الجزء 17
الفصل السابع عشر:
-مكلمتيش باباكى او مامتك من يوميها يا داليدا؟!
هتفت بها نجاة وهى تنظر لداليدا الجالسه امامها بجوار يحيى فنظرت لها داليدا وهتفت ببعض الضيق:
-مكلمتش حد ومش عاوزه اكلم حد
ردت عليها نورهان بعتاب:
-بلاش تشيلى من امك يا بنتى هى تعبانه ومحتجاكى جمبها لازم تأجلى كل حاجه لبعد ما تبقى كويسه
هتفت داليا مؤكده صحت كلام زوجة عمها:
-طنط نورهان عندها حق يا داليدا
نظرت داليدا للارض بحزن سيطر عليها عندما تذكرت مرض روسلين الذى اخفته عنها وتركت نفسها تواجه الالم بمفردها كم يصيبها الالم عندما تتخيل مواجهة روسلين كل ذالك بمفردها بدون اى حد بجوارها، فكم عانت عندما سمعت بزواج زوجها الذى تحبه وكم عانت عندما سمعت ابنتها تنادى شخص اخر بلقبها وكم عانت عندما عاشت وحيده بدون شريك يشاركها حياتها وكم عانت عندما توفى والديها فجأه وكم عانت عندما سمعت بمرضها و واجهت الالم بمفردها، كل ذالك كان محزن مخيب للآمال واجهته روسلين بمفردها بطبع ظلت سنوات تبكى وحيده حتى اختنق صوتها وكانت تكتم صوت شهقاتها حتى لا يسمعها احد ويشفق عليها، قاطع حبل افكارها تلك اليد الدافئه التى امتدت ليدها وربطت عليها بحنان نظرت داليدا ليحيى بعينين دامعتين وكاد يمسح لها دموعها لكن ساهر اندفع بمرح على الاريكه وادار رأس داليدا إليه وهتف بوجه مبتسم:
-اختى الكبيره القمر بتعمل ايه...... بتعيط زى العيال الصغيره!
دهشت داليدا فى بدايه الامر من حديثه وتلك الكلمه الجديده "اختى" الذى منذو ان عرف انهم شقيقان يناديها بها فضحكت داليدا عليه وهتفت:
-مش عارفه ليه محسسنى انك معندكش اخوات الكلمه دى غريبه عليا اوى منك!
تراجعت داليا بظهرها على الاريكه براحه وهتفت بمرح:
-معلش هو اتهبل، احساس حلو بردو لما يظهرلك اخت من العدم بس المفروض انا اللى اكون فرحانه عشان كان نفسى دايما يكون عندى اخت بنت او حتى بنت عم عشان انا بنت على ٣ولاد!
ابتسمت داليدا بامتنان لهم فهى ايضا سعيده بهم بينما مريم كانت تتابع حديثهم بصمت وقد شردة بما قد يحدث عندما تعود روسلين لهذا البيت لكن فجأه دخل نور الدين من باب الفيلا وهو يدفع مروان بغضب فنهض الجميع بدهشه، اسرع مروان من خطواته بغضب وجلس بجوار يحيى الذى لم ينهض من مكانه بسبب الاصابه التى بقدمه، فهتف يحيى بتعجب وهو ينظر لجده:
-هو فى ايه؟!
تجاهله نورالدين وهتف وهو ينظر لنورهان بغضب:
-حمزه فين يا نورهان؟
فركت نورهان يديها بتوتر وهتفت بقلق:
-فوق فى اوضته هو فى حاجه؟!
لم يجيبها نور الدين وظل ينادى باسم ابنه بغضب حتى لمحه ينزل على درجات السلم، فابتسم نور الدين بسخريه عندما وقف حمزه امامه وهتف:
-يا فرحتى بيك وبتربيتك لابنك!
نظر حمزه بعدم فهم لمروان الذى كان يضع رأسه فى الارض وعلامات الضيق على وجهه ورد عندما نظر له مجددا:
-فى ايه بس يا بابا، هو مروان عمل حاجه؟!
=عمل حاجه!......قول معملش ايه!
وقف مروان وهتف مدافعا عن نفسه:
-ما كفايه بقا انت ليه مكبر الموضوع هى حياتى ولا حياتك!
