مرحباً بكم في مكتبة القصص العالمية "نوفباد"، حيث نقدم لكم قصصًا شيقة ومليئة بالعبر. نقدم لكم اليوم قصة مليئة بالحكمة والتأمل حول الطمع والجهل، وهي قصة "الرجل الثري والشمس العنيدة". إنها من قصص الأطفال التي تعلمنا قيمة القناعة وفهم حدود قدراتنا، وكيف أن الجشع والطمع قد يؤديان إلى نهايات غير محمودة.
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك رجلاً ثرياً يملك حقلاً كبيراً، يزرعه بأجمل الفواكه والخضروات. كان هذا الرجل يحب الثروة والجشع يملأ قلبه، لكنه كان يكره غروب الشمس بشدة. ففي كل يوم عند مغيب الشمس كان يشعر بالضيق والغضب، لأنها تعني انتهاء عمل الحصادين في حقله. كان يصرخ بغضب: "لم ينتهِ بعد حصاد حقلي، وتغرب هذه الشمس الملعونة! لماذا تغيب وتضيع ساعات العمل؟"
وذات يوم، قرر الرجل الثري أنه لن يسمح للشمس بالغروب مجدداً. ذهب إلى قبو منزله وأحضر شبكة صيد كبيرة، ثم ركض إلى أحد التلال القريبة حيث تمر الشمس عند الغروب بين صنوبرتين كبيرتين. ربط الشبكة بين الصنوبرتين بحماس شديد، وأقنع نفسه بأن هذه الحيلة ستوقف الشمس، وتمنعها من الغروب، وبالتالي سيظل الحصادون يعملون في حقله دون توقف، مما يعني المزيد من الثروة.
وفي المساء، عندما اقتربت الشمس من الغروب، جلس الرجل متحمسًا ينتظر نتيجته، لكنه فوجئ بأن الشمس استمرت في رحلتها اليومية، وغربت كعادتها، تاركة خلفها السماء بلونها القرمزي الجميل. كانت الشبكة التي نصبها الرجل الثري مجرد خدعة تافهة بالنسبة للشمس القوية. اشتعلت الشبكة والتهمت النيران الصنوبرتين. غضب الرجل وصاح: "لقد أفلتت مني الشمس الملعونة مرة أخرى!"
لم ييأس الرجل، ففي اليوم التالي، تسلح بسلسلة حديدية ضخمة وتوجه إلى التل الذي تشرق منه الشمس كل صباح. قال في نفسه بثقة: "سأمسك بالشمس عند شروقها وأربطها بهذه السلسلة الثقيلة حتى لا تستطيع الغروب مرة أخرى". لكن مرة أخرى، كانت الشمس أسرع منه، فحين وصل الرجل إلى التل، كانت الشمس قد ارتفعت عاليًا في السماء.
وفي تلك اللحظة، بينما كان الرجل يعود يائساً، لاحظ انعكاس الشمس على بحيرة صغيرة بين الجبال. ظن الرجل الجاهل أن الشمس قد سقطت في البحيرة، فصاح بفرح: "أخيرًا، وقعتِ في يدي، لن تفلتِ مني هذه المرة!". قفز الرجل في البحيرة محاولًا "اصطياد" الشمس، ولكنه لم يخرج أبداً. ابتلعته البحيرة، وضحك الناس من غبائه.
عادت الشمس إلى السماء تشرق وتغيب كل يوم كما أراد الله، وعلم أهل القرية حكاية الرجل الجاهل الذي حاول أن يقبض على الشمس. فأدركوا أن الطمع والجهل لا يجلبان سوى الهلاك، وأن لكل شيء في هذا الكون نظامه وحكمته التي لا يمكن للبشر أن يغيروها. وبقيت القصة عبرة لمن لا يقتنع بالقليل ويسعى وراء المستحيل.
نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بهذه القصة من مكتبة "نوفباد". تابعونا لمزيد من القصص الشيقة والمليئة بالحكمة والعبر.