الفصل الواحد والعشرون
رمق مهاب البناية التي يقطن بها سليم الحقير...
وساقها بقوة من ظهرها ثم قال والشرر يتطاير من عينيه:"أطلعي"
ارتبكت أطرافها وتحركت في توجس وطوت السلالم أسفل قدمها في خوف حتى توقفت أمام الباب والتفتت إليه وقالت بتلعثم:"ه..ي دي الشق..ة"
نظر أمامه و زم شفتيه في ضجر فنظرت إلى الباب مرة أخرى فباغتها بضربها بثقل المسدس على مؤخرة رأسها فوقعت فاقدة للوعي فورًا.
أخذ مهاب المفتاح من يدها بهدوء وخطى نحو الداخل في تأني.
وفي الظلام وضع مهاب فوهة المسدس فوق رأس سليم النائم فتملل سليم في الفراش قليلًا، لكن ما لبث حتى فتح عينه بتثاقل فرأى جسد مهاب العريض الواقف أمامه فانتفض وقال:"في آيه؟! أنت مين؟ "
أضاء مهاب ال*أباجورة* وقال بقوة وشراسة:"عزرائيل اللي هياخد روحك! "
وضربه فوق رأسه بالمسدس....
وفي مكان آخر...
حركت سلمى رأسها في عنف وهي تردد باكيةً:
- "لاا مش هساعدكم تاني، سيبوها تعيش، كفاية اللي هي في! "
أمسكها جلال من شعرها بقوة وقال:
- "يعني أنتي عارفة هي فين! وساكتة كل ده"
أبعدت خصلات شعرها من يده فقالت نهى:
- "سيبك منها يا باشا! أحنا هنعرف نتصرف كويس وأنتي حسابك معانا بعدين"
رمقها جلال بضيق فخرجت سلمى منتكسة الرأس في خزي حقيقي وقبل أن تعبر الطريق توقفت سيارة دفع رباعي بجانبها وسحبها مجموعة ما بداخلها حتى أنها لم تستطع أن تصرخ من شدة سرعة ما حدث لها..
أما بالأعلى...
نفخ جلال دخان سيجارته بقوة فجلست نهى بجانبه وقالت بخبث ومكر الحيّة:"والعمل؟ "
أجاب والشرر يتطاير من عينه:
- "مش هستنى لما واحدة غبية تبوظ كل اللي عملته لحد دلوقتي"
ضيقت حدقتي عينيها في عدم فهم وقالت:
- "يعني هتعمل أيه؟ "
قالها بهدوء شديد وهو يصر على أسنانه: "هخلص عليها!! "
★★☆☆☆★★☆☆☆★★☆☆☆★★
فتح سليم عينيه فبادرت الرطوبة بالتسلل داخل أنفه ففتح عينه بأتساع ليرى بوضوح لكنه لم يقدر أن يفسر مكانه.
في مكان ما شديد الرطوبة، يوجد به إضاءة ولكن ضعيفة لكنه استطاع رؤية شبح مهاب الذي يجلس في مواجهته في هدوء شديد، وفجأة تحرك مهاب وسحب اللاصق من فوق فمه وصاح بشر:
- "بقى كل ده يطلع منك يا ابن ال****!! " قالها ثم سدد له لكمة قوية في وجه ثم أنهال عليه باللكمات حتى وقع سليم بالكرسي المقيد به فوق الأرض الأسمنتية *الأسمنت* وبدأ فمه في النزيف ثم أنفه فتراجع مهاب إلى الخلف ومسح حبات العرق التي تكونت على جبينه.
حاول السيطرة على إنفعاله حتى لا يقتله؛ لأنه في تلك الحالة يقدر..
اقترب منه مرة أخرى وقد تذكر مشهد ليلى ووجهها المرعوب الخائف مما كان سيفعله بها ذلك الحقير، فلم يستطع السيطرة على نفسه أكثر فركله في معدته فتأوه سليم بألم واضح..
