الجزء 16

الفصل السادس عشر:
نظر مروان إلى جده فوجد وجهه احمر من شدة الغضب ومع ذالك هتف مروان بنفعال:
-ايه ده يا جدو؟! التلفون! هو انت هتجبلى واحد غيره يعنى!
رفع نور الدين يده فى وجه مروان محذرا وهو يهتف:
-انت تخرس خالص بقا انا اخلى يحيى يبعتك عشان تشتغل عشان تحترم نفسك وتتربى تروح ترتبطلى بواحده زى دى!
ضحك مروان بسخريه وهتف:
-زى دى ازى يعنى، ناقصه ايد ولا رجل هى يعنى!
امسكه الاخير من يده بقسوه وهتف:
-مالها؟! دى تربيه شوارع لا من مستواك الاجتماعى ولا الاقتصادى ولا حتى التعليمى
نزع مروان يده بقوه وهتف بغضب:
-اومال مين اللى من مستوايا؟! سما! ضحكتنى والله اوعى تكون فاكر انى هسمحلك تلعب بحياتى زى ما لعبت بحياة يحيى وفى الاخر دمرت حياته هو ومنه انا مش لعبه فى ايدك ولا فى ايد غيرك
=مروان!
هتف بها حمزه بغضب وقد دخل للشرفه هو الاخر فاكمل:
-انت ازى تكلم جدك بطريقه دى
هتف مروان مدافعا عن نفسه:
-انت مش شايفه بيقول ايه وهى زنبها ايه ان ابوها وامها ماتو واتربت فى دار ايتام انا مش فاهم انا.......
صفعه حمزه بقسوه على وجهه وهو يهتف:
-انت تخرس خالص!
نظر له مروان بصدمه فدخلت والدته إلى الشرفه على اثر كل تلك الضجه ونظرت لزوجها بعتاب وهى تحاوط ابنها وهتفت بعتاب:
-ليه كده يا حمزه هو عيل صغير عشان تضربو!
انصرف نورالدين بغضب و ورائه حمزه فادخلت نورهان ابنها إلى الغرفه واغلقت باب الشرفه وباب الغرفه وجلست بجواره على السرير و وضعت يديها على كتفه وهتفت:
-متزعلش يا مروان انت عارف ان ابوك مبيستحملش كلمه على جدك وانت بردو مكنش ينفع تعلى صوتك على جدك!
نظر لها مروان وقد فرت دمعه من عينيه وهتف:
-انا بكرهو البنى ادم ده عمال يتحكم فينا زى ما نكون شطرنج! فى الاول يقنع يحيى يجوز منه وهو ميحبهاش وفى الاخر يطلقو وهو دلوقتى بيحاول يقنعه تانى انه يرجعلها وبيحاول معايا انه يعيشنى نفس التجربه عاوز يجوزنى واحده مبحبهاش لمجرد انها بنت شريكه و مش همه سعادتى كل اللى همه مصلحته وشغله وبس
اخذته نورهان بين احضانها وهتفت مبرره:
-بس يا مروان جدك مش قصده كل اللى همه مصلحتك ومصلحة اخوك
ابعدها مروان عنه وهتف بهتياج:
-اه ما انتى لازم تقولى كده ما هو عمك!،تقدرى تقوليلى اتجوزتى بابا ليه؟!
صمتت نورهان وتنهدت بضيق فاكمل مروان بسخريه:
-طبعا عشان الاستاذ نورالدين قرر هو وابوكى ما هو وابوكى وابو طنط مريم نفس العينه ناس تحكمين بيفرضو قرارتهم على الناس، بس لا يا ماما اللى اتفرض عليكى انتى وبابا وعمى نبيل وطنط مريم مش هيتفرض عليا انا ويحيى
ثم القى نفسه على فراشه وسحب الغطاء على وجهه فوضعت نورهان يدها على رأسها بتعب واعتدلت على السرير وتمددت بجواره وهتفت مازحه:
-طيب هنام جنبك النهارده،مش هتاخدنى فى حضنك؟!
ابعد مروان الغطاء عن وجهه ونظر لها واقترب منها واخذها فى احضانه فمسدت نورهان على ظهره بحنان وهتفت فى نفسها:
-ربنا يريح بالك يابنى
...............................................
فى صباح اليوم التالى
دلفت الممرضه لغرفه العنايه فوجدت داليدا تجلس على طرف السرير وفى يدها هاتفها تقرأ منه قرآن فاقتربت منها وهتفت مبتسمه:
-صدق الله العظيم
التفتت لها داليدا بعد ان تصدقت ونهضت من مكانها وهى تضع يدها بألم على ظهرها فهتفت الممرضه بندب:
-انتى كويسه؟!،انتى فضلتى قاعده كده طول الليل ومش سانده ضهرك على حاجه اكيد تعبانه!
