الجزء 1

فى مدينة الاسكندريه
فى أحدى البيوت البسيطه
كانت تتململ على فراشها بنزعاج عندما رن منبها ليوقظها ليقطع عليها أحلامها الورديه فمدت يدها بكسل و اوقفته ونهضت عن سريرها فصرخت بفزع عندما وجدت شقيقتها تفتح باب غرفتها فوضعت يدها على قلبها وهتفت بغضب :
-فى ايه يا "روسلين" خضتينى، عاوزه تجبيلى سكته قلبيه
نظرت لها روسلين وهتفت بدهشه:
-هو انا كلمتك يا بنتى هو انا ذنبى ان لو حد قالك عو تتخضى الحق عليا كنت جايه اصحيكى عشان شغلك
تخطتها داليدا وخرجت من غرفتها وهى تهتف ساخره :
-متشكرين على خدماتك
=خدى هنا راحه فين قبل ما تروحى فى اى حته روحى افطرى
التفتت لها داليدا بحماس وهتفت:
-هتفطرينى ايه هاا؟
=قليالك بضتين وعندك عيش وجبنه
اختفت علامات الحماس من على وجه داليدا ورفعت يدها الاثنان فى الهواء وهى تهتف بنفاذ صبر :
-يااارب ارحمنى كل يوم نفس الفطار ليه!
امسكتها روسلين من طرف بجامتها وهى تهتف بغضب :
-بتدعى على اختك الكبيره يا جزمه انتى عارفه انا اكبر منك بكام سنه
كتفت داليدا ذراعيها امام صدرها وهتفت بمزاح :
-طبعا عارفه يا روح داليدا انتى عندك ٥٠سنه وانا عندى ٢٥يعنى بينى وبينك......
قاطعتها روسلين عندما وضعت يدها على فم شقيقتها وهى تهتف بتوتر :
-اخرسى فكرتينى ليه اخرسى
ثم تركتها وذهبت إلى الصالون فهتفت داليدا وهى تضحك وتركض خلفها:
-استنى يا بت ده انتى صاحبى الرشاش اللى مبيفضاش يا نوسه
نظرت لها روسلين وهى تجلس على الطاوله لتبدأ فى تناول طعام الإفطار وهتفت:
-شكل المصريين نسوكى انك تركية
جلست داليدا أمامها على الطاوله وامسكت برغيف خبز وهى تهتف :
-يا شيخه اتنيلى ده انا بكلم مصرى احسن منهم
=على رأيك ده انتى قعدتى فى مصر اكتر من تركيا
نظر الاثنان لبعضهما فضحكا الاثنان بصوت مسموع
..........................................
فى فيلا عائله نور الدين "غرفة يحيى"
نهض من سريره نشيطا واتجه إلى الحمام الملحق بغرفته وتوضئ وخرج وصلى فرضه واتجه لآلة المشى و بدء بعمل روتينه الصباحى للحفاظ على رياضه جسدة، وما ان انتهى حتى دلف لحمام الغرفة ليستحم وخرج وارتدى ملابسه و وضع سلاحه فى حزامه و وقف يصفف شعره امام المرآه بتركيز فبد كالامير و قام بوضع عطره ذات الرائحة النفاذه و فتح باب غرفته ونزل درجات السلم ليجد عائلته متجمعه على مائده الافطار فجلس هو بجوار مروان وهو يهتف بابتسامه هادئه :
-صباح الخير
نظر مروان إلى ساعة يده و نظر ليحيى وهتف باعجاب:
-لا شابو بجد مفيش حاجه ماشيه بنظام ده فى الدنيا يعنى انت بتعمل كل اللى وراك وكل يوم بتنزل فى معادك الساعه 9 بدقيقه
رد عليه ساهر باعجاب:
-ايوا ده بيصلى وبيستحمى وبيدرب كل ده ومبيتاخرش ده غير الشويه اللى بيفتح فيهم النت
