الجزء 12

الثانى عشر:
استجمع شجاعته وهتف محاولا التغلب على توتره:
-انتى مكبره الموضوع، ايه اللى هيجيب اختك لعمى ايه اللى هيلم الشرقى على المغربى!
هتفت داليدا بتفكير:
-معرفش بس انا متأكده انى سمعت صوته جمبها والاعلانات اللى كانت.....
استشاط هو غضبا من عنادها فهتف بعصبيه:
-قولتلك متتكلميش فى الموضوع ده تانى عمى ملوش علاقه باختك وبنسبه لانه فى تركيا وبيكذب فملكيش دعوه خليكى فى نفسك متدخليش فى حاجه ملكيش فيها، انتى صدقتى نفسك ولا ايه!
نظرت له داليدا بصدمة من قسوة كلامه فهتفت هى الاخرى بغضب وهى تدفعه من كتفه:
-احترم نفسك و انت بتتكلم معايا انت فاهم وانت تتعصب على الدنيا كلها الا عليا صوتك العالى ده خليه لنفسك مش ليا عشان انت لسه متعرفنيش يا يحيى انا داليدا رسلان واللى يزعلها بيزعل جامد، والموضوع ده فى إن وانا مش هسكت
ثم نظرت له بتهديد وخرجت من غرفته بعصبيه فزفر يحيى بضيق وامسك هاتفه وعبث به حتى وجد ضالته فوضع الهاتف على اذنه وما ان رد الطرف الاخر حتى هتف يحيى بضيق:
-الو.....ايوا يا عمى
...................................
فى الجامعه
وضع حازم يده على انفه وجدها تنزف فنظر لمروان بسخرية وهو يهتف:
-هو ده اخرك يا بن حمزه
ثم وقف وهو ينفض ملابسه فقترب منه مروان و وقف امامه مباشرتا وهو ينظر فى عينيه بتحدى ويقول:
-متتصرفش تصرفات منتاش قداها يا حازم ومتلمسش اللى يخصنى تانى عشان المره الجايه مش هتعدى ببوكس!
ثم تراجع بجسده وامسك يد تالا وسحبها ورأه خارج الجامعه كل هذا وحازم يراقبه بنظرات ساخرة وقد وضع يديه فى جيبه وهو يهتف بخبث:
-لا ده سما هتتبسط اوى بالكلام ده نهارك معاها اسود ان شاء الله
..................................
كان يجلس على مكتبه فى غرفته يراجع على بعض الاشياء التى درستها داليدا له حتى رن هاتفه برساله ففتحها فوجد رساله منها لم يكن مصدقا عينيه هى بنفسها ترسل له رساله كانت مضمونها"هاى يا ساهر حبيت اهنيك، مستر محمود قال انك خت المركز الاول فى امتحان الفيزيا الالكترونى، بصراحه انا مبهوره بيك وبذات انك قفلته، هو انت بتاخد درس عند حد تانى غير مستر محمود؟!"ظل ساهر يفتح ويغلق فى عينيه لعله حلم وما ان تأكد انه حقيقه حتى وقف عن كرسيه وظل يقفز فى مكانه من شدة فرحته لكن تذكر انه يجب ان يرد فرد عليها برساله صوتيه يقول فيها بهدوء
مصطنع"هاى'سهيله'شكرا على تقديرك انتى ومستر محمود، لا فى الحقيقه انا مبخدش عند حد غيره بس فى واحده قريبتى قاعده عندنا فتره وهى شاطره جدا وبتشرحلى شويه حجات على الطاير كده"سعد هو عندما وجدها مازلت فى الشات ولم تخرج منه و وجدها ترد عليه برساله صوتيه هى الاخرى"تحياتى ليها باين عليها شاطره جدا انت مستواك اترفع فى فتره قليله "
وضع ساهر الهاتف على قلبه وهو يحادث نفسه بهايم:
-ايه الصوت ده بس صوتك كان وحشنى اوى!
ثم رد عليها هو الاخر لكن برساله مكتوبه هذه المره"انا كنت بصور شرحها ليا بالفون قولت ممكن انسى حاجه، لو عاوزه يعنى ابعتلك كل الفديوهات تشوفيها"وما هى الا ثوانى حتى ردت هى عليه برساله صوتيه"بجد شكرا اوى ياساهر"تنهد ساهر بهيام وابتسامة بلهاء على شفتيه
...............................