اشتعلت عينى نور الدين بغضب من وقاحة حفيده واقترب منه وكاد يصفعه لكن يحيى وقف حائلا بينه وبين شقيقه وهتف بهدوء:
-خلاص يا جدى امسحها فيا وقولى بس هو عمل ايه ومحدش هيعاقبه غيرى لو كان غلط فعلا
نظر نور الدين لمروان وهتف بحده:
-قول لاخوك ولابوك يا محترم عملت ايه
ادار مروان يحيى من ذراعه حتى ينظر له وهتف بصوت عالى:
-تالا يا يحيى اللى حكتلك عنها رحت النهارده اشوفها عشان بقالى اسبوع معرفش عنها ولا تعرف هى عنى حاجه رحت اوضحلها واطمنها لقيته دخل الكافيه وقعد يزعق مش فاهم ليه كل ده، تخيل طلع قايل للبنت اللى شغاله معاها لو شافتنى عند تالا تقوله، ده مراقبنى!، مش كفايه احترمته ومخرجتش الاسبوع ده ومكلمتهاش مفيش غير انهارده خرجت وكلمتها
وقف حمزه بجوار والده وهتف بغضب:
-و أنت تروحلها بتاع ايه انت هتخلص الكليه وتخطب واحده تانيه ليه تروح لتربيه الملاجئ دى
=تربيه الملاجئ دى متربيه عن اللى اسمها سما دى واسأل خالى سامح هو كان يعرف ابو تالا الله يرحمه وعارف تالا كويس
تدخلت نجاة فى الحوار وهتفت بدهشه:
-ايوا بس يا مروان انت مش وعدت سما دى بالجواز و عشمتها، ازى تحب واحده تانيه؟
نظر مروان لنجاة وهتف بانفعال:
-كنت بتسلى وهى عارفه كده كويس ولا هى مصدقت لزقت! هى اكبر غلطه من ضمن الغلطات اللى كنت بعملها زمان
سحبه حمزه من طرف التى شيرت وهتف بحده:
-غلطت يبقا تستحمل نتيجة غلطك احنا ادينا لابوها كلمه ولو انت مش قد كلمتك فانا وجدك قدها انت عاوز تصغرنا قدام الناس!
اكمل نور الدين ساخرا:
-لا وايه واحده اهلها ميتين وبيتها ميجيش سعر بوابه فيلتنا ومتعلمتش ولا واخده كليه ولا حاجه، انت عاوز تفضحنا شكلك كده!
=يعنى ايه يعنى كونها يتيمه دى حاجه تعبها!
نظر نور الدين بحده إلى داليدا التى خرجت عن صمتها بعد ان حاولت منع نفسها بقدر استطاعتها من التدخل،بينما يحيى نظر لها بدهشه لجرئتها وهتف محادثا نفسه:
-يخرب بيتك اومال لو مكنتش حزرتك منه اول مره جيتى هنا كنتى عملتى ايه!
نظر حمزه لداليدا بضيق وهتف قاصدا اهانتها واحرجها:
-وانت مالك؟! هى امك معلمتكيش لما اللى اكبر منك يتكلم تخرسى!
كتفت داليدا يديها وهتفت ببرود:
-لا! علمتنى لو حد بيقول حاجه غلط مسكتش عنها حتى لو اللى بيقولها اكبر منى عشان اللى اكبر منى مش ملايكه ومش كل كلامهم صح!
لوى نور الدين فمه بسخريه و وقف امام داليدا وهتف:
-بتقولى ايه كده تانى سمعينى؟!
نظرت داليدا فى عينيه بتحدى وهتفت:
-بقول كونها يتيمه مش حاجه تعبها عشان هى مخترتش تبقا يتيمه ربنا دايما هو اللى بيخترلنا وبيخترلنا دايما الصح والمناسب لينا واللى فيه الخير بيقدمه لينا اما بنسبه لمستواها التعليمى هى مخترتوش بردو هى اترتبت يتيمه مش فى وسط اهلها عشان تطلع دكتوره اكيد لو كان اهلها عايشين وجمبها كانت هتبقا احسن وبنسبه بقا للفلوس انت متعرفش هى قد ايه فرحت بس انها قدرت تشترى الشقه اللى بسعر بوابه فيلتك لان بنسبلها حاجه كبيره، بنت اتربت لوحدها ولما خرجت من الملجئ اعتمدت على نفسها واشتغلت واشترت بيت دى حاجه كبيره و اللى مولود فى بقه معلقه دهب ميعرفهاش واللى هى البنت اللى اسمها سما دى، صعب تقارن بنهم ازى تقارن بين واحده اتولدت وكل حاجه معاها الفلوس والعيله والتعليم وطلع منها الغرور والتكبر وعدم الحياء وقلة الادب دى انها تجرى ورا واحد وبين واحده ملقتش ولا حاجه من دى وطلعت بالهدوء والبرائه والاحترام ده، فى فرق كبير مبنهم!