"بقى كنت عايز تغتصبها يا دكر!! "قالها ثم ركله مرة أخرى حتى أن سليم شعر بأمعائه تتمزق فدنا منه مهاب مستمتعًا بآلامه وقال وهو يضغط على الأحرف:"هخليك تتمنى الموت ومتلاقيهوش.. "
جاهد سليم في إلتقاط أنفاسه وقال بخضوع:
- "أنا هقولك على كل حاجة"
تفاجئ مهاب بذلك فكان يتوقع العكس تمامًا لكن سليم تابع وهو يجاهد في إخرج الكلمات من وسط الدماء فبدا صوته متحشرجًا:
- "نرمين جت قالتلي إن في واحدة والمطلوب إننا نجننها.. شغل من الأخر شمال ومش أي حد يعمله، معرفيش مين اللي ليه يد في الموضوع كل اللي ليا الفلوس والخطة وأنا بنفذ وبس، لما طلبت أعرف بتعامل مع مين قابلت واحدة اسمها نهى وبعد كدا بقى كلامي معاها.. "
حاول مهاب السيطرة على نفسه وتأجيل غضبه حتى يفهم فسأله بعقلانية:"والخطة؟!! "
اعتدل سليم قليلًا وقال:
- "كانت مع رأفت من الأول هو اللي بدأ وأنا كملت، كنا بنحاول نعمل حاجات في المستشفى ونخفيها على أساس إنها بتكون حقيقية في نظرها بس ومش موجودة...
لما بدأت الأدوية تشتغل على هلاوس التعابين في دماغها من الواضح إنها كانت بتخاف منهم وعلشان كدا فكرت فيهم في الأول...
جبنا تعابين وسيبناها في الاوضة فعلًا ومن تحكمي أنا بالأدوية في أعصابها فعارف إن هي مش هتستحمل وهتقع وده فعلًا اللي حصل أول ما الصدمة حصلت خليت نرمين تنادي الراجل وخد التعابين وحسابه وكأن شيئًا لم يكن!! "
بدأ كل شيء يتضح أمام مهاب رويدًا رويدًا ..
قالت له ليلى كلمة في موضوع إعتداء سليم عليها لم يأخذها هو بمحمل الجد وكأنها كانت تعلم ذلك المخطط القذر للإيقاع بها ..قالت له:"ارجوك صدقني مجاش في الفيديو إني بقطع هدومي" بالفعل كانت تلك ثغرة لم ينتبه لها..
- "كنت أنت بتقويها فنقلنا للجزء الأهم من الخطة وهو أنت، كان لازم تصدق إنها مجنونة علشان هي تبدأ تنهار، ظبطنا فيديو فوتوشوب ليها وكنت حريص على كلامي علشان يكون في الاتنين واحد، وأنا عارف إنها مش هتسكت على لمسي ليها وهتستنجد بيك..
وكان لازم تقتنع إنت أن كل ده تهيؤات مش حقيقي..
وكان هدفنا إنها متلاقيش حد يصدقها وتنهار..
وده اللي حصل فعلًا من أول ما صدقت إنها مجنونة وبدأنا نزود جرعات الدوا اللي كان بيركبه رأفت ويبعته نشتغل بيه معاها واللي هيأثر على أعصابها"
بدا مهاب مصدومًا حزينًا، فما يثير حزنه حقًا هو استغاثتها به.
لم تكن تطلب منه شيئًا سوى أن يصدقها ولو بجزء ضئيل وهو لم يفعل وقد كان جزءً من خطتهم ونفذها دون أن يعلم.
تحرك مهاب نحو سليم والشرر يتطاير من عينه وقبل أن ينهال عليه باللكمات مرة أخرى فُتِحَ الباب ودخل رجل من ذوي الأجساد الضخمة وهمس في أذن مهاب بشيء فاتسعت حدقتا عينه في دهشة ثم ابتسم إبتسامة جانبية والتفت إلى سليم وقال:
- "ربنا رحمك المرة دي من أيدي، راجعلك كمان شوية"
قالها وخرج من الغرفة في وجود طغى على المشهد ثم خرج من باب إحدى المخازن القديمة ودخل من باب آخر وقد حان لقاؤه مع... سلمى...
★☆★☆★☆★☆★☆★☆★☆★
دفع الباب بعنف ليفتح على مصرعيه فانتفضت هي لكنها نكست رأسها مرة أخرى حين رأته.
دخل "مهاب" وأغلق الباب خلفه لأن ما سيقوله شديد الحساسية وأيضًا شديد التعلق بليلى وهو لا يريد كلمة واحدة من أحد عليها، يكفيه أن أصدقائه مشتركون في ذلك.
استسلامها وخضوعها التام يثير دهشته وذلك ما اخبره صديقه به، لم تقاومهم..