كانت تجلس بجواره فى السياره والخوف ينهش قلبها فهو صامت ملامحه هادئه وهذا الصمت يقلقها لماذا لم يغضب لماذا لما يعاتبها قررت هى ان لا تدع الفرصه لعقلها بتفكير فلماذا لا تسأله فهتفت ببعض الشجاعه:
-ساكت ليه يا مروان انا متاكده انك عندك اسأله كتيرة
ضغط هو بقبضته على عجلة القياده بغضب وهو مازال ينظر امامه فهتفت هى مبرره بسرعه:
-والله كل كلمه قولتهالك عنى حقيقه انا كنت فى كليتك عشان بروح مع واحده صاحبتى كل فتره عادى وبدخل فى وسط صاحبها والامن مبيخدش باله منى، انا كان نفسى اوى اجرب الحياه الجامعيه فبروح معاها عادى
التفت لها مروان نصف التفاته وهتف بغضب:
-ليه لما شفتينى النهارده عملتى نفسك من بنها!، انتى جدى وخالى مصلتينك عليا عشان ترقبينى صح؟
نظرت له تالا بصدمه من اتهامه لها فهتف مروان بسخريه:
-ايه بتبصيلى كده ليه ما هو مفيش تفسير غير كده ما هو مش معقول كنتى بتيجى الكليه ومتعرفنيش مفيش حد فى الكليه ميعرفش مروان نور الدين ده وكمان لما شوفتك فى الكافيه ندهتينى باسمى رغم انى مقولتلكيش عليه بس انا ساعتها مدققتش بس النهارده افتكرت انى مقولتلكيش عليه يعنى كنتى عرفانى ومثلتى انك متعرفنيش ولما شوفتك النهارده استخبيتى ولما المحاضره خلصت استنيتى لما اطلع وطلعتى ورايا زى الحراميه، انتى متعرفنيش يا تالا
نظرت له تالا ودموعها تتساقط من عينيها ببطء فاوقف مروان السياره على جانب الطريق ونظر لها عندما وجدها تهتف بنكسار:
-انا.....انا بحبك يا مروان انا اعرفك من اول ما دخلت الكليه كنت دايما مشهور بخنقاتك مع حازم رغم كده لقيت نفسى باخد بالى منك زياده عن الزوم كنت بفضل سرحانه فيك كتير كنت كل ما اشوفك بفرح زى الهبله ورغم انى عمرى ما كلمتك ولا كلمتنى فى الكليه كنت دايما بدعى ربنا تكون من نصيبى، انت متعرفش كنت بحس بايه وانا بشوفك مع سما وكل شويه حد يقول قدامى انكو بتحبو بعض انا كنت بولع من جوايا من الغيره كنت كل شويه بشبط فى صباح واروح معاها الكليه عشان خاطرك رغم انى عارفه انك مستحيل تكون من نصيبى، اول ما شوفتك فى الكافيه اتفجأت جدا منك ومقولتلكش انى اعرفك عشان خوفت لتحرجنى و تقولى انى واخده بالى منك عشان كده سكت وقولت ملوش داعى انا مش محدوفه عليك انا كل حاجه قولتهالك حقيقه مع انى عمرى ما قولت الكلام ده لحد بس انت مش حد يا مروان انت بوقفتك معايا فى يوم اجازتك وتعبك معايا واهتمامك بيا مش بس حسسنى ان فى حد خايف عليا وسند ليا لا انا يومها حسيت انك بتحبنى وده فرحنى يمكن يومها منمتش من كتر الفرحه والتفكير انا.....انا كنت عامله زى الطفله فى حبى ليك كنت حسه انك مالى عليا حياتى رغم انك مكنتش تعرفنى و.......
وضع مروان يده على فمها مقاطعا لها ونظر لعينيها الدامعه وهتف بصدق:
-تالا انا بحبك عمرى ما حبيت غيرك ولا سما ولا غيرها وانا سندك وكل حاجه فى حياتك انا صاحبك وابوكى واخوكى وحبيبك وجوزك مستقبلا، سامحينى يا تالا انا اسف
كاد مروان ان يعانقها لكنها صرخت بخوف وهى تهتف:
-ايه انت هتعمل ايه
نظر لها مروان بصدمه وهتف:
-فى ايه يخرب بيتك حرام عليكى خضتينى
هتفت تالا بخجل وهى تنظر امامها:
-انا مبحبش يكون فى ولد قريب منى زياده فاحفظ المسافه بنا يا مروان
رفع مروان حاجبيه وهتف:
-انا حبيبك!
