الفصل الثالث



بدأت تقص عليه ما حدث.
"كنا بناكل عادي، خلصنا دخلت نمت صيحت الصبح لقيته ادام اوضتي سايح في دمه.
طعنة 12
معرفش كل ده حصل أمتى، أنا مسمعتش حااجه خالص، حادثة بشعة..! "
سيطرت على الدموع التي نزلت من عينيها وقالت محاولةً الأبتسام:"أنا اسفه مقصدش اضايقك"
قال بأندفاع:"لا لا و لا يهمك بس أنا قريت أن الحادثة أتقيدت ضد مجهول..!"
توقفت وقالت بضيق:"اللي عمل كدا حد قريب، محدش بيعدي من بوابة المدينة إلا لو كان ساكن فيها أو بياخدوا بطاقته علشان كدا أنا سألتك دخلت أزاي"
مهاب*بتفكير*:"معنى كدا أنه حد جوه المدينة! ما كدا ده خطر عليكي "
ليلى*بخوف وبدأت في الأرتجاف*:"أنا خايفه لأكون أنا اللي عملت كدا" قالت جملتها تلك بداخلها.
مهاب*بأبتسامة*:"أنا أسف يا ليلى...أنا كنت جايلك أصلا علشان عرفت من سلمى أن الدوا ليكي كان ناقص، فكنت بقولك يعني لو احتاجتي أي حاجه أنا موجود"
قالت بأبتسامه هادئة:"شكرًا ،سلمى جابتلي العلاج كله لو احتاجت حاجه هكلمك!"
شعر مهاب أنها نهاية الحوار فقال منهيًا: "اتمنى لو تكلميني عادي يعني بما ان أحنا صحاب! "
"صحاب؟!!"
تابع بمرحه المعتاد: "ايوه طبعًا صحاب ولا عايزه تخلفي وعدك ليا؟!"
ضحكت وقالت:"لا مش هخلف وعدي اللي موعدتهوش حاضر هكلمك!"
مد يده ليصافحها فمدت يدها بعد تردد قصير و كانت اللمسة الثالثة..❤
—————————————————————————
دقت الباب برفق ثم دخلت فوجدته مستلقي على الفراش يتأمل السقف وعلى وجهه أبتسامه مختلفة!
فأقتربت منه وجلست بجانبه و أسندت رأسها على يديها وقالت: "اممم أيه اللي واخد عقلك؟! "
التفت لها وقال: "نيررة!! أنتي دخلتي أمتى؟! "
ضيقت عينيها بفضول وقالت: "وكمان مشوفتنيش لما دخلت، لااا ده شكل الموضوع كبير"
"هو أنا باين عليا أوي كدا؟ "
ضحكت وقالت: "لاا مش عارفه بس أنا بعرف أقفشك أيه بقى... ليلى مش كدا؟! "
نظر لها وقال بحال المغلوب على أمره:"ااه ليلى يا ستي، كنت ناقص أنا ليلى كمان"
قالت بضحك: "ملقتش غيرها يا مهاب ده في واحد اتقتل ومسمعتش حاجه يعني لو أنت أتقتلت ولا هتعرف"
داعب أنفها برفق وقال:"بعد الشر عني طبعًا، بس ديه رقيقة أوي، بصي بقى أنا عايز أعرف كل حاجه عنها تعرفي؟! "
أمسكت خصلة من شعرها ولفتها حول إصبعها وقالت:"و الله ع حسب هتديني كام! "
"هديكي في وشك، هو أيه اللي هديكي كام"
ضحكت وقالت:"خلاص خلاص متزعلش، هحاول أتصرف"
————————————————————————
وفي المساء مدت يدها لتتناول العقاقير المعتادة لكنها لمست هاتفها فتناولته و وصلت إلى رقمه ،كانت سجلته ب*الأستاذ الدكتور العجيب الغريب*.
ضحكت مرة أخرى وهي تقرأ الأسم، ثم تأملته قليلًا، يشبهه ذلك الأسم إلى حد كبير، وبدون أن تفكر وضعته بجانبها ومدت يدها مرة أخرى لتجلب العلاج لكن لم تطاوعها يدها فأمسكت الهاتف مرة أخرى وطلبت رقمه..
?كان في طبقه الأحلام السابعة..
فرك عينه ببطىء وتناول هاتفه ثم أنتصب جالسًا عندما قرأ اسمها وفتح الخط..
"آلوو"
مهاب*بصوت يغلبه النعاس*: "آلوو"
"انا اسفه انا صحيتك من النوم"
في النص كدا "Breakقال بمرح: "أنا باخد
ضحكت وقالت:"اسفه بس……"
قاطعها بسؤاله ليضايقها: "بتتصلي ليه؟! "
نظرت للهاتف بتعجب وقالت: "اقفل يعني؟! "
قال بجديه: "لا طبعًا بهزر، أنتي بتقفشي ليه؟! "
ابتسمت وقالت: "انت اللي بترخم ده مش هزار"
مهاب*ببرود متابعًا استفزازها*: "معلش"
نظرت مرة أخرى للهاتف وأغلقت الخط.
