الفصل العاشر
سحبت يدها و قالت بذكاء:"مهاب هو أنت في واحدة تانية في حياتك؟! "
رغم إتزانه الشديد ألا وأنه ظهر عليه الأضطراب، نظر لها وتمنى أن توفر عليه الحديث وتتفهم نظرته تلك لكنها كالعادة لا تفهمه، لكنه تلاحق ذلك وقال بجمود:"أنتي أيه اللي خلاكي تقولي الكلام ده؟ "
ردت بتعجب:"لا عادي بس أنفعالك ده مش عادي! "
تنفس بهدوء كي يطفأ غضبه وقال:"يلا علشان متتأخريش أكتر من كدا"
—————————————————————————
لم يأتيها النوم كلما بدأت تنام تذكرت هاجر وانتفضت.
ضاق بها الحال وقررت الدخول إلى الشرفة لتلتقط أنفاسها، ولمحت شبحًا يتحرك في الظلام، دققت في ملامحه وكان مهاب يقفز من فوق الباب الخارجي، فدخلت سريعًا وتوجهت نحو غرفه سلمى وأغلقت الباب جيدًا وهبطت للأسفل.
فتحت الباب في هدوء فوجدته يقف مترددًا مابين الطرق عليه أم لا، فقال بهدوء وحرج:"أنا عارف إن الوقت متأخر، بس أنا أسف كنت محتاج أتكلم معاكي، وكمان معرفتش أطمن عليكي"
قاطعته وقالت:"خلاص يا مهاب أنا كويسة أطمن"
نظر حوله في ضيق ثم أقتحم المنزل فتراجعت ليلى إلى الخلف وقالت:"مهاب أنت بتعمل أيه؟!"
ظل يقترب منها وتتراجع هي للخلف حتى أصطدمت بالحائط فقالت بأرتجاف:"مهاب، أبعد...
في أيه؟ "
نظر في عينها مباشرة وسط إضاءة ضعيفة وقال بحزن:"أنا أسف يا ليلى، و الله مكنتش أعرف إن الموضوع هيطور كدا"
قالت بترقب:"يعني أيه؟! "
أبتلع غصة في حلقه وقال:"أنا راجل خاطب وخطيبتي كويسة، أنا مش عارف أعمل أيه؟! أنا بظلمك صح؟ "
قالت في حزن:"مش ذنبك، الذنب ذنبي، أنا اللي سمحتلك تدخل في حياتي وتتعلق بيا أنا أسفة" تحولت ملامحها للبكاء وقالت:"بس أرجوك متسبنيش"
شرعت في البكاء وتابعت:"أنا بحس بالأمان في وجودك، مفيش حاجه ظهرتلي وأنت جمبي، أنا بخاف لما بتبعد، خلينا مع بعض تحت أي مسمى يا مهاب ،أنا مش طماعة، ومش هاخد صلاحيات مش بتاعتي، خليك بس جمبي!"
مسح دموعها بيده فرفعت يدها وأمسكتها، وكانت اللمسة العاشرة.
شد مهاب يدها وقبّلها وقال:"أرجوكي متعيطيش، أنا اللي مقدرش أستغنى عنك!" وتابع في هدوء وفخر:"بما إن العفاريت بتخاف مني أطلعي أنتي نامي وساعة كدا وهمشي أنا"
تهلل وجهها كسعادة طفلة بقطعة حلوى، وقالت في إشراق:"طيب ما أفضل صاحية ليه أنام؟ "
داعب انفها بيده وقال:"تقولي حاضر وبس!، تصبحي على خير يا حبيبتي"
قفزت في مكانها وقالت:"أنت قولت أيه؟ "
أوقفها بيده وقال:"أهدى بس طبعًا حبيبتي، ده أنا قريب هبقى مجنون ليلى"
وبعد كلمات قليلة صعدت غرفتها في هدوء وهي تشعر بالأمان الشديد لوجوده بالأسفل.
إذا كان جائزًا لكانت أخذته لينام معها لتشعر بالأمان أكثر، ولكن كيف ذلك؟
ابتسمت وهي تعانق الوسادة وتغوص فيها بوجهها وتتذكر تلك الكلمة ذات الوقع الطربي على أذنيها *حبيبتي* نطقتها شفتيها بدون قصد ثم أغلقت عينها في أستسلام للضيف الذي حل.
أما بالأسفل ظل مهاب يدور ويفكر في اللمسات التي من الممكن أن يفعلها في بيتها لتسري فيه الروح بدلًا من ذلك الدمار، حين أنتبه إلى صرخة ليلى المدوية، لم يفكر بل طوى السلالم أسفل قدمه واندفع نحو غرفتها وفتح الباب واندفع للداخل فوجدها منكمشة على الفراش تضم ساقيها إلى صدرها وترتجف وتبكي وفي ركن الغرفة كانت سلمى!
فنطق في دهشة:"سلمى!"
"مهاب؟ "
—————————————————————————
تابعت كلامها بضحك:"وعرفت أنه جه بردو يعني حاولت أخبي قفلت الباب وبردو اتكشفت"
رد رأفت بأهتمام:"كملي"
"كلمتين بالظبط ومشي مهاب ومع أول النهار مشيت سلمى" لكنها فجأة أمسكت رأسها بألم .
رأفت:"مالك يا ليلى، حاسه بأيه؟ "
دارت عينها في المكان ثم قالت بأسترخاء:"صداع شديد، هو حضرتك أدتني أيه؟!"