نظرت له وهتفت بجديه:
-مفيش حاجه اسمها كده البنت المسلمه يا مخطوبه يا متجوزه يا عزباء
هتف مروان ببساطه وهو يدير محرك السياره:
-خلاص نشوف الموضوع ده ونتجوز
ضحكت تالا وهى تمسح دموعها وهتفت:
-يا بنى انت لسه متخرجيش ولسه وراك جيش وبعديه شغل وبلاوى هتجوز ازى
هتف مروان وهو ينظر لها:
-يستى انا هتخرج السنه دى وبعدين نتخطب ونكتب الكتاب ولما اخلص جيش نتجوز والشغل كده كده معروف فى الشركه ولا انتى مش ناويه تستنينى!
ردت هى بخجل:
-انا معنديش غيرك استناه!
امسك مروان كفها وقبله بحنان حاولت هى ان تفلت كفها من يده بخجل لكن ابى ان يتركها فستسلمت للمسته الدافئه على كفها
..................................
استسلمت داليا لسحبه لها بتذمر وما ان وصلت لسيارته حتى هتفت بغضب:
-يعنى سيبنى اسبوع مفكرتش تصالحنى وجاى النهارده تخرجنى!
هتف عبدالله بمرح:
-يا حبيبتى انا بقالى اسبوع بجرى وراكى وانتى اللى مش بتكلميتى ثم انى واخدك عند الكافيه اللى مروان شغال فيه مش انتى كان نفسك تروحى هناك؟
نظرت له داليا وهتفت بتكبر مصطنع:
-ماشى ماشى هوافق على الصلح على مضض المره دى
فتح لها عبدالله باب السياره وهو يضحك فصعدت إلى السياره وصعد هو بجوارها وانطلق بسياره لكافيه
......................................
فى شركة نور الدين "مكتب نور الدين"
دلفت السكرتيره إلى مكتبه بعد ان استأذنت وهتفت:
-الانسه سما مستنيه حضرتك بره يافندم، تحب ادخلها؟
نظر نور الدين لسكرتيره بضيق وهتف:
-ودى عاوزه ايه؟!
هزت له السكرتيره رأسها بعدم المعرفه فاشار نور الدين لها بيده ان تدخلها فخرجت وابلغت سما ان نور ينتظرها فدلفت سما بخطوات غاضبه إلى المكتب وهى تهتف بصوت مرتفع:
-شوفت اللى مروان بيعمله معايا؟!
نظر لها نور الدين وهتف ببرود:
-ممكن تقعدى الاول وبعدين نتكلم
جلست سما على مضض وهى تهز ساقيها بغضب، فهتف نورالدين بجمود:
-ها مروان عمل ايه معاكى
نظرت له سما وصرخت بغضب فى وجهه:
-مروان بيحب البت اللى شغاله معاه فى الكافيه كان يوم اسود يوم ما وديته يشتغل هناك
ضحك نورالدين بسخريه وهتف:
-احلفى ان ده اللى معصبك
استشاطت سما من الغيظ على بروده وهتفت بغضب:
-الموضوع مش زى ما انت فاكر مروان بعد عنى، الجمعه اللى فاتت كانت عيانه وداها المستشفى وفضل معاها ورعها وبعدين روحها وبالعافيه اقنعته انه يقابلنى بعد ما روحها، مروان بعد عنى جدا شكله بيحبها بجد!
امسك نورالدين بسجارته واشعالها ورد ببرود:
-انتى عارفه مروان كل فتره مع واحده وفى الاخر بيرجعلك انتى، وبعدين دى على حسب ما عرفت بنت يتيمه عايشه لوحدها بتصرف على نفسها مش من مقامنا، اوعى تكونى فاكره ان مروان ممكن يعتبرها حاجه غير تسليه!
التقطت سما حقيبتها من على الطاوله التى امامها وهتفت بتهديد:
-اتمنى يكون ده اللى بيفكر فيه واتمنى انك تقنعه انه يخطبنى بسرعه عشان لو حكيت لبابا على اللى مضايقنى معتقدش علاقة الشغل مبنكم هتفضل كويسه!
ثم نهضت وخرجت من المكتب فاسند نور الدين رأسه على المكتب وشرد بنقطه ما بالفراغ وهتف محادثا نفسه:
-عادى هتعاند زى عمك وزى اخوك هتاخد فوق دماغك يا مروان محدش مسمحله فى عيلتى ياخد قرار انا مش موافق عليه.....


إعدادات القراءة


لون الخلفية