ابتسمت داليدا بارهاق وهتفت:
-لو كنت روحت امبارح مكنتش هبقى مستريحه ابدا وانا سيباه هنا لوحده
ضحكت الممرضه وهتفت:
-بصراحه انا مكنتش اعرف انك مسلمه اصل باين عليكى مش مصريه وكمان مشاءالله صوتك حلو فى تلاوة القرآن وبتقوليه بتجويد كمان!
-ضحكت داليدا عليها وهتفت:
-انا فعلا مش مصريه بس مش معنى انى مش مصريه ابقى مش مسلمه فى اجانب كتير مسلمين،انا كنت بقرءله قرآن عشان كان عنده صداع شديد ومنمش الا لما قعدت وقرءتله لحد ما انتى شايفه لما نام
=صحيت خلاص
التفتت داليدا إلى يحيى بدهشه بينما هتفت الممرضه بسعاده:
-حمدلله على سلامتك يا حضرة الظابط الدكتور هيجى يشوفك كمان شوية
ثم نظرت لداليدا وهتفت بتذكر:
-صحيح على سيرة الدكتور هو هيجى يشوفه كمان شويه لو شافك هنا مش هيحصل كويس
هزت لها داليدا راسه بتفهم وهتفت:
-انا ماشية دلوقتى اصلا
ابتسمت لها الممرضه وخرجت من الغرفه بينما اقتربت داليدا من سرير يحيى والتقطت هاتفها من جواره وهتفت:
-انا همشى بقا انا يا يحيى هروح اغير هدومى وارجعلك تانى
ابتسم لها يحيى وهتف:
-متتأخريش
هزت له داليدا رأسها مبتسمه وخرجت من الغرفه بل من المستشفى كلها واستقلت تاكس إلى منزلها وفى الطريق رن هاتفها فتنهدت بضيق وهى تضغط على زر قبول المكالمه وهى تهتف بنفاذ صبر وبصوت منخفض حتى لا يسمعها السائق:
-نعم فى ايه.......انت كنت عارف انه هيخطفه ويموته ومقولتليش لا وكنت عارف انه هيخطفنى انا كمان وكنت ساكت وبتقول يلا يولعو فى بعض.......يسلام كنت هتيجى تنقذنى قبل ما هو يجى لا بجد اتأثرت، وبعدين ايوا انقذته ولو رجع بيا الزمن هعمل كده انت عاوزنى اشوفه بيموت واسكت انت اتهبلت!، انا لازم اتأكد ان يحيى مذنب قبل اى حاجه مش عاوزه اظلم حد!........وخلاص حسن اتسجن وعملت اللى عليا لكن لو اتعرضت ليحيى انا اللى هقفلك انت فاهم!........لا طبعا مش جايه انا مروحه اغير هدومى وهرجعله المستشفى وعلى فكرة يحيى طلع ابن عمى
ثم اغلقت الخط بوجهه ونظرت من شباك التاكس وشردت بما قد يخبأه لها المستقبل
..................................
فى مكان اخر رمى الشخص الذى كان يحادث داليدا هاتفه على الاريكه بغضب سيطر عليه
فهتف ياسر بدهشه:
-فى ايه هى قلتلك ايه؟!
نظر له الشخص بغضب وهتف:
- بتقول انه طلع ابن عمها وكمان انا حاسس ان داليدا مش مظبوطه انا حاسس انها بتحبه
هتف ياسر بغيره سيطرت عليه وجعلت لهجته عاضبه:
-يعنى ايه هى نست الاتفاق! ده بدل ما تديله طلقه فى دماغه راحت تحبه! وبعدين ابن عمها ازى يعنى؟!
هتف الشخص بنفاذ صبر:
-معرفش يا ياسر معرفش بس داليدا مش هتجبها لبر
ضحك ياسر بمكر عندما فكر بفكرة شيطانيه فنظر له الشخص بغضب وهتف:
-بقول نكت لسمح الله!
نظر له ياسر وابتسم بخبث وهتف:
-هنشوف حضرة الظابط يحيى هيفضل يحبها ازى لما يعرف انها جاسوسه مزروعه فى الاداره وكانت قاعده معاه عشان تقتله!
ثم قهقه ياسر بمكر فضحك الشخص بسخريه
.................................
بعد اسبوع
فى الكافيه
دلف مروان إلى الكافيه وقلب عينيه فى المكان ليجد شابه فى العشرنيات من عمرها تقترب منه وهى تهتف بنبره رسميه:
-تؤمر بحاجه يا فندم؟!
