واحتضنوها بشدة.

أصبح الجميع يعيشون معًا في سعادة. في أحد الأيام، قررت الأميرة أن تفاجئ إخوتها وتقطف اثنتي عشرة زهرة جميلة من الحديقة لتقديمها لهم. لكنها لم تكن تعلم أن هذه الأزهار كانت مسحورة. بمجرد أن قطفَت الأزهار، تحولت إلى طيور ورافة، وطاروا بعيدًا.

أصبحت الأميرة وحيدة وحزينة. وفي تلك اللحظة، ظهرت امرأة عجوز وسألتها عن سبب حزنها. عندما أخبرتها الأميرة بالقصة، قالت العجوز: "هناك طريقة واحدة لاستعادة إخوتك، لكن الأمر صعب. عليكِ أن تظلي صامتة لمدة سبع سنوات دون أن تنطقي بكلمة واحدة أو تضحكي، وإذا فعلتِ، سيموت إخوتك فورًا."

قبلت الأميرة التحدي وقررت أن تلتزم بالصمت. عاشت في شجرة عالية تأكل من ثمارها وتنام بين أغصانها، حتى مر الملك الشاب من تلك الغابة ووجدها. انجذب الملك بجمالها الفريد وطلب منها النزول. لكنها بقيت صامتة، فأخذها الملك إلى قصره وتزوجها رغم صمتها.

عاش الملك والأميرة في سعادة، لكن زوجة أبيه الشريرة بدأت تبث السموم في أذنه، مما جعله يشك في أن زوجته ساحرة. اقتنع الملك في النهاية وأمر بحرقها، لكن قبل لحظات من تنفيذ الحكم، انتهت السنوات السبع. عاد الإخوة الاثنا عشر وتحولوا إلى بشر مجددًا، وأنقذوا أختهم من النار.

فرح الملك ببراءة الأميرة وعاقب زوجة أبيه الشريرة، وعاش الجميع في سعادة وهناء. واحتفظ الملك والأميرة بوفاءٍ دائمٍ لإخوتها الذين تحملوا الكثير من أجل الحب والوئام.

خاتمة قصة الأميرة ونجمة الجبين: 

في تطبيق وموقع  "نوفباد: مكتبة القصص العالمية"، تُعلّمنا قصة "الأميرة والصمت" أن الصبر والتفاني يمكن أن يتغلبا على أعظم التحديات. تذكرنا القصة بأن المحبة والوفاء العائلي يمكن أن تجلب السلام والفرح حتى في أحلك الأوقات.



إعدادات القراءة


لون الخلفية