الجزء 9
الفصل التاسع:
نظرت له داليدا بصدمة ورمشت بعينيها قليلا محاولة استوعاب ما قاله فادرك يحيى زلة لسانه فهتف وهو ينظر امامه بكذب:
-فى ايه يا بنتى تنحتى ليه انا بتريق اصلك بتتكلمى كانك بتوصفى نفسك
تنهدت داليدا براحه وهتفت وهى تضع يدها على كتفه بغرور مصطنع:
-معلش معلش اكيد لو دورت هتلاقى حد زيى مع ان لو بعد ١٠٠سنه مش هتلاقى حد شبهى لان داليدا بتيجى مره واحده بس فى حياة اى حد
نظر لها يحيى وهتف بابتسامه:
-لا و واثقه من نفسك اوى
=اومال مش داليدا رسلان من حقى ابقا واثقه
هتفت بها وهى تتظاهر بنفض طرف بلوزتها كنوع من الغرور فهتف يحيى بجديه:
-تحبى نبدأ تدريبك من امته النهارده ولا بكره
هتفت داليدا بتذمر وعفويه:
-هو لازم يعنى الموضوع ده ما هو انت لو معايا مش هيجرالى حاجه
رفع يحيى حاجبيه وهتف بضحك:
-وهو انا هفضل طول حياتى معاكى ولا ايه
وضعت داليدا يديها على خديها وهتفت بمرح:
-بس احنا بقينا صحاب!
هتفت داليدا بها ورن هاتفها فامسكته ونظرت لشاشته وهتفت بضحك:
-خلاص مش مهم ياسر موجود
نظر يحيى لشاشة هاتفها فوجد ان ذالك الياسر يتصل بها فهتف ببعض الغيره:
-مين ده؟!
هتفت داليدا وهى تراقب الهاتف وهو يرن:
-ده ياسر جارنا اكيد خبط عليا ملقنيش فى البيت قلق وكمان عشان هو عارف ان اختى مش هنا انا خايفه ارد واحكيلة يروح يقول لاختى ويقلقها على الفاضى
هتف يحيى وهو يتنهد:
-ما هو لو مردتيش هيقلب الدنيا بردو، ردى وقوليله ان عندك سفرية تبع الشغل وهتتأخرى
هزت داليدا رأسها وضغطت على زر الايجاب وفتحت مكبر الصوت فأتها صوته بلهفه:
-داليدا! انتى فين يا بنتى بقالى ساعه بخبط
هتفت داليدا بهدوء:
-انا فى سفرية تبع الشغل وهقعد كام يوم
هتف ياسر بشك:
-امته ده حصل
=امبارح
فهتف هو بعدم اقتناع:
-ااه ماما قالت انها شافتك وانتى ماشية مع واحد، مين ده؟!
تنهد يحيى بغضب بسبب اسألته المتكررة وفضولة فى اشياء لا تخصه فهتفت داليد:
-ده واحد زميلى يا ياسر
هتف ياسر بتحذير:
-داليدا خدى بالك من نفسك ومتتعمليش مع حد غريب ومتثقيش فى حد
هتفت داليدا بابتسامة:
-حاضر يا ياسر حاجه تانى
هتف ياسر بهدوء:
-هتوحشينى، هكلمك بليل فديو كول على الماسنچر عاوزه حاجه
هتفت داليدا بلباقه:
-ماشى، عاوزه سلامتك
وما ان اغلقت الخط حتى هتف يحيى بغيرة تحرق قلبه:
-الولا ده مش مظبوط بيدخل فى حجات ملوش فيها وايه هتوحشينى دى
هتفت داليدا بلا مبالاه وهى تنهض:
-هو اصلا بيحبنى وكان متقدملى بس......
جذبها يحيى بقسوة من ذرعها لتجلس مكانها مجددا وهى تصرخ بفزع فهتف هو ونيران الغيرة تلتهم قلبه:
-اما هو بيحبك مبتقطعيش معاه ليه لازم تديلة وش خشب عشان معتش يكلمك ويحترم نفسه ويلزم حدوده
افلتت داليدا ذراعها منه باعجوبة وفركته وهى تهتف بألم:
-يا عم ما هو جارنا واقرب واحد ليا بعد اختى طبعاو.......