نظر لهم يحيى بتفاخر واجاب مازحا:
-والله اللى غيران مننا يعمل زينا
نظرت له نجاة بابتسامه حنونه :
-بكره لما تتجوز هتيجى اللى تشقلب حالك مفيش حاجه بتفضل على حالها
نظر لها يحيى بجمود وقد اختفت تلك الابتسامه من على وجهه واجاب:
-لو الدنيا كلها اتغيرت الرائد يحيى نور الدين مبيتغيرش
ساد الصمت للحظات حتى فجأه اندفعت نورهان
كاى ام مصرية وهى تقول بغضب:
-شوفت اخوك عمل ايه امبارح فى الكلية
ردت عليها داليا بسرعة:
-ما خلاص يا طنط وبعدين مروان مغلطش
لكزتها مريم بذرعها فى جنبها لتجعلها تصمت ولا تتدخل فتأوهت هى بالم لحركتها المفجأة فبتسم يحيى بسخرية وهو يقول:
-نفسى اعرف بيديكى كام عشان تدافعى عنه، ده اخوكى مبتعمليش معاه كده
نظر له ساهر بمسكنه وهو يقول بحزن مصطنع:
-اه والله وانت الصادق دى بتسخن ابوها وامها عليا
هتف مروان ببرود مدافعا عن نفسه:
-انا معملتش حاجه هو ابن الدالى حب يفرد نفسه عليه رحت مكسر طربيزات الكافتريه على دماغه نسى نفسه
اكمل يحيى تناول طعامه وهو يهتف بدون اى تعبيرات على وجهه:
-تمام اوى أنت مش هتبطل مشاكل الا لما تشتغل وتتعلم الادب ويبقا ملكش وقت تتسرمح عشان كده كلمت خالك وهتروح تستلم شغلك فى الكافيه بتاعه بعد الكلية النهارده
نظرت داليا إلى يحيى بصدمه وقبل ان يعترض مروان نهض يحيى من مكانه وهو يقاطعه:
-ولو مرحتش النهارده الشغل مفيش عربيه مفيش تلفون مفيش بلاستيشن مفيش كلية وهتقعد فى البيت زى الحريم خلص الكلام
ثم ذهب وقبل يد والدته وخرج إلى عمله، نظر مروان إلى والدته بغضب وهتف:
-كان لازم يعنى تحشرى سى يحيى فى الموضوع ده، انتى روحتى قولتى لجدى وابويا وعمى وكل واحد فيهم قعد يزعق شويه انا معتش مستحمل حرقة الدم دى اخرها هبقا جرسون فى كافيه!
ثم نهض من مقعده وذهب إلى غرفته فنظرت مريم إلى داليا وهتفت:
-داليا حبيبتي حاولى تهديه انتى اللى بتعرفي تتكلمى معاه الشغل لا هو عيب ولا حرام اخوه خايف عليه وفعلا مروان مش هينصلح حاله الا لما يشتغل ويتعب ويركز فى مذكرته كلنا خايفين عليه
رمقتها داليا بحزن وهتفت مبرره:
-يحيى عنده حق طبعا يا ماما فى اللى عمله بس مروان والله ما هو اللى بادئ الشكل امبارح هو الشاب التانى اللى اسمه"حازم" ده اللى قعد يستفزه
هتفت نورهان بحنق من تصرفات ابنها وهى تنظر لداليا:
-مهما يكن اكيد انه يضربه مكنش ده الحل افرضى الموضوع مكنش اتحل ودى والولد راح اشتكاه كنتى هتبقى فرحانة وهو بيقضى شبابه فى السجن!
ردت عليها نجاة بسرعه:
-بعد الشر عليه، ان شاء الله مروان هينصلح حاله داليا هتكلمه وهيروح شغله
سندت داليا رأسها على ذراعيها على الطاوله وهى تهتف بجديه:
-امرى لله هكلمه
...............................................
