الجزء 23

الفصل الثالث والعشرين:
دلفت منه إلى غرفة سيف وسيف ورائها وهو لا يفهم اصرارها العجيب فى التحدث فى غرفته، دلف هو واغلق الباب وهو يهتف بمرح:
-فى ايه يا حضرة الظابط انتى لدرجه دى واخده على خاطرك من امبارح!
تجاهلته منه واقتربت من الكمود الذى بجوار السرير والتقطت البرواز الذى عليه وكان يحتوى على صورة لولد وبنت بملابس الثانويه، ابتسمت هى بسخرية فاقترب منها سيف واخذ البرواز منها وهتف مبتسما:
-ايه احلى منك صح!
نظرت له منه وهتفت ساخرة:
-احلى منى ازى وانا وهى واحد!
نظر لها سيف بعدم فهم وهتف:
-يعنى ايه مش فاهم
جلست منه على السرير و وضعت قدما فوق الاخره ونظرت له وهتفت ساخرة متجاهله سؤاله:
-ألا قولى يا سيف انت لسه زى ما انت، بتاع بنات من ايام الثانوى!
نظر لها سيف بدون اى تعبير وبدا جديا وهو يهتف:
-على فكره انا مفيش اكتر من الصبر عندى بس لما بيخلص بتخنق
وقفت منه فى مواجهته وهتفت بنبرة حاولت جعلها قوية:
-فاكرة منه يوسف الجمال، البنت اللى فضلت تقولها٣سنين انك بتحبها وانك هتفضل معاها لحد ما تتخرج وتتجوزها وفضلت توعد فيها لحد ما فى الاخر اكتشفت انها مجرد نزوة وانك تقريبا قايل الكلام ده لكل بنات المدرسة، كنت شاب روش اوى يا سيف ويا ترى لسه الروشنه دى فيك!
هتف سيف بصدمة وهتف:
-منه!
اخذت منه البرواز من يده وهى تهتف بسخرية:
-مش فاهمه الصورة دى لسه معاك ليه وحاططها ليه كده ايه بتحس بنتصار لما تفتكر كسرتى وقد ايه كنت بتعرف تكذب، بس اصدق لما شوفتك معرفتكش تقريبا عشان انت ب١٠٠وش!
تجاهل سيف كل كلامها وعانقها بقوة حاولت هى ابعاده عنها لكنه لم يسمح لها حتى تراخت قوتها المزيفه وبكت بقوة وهى تضربه بيدها فى ظهره وتهتف بكسرة:
-ليه ليه عملت كده يا سيف حرام عليك انت عارف انا فضلت كام سنه اعيط كام سنه توحشنى كام سنه اتمنى اشوفك تانى كام سنه احبك رغم كل اللى عملته فضلت احبك عارف ليه، عشان القلب اللى حب عمره ما يكره يا سيف!
ثم استجمعت كل قوتها ودفعته عنها ونظرت فى عينيه التى ادمعت من حديثها والقت البرواز على الارض ليتكسر الزجاج الخاص به إلى قطع صغيره ثم فتحت الباب وخرجت واغلقته بقوة ورائها
.............................
كانت داليدا تقف واذنيها على الباب حتى وجدت فجأه منه تفتح الباب لكن منه لم تعرها اهتمام وتوجهت للاسفل، نظرت لها داليدا بدهشه وهى تغادر ودلفت للغرفه فوجدت سيف يجلس على فراشه وعينيه على الارض فاقتربت منه داليدا وجلست بجوارة بسكون فوجدت سيف يقطع حاجز الصمت ويهتف:
-هو ليه دايما مبنعرفش قيمة الحاجه الا لما تروح، ليه بنكتشف الحقيقة بعد فوات الاوان! لدرجة دى الانسان غبى!
نظرت له داليدا بحزن وصمتت فتابع هو:
-كانت روشنتى فى الثانوى وخدنى انى اكلم فى بنات كتير وابقا على وضعى بقا ومحدش قدى، فضلت٣سنين اغرقها بكلام حب وانى هفضل معاها على طول زيها زى غيرها بس الفرق انها طولت معايا شوية يعنى كان اخر كل بنت معايا شهر او اتنين هى الوحيده اللى كنت شايف انى مينفعش اسبها بس اكتشفت ده متأخر بعد ما بنت من اللى كنت بكلمهم قلتلها كل حاجه وانى بضحك عليها بعدها مجتليش حتى الفرصه اقولها انا اسف لان بابا سفرنى معاه دبى واخبارها اتقطعت عنى وغيرت رقمها وقفلت صفحتها على الفيس قطعت كل السبل اللى كان ممكن توصلنى ليها، ساعتها بس اكتشفت انى كنت بحبها بجد انا بس اللى كنت مقتنع انها نزوة وانها زى اى بنت
ثم رفع رأسه ونظر لها وهتف بدون اى شعور:
-ممكن ميكونش يحيى اللى قتلها ساعات كتير بتخونا ودانه وعنينا ساعات كتير سوء الظن بيعمينا، متخسريش يحيى عشان حاجه انتى لسه متعرفيش هى صح ولا غلط عشان متندميش!