بدت منكسرة...
اقترب منها قليلًا وخانته نبرة صوته الذي كان يريدها قوية حازمة فخرجت مصدومة حزينة.. "ليه يا سلمى ليه؟؟ "
سمع صوت بكائها فأغلق عينه بضيق حقيقي مما يحدث.
لماذا خانتها؟؟ لماذا؟
هي التي كانت تريد أن تعطيها كل ما تملك، هي التي قالت عنها أختي!!
لم يكن يعلم أنه لم يتم ربطها بالمقعد الذي تجلس عليه حتى رفعت كفيها وأخفت وجهها في ندم حقيقي، لم يتمالك مهاب نفسه، فأقترب منها ورفع وجهها بقوة وضغط عليه وهو يقول:
- "ليلى عملتلك أيه علشان تعذبيها العذاب ده؟! "
نطقت بهدوء وهي تسترجع ما حدث في رأسها:
- "أنا كنت بحميها!! "
رد في تهكم:
- "بتحميها؟!! بذمتك أنتي مصدقة نفسك!! "
رفعت وجهها وبدأت إقرار ذنبها:
- "عمّها جه وقالي على اللي ناوي يعمله.
كدا كدا كانوا هيجننونها، هو كان عايز الورث وليلى دماغها ناشفة، أنا كنت باخد بالي منها، لو كنت رفضت وسبتهم همَ معاها كانت ماتت.
أنا كنت بحافظ عليها وبحميها منهم كدا كدا جلال كان هياخد الفلوس، ده كان ممكن يقتلها"
قال مهاب في سخرية:
- "امم يا حرام وطبعًا لازم تحمي صاحبتك عشرة عمرك من الناس الأشرار فعقلك صورلك إنك كدا بتاخدي بالك منها، فساعدتيهم إنك تأذيها وتجننيها، أنا اللي عايزه منك حاجة واحدة بس! أنا عايز أفهم كل حاجة عملتوها وبالتفصيل"
ترددت سلمى ونزلت دموعها ثم قالت:
- "ارجوك يا مهاب، لما تشوف ليلى، حنن قلبها عليا متخليهاش تكرهني، أنا مليش غيرها، علشان لما أموت الاقي حد يترحم عليا"
نظر لها شذرًا ثم قال من بين أسنانه:
- "أنتي عايزة يتولع فيكي بجاز وسخ!! اللي زيك حرام فيه العيشة والله"
- "في الأول بدأت أنا أشغلها في البيت.. وكنا بنخليها تنام بالأيام.. كنت أبقى بايتة معاها وتاني يوم أقولها إني بقالي كتير مشوفتهاش..
بدأت أقنعها تروح لرأفت ده وكانت البداية لما وقعت ادام أساور اللي وقتها مكانتش بتشتغل معانا..
كلمت عمّها وكلم رأفت وخدتها ع هناك ومن هنا بدأت الأدوية..
بعدها اتفقت مع حد على أنه هيشاغلها في البيت فطبعًا كان لازم يبقى جوه المدينة فقعدناه في فيلا جلال جمب ليلى، واديته مفتاح الباب اللي ورا، المكان ده ليلى مش بتروحه خالص لإني عارفه أنها بتخاف منه"
انتبه هو لما قالته وهو يتخيل ما فعلته من حقارة معها.
فهي صديقتها التي تعلم عنها كل شيء وقد استغلت كل شيء تعرفه لتدميرها....
"بدأ يدخل بليل بعد مواعيد الدوا علشان تحس إن في حد معاها، الدوا ده بيتعب أعصابها هيخليها من أقل حاجه يغمى عليها وده اللي كان بيحصل فعلًا مفيش ولا مرة صمدت...
في مرة كان هيبوظ كل حاجة وهيظهرلها هيفضحنا وده اللي مكانش نقدر عليه..