قاطع يحيى عبارتها المبرره عندما قرب يحيى رأسها من رأسه بذراعه التى امتدت وراء رقبتها فنظرت له داليدا بصدمة وقد احمر وجهها وارتبكت لاول مرة من قربة منها فهتفت داليدا بخجل:
-فى ايه؟!
نظر يحيى مباشرتا فى عينيها التى كانت فى مواجهة عينيه وهو يهتف بغيرة:
-الكائن ده متتعمليش معاه تانى فاهمه
بدت مغيبه وهى تهز له رأسها بالايجاب ثم افلتت رأسها من يده و نهضت بسرعه من على الفراش وخرجت من حيث اتت فامسك يحيى بالمنبه الخاص به والقاه على الارض بقسوة ليتناثر كل جزء منه إلى اجزاء صغيره مبعثره فى انحاء الغرفه وهو يهتف بسخرية:
-قال اقرب حد ليها قال!
...............................
على الجانب الاخر وصلت داليدا غرفتها وهى تنهج وتحاول التقاط انفاسها فأغلقت باب غرفتها وجلست على الارض ورأه وهى تضع يدها على قلبها الذى اصبحت دقاته تسمعها فهتفت داليدا لنفسها وهى تكاد تبكى من الخجل:
-هو اتجنن ولا ايه انا عرفاه من كام يوم بس فى ايه
ثم نهضت من على الارض وهى تهتف بقوة:
-العيب مش عليه العيب عليا انا ما يولع انا خايفه على مشاعره ليه وبخاف عليه ليه اصلا! اصلا كل اللى بيعمله معايا مش عشانى عشان ده شغله و واجبه ففوقى كده يا داليدا واحترمى نفسك
ثم فكرت بالاتصال بشقيقتها فهى لم تحادثها
من البارحه فامسكت هاتفها واتصلت بشقيقتها فهتفت داليدا بشتياق:
-روسلين وحشتينى
هتفت روسلين بصوت مرهق:
-حبيبتي وانتي كمان اوى
هتفت داليدا بقلق وهى تجلس على فراشها:
-مالك يا روسلين؟! صوتك متغير
ابتسمت روسلين بارهاق وهتفت:
-مفيش يا حبيبتي شوية برد
هتفت داليدا بحنان:
-الف سلامة عليكى طب انتى هتيجى امته
=كام يوم كده وتلاقينى عندك عشان بخلص هنا حاجات مهمه
هتفت بها روسلين بكذب وتوتر لكن تحول توترها إلى خوف عندما دلف نبيل لغرفتها وهو يهتف بصوت عالى:
-روسلين يلا عشان.......
قاطعته روسلين بنظراتها الحادة له وهى تشير على الهاتف ففهم نبيل مقصدها و وقف ساكنا،فهتفت داليدا بتعجب:
-مين ده يا روسلين
هتفت روسلين برتباك:
-د...ده واحد مصرى اعرفه هنا بيساعدنى فى كام حاجه كده، حبيبتى انا مضطره اقفل عاوزه حاجه
هتفت داليدا بعدم اقتناع:
-عاوزه سلامتك
ثم اغلقت الخط والقت بنفسها على الفراش وهى تهتف لنفسها وهى تحاول عصر ذهنها:
-الصوت!......الصوت ده سمعته قبل كده بس فين ياربى فين!
................................
فى تركيا"اسطنبول"
ما ان اغلقت روسلين الخط مع داليدا حتى هتفت بعتاب وهى تنظر لنبيل:
-مش شايفنى بكلم فى التلفون لازم تكلم يعنى
جلس نبيل بجوارها وهو يهتف:
-وايه المشكله هى سمعت صوتى بس!
هتفت روسلين بقلق:
-انت لما شوفت صورتها قولت انك شوفتها قبل كده عندك فى الشركة وداليدا عمرها ما بتنسى صوت حد اتعاملت معاه او كلمته فاكيد هتعرفك
هتف نبيل بعقلانيه:
-ما هى لازم تعرف كل حاجه يا روسلين هتفضلى تضحكى عليها لحد امته؟!