نظر مروان لها ولملابسها الرسميه وهتف وهو ينظر ناحيه المطبخ:
-تالا هنا؟!
نظرت له الفتاه بتفحص ولم ترد عليه فتجاهلها مروان واتجه إلى المطبخ،كانت تالا تعطيه ظهرها وما ان سمعته يهتف باسمها حتى التفتت له بلهفه فقترب منها مروان بسرعه البرق واخذها فى احضانه بشوق كبير ولقصر قامتها رفعها مروان من على الارض وقد ضحك وهتف:
-وحشتينى يا أوزعه
انزلها مروان بعد ان ضربته بقبضتها بخفه على صدره وهى تهتف بحزن:
-نزلنى يا مروان ومتكلمنيش
تنهد مروان بضيق وهتف:
-يا تالا انتى متعرفيش اللى حصلى ده كان اسبوع ما يعلم بيه إلا ربنا
كتفت تالا يديها ونظرت له بتسأل فاكمل مبررا:
-جدى عرف باللى بينى وبينك
=ودى مصيبه! انت كنت ناوى تخبى يا مروان؟!
هتفت بها بدهشه فبرر مروان بسرعه:
-لا والله بس......
=بس ايه
نظر إلى الارض ورد بضيق:
-جدى عاوزنى اتجوز سما لمصالح بين ابوها وبينه عاملنى هدنة سلام حضرته! بس قبل ما دماغك تروح لبعيد انا عمرى ما كنت موافق ولا هوافق بس والله اللى اخرنى عنك الاسبوع ده انه كسر تلفونى بعد اخر مره كلمتك فيها ومنعنى اشوفك وانى اجى هنا اصلا و زى ما انتى شايفه هو كلم خالى وخلاه جاب البنت اللى بره دى بدالى لا و كمان اللى ساعده انه يحبسنى ان معتش حد بيروح الكليه وكله قاعد بيذاكر فى البيت عشان الامتحانات، ده مكنش بيخرجنى الا للمستشفى ليحيى اخويا، انتى متعرفيش انا جيت النهارده ازى؟ انا نطيت من على سور الفيلا!
مدت تالا يدها إلى ذقنه لترفع نظره من الارض لها وهتفت بابتسامه مطمئنة:
-متقلقش يا مروان كله هيبقى تمام وصدقنى لو انا وانت مكتوبين لبعض محدش هيقف فى طريق نصبنا وجدك خايف عليك وعاوز مصلحتك
ضحك مروان بسخريه وهتف مصححا:
-جدى خايف على نفسه وعاوز مصلحة نفسه، بس لا انا طول عمرى بسمع كلامه بالحرف لكن انه يدخل فى مستقبلى مش هيحصل!
امسكت تالا ذراعه وضغطت عليه بحنان وهتفت:
-يا مروان هو اكيد مش هيجوزك دلوقتى انت لسه هتمتحن اخر سنه ليك فى الكليه وبعدين هتتخرج وبعدين هتخش الجيش وتقعدلك كام سنه يعنى قدامك3سنين على الاقل عما تتجوز معقول فى ال3سنين دول مش هتعرف تقنعه بجوزنا!
=هتستنينى!
هتف بها بعفويه فابتسمت تالا وهتفت للمره الثانيه:
-معنديش غيرك استناه
...................................
فى المطار
كان نبيل يسير إلى خارج المطار وبجواره روسلين حتى فجأه وقفت روسلين وهتفت بقلق:
-انا قلقانه يا نبيل!
خلع نبيل نظارته الشمسية من على عينيه حتى يتمكن من رأيتها بوضوح وهتف:
-عارف انك مش عارفه هتوجهى داليدا ازى بس ده هيحصل هيحصل
ضحكت روسلين بسخريه وردت:
- داليدا بس! وبنسبه لمراتك وعيالك وعمتك، وابوك اللى كان السبب فى اللى حصل زمان!
تنهد نبيل بضيق وفتح لها باب التاكس وهتف:
-ممكن متشليش هم حاجه وتسيبى اللى يحصل يحصل!
دلفت روسلين إلى التاكس وهى تهتف:
-ربنا يستر!
................................
استغلت هى خروج اخر ذبون من المكان وانشغال تالا مع مروان فى الحديث وامسكت هاتفها فى يدها وخرجت من الكافيه وعبثت فى هاتفها حتى وصلت لوجهتها ووضعت الهاتف على اذنها وهى تلتفت من حين إلى اخر حتى تضمن ان لا احد ورائها،ركزت سمعها على صوته الخشن الذى جاوبها بقتضاب:
-عاوزه ايه؟!
=حفيدك اللى اسمه مروان ده هنا عند تالا!....


إعدادات القراءة


لون الخلفية