كادت داليدا تتحدث لكنها وجدته يرفع قدميه من على الارض ويتمدد على السرير وهو يهتف بتعب:
-اطفى النور واطلعى بره يا داليدا لو سمحتى، انا تعبان
تنهدت داليدا بهم اثقل صدرها ونهضت واغلقت الضوء وخرجت من الغرفة ونزلت السلالم وهى شارده تفكر بحديثه حتى وجدت من يرفع يده فى وجهها ويحركها لتستيقظ فأنتفضت بفزع، فهتف يحيى بسخرية:
-انتى مروشه يا بنتى ولا ايه اى حد يكلمك تتخضى، روحى اطلعلهم بره البنت اللى اسمها إيلا ولا أيلا دى ولا مش عارف اسمها ايه المهم يعنى ان بنت اختك بتعيط وخاربه الدنيا
نظرت له داليدا وهتفت بعدم تركيز:
-انت جيت؟!
ضرب يحيى كفيه ببعضهم وهتف:
-لا انتى شكلك شاربه حاجه وهتقرفينى انا طالع اصلى المغرب
ثم صعد الدرج إلى غرفته، نظرت هى الى فراغه لكن وصل لداليدا صوت ابنة اختها وهى تبكى فهرولت بسرعه إلى الحديقه لتسكتها.
..................................
بعد ساعتين
دقت داليدا باب غرفة سيف لتطمئن عليه ففتح لها الغرفة ودلف مجددا وجلس على الفراش فدلفت هى للغرفة وما ام استنشقت رائحة سعلت بشدة وهى تهتف:
-كح كح....انت كح... انت شربة كام سجارة يخرب بيتك...كح
اشعل سيف المروحه لتزيل الرائحه قليلا وهو يهتف بسخرية:
-كام سجارة ايه......ده العلبة خلصت!
ابتسمت داليدا وهى ترفع يدها بورقه امام عينيه:
-تراراه!ايه رأيك؟
هتف سيف بمرح:
-ايه رأى فى ايه، دى ورقه انتى ليه محسسانى انها ورقة بردى ليه كده!
ابتسمت داليدا وهتفت بجديه:
-لا مش ورقة بردى يا ظريف،انا روحت لداليا وجبت منها رقم منه يعنى ممكن ترن عليها وتخليها تقابلك وتصلح اللى اتكسر بدل ما انت قاعد زى المطلقين كده
نهض سيف بسرعة وانتشل من يدها الورقة وهو ينظر لها بسعاده، لكنه هتف بمرح:
-انتى بتعملى كده عشانى ولا خايفه انها ترجع ليحيى وتخرب على دماغك
ضحكت داليدا عليه لكنها وجدت فجأة من يمسك بذراعها ويهتف:
-داليدا عاوزك
لم يعطى يحيى داليدا الفرصه للاعتراض وسحبها خارج الغرفة، نظر له سيف بتعجب لكنه نهض بسرعة وعدل من هيئته وخرج من الفيلا و وقف امام فيلتها واتصل بها من هاتفه فردت هى بعد فترة بجديه:
-ايوا مين؟!
ارتبك سيف وهتف:
-منه بعد اذنك انا واقف قدام الفيلا، انزلى
صدمة منه و نهضت من على سريرها و وضعت طرحتها على شعرها بطريقه غير مرتبه و خرجت إلى الشرفة فلمحته بالفعل يقف ويشاور لها بيديه لتراه فهتفت بغضب:
-امشى من هنا انت مجنون!
ابتسم سيف وهتف:
-تحبى ارن الجرس وانادى عليكى عشان تشوفي الجنان!
=سيف متهزرش بتكلم بجد امشى، انت عارف الساعه كام!
هتفت بها بضيق فهتف هو ببساطه:
-الساعه١٠انتى ليه محسسانى انها١٢!،اخلصى انزلى البسى الاسدال على البجامة احنا هنتمشى هنا فى الشارع ونرجع
ثم اغلق الخط بوجهها فنظرت هى له بغضب فوجدته يبتسم لها بطريقة استفزتها فدخلت للغرفة وارتدت اسدال صلاتها و خرجت من غرفتها وتسحبت بهدوء حتى لا يشعر بها احد وخرجت من الفيلا
...............................