هتفت روسلين بقلق:
-عمرها ما هتستحمل كل ده لازم اكون قدامها عشان اعرف اكلمها واهديها لانى عارفه انها هتزعل منى جامد، وكمان انا مش عارفه اروحلها مصر عشان انت حابسنى فى المستشفى دى
هتف نبيل وهو ينهض من جانبها و يهتف:
-لازم تفضلى قاعده هنا لحد ما حالتك تستقر، وكمان انا كنت جاى اناديلك عشان عندك جلسه وانتى لبختينى يلا قومى
هتفت بتعب وهى تنهض من على الفراش:
-والله عارفه ان كل ده ملوش لا........
قاطعها نبيل وهو يمسك بذراعها ليسندها:
-كل متوقع أت فتوقعوا الخير تجدوه، ممكن بقا تسكوتى
نظرت له روسلين وابتسمت وسارت معه الى خارج الغرفه
..................................
فى مصر"الاسكندرية"
كانت مستلقيه على السرير تراقب ذالك المحلول بملل وهو يقطر ببطء فهتفت متذمره وهى تنظر لمروان:
-كل ده بسببك انا ولا بتاعت مستشفيات ولا محاليل ولا حقن ولا دوا بكره الحجات دى
رفع مروان عينيه من على هاتفه ونظر لها واجابها بصرامه:
-تعرفى تاخدى المحلول وانتى ساكته انتى حرارتك كانت ٣٨عارفه يعنى ايه فتلمى، انتى ليكى عين تتكلمى اصلا!
نظرت له تالا بسعاده لاهتمامه بها وكادت تهتف بشئ لكن رنين هاتفه قاطعها، ضغط مروان على زر الايجاب وهتف بجديه:
-ايوا يا سما......لا انا مش رايح فى حته......وطى صوتك واتكلمى عدل قولتلك مش رايح......تعرفى تقصرى......سما حبببتى يسعدنى اقولك انى قفلت فى وشك السكه خلاص
ثم اغلق الخط فهتفت تالا بحرج:
-مروان انا اسفه يوم اجازتك ضاع بسببى، امشى يا مروان انا هاخد المحلول واركب تاكسى واروح انا مش تعبانه لدرجه دى يعنى
نظر لها مروان بلا مبالاه ونظر لهاتفه مجددا فهتفت تالا بتعحب:
-انت بتعمل معايا لية كده؟ انت لسه عارفني من كام يوم بس!
هتف مروان بشرود وهو ينظر لهاتفه:
-والله انا اللى عاوز اللى يقولى، بس انا حاسس انك ملكيش غيرى وانك مسئوله منى مع انى عمرى فى حياتى ما شلت مسئولية
نظرت له تالا بغباء فنظر لها مروان ومد يده وربط على ذراعها وهو يهتف:
-نامى يا تالا حاولى تستريحى
اغمضت تالا عينيها طالبة النوم وما هى الا دقائق حتى استقامة انفاسها فقد خلبها التعب بالفعل
................................
جلست فى شرفة غرفتها تراقب حديقه الفيلا من فوق واخذت تقلب عينيها على المنازل المجاورة علت ابتسامة مرحه شفتيها عندما وجدت داليا تضع طرحه على عينيها وتحاول الامساك بعبدالله وساهر وهما لا يكفان عن مشاكستها وصوت ضحكاتهم يصل لها فرفعت عينيها ونظرت لسماء وابتسمت بعذوبه وهى تخفض نظرها مجددا على الحديقه التقطت عينيها شخصا ما يقف على سطح الفيلا المقابله لهم ويمسك فى يدة سلاح مصوب ناحيتها وكامل حواسه عليها دب الخوف فى قلبها بل احست ان قلبها وقع فى قدمها وشعرت بأن احدا ما قام بالزاق قدميها فى الارض، فمن كثرة خوفها وصدمتها لم تستطع التحرك وشعرت ان لسانها ثقل فى جوفها حتى اصبحت غير قادره حتى على الصراخ!.........