الفصل الخامس
ألتفت لها لكن قبل أن تتلاقى أعينهم، ارتطمت بالأرض، شىء ما أسقطها هكذا كما أن رأسها تؤلمها وبشدة ثم سمعت كلمات متفاوتة..
*فضيحة..عقاب.. أذية..غبي*
كلمات مثل تلك ثم فقدت الوعي ولا تدري ماذا حدث!
—————————————————————————
لكن على غير العادة فتحت عينها وكانت ملقاة على الأرض في نفس الوضع، اعتدلت برؤية مشوشة وانتبهت للألم الذي يشق رأسها نصفين، وضعت يدها خلف رأسها فتأوهت ثم نظرت مجددًا في يدها.
دمٌ متجلط..!
تحركت ببطىء نحو إحدى المرايا وانتصبت واقفة وحاولت رؤية ذلك الجرح لكنها لم تستطع، توجهت بخطى متثاقلة نحو الحمام وغسلت رأسها جيدًا بالماء ثم بدلت ثيابها وأخذت طريقها نحو المشفى.
وهناك تم التعامل مع الجرح بأتقان وُضِعَ على رأسها ال*الشاش* وتم أحكام ذلك حتى لا يدخل الهواء للجرح وبالتالي يتلوث وسألوها إن كانت تريد الإبلاغ عن حادثة سرقة فأخبرتهم أنها لم تتيقن مما حدث بعض ولا تدرى ما حدث لها كما أن ذلك يراودها كثيرًا وكثيرًا ما يطاردها ذلك الشخص.
بالطبع لم تخبر الطبيب بذلك، كانت تخبر المحقق بذلك بعدما أقنعها الطبيب وذهبت بحراسة للمنزل وتم رفع البصمات وجرد المحتويات، وبالطبع لم يتم سرقة شىء.
الضابط: "للأسف مفيش أي بصمات غريبة أو في أماكن مختلفة"
ليلى*بضيق*: "طب و العمل، أنا في واحد اتهجم عليا في بيتي وضربني على دماغي"
الضابط: "هنحاول نوصل لأي معلومات، ونبلغ حضرتك وأكيد الكاميرات في المكان هتساعدنا"
ليلى*بضيق*: "اللي عمل كدا من هنا وحواليا زي ما عملوا مع بابل بالظبط وأنا مش هستنى مصيري يكون زيه، حد من هنا و إلا مكانش دخل من المدينة! "
الضابط: "هنشوف شغلنا إن شاء الله، عن أذنك"
وانسحبوا وتركوها وحيدة..
كالعادة أخذت تفتش في محتوايتها جيدًا وتفكر إذا لم يتم سرقة شيء فماذا أتى بهم إلى هنا، سؤال يحتاج إلى إجابة.
ترددت قليلًا في الأتصال بمهاب وإخباره بما حدث لكنها حسمت قرارها سريعًا، لن تتصل، فبعد ما قاله لن يصدق ما حدث لها، فجاءت برقم سلمى لكن شيئًا ما أوقفها عن ذلك، شعور داخلي ربما، أو ربما حدس وبصيرة!
—————————————————————————
لم يصل الضباط والمحققين لأي شيء، لم تهاتف مهاب وأيضًا لم يهاتفها، لا تفهم أي غباء ذلك الذي يجعله يفضل عدم الأتصال وكأن ذلك سيزيدها انشغالًا وتعلقًا به..!
وفي أحدى الأيام...
هاتفتها نيرة وذلك على غير عادتها وكان ذلك الحوار الذي حدث.
نيرة: "كدا يا لولو متسأليش كل الفترة ديه؟ "
أجابتها ببرود: "عادي، ما أنتي متصلتيش"
تعجبت قليلًا من أسلوبها وقالت:"ليلى! أنا كنت بهزر، المهم أنتي عامله أيه؟!"
"Good"
"اشوفك انهاردة؟!"
"Why not?! "
"ليلى هو في حاجه؟"
ردت بأقتضاب: "هقابلك في كافيه……الساعة تمانية"
وكانت رغبتها في المقابلة بعيدًا عن المنزل نابعة مما حدث لها منذ أسبوع.
لا تريد أن تؤذي أحد وهي التى يؤذيها الجميع!
