قصة "إيمان والشمس المشرقة"

كان الهواء يحرك أوراق الشجر فيحدث حفيفًا جميلًا كأنه أنشودة مسائية تستقبل القمر والنجوم. في تلك الليلة، كعادتها، جلست إيمان بجانب والدها بعد غروب الشمس، تستعد لسماع قصة جديدة. كان هذا الوقت المفضل لها ولأختها الصغيرة، فاطمة، حيث كان والدهم يروي لهم حكايات مليئة بالحكمة.

إيمان: "السلام عليكم يا والدي، ما هي قصة الليلة يا أبي؟"

الوالد: "وعليكم السلام، قصتنا اليوم عن الغول والعتمة يا إيمان."

إيمان نظرت بحماسة إلى والدها وقالت: "أريد أن أسمعها!"

بدأ الأب في سرد القصة بينما كان الهواء الخارجي يعبث بأغصان الأشجار، محدثًا حفيفًا ينسجم مع أجواء القصة.

الأب: "في يوم من الأيام، كانت هناك طفلة صغيرة تدعى إيمان. كانت فتاة ذكية ومحبة للحياة، تحب اللعب والمرح مع صديقتها آلاء. في كل صباح، تذهب إلى المدرسة بنشاط، وبعد العودة، تساعد والدتها في الأعمال المنزلية. لكن كان هناك شيء واحد يخيف إيمان؛ العتمة."

إيمان: "هل كانت تخاف من الغول يا أبي؟"

الأب مبتسمًا: "نعم، كانت تظن أن العتمة تحتوي على غول مخيف. في يوم من الأيام، بعد أن انتهت من واجباتها المدرسية، طلبت إيمان من والدتها أن تذهب للعب مع صديقتها آلاء. وافقت والدتها بشرط أن تعود قبل مغيب الشمس."

إيمان: "وماذا حدث بعد ذلك يا أبي؟"

الأب: "ذهبت إيمان إلى بيت آلاء، ولعبت معها طوال اليوم، ونسيت الوقت. ولكن عندما بدأت الشمس في المغيب، تذكرت وعدها لوالدتها، فودعت صديقتها وعادت مسرعة إلى البيت. عند عودتها، لاحظت أن العتمة قد بدأت تتسلل، وشعرت بالخوف."

إيمان: "وماذا فعلت؟"

الأب: "أسرعت إلى والدتها واحتضنتها وقالت: 'ماما، أنا خائفة من الغول في العتمة'. فابتسمت والدتها بلطف وقالت لها: 'لا تخافي يا إيمان، الغول ليس إلا خيالًا. العتمة ليست مخيفة، إنها فقط وقت يستريح فيه الجميع، وتذهب الشمس لتضيء أماكن أخرى'."

إيمان: "هل اقتنعت إيمان يا أبي؟"

الأب: "نعم، اقتنعت بعد أن أخذتها والدتها إلى النافذة وأرتها كيف تتحرك أغصان شجرة التين في الرياح وتلقي بظلالها على الجدار. ثم نظرت إلى السماء ورأت القمر والنجوم تضيء الليلة. أدركت إيمان أن العتمة ليست مخيفة، بل هي جزء من دورة الحياة الطبيعية."

إيمان: "أريد أن أكون شجاعة مثل إيمان."

الأب: "أنت بالفعل شجاعة يا إيمان. والآن، حان وقت النوم حتى تستيقظي مبكرة غدًا للمدرسة."

قبلت إيمان والدها وذهبت إلى سريرها، ونامت بسلام، وهي تعلم أنه لا يوجد غول في العتمة، بل هناك فقط ليل جميل تضيئه النجوم.



إعدادات القراءة


لون الخلفية