رحلة ريمي: البحث عن العائلة الحقيقية

في قرية هادئة تحيط بها الأشجار والمروج، عاشت طفلة جميلة تدعى ريمي. كانت تبلغ من العمر عشرة أعوام وتعيش مع أمها وأختها الصغيرة نانا. كانت القرية مليئة بالناس الطيبين، وكان الجميع يحب ريمي لروحها الطيبة وابتسامتها الجميلة. كانت ريمي تساعد والدتها كل يوم في حلب البقرة التي كانت مصدر رزقهم الوحيد، حيث يبيعون الحليب في سوق القرية.

في يوم من الأيام، أعلنت القرية عن إقامة مسابقة غناء. وكانت ريمي تمتلك صوتًا عذبًا وجميلًا، لذا قررت المشاركة في المسابقة. كانت الجائزة عبارة عن ثلاثة أطباق مزخرفة بشكل رائع، وهو ما أثار حماس ريمي للفوز.


وفي يوم المسابقة، استيقظت ريمي مبكرًا واستعدت للمشاركة. في نفس الوقت، طرق باب منزلهم رجل غريب وطلب من والدة ريمي أن تعطيه البقرة كتعويض عن دين كان على والد ريمي. رفضت الأم في البداية، ولكن الرجل أخذ البقرة بالقوة، تاركًا الأم في حالة من العجز والدموع.

بينما كانت ريمي تؤدي أغنيتها أمام الجمهور بكلمات مليئة بالحب والحنان لأمها، كان قلبها مليئًا بالفرح. غنت ريمي بحماس: "أنتي الأمان، أنتي الحنان، من تحت قدميك لنا الجنان..." وبعد أن انتهت من الأغنية، هلل الجمهور وصفقوا لها بشدة، وفازت ريمي بالجائزة. ولكن فرحتها لم تدم طويلاً، فقد عادت إلى المنزل لتجد أن البقرة قد سُلبت وأن مصدر رزقهم الوحيد قد ذهب.

عادت ريمي إلى المنزل حزينة ومكسورة القلب، لكنها حاولت أن تواسي أمها وأختها الصغيرة. ولكن الأحداث المأساوية لم تنتهِ هنا، فقد دخل والد ريمي المنزل بغضب وأعلن أنه ليس والدها الحقيقي، وأنه لن يتكفل بها بعد الآن. ومن شدة قسوته، قام ببيع ريمي لرجل شرير لتعمل خادمة عنده.

في هذه اللحظة، تدخل العم بيتالس، الجار الطيب الذي كان يمتلك فرقة جوالة من الكلاب والقردة. عندما علم بالخطر الذي يحيط بريمي، قرر أن يضمها إلى فرقته. بدأت ريمي رحلتها مع العم بيتالس، متنقلة بين القرى والمدن، تتعلم القراءة والكتابة وتكتشف العالم من حولها. كانت تلك الأيام مليئة بالسعادة والتجارب الجديدة.

ولكن سرعان ما تغيرت الأمور، فقد اتُهم العم بيتالس ظلمًا بإشعال الحرائق في القرى التي يزورها، وتم القبض عليه. فزعت ريمي وفقدت وعيها من شدة الخوف، واستيقظت لتجد نفسها في قصر كبير وفخم بجانب سيدة لطيفة تدعى السيدة ميلكن، التي فقدت ابنتها منذ سنوات عديدة بعد أن اختطفها لصوص.

أخذت السيدة ميلكن ريمي تحت جناحها واعتبرتها كابنتها، وعاشت ريمي أيامًا جميلة معها. ولكن سرعان ما خرج العم بيتالس من السجن بعدما ثبتت براءته، وعادت ريمي للسفر معه. في إحدى الرحلات، أصيب القرد بكسور وأشار عليهم الطبيب بضرورة الذهاب إلى قرية تقع خلف جبل مليء بالذئاب المفترسة للحصول على الدواء. واجهوا الذئاب، ودافعت الكلاب عنهم حتى مات اثنان منهم.

وصلوا إلى القرية وعالجوا القرد، لكن العم بيتالس اشتد عليه المرض وتوفي. كانت كلماته الأخيرة لريمي أن تجد رجلًا يدعى كاسبر. بحثت ريمي حتى وجدت حفيد كاسبر، لكنه كان رجلاً شريرًا يستغل الأطفال الأيتام للعمل لصالحه.

في هذه الأثناء، اكتشفت السيدة ميلكن أن ريمي هي ابنتها الحقيقية التي فقدتها منذ سنوات. وكّلت محاميًا للبحث عنها، وعندما علم حفيد كاسبر بذلك، قرر احتجاز ريمي للحصول على فدية. لكن المحامي نجح في العثور على ريمي وإنقاذها.

عادت ريمي إلى والدتها الحقيقية، وطلبت منها أن تكفل جميع الأطفال الأيتام الذين كانوا يعملون لدى حفيد كاسبر. وعاشوا جميعًا في سعادة وهناء.



إعدادات القراءة


لون الخلفية