بس أنا لحقت الموضوع وضربتها بحاجة فوق دماغها فوقعت وأنا إيدي اتعورت بس مشيت بعد ما عرفت إنها مجرد إغماءة لكن هي بدأت تشك إن في حاجة مش مظبوطة وبلغت البوليس لكن بعد التحريات مفيش بصمات غريبة لإنها بصماتي وبصماتك!! "
رفع حاجبيه في دهشة وقال:"بصماتي؟؟ "
تابعت:"لما بدأت تقرب من ليلى بدأت الخطة تبوظ لإن وجود طرف تاني غيري معناه إن في حاجات هتتكشف فمثلًا اليوم اللي أنت كنت فيه بايت عندها تحت وأنا فوق ومعرفش، أنا وقتها عرفت إنها خدت الدوا فكان لازم اخوفها وهي هيغمي عليها ده الطبيعي!! لكن هي صرخت وأنت دخلت وكل حاجة باظت"
تذكر مهاب شيئًا ما فقال:
- "فعلا هي كسرت الفازة فوق دماغ الراجل وضربته بالشوكة في رجله؟!! "
ابتسمت هي وقالت:
- "ااه، وجودك في حياة ليلى قواها أوي..
خلاها تعافر وتواجه بعد ما كانت خايفة تعرف في أيه!
لما حست بالحركة الغريبة في البيت ولقته هو الراجل ده ضربته وجريت واتصلت بيك عملت حاجات مكناش عاملين حسابها، لكن ليلى هتفضل ليلى، دخلت واستخبت وهنا بدأت تضعف وأغمى عليها جيت أنا الشقة وظبت كل حاجة زي ماكانت وكأن شيئًا لم يكن"
نظر لها بوعيد وقال:"وكأن شيئًا لم يكن...
ده شعاركم بقى؟!! "
قالت بحزن: "السر إن مينفعش تقرب، كان لازم متقربش علشان الدنيا متبوظش مننا، إنت دكتور صيدلي ومن السهل تعرف إحنا بنعمل ايه علشان كدا كنت حريصة أخبي العلاج في شقتها.. لما أعرف إنك جاي كنت بشيله عند الباب اللي وراه وبنسى أرجعولها فعلًا..
كان لازم تبعد، فعملنا فكرة ممنوع الإقتراب..
وحاولنا ندخلها المستشفى علشان نبعدك عنها ،وفعلًا نجحنا في ده بعد ما أثبتنا إن وجودها بره هيأذيها ومع إختلاف المكان ليلى بدأت تتجنن فعلًا ويوم ما كانت عند عمّها وشافت التعابين وأغمى عليها كان كل ده مش حقيقي فعلًا لكن لما عرفنا كدا ودناها المقابر علشان تستغرب أكتر، ده بعد ما صحيت لقت نفسها في المستشفى وأنا جمبها طبعًا لإن كان لازم أطمن عليها، وبعد كدا أنفذ اللي همَّ عايزينه، أنا والله كنت باخد بالي عليها، كذا مرة اكون بايتة معاها وأقوم الاقيها واقعة في أي حتة في الشقة.. ده مكانش ينفع..
كنت بنقلها تاني مكانها.. وكأن شيئًا لم يكن..
لوى فمه في تهكم صريح وقال:
- "لا أصيلة فعلا!! "
لم تهتم بما قاله فغرضها الآن هو الإقرار بذنبها علّ ذلك يخفف من تأنيب ضميرها المستمر لها...تابعت:
- " كان لازم نقنعك إنها مجنونة بس اللي مكنتش عارفاه فعلًا سليم الكلب، واللي كان بيحاول يعمله، أنا كان غرضي أحافظ عليها وأحميها منهم، لكن سليم بهدلها.
آآه لو أشوفه كنت قتلته، لكن أنت كنت بدأت تصدقها ولو بنسبة ضئيلة يا مهاب وأنا كنت خايفة عليها وكنت هقولك فعلًا لحد ما جلال أقنعني للأسف إن كل ده تهيؤات منها ومينفعش نصدق"
رد مهاب في تهكم وغضب:
- "وطبعًا بعد ما كانت فترة ممنوع الأقتراب كان لازم مصدقاش الفترة الجاية؟ "
قالت سلمى في إندفاع:
- "يا مهاب والله العظيم أنا روحت لجلال وطلبت منه يخرجها وكمان مرة معاك، احنا متفقناش على كدا، مفيهاش أذيه ل ليلى، هو كل اللي عايزه الفلوس، يسيب ليلى في حالها بقى وبلاش القرف ده، لكن هو رفض جدًا...
والله يا مهاب أنا كنت بحميها، لما عرفت إن جلال هيبعتلها حد يرميها في حمام السباحة بعد ما اتفق مع أساور على كل الكلام وهو عارف إنها بتثق في كلامها، أنا كلمتك على أساس إني هي.. وقولتلك ألحقني يا مهاب، كان لازم تلحقها.. ده كانت ممكن تموت ليلى مش بتعرف تعوم.. "
هدر مهاب ب..