"لا ده بروفين بس علشان ترتاحي وتعرفي تتكلمي، أما موضوع الصداع ده، فأنتي هتزودي البرشام بتاعه من واحده بس لتلاته لما تتعبي"
قالت في دهشة:"تلاتة يا دكتور؟! تلت إقراص؟! "
ابتسم وقال:"أيوه تلاتة وكل ما تتعبي"
—————————————————————————
وبعد مدة من الهدوء في كل العلاقات في تلك الرواية وتحديدًا في منزل ليلى.
في يوم مالت شمسه للمغيب وهبت نسمات الربيع، قال مهاب بعد أن أغلق محبس الماء:"كدا كل حاجه "poolرجعت زي ما كانت، الشجر و ال
نظرت للمكان وقالت بأمتنان:"شكرًا يا مهاب بجد!"
نظر في عينها مباشرة وقال:"على أيه! أنا معملتش حاجه" ثم تابع بمرح: "المهم مش هننزل؟ "
تراجعت للخلف وقالت :"لا لا أنا مش بعرف أعوم"
تقدم نحوها وقال:"ليلى متبقيش رخمه يلا! "
"مش بعرف أعوم هنزل أزاي؟"
تجرد من قمصيه بفتح أزراره واحدًا تلو الأخر وكان ذا لون سماوي، كشف عن صدره العريض و بشرته البرونزية، إلتفت لها وقال:"طيب مش هتيجي تتفرجي عليا؟ "
"لأ طبعًا هكون جمبك بس فوق"
ابتسم لها وقال:"ماشي يلا"
واقتربوا من حمام السباحة، نظر مهاب إليه ثم قال لليلى:"و ده أنزلوا أزاي؟ أنتي بتنزليه أزاي؟ "
ردت وهي تشير للسلم:"كنا بننزله من هنا"
قال وهو يحملها بين ذراعيه في حركة مفاجأة:"لاا أنا مليش في التقليدي" ثم قفز بها في الماء.
على وهل الصدمة والمفاجأة تشبثت ليلى برقبته في قوة وقالت وهي ترتجف خوفًا:"مهاب لاا طلعني"
رفع نفسه من الماء قليلًا وقال:"متخافيش طول ما أنتي جمبي" مد يده للأمام ببطيء وقال:"هاتي أيدك"
نظرت في عينه في خوف ثم مدت يد واحدة وبمجرد أن أبعدتها عن رقبته ذهبت ليده سريعًا وتمسكت بها بكل قوتها ثم نظرت له فحثها على المواصلة فأنزلت يدها الأخرى نحو يده ببطئ، كان مهاب يرفعها بيده عن المياه، نظر حوله ثم قال:"على فكرا بيتك بقى جميل أوي، أنا بحبه! "
قالت في مكر:"البيت بس؟!"
نظر في عينها مباشرة فسلبها حرية نظراتها وقرّبها منه ببطيء حتى أمسكت بكتفيه بدلًا من يديه ولف يده حول خصرها وقال:"لا طبعًا وصاحبه، كفايه أنه سبب وجودك في الحياة"
نامت ليلى على كتفه ونظرت جانبًا للمياة:"مهاب أنت وجودك جمبى فرق معايا كتير"
أبعد رأسها عن كتفه وقال:"أنا مش عارف كنت عايش من غيرك أزاي! " لكنه تابع بمرحه المعتاد:"تيجي نلعب؟"
"نلعب أيه؟! "
"عندك كورة مية "
نظرت له في تعجب وقالت:"لا"
أغمض عينًا محاولًا التفكير ثم قال:"لقتها، إزازه مية بلاستيك"
وتوجه نحو السلم فوضعت قدمها عليه وقال:"أطلعي هاتيها وأنا هقلل مستوى الميه شوية علشان تقدري تقفي"
سارت سريعًا نحو الداخل وعلى وجهها ابتسامة سعادة لا تظهر إلا في وجوده وتفكر في ما فعله بها ذلك المجنون.
هكذا سمته إذا وقررت أن تلقبه أيضًا مجنون ليلى.
—————————————————————————
بدأت في السعال وقالت:"هو برد أنا متأكدة! "
ضحك وعقّب:"طبعًا أربع ساعات لعب في الميه لازم تتعبي، أنما أنا متعود"
وقبل أن يتابع بدأ هو الأخر في السعال فقالت بضحك: "متعود أوي، أنا هقوم أعمل قهوة لينا وأجي" ذكرت كلمة قهوة بغمزة من عينها وقامت.
وحين عادت بها قال لها في تساؤل:"حلوة قهوة المرة اللي فاتت؟! "
أحمرّ وجهها وهزت رأسها بالإيجاب وقالت بعد أن شبّكت أصابعها :"أنا محتفظة بالفنجان معايا لسا"
وقامت من مكانها وأحضرته له فتناوله في إندهاش وقال:"أنتم كبنات بتهتموا بتفاصيل صغيره جداً!"
لفه بين يديه وقال:"بس محتفظة بيه ليه؟! "
قالت بهدوء:"في واحدة أعرفها بتقرا الفنجان، لازم أخليها تقراه"
علّق بمرح:"بس كدا سهلة جدًا، أقراه أنا" وأمسكه مرة أخرى ونظر فيه فقالت ليلى بتعجب:"أنت بتعرف تقرا الفنجان؟!!"
يتبع******************