سحبها يحيى ورائه إلى سطح الفيلا وما ان وصل حتى ترك يدها ورمقها بنظرة نارية فبتلعت لعابها بقلق وهتفت:
-متبصليش كده، فى ايه؟!
هتف يحيى بغضب وصوت عالى ونار الغيرة تشتعل بصدرة:
-بكل هدوء، انا عاوز اعرف علاقتك بالزفت ده ايه
وضعت داليدا يدها على اذنيها وهى تهتف بمرح لم تستطع السيطرة عليه:
-ده بكل هدوء، هو انت الهدوء عندك عكس الناس ولا ايه؟!
استغفر يحيى ربه وهتف بهدوء مصطنع:
-داليدا متهزريش عشان انا بتكلم بجد!
كتفت داليدا ذراعيها وهتفت بحده:
-اقولك بتاع ايه، هو انت بتقولى حاجه لسمح الله، ده انت عرفت ان روسلين عندها كانسر ومقولتيش عرفت انها امى ومقولتليش عرفت ان عمك يبقا ابويا وبردو مقولتليش وكمان مش عاوز تقولي مين اللى قتل اختى، بتاع ايه بتطلب منى اقولك حاجة عن حياتى!
صرخ يحيى بوجهها بنفاذ صبر:
-مش انا يا داليدا مش انا اللى قتلت اختك مش انا!
امسكت داليدا ذراعه وهى تهتف برجاء:
-ايه اللى حصل يا يحيى احكيلى عشان خاطرى، مين قتلها وليه كل اللى كان هناك شهد عليك انك قتلتها!
تنهد يحيى وهتف بثقل:
-هقولك
.................................
سارت منه بجوارة بهدوء فستجمع سيف الكلام الذى سيقوله بتوتر وهتف بندم:
-منه انا اسف والله حقيقى اسف انا ندمت والله انا حياتى زمان كنت مجرد عك انا عارف انى مكنتش صغير وكان المفروض افهم انى كده بجرح مشاعرك بس والله انا.....
قاطعته منه بجدية:
-بلاش نتكلم فى كلام ولا هيودى ولا هيجيب، انا اللى كنت غلطانه كنت فى السن ده وفتحت قلبى وسمحت لنفسى ارتبط بيك انا اللى غلط
=بس الحب ملوش سن!
نظرت له ونظرت امامها بلا مبالاه فهتف هو بضيق:
-هو انتى بتحبيه بجد! بتحبى يحيى؟!
ردت عليه ببرود:
-هتفرق معاك!
هتف بغضب لم يستطع السيطرة عليه:
-ايوا هتفرق، هو مبيحبكيش هو بيحب داليدا
تشكل على وجهها علامات السخرية وهتفت:
-وايه الجديد انا عمر ما حد حبنى!،بس ريح نفسك الانسان بيحب مره واحده بس فى حياته واللى بيجى بعدها للنسيان!،بس اوعى تكون فاكر ان علاقة يحيى بداليدا هتنجح عشان هما ولاد عم،انا عرفت انا داليدا بتقابل مازن و روحت قولتله وبعدها يحيى عرف ان داليدا اخت....نسيت اسمها المهم انها اخت مرات مازن اللى اتقتلت وداليدا فاكره ان يحيى قتل اختها،بعد العك ده كله تفتكر كل حاجه هتتصلح
هتف سيف بتعجب:
-فاكره!مش ده اللى حصل؟!مازن جوز هازال شاف يحيى وهو بيقتلها
وقفت منه ونظرت له ورفعت حاجبها فوقف سيف هو الاخر عندما وجدها تهتف:
-يحيى كان جوزى وقتها ده غير انى كنت معاه فى العمليه دى،تفتكر انت تعرف اكتر منى؟!
هتف سيف بدهشه:
-عملية؟!
=تحب تسمع؟!
هز لها سيف رأسه بفضول فاكملت منه:
-من سنه جالنا اتصال من بيت مازن من الخدامة بتاعت البيت بيتقول فيه انها شافت مع اخت داليدا مخدرات المهم جمعنا القوة وكنت انا ويحيى فى العمليه دى والعساكر واقتحمنا البيت ومكنش فى البيت غير الخدامة واخت داليدا وبنتها الصغيرة لما دخلنا، انا استغربت جدا لان كان باين انها محترمه، العساكر فضلو يفتشو ومكنش فيه حاجه فيحيى اتعصب و رفع المسدس فى وش اخت داليدا..


إعدادات القراءة


لون الخلفية