رن هاتفها يعلمها بوصول رسالة، كانت منه توقعت أنه سيعتذر لكن كان ذلك ما تحتويه:
"حكمة اليوم...يستفزوك ليخرجوا أسوء ما فيك ثم يقولون أهذا أنت؟ !
لا يا صديقي هذا ما تريده أنت...لو عجبتك الحكمة كلميني بكرا علشان انا بشرب في جوز هند في هواي و حواليا بنات كتير وكل ده طبعًا علشان عندي شغل بدري... تصبحي ع خير... الدكتور"
ضحكت كثيرًا كما لم تضحك من قبل وأمسكت بالهاتف وعدلت قليلًا اسمه ليكون *الأستاذ الدكتور العجيب الغريب الظريف*
وتناولت دوائها ونامت.. ◎
—————————————————————————
"لولو قومي يلااا، لولو مش معقول كل ده نوم"
فتحت عينها برفق و ابتسمت قائلة:"سلمى،جيتي أمتى؟!"
فتحت سلمى الستائر فتسللت أشعه الشمس المستفزة للداخل و التفتت إليها وقالت: "من شويه كدا، قومي علشان في ميعاد عند الدكتور انهارده، صحيح أنتي حاسه بتحسن؟!"
ليلى*بإنزعاج*: "الناس بتقول صباح الخير وأنتي تقولي دكتور وتحسن!"
جلست بجانبها وقالت: "طبعًا صباح الخير لكن بردو المواعيد مهمة، صحيح اتصلت بيكي أمبارح كان *واتينج* كنتي بتكلمي مين؟! "
ليلى*بتعجب*:"غريبة ديه عمرك ما سألتي بكلم مين!"
سلمى*بنظرة قوية*:"لأنك ملكيش حد أصلًا تكلميه"
شعرت ليلى بغصة في حلقها وقالت بصدمة من الكلمة:"و نفسي يكون ليا حد يا سلمى!"
قالت بهدوء: "مقصدش و الله، اسفه يا روحي،
أنا بس خايفة عليكي أنتي عارفه اللي بره دول في غابة وأنتي بطيبتك بتصدقى أي حد، خليكي بعيدة أحسن.
فاهماني يا حبيبتي؟!"
نظرت لها محاولةً الإستيعاب ونزلت الدموع من عينها فضمتها سلمى وحركت يدها على شعرها وقالت: "كل حاجه هتبقى كويسة أنتي بس اسمعى كلامي!"
—————————————————————————
بعد زيارة الطبيب تلك ومضاعفة الأدوية لها .
جلست على الكرسى في الحديقة تفكر فيما حدث الفترة الماضية.
تشكر المدينة لإضاءة الطرق ليلًا مما أضاء الحديقة الخاوية من كل أشكال الحياة.
روحها تنسحب تدريجيًا منها، كل شىء حولها يدل على الموت حتى أحلامها، أغمضت عينها وزفرت كأنها تُخرج كل الطاقة السلبية التي بداخلها، أفاقت على اليد التي وضعت على كتفها فتحت عينها فأبتسمت.
"بابا"
"ايه اللي مقعدك هنا قومي نامي جوا هتاخدي برد"
"أنت جيت أمتى، أنا كنت في حلم وحش أوي"
" وهتنهيه أمتى؟! "
"هو أنا ممكن أنهيه؟!! "
"هتختاري، و ده قرارك بأيديكي أنتى!"
لسعتها نسمة الهواء الباردة ففتحت عينها و وجدت نفسها منكمشة من البرد فأنسحبت للداخل و أرتمت بجسدها على السرير وحاولت إستيعاب ما رأته... كان حلمًا..!
تلك المرة كان حلمًا، أيعقل أن تكون تحسنت حالتها فميزت بين الوهم والحلم!
أمسكت بهاتفها وطلبت رقمه بدون تفكير في كلمات سلمى و تحذيرها.
"آلو يا ليلى، مستنيكي من الصبح تتصلي"
قالت بصوت مختنق:"مهاب، بص متستغربش بس أنا محتاجه أتكلم معاك ضروري"
مهاب*بخضة*:"مالك يا ليلى، في ايه؟! "
ردت عليه بصوت منخفض:"انا تعباانه أوي، متقولش لأي حد أننا هنتقابل"
ثم تابعت في بكاء:"انا مش عارفه ده صح ولا غلط بس أنا مش لاقيه حد اتكلم معاه"
مهاب*بجدية*:"صح، صح ،متخافيش، هجيلك بسرعة أجهزي"
"حااضر"
لا تندهشوا من ذلك التصرف، فعندما تفقد الأمل في الحياة، يرسل اللّة لك من يأخذ بيدك للحياة مجددًا.
والنفس تميل إلى مُحدّثها ..❤
—————————————————————————
هرول سريعًا من السيارة وهز البوابة بعنف ففتحت ليلى بابها سريعًا وجريت نحو الخارج وفتحت له البوابة فقال بهدوء:"يلا هاخدك لأي مكان نعرف نتكلم في"
"مينفعش، أنا عايزه نتكلم هنا، مينفعش حد يسمعني"
عبر البوابه و أغلقها وقال:"بس هنبقى لوحدنا!"