دخل نور الدين فى نوبه من الضحك على اثر كلمتها فنظر له الجميع بدهشه فهتف باهانه بعد ان اوقف ضحكاته المزيفه والساخره منها:
-كلامك ده بيفكرنى بيكى،روحى بصى لنفسك فى المرايه وبصى لداليا وانتى هتعرفى ليه مكنتش موافق على جواز امك بابنى!
خرج يحيى عن صمته وهتف بضيق:
-ايه علاقة الكلام ده بالموضوع ده!
ابتسم نور الدين بسخريه وهتف وهو ينظر لداليدا:
-ازى بقا!مش الهانم بتتكلم على الفرق بين اللى عنده اهل واللى معندوش فانا بقا عاوز اكلمها عن الفرق بين اللى اهله محترمين واللى لا مؤاخذه
نظرت داليدا له بصدمه لتلك الاهانه الموجهه علانيه لوالدتها بدون اى تردد وهتفت بحده:
-انت قصدك ايه!
هتف نور الدين وهو ينظر لها بدونيه من رأسها حتى قدميها:
=اللى اقصده انى كنت بختار مرات ابنى صح واللى بيحصل النهارده ده يوريكى انى اخترتها صح و انتى اهو بنفسك اتفرجتى على البنت اللى ربتها روسلين والبنت اللى ربتها مريم نفس الفرق اللى بين مريم و روسلين بظبط!
غلت الدماء فى عروق يحيى وكاد يهتف بشيئ ما بغضب لكن قاطعه ذالك الصوت وهو يهتف:
-مسمحلكش!
نظر الجميع بدهشه إلى نبيل الواقف بجوار الباب هو و روسلين الذى يبدو عليهم انهما واقفان منذو فتره طويله،اقترب نبيل من والده وسحب ابنته من امامه وحوطها من كتفها واكمل:
-انا ولادى التلاته متربين احسن تربيه غصب عن اى حد، وبنسبه للفرق اللى انت بتقول انه بنهم فهو فى فرق فعلا بس فرق شخصيات مش تربيه، كل واحد فيهم متربى وعارف حدوده وايه اللى يصح واللى ميصحش نفس الفرق اللى بين روسلين ومريم الاتنين كل واحده فيهم محترمه وهاديه ومؤدبه الفرق بنهم شخصيتهم
نظرت داليدا إلى يد نبيل التى على كتفها ونظرت له وقد هبطت دموعها من عينيها بعد ان شعرت بكم الاهانه التى نالت منها هى و والدتها لكنها وجدت يد نبيل تشتد على كتفها وهو يكمل بتحدى:
-محدش فيهم اقدر استغنى عنه ومقبلش ابدا انى اسمع حد بيعيب فى عيلتى ويشكك ان حد فيهم ناقص تربيه لسمح الله حتى لو الحد ده انت!
اقتربت روسلين من داليدا ونبيل و وقفت بجوارهم و وضعت يدها على كتف ابنتها وهى تهتف بسخريه:
-مش هتبطل نظامك الديكتاتورى ده اللى انت ماشى بيه! عمال تفرض رأيك وتطلع احكامك على الناس وبتعمل اللى انت عاوزه انا كنت بحترمك بس الاحترام لازم يكون متبادل بس انت عمرك ما احترمتنى ولا حتى احترمت حفيدتك اللى ملهاش ذنب حتى لو بتكرهنى المفروض هى غير بس انت اللى فى دماغك فى دماغك
ضحك نور الدين بسخريه والتفت بجسده وكاد يذهب لكن اوقفه صوت روسلين الهاتف بشك:
-انت عرفت منين ان خطيب مريم مش هيجى الفرح؟!
التفت لها نور الدين وهو يرفع حاجباه وهتف:
-نعم؟!
اقتربت روسلين منه و وقفت امامه وصرخت به:
-عرفت منين ان خطيب مريم مش هيجى الفرح عشان تجيلى يوم الفرح الصبح وتقولى ان نبيل بيخونى مع مريم وانه هيتجوزها عليا ولما لقتنى مجتش الفرح بعتلى صورته هو وهى بليل فى الفرح، عرفت منين ان خطيبها مش هيجى ونبيل هيتجوزها!، ولو كنت عرفت ممنعتش الفرح ليه قبل ما يحصل اصلا..