فى الادارة
دخل يحيى الى مكتبه وجلس يراجع بعض الاوراق التى امامه حتى رن الهاتف الارضى فى المكتب فلتقطعه وهتف ونظره مازال على الاوراق التى امامه:
-وعليكم السلام.... بخير الحمدلله وحضرتك عامل اية.... دقيقه وابقى عند حضرتك
ثم نهض من على مكتبه وذهب إلى مكتب العميد ودخله بعد ان طرق الباب فرحب به العميد وبعدها جلس يحيى فى الكرسى المقابل له فهتف العميد بجديه:
-انا جبتك النهارده عشان اقولك انى لقيت الشخص اللى ممكن يقوم معاك بالمهمه
=بجد مين يا فندم؟
رد عليه العميد بجديه:
-بنت اسمها داليدا رسلان موهوبه جدا هتعجبك، قدرت تعدى كل الاختبارت اللى حطنها فيها على عكس زميلاها اغلبهم فشلو و ذكيه جدا ومصدر ثقه
سأله يحيى بشك:
-ودى بقالها قد ايه بتشتغل فى المجال ده
=سنتين تقريبا
-سنتين بس!
هتف بها يحيى بدهشة واكمل مبررا:
-مينفعش يا فندم انت متعرفش كام واحد حاول يخترق اللابتوب بتاع حسن احمد ده وفشلو مع ان ليهم خبرة كبيرة فى المجال ده وبقالهم سنين شغالين فيه البنت دى انا متاكد انها مش هتعرف تفتحه و....
هتف العميد مقاطعا بحده:
الزم حدودك يا سيادة الرائد، ثم ان اللى فشلو دول انا كنت موديهم عشان كنت واثق فى خبرتهم زيك لكن دلوقتى الوضع بقا خطير حسن اتخطا حدوده وانا متأكد ان البنت دى هى اللى هطلع جواب اعتقاله
هتف يحيى بضيق وهو ينظر للارض:
-تمام يا فندم
=انا هستدعى البنت اول ما توصل عشان لسه مجتش وهبعتها مكتبك عشان تفهمها كل حاجه زى ما فهمتك امبارح، تقدر تتفضل
اد يحيى التحية العسكريه له وفتح باب المكتب وخرج وما ان خرج حتى ظل يحادث نفسه اثناء طريقه إلى مكتبه:
-لا وكمان بنت هو انا ناقص شغل دلع الله يحرق اللى علم البنات وطلعهم من المطبخ
ثم دخل الى مكتبه وعلامات الضيق على وجهه
...............................................
فى كلية التجارة
جلست داليا بجوار مروان فى الكافتريا يشربان القهوه، امسكت داليا بكوبها وارتشفت منه القليل ثم وضعته مكانه وهتفت بحذر:
-مروان هتروح الشغل صح؟
تنهد مروان بضيق وهتف:
-مش عارف بس مش عاوز اروح، انا مبحبش حد يمشى كلامه عليا يا داليا ويحيى ده فارد نفسه فاكر مفيش منه اتنين
امسكت داليا يد مروان وضغطت عليها بحنان وقالت مبرره:
-مروان، يحيى زى اخويا زى ما انت اخويا واكتر كمان ويحيى خايف عليك اكتر من اى حد وبعدين فكك بقا من انى بدافع عنك قدامهم ده بس عشان جدك ميقلبش وانت عارفه لو قلب، لكن انا وانت عارفين كويس انك غلطان وتصرفاتك طايشه
اشاح مروان برأسه للجانب الاخر بضيق فهتفت داليا محاولة اقناعه:
-يا مروان......
قاطعها مروان عندما التقط قطعه من البسكوت الذى امامه و وضعها فى فم داليا بنفاذ صبر وهتف:
-خلاص يا داليا هروح بلاش وجع دماغ
ابتلعت داليا قطعت البسكوت وامسكته من خده وشدته بمرح وهى تقول:
-حبيبى يا مارو
فجأة امسكت فتاة يد داليا وابعدتها عن وجه مروان، فوقفت داليا بصدمة و وقف معاها مروان فصاحت بها داليا بغضب:
-انتى اتجننتى يا سما؟!
كتفت سما ذرعيها وهتفت ببرود:
-ايه يا دولى بغير ده بقا حبيبيى بردو
امسكت داليا حقيبتها ورمقت مروان نظرت احتقار وغادرت فهتف مروان بصوت عالى:
-داليااا يا دالياا
كاد مروان يذهب خلفها لكن امسكته سما وهتفت بغضب:
- كنت ناوى تخبى عليها يعنى لحد امته انك مرتبط بيا.......


إعدادات القراءة


لون الخلفية