————————————————————————
وضعت لمساتها الأخيرة وتوجهت نحو الباب وأغلقته ثم فتحت البوابة وقبل أن تتوجه يمينًا اصطدمت بعمها فقالت بصدمة:"عمي!!"
رمقها ببرود لكنها عادت وفتحت الباب واستقبلته ونظرت بسخرية وهي تشير لحرسه الخاص بداخل منزلها وعددهم خمسة.
"المفروض أخاف كدا!"
"خليهم وجودهم بيطمني! "
نظرت أمامها وقالت ببرود: "خير يا أستاذ جلال"
جلال*بضيق*: "حلوه أستاذ خليكي فاكرة بس! "
نظرت في ساعتها وقالت بضيق: "هو سبب الزيارة دي مثلا عايز سيولة! "
جلال*بغضب*: "سيولة! أنتي بتاخدي فلوسك مني أصلًا ومسيري أثبت تزويرك للورق"
نظرت له رافعةً حاجبيها وقالت بسخرية: "تصور! كتبلي كل حاجه بأسمي قبل قتله بتلت ساعات بس زي ما يكون عارف اللي هيحصله"
نظرت حوله وتابعت: "هو أنت المفروض تدخل بيت بنت! "Gaurds أخوك بال
رد بتهكم: "الكلام ده لما تبقى بنت أخويا مش قاتلة وحرمية"
قالت بأشارة تحذيرية: "تؤ تؤ متغلطش متنساش أن شغلك في شركتي أنا!"
رد عليها والغضب قد وصل به إلى ذروته واندفع واقفًا :"شركة أيه يا أم شركة، الشركة ديه هتخرب لو أنا سبتها ومش هتلاقي تاكلي وهتترمي في الشارع! "
ردت عليه بثبات وهدوء:"لاا متشغلش بالك، ماتيجي نشوف كدا لو سيبت الشركة مين اللي هيترمي في الشارع!"
"أنتي لا يمكن تكوني بنت حاتم المصري"
وقفت أمامه وقالت:"شرفت و نورتني ياا ع..م..ي! "
وضغطت بالكلام على "عمي" تلك!
انصرف غاضبًا يلعن أمها التي أتت بها إلى تلك الحياة.
جلست هي مرة أخرى على الأريكة و وضعت وجهها بين يدها بغضب وأرسلت لنيرة الرسالة التالية "حصل ظروف ومش هقدر اقابلك...
...مرة تانية"
وأغلقت الهاتف وألقته بجانبها وبدأت تفكر في طريقة تنهي بها الخلافات مع عمّها.
وغطت في سبات عميق لكن راودها حلم مختلف كان لمهاب يطمئنها ويخبرها أن كل شيء سيكون على ما يُرام ثم أمسك يدها وقبّلها وكانت اللمسة الخامسة..
—————————————————————————
ازاحت نظارتها الشمسية للأسفل قليلًا لترى بوضوح، فرأتها منهمكة في هاتفها، فخطت نحوها بهدوء وقالت: "أتاخرت عليك"
وضعت نيرة هاتفها جانبًا وقالت بأبتسامة:"لا أبدًا المهم أنك تكوني كويسة"
حاولت رسم الأبتسامة وقالت:"أها كويسه أنتي أخبارك أيه؟ "
ردت نيرة بهدوء:"أسفه، بصي الفترة اللي فاتت ديه كان ورانا حاجات كتير جدًا بجد"
قالت بأبتسامة مزيفة:"عادي، أنا مقدرة ده"
طلبت مشروبها المفضل ولنيرة المثل.
نيرة*بضحك*: "مهاب كمان بيحبها أوي"
حاولت منع نفسها عن الضيق والتظاهر بالامبالاه لكنها لم تقدر أن تداوم على ذلك فقالت بضيق:"هو مهاب عامل أيه؟ "
أجابتها بأبتسامة:"كويس، هو مش بيكلمك! "
رغم براءة لفظها ووجهها لكن أستطاعت ليلى أن ترى الكذب في كلماتها.
بالطبع تعلم أنه لا يحادثها، فلِما التظاهر بالجهل!
تابعت نيرة:"كان في ظروف كتير عند هاجر ومشاكل"
ردت ببلاهة:"مين هاجر؟ قريبتك؟! "
قالت بدهشة:"متعرفيش مين هاجر بجد! "
ليلى بجدية:"لا واللّه هي حد أعرفه"
-"هاجر خطيبة مهاب"