منصور والعم سعيد

تعد هذه القصة من قصص الأطفال التي تعزز قيمة الاحترام والتقدير لكبار السن. في "نوفباد: مكتبة القصص العالمية"، نقدم لكم قصصًا تعلم الأطفال احترام الآخرين والعناية بهم.

 في يوم من الأيام، عاد أبو منصور إلى منزله بعد يوم طويل من العمل، وكان يشعر بالجوع الشديد. بمجرد دخوله المنزل، طلب من زوجته أن تحضر له الطعام. بينما كانت زوجته تحضر الطعام، لاحظ أن هناك شيئًا يشغل بالها. سألها عن سبب قلقها، فأخبرته بأن ابنهما منصور يبكي في غرفته منذ أن عاد من المدرسة.

شعر أبو منصور بالقلق وسارع إلى غرفة منصور. طرق الباب بهدوء ودخل ليجد ابنه يبكي بحرقة. اقترب منه وسأله بلطف: "ما بك يا ولدي؟ ما الذي يحزنك هكذا؟" رفع منصور رأسه وقال بصوت متهدج: "توفي جارنا العم سعيد اليوم، يا أبي."

تعجب الأب من ردة فعل ابنه وقال: "هذا ما يبكيك؟ إنه رجل عجوز، وقد عاش حياته بالكامل. لا تحزن يا بني، فالموت حق علينا جميعًا." لكن منصور رد بحزن: "يا أبي، العم سعيد كان أكثر من جار. كان يأخذني معه إلى المسجد، يعلمني القرآن، ويعاملني كأحد أبنائه. كان دائمًا يهتم بي بينما أنت مشغول عني."

أدرك الأب حينها مدى تقصيره تجاه ابنه وشعر بالندم. ذهب أبو منصور إلى غرفته وبدأ يفكر في كلام ابنه، وقرر أن يغير من نفسه. في اليوم التالي، استيقظ منصور ليجد والده مستعدًا للذهاب معه إلى المسجد. احتضن الأب ابنه قائلاً: "لقد كنت على حق يا بني. سأكون لك مثلما كان العم سعيد، وسأحرص على أن أكون دائمًا بجانبك."

 هكذا تعلم الأب درسًا مهمًا من ابنه. هذه القصة تُذكرنا في "نوفباد: مكتبة القصص العالمية" بأهمية العائلة، ودور الأهل في رعاية أبنائهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح.



إعدادات القراءة


لون الخلفية