"أنتو ايه شياطين!! مفيش رحمة، وأنتي؟! أزاي قدرتي تقنعي نفسك إنك كدا بتحميها، ليلى كانت عايشة في كابوس، فاهمة يعني أيه كابوس؟! وأنتي السبب فيه يا سلمى.. مش حد تاني"
وضعت يدها على صدرها وقالت في وسط بكائها:
- "أنا لو كنت عايزه أذيها كنت قولت لعمّها على مكانها بعد ما أنت هربتها، لكن أنا خبيت وقولت أنها استحالة تكون عندك!! "
صفق مهاب وقال بتهكم:
- "لاا بجد؟!! برافو يا أنسة سلمى، ونعم الصحاب بجد..."
كان سيتابع لكن أوقفه صوت هاتفه ففتح الخط وكان التالي..
قال محمد وحبات العرق تتزايد على جبينه:
- "مهاب الوضع خطر هنا لازم تيجي؟ "
تشنجت تعابير وجه مهاب وتساءل:"في أيه يا بابا؟! "
نظر محمد عبر الزجاج ورأى ليلى وسط الأجهزة الكثيرة ثم قال:
- "ليلى يا مهاب!! مسكنا ممرضة كانت هتقتلها هتحطلها إبرة هواء في المحلول وتحفظنا عليها والنيابة جايين على هنا، لازم تكون هنا في أسرع وقت"
لم يشعر مهاب بنفسه وهو يردد في قلق شديد:
- "ليلى!! بابا هي كويسة دلوقتي؟ "
زفر محمد وقال:"أطمن يابني بس تعال بسرعة"
أغلق مهاب الخط فوجد سلمى تنصت إلى الحوار بإنتباه.
حركت شفتيها المرتجفتين وقالت بصوت يخشى القادم: "ليلى مالها؟!! "
توجه مهاب نحوها وفي حركة وباغتها بصفعة عنيفة على وجهها فوضعت يدها على وجهها وقالت بصدمة:
- "بتضربني يا مهاب"
قال بشر:
- "كان نفسي أقتلك، بس مش عايز أوسخ أيدي بدم واحدة **** زيك"
اتسعت عينها جراء ما قاله فتابع هو بشراسة:
- "البوليس هيجي ياخدك يا هانم!! أصل نفسي أشوف حبل المشنقة وهو لافف حوالين رقبتك"
لا إراديًا رفعت يدها وتحسست عنقها برفق ثم ابتلعت ريقها بصعوبة، كان ذلك حين خرج مهاب وأغلق الباب خلفه.
★☆★☆★☆★☆★☆★☆★☆★
وبعد مرور عدة أيام...
"ليلى حبيبتي سامعاني، أنا مهاب الأستاذ الدكتور الظريف، اللي بيحبك يا ليلى.
قومي علشاني أنا أرجوكي..
سيبك من كل القرف اللي فات، أنا جمبك وهحميكي"
ربتت الممرضة على ظهره وقالت:
- "يا أستاذ اللي بتعمله ده ميصحش، هي في دنيا تانية"
مسح عبراته بطرف كمه وقال:
- "بس الدكتور قال أنها سمعانا"
تنهدت وقالت:
- "يبقى لازم نخلي عندها رغبة في الحياة مش نعمل زي حضرتك كدا ونفكرها بكل اللي حصل"
إلتفت مهاب نحو ليلى الغائبة عن الوعي أمامه ثم قال:
"أرجوكي، يا ليلى فتحي عينك...
أنا هنا ونفسي اشوفك..
يا حبيبتي مش نفسك نتجوز زي ما كل الناس بتتمنى مع اللي بتحبهم، أهو أنا نفسي نتجوز ونخلف بنات يكونوا شكلك يا حبيبتي"
مد يده وتناول يدها بين راحتيه وكانت اللمسة الحادية والعشرون..
وضع قبلة رقيقة فوق كفها تزامنًا مع وقوع دموعه فوق يدها..
ثم رفع وجهه ونظر لها وقال:
"ليلى، سمعاني؟!
طيب ليه فاقدة رغبتك في الحياة؟
أنا بحبك وعايزك لسا متسيبنيش"
"ليلى!!!! "