ست الحسن وخاتم سليمان

كان يا مكان، في سالف العصر والأوان، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه أفضل الصلاة والسلام.

كان هناك غراب يعيش في الغابة وكان يقضي يومه في الطيران بحثًا عن الطعام. في أحد الأيام، بينما كان يطير فوق الجبل، لمح شالًا حريريًا أحمر بين الصخور. اقترب الغراب منه ليرى ما بداخله، فوجد طفلة صغيرة فائقة الجمال مكتوب على يدها "ست الحسن". قرر الغراب أن يأخذ الطفلة ويربيها، فحملها بمنقاره وطار بها حتى وصل إلى شجرة كبيرة في وسط الغابة ووضعها هناك. ومنذ ذلك اليوم، بدأ الغراب يعتني بها، وكان يجلب لها الحليب كل يوم من السوق. كبرت الطفلة وأصبحت أجمل فتاة في الغابة.


في يوم من الأيام، كان الأمير ابن السلطان يسقي حصانه من بئر قريب من الشجرة. فجأة، لاحظ الحصان يتحرك بعصبية، فرفع الأمير رأسه ونظر إلى الأعلى ليرى فتاة جميلة تطل عليه من بين أوراق الشجرة. سألها الأمير بدهشة: "هل أنت إنسية أم حورية نزلت من الجنة؟" فأجابته الفتاة: "أنا ست الحسن والجمال." تأثر الأمير بجمالها الفائق وطلب منها الزواج، فوافقت على الفور. أخذها الأمير إلى القصر، وقدمها لوالده السلطان وزوجة أبيه. عاش الأمير وست الحسن في سعادة كبيرة في القصر.


ولكن، لم تدم السعادة طويلًا، حيث مات السلطان في إحدى الحروب، وذهب الأمير ليقود الجيش تاركًا ست الحسن في القصر مع زوجة أبيه الشريرة. حقدت زوجة الأب على ست الحسن وقررت التخلص منها، فحبستها في غرفة ومنعت عنها الطعام. وفي يوم، شعرت ست الحسن بجوع شديد فتوسلت إلى زوجة الأب للحصول على لقمة خبز. ولكن المرأة الشريرة اشترطت أن تعطيها عينًا مقابل رغيف، ووافقت ست الحسن على مضض. وبهذه الطريقة، استمرت زوجة الأب في أخذ أجزاء من جمال ست الحسن حتى لم يبق منها سوى العظام، ثم رمتها من النافذة.


سقطت ست الحسن على خاتم غريب كان مدفونًا في الأرض، وفجأة خرج منه جني قوي وقال لها: "شبيكي لبيكي، عبدك بين إيديكي، اطلبي ما شئت." طلبت ست الحسن أن يعيد إليها جمالها ويمنحها قصرًا كبيرًا مليئًا بكل أنواع الفاكهة. نفذ الجني طلباتها على الفور، وبنى لها قصرًا فخمًا أمام قصر السلطان في يوم وليلة.


مرت الأيام وعاد الأمير منتصرًا من الحرب. فرحت زوجة أبيه بخبر عودته وتنكرت في شكل ست الحسن، مدعية أنها حامل وستنجب له ولي العهد. وطلبت منه فاكهة معينة لم تكن موجودة في هذا الموسم. أرسل الأمير أحد الحراس إلى القصر المسحور ليطلب الفاكهة، ولكن الحارس عاد وقد فقد صوته تمامًا. تكرر الأمر مع حارسين آخرين.


قرر الأمير الذهاب بنفسه إلى القصر المسحور، وعندما طلب الفاكهة، ردت عليه ست الحسن من داخل القصر: "أنا العليلة وأنت الدواء." تعرف الأمير على الصوت ودخل القصر ليجد ست الحسن في انتظارها. حكت له كل ما حدث وأخبرته بخيانة زوجة أبيه.

عاد الأمير إلى قصره وأمر بجمع الحطب في ساحة المدينة وأشعل نارًا كبيرة، ورمى فيها زوجة أبيه الشريرة. ثم عاش الأمير وست الحسن في سعادة وهناء، ورزقا بأطفال ملأوا حياتهم فرحًا.

وتوتة توتة، خلصت الحدوتة، حلوة ولا ملتوتة؟



إعدادات القراءة


لون الخلفية