نظرت له ثم انفجرت باكية وقالت:"أنا مجنوونه"
نظر حوله ولم يجد حلًا أخر فأمسكها ودخلا بيتها وأجلسها على الأريكة.
جال ببصره سريعًا في المكان ،الأثاث مغطى بحافظات من الأتربة، المرايا أيضًا مغطاه عدا مرآه واحدة بها شرخ من أعلى لأسفل، كل شىء يشبه الحديقة بالخارج.
رفع وجهها بهدوء وقال:"اهدي بس و أتكلمي أنا سامعك"
قالت بخوف:"مش هتقول عليا مجنونه"
ابتسم وقال:"ابداا...في أيه يا ليلى؟!"
جالت ببصرها حوله وقالت بخوف وإنهيار:"انا بشوف حاجات مش موجودة ببقى بعمل حاجه وافتح عيني الاقكي كل ده متغير ومفيش كل ده، في حاجات بعملها ومبلاقيهاش بتختفي"
نظرت حولها في أرتباك واقتربت منه وقالت بهمس:"انا في حد بيطاردني "
حاول استيعاب ما تقوله وقال بهدوء:"مش يمكن صدمة موت باباكي هي اللي مأثرة كدا فيكي؟"
نظرت له وقالت بجدية:"مهاب صدقني اللي بيحصل ده حقيقى، أنا نمت على الكرسى في الجنينة وقمت وكنت عارفه أن اللي شوفته ده حلم يعني أنا ميزت أن بابا اللي شوفته ده حلم، بس صدقني يا مهاب كل ده حقيقى، أنا في واحدة شوفتها قبل موت بابا قالتلي على كل اللي بيحصل روحتلها تانى وقالتلي إن فرصتي في النجاة ضاعت أنا أنا اتجننت يا مهااب"
واخفت وجهها بيدها وتابعت البكاء.
ربت على كتفها في هدوء و ادارها إليه ورفع وجهها وقال باسمًا:"بس انا مش شايف كدا!"
"يعني أيه"
تابع بهدوء:"أنا مش شايف أنك اتجننتي، انتي بتتصرفي طبيعي في البيت عندنا كنتي عادية، مفيش اعراض انك مجنونه و فين التهيؤات ديه"
"مهاااب صدقني و الله أنا بشوف حاجات حقيقة بس كل اللي حواليا بيقولو وهم"
"انتي روحتي لدكتور؟!"
قالت بأستسلام:"ااه روحت و اداني علاج بس انا مبتحسنش يا مهاب لسا كل حاجه بتضيع مني في حاجات بعملها و مبلاقيهاش، اناا في حاجات بتختفي ومش عارفه هي فين"
قال بوقار:"امشي على العلاج و هتبقي كويسة، انا واثق من كدا و هبقى جمبك و شيلي موضوع أنك مجنونه ده من دماغك خالص، و يالا قومي اغسلي وشك و غيري هدوم و تعالي هخرجك في مكان حلو و أنا هستناكي بره"
—————————————————————————
استندت على السياره بهدوء ونظرت أمامها وقالت بضحك:"المقطم؟!! ده مكان حلو؟ "
مهاب*بمرحه المعتاد*:"إذا كان عاجبك؟! "
وفتح ما بيده وبدأ يتجرعه.
ليلى*بقلق*:"أنت بتشرب أيه؟! "
مهاب*بضحك*:"ديه can تاخدي!! وبعدين بتسألي ليه أصلا؟"
ليلى*بضحك*: "يعني جايبني المقطم وفي الوقت ده لا معلش من حقي أسأل بتشرب أيه"
مهاب*بخبث*:"هو أنتي دايمًا دماغك كدا؟! "
ليلى*بسخرية*:"ماهو مش معقول أن أنا دايمًا حظي مع الملايكة"
مهاب*بمكر*:"ع العموم عادي كل البنات اللي جبتهم هنا كانوا بيعملوا زيك في الأول! "
ليلى*بضحك*: "وفي الأخر كان بيحصل أيه؟! "
مهاب*بمرح*: "حاجات كبيرة على سنك لما تكبري هقولك!"
ضربته في كتفه برفق وقالت:"أنت قليل الأدب"
مهاب*بنصف عين*:"أنا مفتحتش السيرة ديه"
دارت بعينها في المكان وقالت وهي تنظر نحو الفراغ المظلم وقالت:"لو حد كان قالي أني هقف على المقطم بليل كدا كنت قولت عليه مجنون"
مهاب*بفخر*:"خليكي فكرا أنه بسببي"
توقع أنها ستضحك أو تداعبه لكن ما فعلته عكس ذلك إطلاقًا .
تبدلت ملامحها للخوف و أتسعت حدقتا عينها وبدأت في الأرتجاف و قالت بتوتر:"نر...رر..و...وح"
مهاب*بعدم فهم*:"نروح؟!! أهدي يا ليلى في أيه؟! "
أشارت خلفه بفزع، رفعت أصبعها في أرتجاف و نظرت خلفه ،فإلتفت خلفه ولم يجد شيئًا فنظر إليها مجددًا لكن………


إعدادات القراءة


لون الخلفية